منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأقلاميين
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-2008, 02:29 PM   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
د.عبدالرحمن أقرع
أقلامي
 
الصورة الرمزية د.عبدالرحمن أقرع
 

 

 
إحصائية العضو







د.عبدالرحمن أقرع غير متصل


افتراضي مشاركة: الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأقلام

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.رشا محمد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العزيزة اباء ..
صاحب هذه المساحة الزاخرة بالابداع والتألق الدكتور عبدالرحمن ..
جميلة هذه الصفحات رغم اني لم اكمل قرائتها بعد ولكن لي بعض الاسئلة السريعة والتي اتمنى الا تكون قد طًرحت :

مارست العمل الطبي المهني في السابق ..فما هو الاقرب الى د.عبدالرحمن العمل المهني أم الاكاديمي ولماذا؟
الزميلة الفاضلة د.رشا محمد
مرحباً بكِ إذ أسعدتني منكِ هذه الإطلالة على حواري المتواضع، ورغم سرعة الطرحِ التي وصفتِ الا أنكِ جئتِ بأسئلة من العيار الثقيل سأجتهد في الإجابةِ عليها ما استطعت بإيجاز، وأسأل الله العون على ذلك.
كلا المهنتين عزيزة على نفسي وحبيبة إليها..
فالمهنة الطيبة تشعر الإنسان بوجوده الكفء على ساحات الحياة ، ودوره المرموق في صناعتها وصيانتها والتخفيف من ألم انتهائها، ويستشعر خلال ممارستها بركة الإحياء مع كل نفسٍ يساهم في شفائها (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).
أما المهنة الأكاديمية ففيها متعة البحث ولذة التجدد المستمر ، وأنس القرب من الجيل الجديد ، ناهيك عن كونها أكثر راحة للجسم .
كذلك فلكلا المهنتين متاعبهما: فالأولى مرهقة جسديا ، يضطر المرء أثناء مزاولتها إلى التغيب ليلا عن أسرته – مع أن المرضى هم الأسرة الكبيرة الودودة لكل طبيب يعشق مهنته- ، إضافة إلى الصدام المستمر مع البيروقراطية المتفشية في المؤسسات جميعا، وكذلك الصراع مع المنسوب المنحدر للوعي الصحي لدى المواطن.
والثانية مرهقة نفسياً وذهنياً ، ذلك أن دور الأستاذ الجامعي لا يقتصر على تفريغ المعلومات في أدمغة الطلبة بقدر ما يناط بهِ رسالة تشكيل الجيل القادم والمساهمة في بناء شخصية بناته وأبنائه كي يقتحموا سوق العمل مستقبلاً بجاهزية عالية، ناهيكِ أيضا عن الصراع مع المناهج التلقينية القديمة التي علاها الغبار ولم تعد تصلح لشيء، كذلك فإن الدور التربوي للأستاذ الجامعي يأتي منقوصاً لأنه مكمل لمرحلتين تربويتين أساسيتين هما البيت والمدرسة .
باختصارٍ أقول: يتوق كل طبيب لامتشاق سماعته وضاغط اللسان والمصباح الصغير ، ويظل هذا التوق في دمه ما نبض قلبه مهما ارتقى بين أطباق العلوم ومهما ابتعد عن الحقل ، ويظل البياض لونه المحبب.