- في التجديد :
يتهم البعض شعر العرب بالجمود والحكر ضمن قوالب الوزن ويجهدون أنفسهم ومستمعيهم ببث دعوى تضليل بحق الفن الأصيل
وأقول لهم :
إن تجديد الشعر هو حق نطالب به جميعاً
شريطة أن يكون هذا التجديد في مضامين القصيد , ومواضيع الأبيات , وفي الأسلوب والألفاظ والتراكيب , فلا يطال أس الشعر وشكله المعروف
لأن تجديد الشكل يقتضي بالضرورة خروج الشعر عن كنهه المشهور
ولنضرب مثلاً :
نجاراً يستخدم الخشب في صنع الأثاث , فهل كل ماسيصنعه هو الكراسي ؟ أم يمكنه صنع الطاولات والمكتبات ؟؟
فلو قام بتغيير الكرسي إلى طاولة فهل سيظل اسم المنتج الجديد كرسياً ؟؟ أم سيتغير اسمه بتغيير شكله ؟؟
وهذا هو بيت القصيد
من الواضح أن الأديب يستخدم كمادة أولية في صناعة كل فنون الأدب مفردات اللغة العربية ( كما يستخدم النجار الخشب كمادة أولية في حرفته )
ولذا فهو ينتج بها القصيدة والمقالة والقصة والمسرحية والخاطرة ( كما ينتج النجار من الخشب الطاولات والمكتبات .. )
ولكن كما أنه لا يمكننا أن نسمي كل المنتجات المصنوعة من الخشب طاولات , فإنه لا يمكننا أن نجعل من كل النتاج الأدبي شعراً
فهناك الشعر , وهناك النثر ( وهو ما يندرج تحت مسماه كل فنون الأدب الأخرى ما خلا الشعر )
وبهذا فنحن لا نظلم الشعر بضم أي كلام إليه , ولا نظلم بقية فنون الأدب النثرية بإنكار وجودها , وإنما نقبل بها كصنوف أديبة قد تتحلى بإبداع يفوق جمال قصائد كثيرة موزونة
ولكنها تظل أصنافاً أدبية أخرى غير الشعر ..