منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - القاص والروائي المصري سمير الفيل في حوار مفتوح مع الأقلاميين
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-2006, 02:46 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سمير الفيل
أقلامي
 
إحصائية العضو






سمير الفيل غير متصل


افتراضي الجزء الثاني من الأجوبة..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيم يوسف الخفاجي

* جسم القصة، علامَ يعتمد بالأصل قبل الشروع؟
* أين وجد سمير مصطفى توفيق الفيل نفسه؟


تقبلوا تحيتي
مع الود الأكيد


* جسم القصة، علامَ يعتمد بالأصل قبل الشروع؟

** لا توجد قاعدة ذهبية يمكن الركون إليها في هذا الصدد ، غير أنه من الملائم أن أتوسل بما لي من تجربة فأزعم ان جسم القصة يتجسد في الحدث قبل غيره. الحدث هو الذي يستدعي شخصياته ، ويدفع بنا نحو وهدات نفسية وترديدات فكرية عصية أو قريبة المنال.إنه المحور الحقيقي فبدون حدث تتهافت حدود السرد ومظناته .
لكنني في بعض نصوصي اعتمدت على الشخصية أساسا كما يمكن للقاريء ان يجده في نصوص مثل " نرجس " و" مشيرة " و" تمرحنة " . تبدأ القصة عندي من إيماءة عابرة ، او صوت غامض ، وربما من مقطع غنائي يساق على لسان أحد الشخوص . قبل أن أدون قصتي أكتب هامشيا في كراسة صغيرة لملامح الشخصية ، ولمزاجها ، ولسمات خاصة كندبة في الوجه أو تلعثم في الكلام ، أو تردد في ردود الفعال. مثل هذه البيانات تنفعني تماما وأنا أمرر القلم على الورقة فتمدني بترديدات درامية تنشأ من فهمي لطبيعة الشخصية ومزاجها الشخصي .
في بعض الأحيان وأنا أدون نصي أجد الشخصية تنفلت من إسار مامهدت له ، فتخرج عن التصور ، وتتمرد على قابلية الكتابة بناء على تصور مسبق. في هذه الحالة أرى أن عنفوان الكتابة هو الأصح ، وان التمرد هنا صحي وشرعي وينبغي ألا أعارضه.

* أين وجد سمير مصطفى توفيق الفيل نفسه؟

** هذا سؤال واجهني كثيرا ، وكنت أقول وما زالت لدي نفس القناعة في أن على الكاتب مهمة واضحة ومحددة ، وهي أن يكون مخلصا للجنس الأدبي الذي يكتب به لحظة الإبداع ، وعليه أن يستقطر كل جمالياته الممكنة ، محاولا أن يقدم مشروعا فنيا للتجاوز ، وضرب سقف النص الجاهز .
في بداياتي مع الشعر كنت مستسلما للإيقاع الذي كان يسمو بي إلى الأعالي ، وكنت أحس بدبيب الحروف وهي تلتحم سويا مكونة كيمياء الألفاظ في سحرها ودلالتها الخصبة . كانت هناك هواجس يمكن أن نستدعيها كأطياف غامضة ، وهناك خطاب يندس في ثنايا الأبيات لا يمكن أن ينهض وحيدا . كان السحر في حروف الكلام وألفاظه أكثر من البنية اللغوية المتماسكة.
في القصة القصيرة أنت أمام حكي فاتن ، وأحداث متراكبة عليك أن تقبض على الخيط الأصيل وتهمل ما عداه مرحليا. في القصة احتشاد للتفصيلات وتوظيف للموروثات ، وفيها حزن غامض نبيل. ولعل الشخصيات هي التي تلون فضاء الحدث وتجيره لصالح الفني او الفكري.
الرواية وحدها هي حفريات في المعرفة ، وهي نهر عظيم ترفده جداول صغيرة لا يمكن التفريط فيها. الرواية تقوم على فكرة تمجيد مصائر الشخصيات ، وبها تأمل عميق للحياة ، وتفهم حقيقي لحكمة الحياة . ومخطيء من يظن ان الرواية هي تجميع لبعض الأقصوصات الصغيرة . هذا فهم قاصر ، فالرواية هي التاريخ في صيرورة إنسانية ، ولا اقصد بالتاريخ الوقائع العظمى المدونة بل على العكس تماما . هي وقائع ومحن وانكسارات شخصية لا أكثر يخضعها الكاتب لخطة فنية ما اثناء الكتابة .
أما المسرح ، وقد جربته أيضا فهو قائم على حرفة ، وتمكن في الحوار ، وهو يهتم أكثر ما يهتم بوجود مشاهد حية ، ويناقش أفكارا عظيمة ، ولعله من المفيد هنا أن أذكر أن المسرح الذي قلت أنه يعتمد على الحرفة يعتمد وبنفس القدر على موهبة تقمص الأدوار حتى في الكتابة قبل أن يتم العرض .
لا تكتمل النصوص المسرحية بغير الأداء ، والحركة ، الإضاءة ، والديكور ، فهو فن جماعي عماده النص ، وإن كان يطلق على المخرج حاليا اسم " مؤلف العرض " .

لي عودة ..






التوقيع

سمير الفيل
شاعر وروائي وناقد مصري
عضو اتحاد كتاب مصر
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب