من قصيدة: على ضوء ثقاب
الشاعر السوداني: الهادي آدم
أَمِنْ طوارق أشجانٍ مُغيراتِ***أم من شؤونٍ على الآماق ثرَّاتِ
تستنجز النجم وعداً ما يبرُّ به***زلفى لإسكات جرح أو مؤاساة
تُغريك بالدمع أطلال هَرَقْتُ على***أعتابها صفْوَ أحلامٍ وأوقات
فما وقوفك مصلوباً على صنم***لا يستجيب لبثٍّ أو مناجاة
لم يبقَ من مهجتي مما أعود به***على نوازع أشجانٍ مقيمات
سوى جذاذاتِ أوراقٍ يغصُّ بها***جَيْبي وترقد حيناً في وساداتي
كأنها زغْبُ أعشاشٍ مرعَّشةٍ***تأوي إلى ذات أحضانٍ دفيئات
تأتي إلى مهجتي ظمأى على وشَلٍ***تبِيت منه على نهلٍ وعِلاّت
تدبُّ والليل تدعوني خواطره***إلى بقايا مدادٍ من جراحاتي
وقد يؤرِّقها ليلٌ فتوقظني***على ثقابٍ لها أو ضوء مشكاة
لم أدر إنْ كنت أجتاز العناء بها***أم أنها هي بعضٌ من معاناتي
حسْبُ الحياة وحسبي أنها مَخَرتْ***على شراعي عُباب المستحيلات
أغلَتْ ليَ الشعر مرتاداً أهيم به***وأرخصتْ فيه أيامي وساعاتي
فرحتُ في الأرض أجتاز الوعور به***ما بين خرْسِ وهادٍ أو ثنيَّات
أبدِّد العمر في وادٍ يمزقه***رجْع الصدى حين تفنى فيه صيحاتي
تغتال شبَّابتي أصداء قهقهةٍ***إرزامها قصْفُ جنّ في مغارات
أكاد أهرب من نفسي ومنه إلى***ليلٍ دياجيره تحبو مهيضات
فلا نجوم السَّرَى تبدو لعابره***ولا مذاهبه تُفْضي لغايات
لعل للصمت آذاناً تصيخ فما***عادت تحرِّك من حيٍّ نداءاتي
والشعر لا يُسمع الصمَّ الدعاءَ ولا***يسترجع الروح في أجساد أموات_____