[عبدالرزاق الياسري]

لا خُلْدَ فيها للعَقولِ المُبْصِر ِ
أو في الدّوامِ بِلا أنينِ المعْسَر ِ !
فالموتُ يَسْحَبُ في الحياةِ وبَعْدَها
لِلخُلْدِ في قَبْرٍ لِيومِ المَحْشَر ِ !
والكُلُّ يَمْشي لِلمماتِ وإنْ يَكُنْ
في عُمْرِ نوحٍ أو سنينِ المُشْتَري !
فارْفِقْ بِنفسِكَ في الحياةِ وكُنْ بها
في أمْرِ ربٍّ قادرٍ ومُدبِّر ِ !
والرِّفْقُ أنْ تَبْدو وتَحْتَ شَريعَةٍ
جاءتْ بِآيٍ مُنْذِرٍ ومُبَشِّر ِ !
ليسَ المُهمُّ بِأيِّ دِينٍ تَلْتَقي
فالدّينُ عِنْدَ إلهِنا في الأيْسَر ِ !
فكثيرُ مِنْ شَرْعِ الإلهِ بِمُصْحَفٍ
وعلى لِسانٍ صادِقٍ ومَطَهَّر ِ !
إذْ جاءَ في توراةِ موسى أنَّهُ
لا تَعْبُدوا غيرَ الإلهِ الأكْبَر ِ !
وكذا بِإنْجيلِ المَسيحِ مُؤكِّداً
أنْ لا إلهَ بِكونِنا المُتكوِّر ِ !
غيرُ الّذي خَلَقَ المسيحَ بِقُدْرَةٍ
كانَتْ كآيٍ في عَجيبِ المَظْهَر ِ !
ثُمَّ الخِتامُ مُهيمِنٌ مِنْ فوقِهِمْ
قُرْآنُ ربِّ العالمينَ المُسْفِر ِ !
والأمْرُ فيها أنْ يكونوا مِثْلَما
عَبْدٌ تَعَبَّدَ طائِعاً في الأبْهَر ِ !
يَسْعى بِزَرْعٍ للمُفيدِ ثِمارُهُ
تُحْيي الحَياةَ لِتائِهٍ في المُعْسَر ِ !
كُنْ مِثْلَما أمَرَ الإلهُ بِمُنْزَلٍ
تُنهى عَنِ الفِعْلِ الّذي في المُنْكَر ِ !
تَسْعى لِتَأمُرَ بالجَميلِ وما بِهِ
عَمَلٌ بِمَعْروفٍ بِيومٍ أحْمَر ِ !
بَلْ في الأنامِ جميعِها وبِفِكْرَةٍ
فيها السَّواءُ لِكُلِّهِمْ بالمَنْظَر ِ !
والأمْرُ يَبْقى لِلإلهِ بِيومِها
والحُكْمُ مِنْهُ لِكُلِّنا في المَحْشَر ِ !
مَنْ ذا تَأخَّرَ في اليَقينِ بِغَيْبِهِ
أو مَنْ تَمَنَّعَ بالولاءِ لِحَيْدَر ِ !
لكنَّما الأصْلُ الصّحيحُ بِظاهِرٍ
نَبْدو على أُسُسِ البِناءِ المُبْهِر ِ !
مِنْ غيرِ ظُلْمٍ بينِنا ومكائِدٍ
مِنْ غيرِ كُرْهٍ نابِعٍ بالمُسْفِر ِ !
مِنْ غيرِ تَهْميشِ الجُهودِ لِبَعْضِنا
مِنْ غيرِ حَرْبٍ بينِنا بالمُشْهَر ِ !
لِتَدومَ حالاتُ الهناءِ بِعَيْشِنا
ويدومُ طِيْبٌ في صلاحِ المَعْشَر ِ !