منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - هدم اللغة العربية الفصحى!
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-01-2022, 05:28 AM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: هدم اللغة العربية الفصحى!

اقتبس النحو فنعم المقتبس
والنحو زين وجمال ملتمس
صاحبه مكرم حيث جلس
من فاته فقد تعمى وانتكس
كأن ما فيه من العي خرس
شتان ما بين الحمار والفرس

اللغة العربية في شريعتنا لها مكانة، وفي علومنا ودروسنا لها حصانة، ولعزنا وشرفنا لها وقع وصيانة، فاسمع أقوال العلماء لتعرف ثمرتها وأهميتها في كل بناء، قال شيخ الإسلام: "فإن الله لما أنزل كتابه باللسان العربي، وجعل رسوله مبلِّغًا عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي، وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، وصارت معرفته من الدين" ا. هـ.

ويقول أيضًا: "إن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فَهْم الكتاب والسنة فرض، ولا يُفهَم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" انتهى.

وقال أيضًا: "معلومٌ أنّ تعلمَ العربية وتعليمَ العربية فرضٌ على الكفاية، وكان السلف يؤدّبون أولادهم على اللحن، فنحن مأمورون أمرَ إيجابٍ أو أمرَ استحبابٍ أن نحفظ القانون العربي، ونُصلح الألسن المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنّة، والاقتداء بالعرب في خطابها".

وقال الثعالبي رحمه الله: "من أحب الله أحب رسوله، ومن أحب النبي العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب". اهـ.

فالعربية وقرآننا صنوان، فأين الذين عزفوا عنها، ومالوا إلى غيرها؟! بل يتبجحون باللغات الأجنبية ومعرفتها ودرسها، وتركوا اللغة العربية جانبًا وهي هويتنا ولغة قرآننا.

والعربية أوسع اللغات وأكثرها بيانًا، وأوفاها حجة وإيضاحًا، حتى قال الشافعي مقالته الشهيرة: "لسان العرب أوسع الألسنة مذهبًا، وأكثرهم ألفاظًا، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي".

فالعربية غنية بثروتها لا قدرة لأحد أن يحصيها، قال الكسائي: "قد دَرَس من كلام العرب كثير"، ومع ذلك فقد وفت بالمقصود، ووسعت كل صغير وكبير ومولود، وأوعبت وأوسعت وأكبرت وألمعت.يقول أبو بكر -رضي الله عنه-: "لتعلم إعراب القرآن أحب إليَّ من تعلم حروفه"، وقال عمر -رضي الله عنه-: "تفقهوا في السنة، وتفقهوا في اللغة العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي".

وقال "تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة"، قال شيخ الإسلام: "وهذا الذي أمر به عمر -رضي الله عنه- من فقه العربية وفقه الشريعة يجمع ما يحتاج إليه؛ لأن الدين فيه أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله، والسنة هو الطريق إلى فقه أعماله" ا هـ.

عُنِيَ سلفنا الصالح بالعربية حثًّا وتعليمًا وترغيبًا وتدريسًا، فسبق قول الخليفتين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، وقال شعبة: "تعلموا العربية فإنها تزيد في العقل"، وقال عبدالملك بن مروان: "أصلحوا ألسنتكم؛ فإن المرء تنوبه النائبة فيستعير الثوب والدابة، ولا يمكنه أن يستعير اللسان"


وقال الشعبي: "النحو في العلم كالملح في الطعام لا يُستغنى عنه".

وقال أيوب السختياني: "تعلَّموا النَّحو فإنَّه جمالٌ للوضيع، وتركه هُجنةٌ للشَّريف".

وقال النووي: "وعلى طالب الحديث أن يتعلم من النحو واللغة ما يسلم به من اللحن والتصحيف".

النحو يبسط من لسان الألكن *** والمرء تكرمه إذا لم يلحن
وإذا طلبت من العلوم أجلّها *** فأجلّها منها مُقيم الألسن
والنحو مثل الملح إن ألقيته *** في كل ضد من طعامك يحسن.

وكان علي -رضي الله عنه- يضرب الحسن والحسين على اللحن في اللغة. ورأى عمر رجلين وهما يَتَرَاطَنَان في الطوافِ، فعلاهما بالدِّرَّةِ وقال: "لا أم لكما، ابتغيا إلى العربية سبيلا".


يا طالبا فتح رتاج العلم *** وقاصدا سهل طريق الفهم
اجنح إلى النحو تجده علما *** تجلو به المعنى الغويص المبهم
وقالوا:
النحو زين وجمال ملتمس *** فالتمس النحو ونعم الملتمس.
ويقول آخر :


إنّ الّذي ملأ اللغات محاسنًا *** جعلَ الجمالَ وسرّه في الضّاد
لو لم تكُنْ أمّ اللغـاتِ هيَ المُنى *** لكسرتُ أقلامي وعِفتُ مِدادي
لغةٌ إذا وقعتْ عـلى أسماعِنا *** كانتْ لنا برداً على الأكبادِ
ستظلُّ رابطةً تؤلّـفُ بيننا *** فهيَ الرجاءُ لناطـقٍ بالضّادِ..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس