منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 1) المدخل
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-09-2022, 01:31 PM   رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 1) المدخل

(وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡهَا مِن ثَمَرَةٖ رِّزۡقٗا قَالُواْ هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَٰبِهٗاۖ وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ وَهُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ 25)










(وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ):

العطف للاستئناف، و "لهم" خبرٌ مقدَّمٌ و (أَزۡوَٰجٞ) مبتدأ، و (فِيهَآ) متعلِّقٌ بالاستقرار الذي تعلَّق به الخبرُ، وقوله: (مُّطَهَّرَةٞۖ): صفةٌ وأَتَى بها مفردةً على حدِّ: "النساءُ طَهُرَتْ"، ومنه قولُ الشاعر:
وإذا العَذارى بالدُّخانِ تَلَفَّعَتْ ..... واستَعْجَلَتْ نَصْبَ القُدورِ فَمَلَّتِ
وقُريء: {مُطَهَّراتٌ}على حَدِّ: "النساءُ طَهُرْنَ".
والزوجُ: الواحد الذي يكونُ معه آخرُ، والتثنية: زَوْجان. وكل شيء قرن بصاحبه فهو زوج له؛ فيقال: "زَوْجٌ" للرجـلِ والمـرأةِ، وأمَّـا "زَوْجَةٌ" فقليلٌ، وقيلَ: إنها لغـةُ تميمٍ، وأُنْشِدَ للفرزدق:
وإنَّ الذي يَسْعى ليُفْسِدَ زوجتي ..... كساعٍ إلى أُسْدِ الشَّرى يَسْتَبيلُها
والزوجُ أيضاً: الصِّنْفُ، ومنه قوله تعالى: (وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۢ بَهِيجٖ 7) ق، وقوله: (أَوۡ يُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانٗا وَإِنَٰثٗاۖ) الشورى 50.
والطهارةُ: النظافةُ، والفِعْلُ منها طَهَر - بالفتح - وهو الأفصح، ويَقِلُّ الضم، واسمُ الفاعل منهما: طاهر.
وقوله: (مُّطَهَّرَةٞۖ) هو بزنة الإفراد، وكان الظاهر أن يقال: مطهرات كما قريء بذلك، لكن العرب تعدل عن الجمع مع التأنيث كثيراً لثقلهما لأن التأنيث خلاف المألوف والجمع كذلك، فإذا اجتمعا تفادوا عن الجمع بالإفراد وهو كثير شائع في كلامهم.
والمراد طهارة أبدانهن من الحيض والاستحاضة وجميع الأقذار وطهارة أزواجهن من جميع الخصال الذميمة، ولا سيما ما يختص بالنساء.

لِمَ قال: (مُّطَهَّرَةٞۖ) ولم يقل: "طاهرة"؟:

الجواب: في المطهرة إشعار بأن مطهراً طهرهن وليس ذلك إلا الله تعالى، وذلك يفيد فخامة أمر أهل الثواب كأنه قيل إن الله تعالى هو الذي زينهن لأهل الثواب.

ما معنى التطهير في الآية؟:

فيه وجوه:
- خلقهن على الطهارة، إن كن من غير البشر: لم يعلق بهن دنس ذاتي ولا خارجي وإن كن من بني آدم: يصرن شواب،
- مطهرة من العيوب الذاتية وغير الذاتية،
- مطهرة من الأخلاق السيئة والطبائع الرديئة، كالغضب والحدة والحقد والكيد والمكر، وما يجري مجرى ذلك،
- مطهرة من الفواحش والخنا والتطلع إلى غير أزواجهن،
- مطهرة من الأدناس الذاتية، مثل الحيض والنفاس والجنابة والبول والتغوط وغير ذلك من المقادير الحادثة عن الأعراض المنقلبة إلى فساد: كالبخر والذفر والصنان والقيح والصديد، أو إلى غير فساد: كالدمع والعرق والبصاق والنخامة،
- مطهرة من مساويء الأخلاق، لا طمحات ولا مرجات ولا يغرن ولا يعزن،
- مطهرة من الولد،
- مطهرة من الإثم والأذى.
وكل هذه الأقوال لا يدل على تعيينها قوله تعالى: (مُّطَهَّرَةٞۖ)، لكن ظاهر اللفظ يقتضي أنهن مطهرات من كل ما يشين، لأن من طهره الله - تعالى - ووصفه بالتطهير كان في غاية النظافة والوضاءة.








 
رد مع اقتباس