- 28 -
كان لا بـد ّ أن يحـدث هـذا ...
أنـت التي تضـعين الظـلال على عيـنيك .. و الحـّمى على شفتـيك بـدل أحمـر الشـفاه ..
أكان يمـكن أن أصـمد طويـلاً في وجـه أنوثـتك ؟
هـا هي سنواتي الخمـسون تلتـهم شفتـيك .. و هـا هي الحـمّى تنتـقل إلي ..
و هـا أنــا أذوب أخـيراً في قـبلة قسنطـينية المـذاق .. جزائـرية الارتبـاك .
لا أجـمل من حرائـقك .. بـاردة قُبـل الغـربة لو تـدرين ..
بـاردة تـلك الشـفاه الكثـيرة الحـمرة و القـليلة الـدفء ..
بـارٌد ذلك السـرير الـذي لا ذاكـرة لــه .
دعيـني أتـزود مـنك لسـنوات الصـقيع ..
دعـيني أخبـىء رأسـي في عنـقك .. أختـبىء طفـلاً حزيـناً في حضـنك
دعيـني أسـرق من العـمر الهـارب لحـظة واحدة ..
و أحـلم أن كل هـذه المـساحات المـحرقة .. لـي .
فـاحرقـيني عشــقاً ... قسنطـــينة !
شهيتـين شفـتاك كانـتا ... كحـبات تـوت نضـجت على مـهل ...
عبـقاً جسـدك كان .. كشـجرة ياسـمين تفتّـحت على عـجل .
جـائع أنا إليـك ... عمـر من الظـمأ و الانتـظار ..
عمـر من العقـد و الحـواجز و التنــاقضات ...
عمـر من الرغبـة و الخـجل .. من القـيم الموروثـة ... و من الرغبـات المـكبوتة ..
عـمر من الارتبــاك و النفـــاق .