منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - الشاعر والناقد المغربي إبراهيم القهوايجي في حوار مفتوح مع الأقلاميين
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2006, 05:17 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
إبراهيم القهوايجي
أقلامي
 
الصورة الرمزية إبراهيم القهوايجي
 

 

 
إحصائية العضو







إبراهيم القهوايجي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى إبراهيم القهوايجي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى إبراهيم القهوايجي

افتراضي

الاخت الكريمة ماجدة ريا
شكرا على سؤاليك الذكيين
في البدء أريد الاشارة الى أن مقولة :"الناقد كاتب فاشل"لها شطر يتممهاهو" والكاتب ناقد فاشل"، وهنا لابد من التوضيح:هل يعني أن النقد مقصور على النقاد فقط؟ أم أنه ممارسة ثقافية مفتوحة الابواب يمكن للمبدعين أنفسهم ولوجها واصطلاء نيرانها؟ واذا كان كذلك ،ما هي حدود ممارسة المبدع النقدية؟ وما علاقاتها بإبداعه الخاص؟ أرأيت يا ماجدة كيف تتناسل الاسئلة انطلاقا من هذه المقولة؟
في رأيي ليس هناك ما يمنع المبدع من انتاج معرفة نقدية شريطة ان يكون مؤهلا لها ، ومتوفرا على ادوات منهجية ضرورية ورؤية أدبية واضحة، بالاضافة الى استعداده كي يقيل مؤقتا المبدع فيه حتى يتعامل مع العمل المدروس بعين الناقد/ الموضوعية لا الكاتب/ الذاتية. وفي هذا الصدد يؤكد بودلير أنه"من المستحيل ألا يحمل الشاعر ناقدا بداخله"، وذلك بهدف تقويم العمل الادبي في اتجاه الحكم على اعماله الخاصة ، وفي اتجاه الحكم على أعمال غيره من المبدعين . وآنذاك يقوم نقد الكاتب المبدع بوظائف :إعادة النظر في العمل الادبي ووسائل اشتغاله ، بلورة وتطوير التجربة لضمان الاختلاف والتميز ،إنارة الكتابة الشخصية وإنارة كتابة الاخرين، لذلك لا نستغرب أن يجمع الكاتب بين النقد والابداع، لأن تعالقهما يكون محكوما بمبدإ الاولوية، فأنا لدي النقد أولا والشعر ثانيا.. وإلا تشتتت جهودي هنا وهناك فلا نقد ولا ابداع.. وهذا التعالق في رأيي المتواضع جدا ينتج عنه تدعيم الكتابة الابداعية بالعملية النقدية، وهو ما كان يدركه نقادنا القدماء، يقول ابن رشيق القيرواني:"لا يكون الشاعر حاذقا ومجودا حتى يتفقد شعره ، ويعيد فيه نظره ، فيسقط رديه ، ويثبت جيده، ويكون سمحا بالركيك منه ، مطرحا له، راغبا عنه"،إضافة الى ما أشرت اليه سابقا بصدد مدرسة عبيد الشعر، وهو ما يرفد تجربة الكاتب الابداعية بالتطوير لانقادها من الاجترار، وفتحها على آفاق رحبة ،لكونه يدرك اشتغال العمل الادبي من الداخل ، ويعرف صنعته وادواتها وموادها.
صحيح ان الابداع محكوم بالالهام والموهبة والنقد يتميز بالعقل والذوق، لكن من تشغله عملية الابداع، بمعنى أنه يعطي الاولوية للابداع عن النقد، وبالتالي سيكون الوقت المخصص لقراءته النقدية أقل ، لكنه في كل الاحوال يقرأ للآخرين ، ولا أعرف كيف يطور الكاتب المبدع تجربته دون قراءة وإن كانت لا تتسم برصانة النقد ، ولكنها على الاقل تحمل مظاهر نقدية ، لكن يبقى السؤال حول فعالية هذه القراءة؟ فالمبدع والناقد ليس عدوين كما يتصوره البعض ، لانهما اسمين اثنين لشخص واحد ، وهنا أتذكر ما قاله ألان روب كرييه لما سئل ذات يوم في حوار معه عن كيفيه توفيقه ومواءمته بين روب وكرييه اللذين يعيشان في شخص واحد ، مجيبا :"إن أحدنا ينقذ الآخر..نحن نبحر على زورق واحد..حين يكاد الروائي يغرق ينقذه الناقد والعكس صحيح"، اي ان هناك تكاملا بين النقد والابداع مع ترك مسافة معقولة بين ما يكتب وما ينقد.