أوّل الغيث
أوَّلُ الغَيْثِ قَطَــرْ ..
حين لاحَ البَرْقُ في العَيْنيْنِ قلْتُ :
أوَّلُ الغَيْثِ قَطَــرْ
وخَبَا البَرْقُ ولَمْ يأتِ المَطَــرْ..!!
قِيلَ للصَّحْرَاءِ : ما الحُبُّ ؟
فَقَالتْ :
مُعْظَمُ النّيرَانِ مِنْ بَعْضِ الشَّرَرْ..!!
قِيلَ للغَيْمَةِ : ما طبْعُ الهَوَى ؟
قالت الغَيْمَةُُ :
كَذَّابٌ أشِـــرْ..!!
قِيلَ للمَوْجَةِ : جُودِي بالوِصَالِ..
قالت المَوْجَةُ :
والجُرْفُ حَجَـــــرْ..؟!
قِيلَ للنَّجْمةِ: للحُبِّ وجوهٌ..؟!
قالت النَّجْمَةُ:
كُـثْـرٌ.. مثل أطوارِ القَمَــرْ..!!
قِيلَ للنَّخْلةِ : ما طَعْمُ الهَوَى ؟
قالت النَّخْلةُ :
حُلْــوٌ.. غَيْرَ أنَّ اللُّبَّ مُــــرّ..!!
قلْتُ : يا قَلْبُ .. وما حَالُ الخَليِّ ؟
قالَ : أدْهَى وأمَـــرّ..!!
قلت : يا قلبُ اصْطَبِرْ ..
قال : كلاَّ .. لاَ وَزَرْ
مَنْ يَرُمْ جَنَّةَ عَدْنٍ
تَحْلُ في عَيْنَيه أهوالُ سَقَرْ !!
في شِعرك، حالة استنطاق للطبيعة، تستمد منك الحكمة واللغة ،
وتستمد منها رموزها الشفافة: الغيمة، الصحراء، النجمة، النخلة ..
ثم تنصهر جميعها في نبض قصيدتك.
هل الطبيعة جناح خيالك أيها الشاعر
أم أنها أرضك التي سكنتك منذ أن لامستْكَ أوّل زهرة حب؟!