منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - حوارات في الأدب والثقافة
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-2007, 02:46 PM   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: حوارات في الأدب والثقافة

(13) نوبل نجيب محفوظ.. هل يستعيدها العرب؟

حوار: د. زينب العسال
...........................

د. ماهر شفيق فريد: لست متفائلاً.. والفرصة ضعيفة!
د. حسين علي محمد: الترجمات الهزيلة تشوه إبداعنا!
خيري شلبي: لا صلة للجائزة بالسياسة.. وسنفوز بها!

منذ فاز عميد الرواية العربية نجيب محفوظ في 1988 بجائزة نوبل. والترشيحات تظهر وتختفي حول مستقبل الجائزة بالنسبة للعالم العربي.. هل تعود إلينا الجائزة؟ هل يحصل عليها أحد كبار مبدعينا؟ أم أنها- كما يذهب البعض- كانت مجرد مداعبة سياسية. ظلت الجائزة- بعدها- وقفا علي الأدباء الذين يرشحون للجائزة لاعتبارات قد لا تكون وثيقة الصلة بالأدب..
ومع تأكيدنا علي أن حصول نجيب محفوظ علي جائزة نوبل كان فوزاً للجائزة بأكثر من أن يكون فوزاً لمحفوظ. فإن السؤال الذي يتكرر طرحه منذ 1988 وحتي الآن. وقبل أن يعلن اسم الفائز القادم قبل شهرين: هل يحصل علي نوبل أديب عربي؟
يلاحظ د.ماهر شفيق فريد أن المرشح العربي الوحيد للجائزة الذي يظهر اسمه علي قوائم المرشحين. هو الشاعر أدونيس. وقد مضت عدة سنوات منذ رشح لأول مرة. ومع ذلك فإنه لم يفز بها حتي الآن. وعموماً فلست من المتفائلين. خاصة في ظل الأوضاع الدولية الحالية التي تلقي بظلالها. ولو عن طريق غير مباشر علي الأدب. فهناك شعور متنام بالعداء للعالم العربي. وهناك ميل متزايد لدي الغربيين- وجائزة نوبل جائزة غربية أساساً- إلي الاكتفاء بثقافاتهم الغربية. أو في الأقل الآداب المكتوبة بلغة أوروبية. مثل آداب أمريكا اللاتنية التي تكتب بالأسبانية والبرتغالية. وكان فوز نجيب محفوظ سنة 1988 راجعا- في تقديري- إلي بضعة عوامل. منها قيمته الأدبية التي لا تنكر. ومنها توافر عدد كبير من أعماله المترجمة إلي الإنجليزية والفرنسية والسويدية وغيرها من اللغات. وهناك اهتمام عدد من النقاد الغربيين والمستشرقين بأدبه في المحافل الجامعية ومعاهد الاستشراق. وهناك أيضا موقفه المؤيد للسلام مع إسرائيل. وآراؤه الأقرب إلي الليبرالية. أمور تجعله محبباً لدي العقل الغربي. وأعتقد أن المعيار الذي سيحكم اختيار الفائزين في السنوات القادمة. سيكون أساساً: هل الأدب المرشح من دعاة التسامح الفكري. والانفتاح علي الثقافات المغايرة. ومن المناصرين للاتجاه العام نحو العولمة. أو أنه أميل إلي الانغلاق علي ثقافته القومية؟. وبهذا المعيار لا أري عدداً كبيراً من الأدباء العرب يفي بهذه الشروط. وإن توافرت بدرجات متفاوتة في عدد من الشعراء والروائيين مثل أدونيس الذي أراه جديراً بالجائزة. لكن فرصته في الفوز بها لاتبدو كبيرة. كلا. لا أعتقد أن الجائزة ستذهب لأديب عربي في المستقبل المنظور علي الأقل.
ترجمات هزيلة
ومن العجيب- في تقدير د. حسين علي محمد- أن يفوز أديب مجهول إسرائلي هو يوسف عجنون قبل أكثر من عشر سنوات من فوز نجيب محفوظ بالجائزة نفسها. وأري أن تقصيرنا العربي هو المسئول عن عدم فوز خمسة أدباء راحلين بالجائزة وهم جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس وعبد الرحمن منيف. علي كل أجهزتنا الثقافية أن تتعاقد مع كبري دور النشر العالمية. في إنجلترا وفرنسا وأمريكا وغيرها. علي نشر الأعمال المتفوقة للأدباء العرب في الرواية والشعر. لا تلك الترجمات الهزيلة التي يقوم بها الطلاب في أقسام اللغة العربية في الخارج. أو نقوم نحن بترجمتها كما هو الحال مع الهيئة العامة للكتاب أو الجامعة الأمريكية. وعلي المراكز الثقافية المصرية في العالم أن تستشير كبار النقاد في نشر إنتاج ادبائنا المتفوقين إلي اللغات العالمية. حتي يقرأنا العالم. وهذه هي الخطوة الأولي للفوز بنوبل.
أما الروائي خيري شلبي في رأيه أن نجيب محفوظ لن يكون آخر الأدباء العرب الذين يفوزون بجائزة نوبل. فهناك أحمد زويل ومحمد البرادعي. وهناك الكثير من المبدعين والعلماء العرب الذين تتردد أسماؤهم في القائمة الصغري مثل أدونيس ومحمود درويش.
المفاجآت هي الفيصل. فلم يكن متوقعاً أن يكون نجيب محفوظ حصوله علي الجائزة. كان الأقرب إلي الجائزة- كما قال محفوظ نفسه- طه حسين ويحيي حقي وتوفيق الحكيم. والجائزة لا علاقة لها بالسياسة. وإنما هي لجنة متخصصة في أعمالها. وتعمل بمثابرة. ولديها ما يشبه الجواسيس الذين يدرسون الآداب العالمية. وسيتوقفون عند كل من يلجأ إلي أنشطة دعائية فجة. ويبتعدون عمن يحيطون أنفسهم بدعايات كبيرة. إنهم يبحثون عن الطاقات الإبداعية. والدليل علي ذلك فوز نجيب محفوظ الذي لم يكن وراءه أية دعاية او علاقات عامة. إنما كان وراءه فيض عظيم من الإنتاج الأدبي. وبالتأكيد فأنا أتوقع أن يفوز بنوبل أحد المبدعين المصريين أو العرب. خصوصاً وأن لدينا من يستحقها. سواء في العلوم أو الأدب. أو النشاط الإنساني بشكل عام.
ويقول الروائي حسني سيد لبيب: نجيب محفوظ هو أول كاتب عربي يفوز بجائزة نوبل في الأدب. وقد شرفت الجائزة بحصوله عليها. ذلك لأن الجائزة تعتبر تقريراً بما هو قائم. نجيب محفوظ قمة شامخة في القصة والرواية. وتأتي الجائزة تتويجاً لرحلة الإبداع طويلة. نحن لانستطيع الجزم بإمكانية حصول كاتب آخر عليها. ذلك أنها ليست شهادة يحصل عليها كل مجتهد. لذا يمكن أن تتجاوز الجائزة آخرين يستحقونها عن جدارة. فالجائزة قد تمنح لشخصية ما. وتتخطي آخرين. وغني عن البيان ما يتردد في الأوساط الثقافية من أن الجائزة تمنح لاعتبارات سياسية أو أيديولوجية. حيث انها تأتي تتويجاً لمشوار المبدع ورحلة عطائه. لكن الدراسات النقدية لاتواكب حركة الإبداع بالقدر الكافي. وهي حركة مهمة في مجال تقييم ورصد الاتجاهات الفنية المختلفة. ويأتي الفوز بجائزة ما كأنه إشارة ضوء أخضر للنقاد كي يلتفتوا إلي ما يكتبه هذا المبدع أو ذلك. لذلك علينا ألا ننتظر حتي يفوز بالجائزة أديب آخر. حتي يشحذ النقاد أقلامهم. حركة النقد ينبغي أن تستيقظ من سباتها وتواكب الحركة الإبداعية. وخاصة في مجال الرواية. بصرف النظر عن حصول المبدع علي الجائزة العالمية او عدم حصوله عليها.
خوف غير مبرر
ويذهب القاص رستم كيلاني إلي أنه بعد اتهام نجيب محفوظ ومحاولة اغتياله. أصبح العرب يشكون في ذمة جائزة نوبل. باعتبارها جائزة صهيونية. وبعد اتهامه بأنه عميل أصبح الأدباء العرب يتخوفون من ترشيحهم للجائزة. والحقيقة أن الجائزة أدبية وليست سياسية. وقد ترشح أنيس منصور ويوسف إدريس للجائزة. لكن بعد تعرض نجيب محفوظ للحادثة الشهيرة. حدث خوف غير مبرر من الترشح لها!
وتشير الإذاعية هدي العجيمي إلي أن لدينا العديد من الأدباء العرب الكبار لم ينالوا حظهم من الإعلام أو "التلميع" الذي استأثر به غيرهم. وعبر برنامجي "مع الأدباء الشبان" أجد أن مصر ولادة. ولديها مواهب كبيرة مدفونة. تحتاج لنوع من الدعاية كي يحصلوا علي الجوائز العالمية. وهو ماحدث بالنسبة لنجيب محفوظ. فعندما قرأنا نجيب محفوظ وجدنا أن عالمه مختلف تماماً. وأن أدبه كان أدباً عظيماً. لكن علينا أن ندرك أن الجو السياسي في العالم اليوم. لن يعطي فرصة لأديب عربي مسلم أو مسيحي أن يأخذ الجائزة. ووضع العرب في العالم الآن لن يتيح أية فرصة للحصول علي الجائزة. فالجائزة سياسية.
ثمة أنشطة إبداعية عربية. وعلماء يستحقون الجائزة.. ولكن هل في ظل هذه الأوضاع يأخذ أديب عربي الجائزة. أشك في ذلك.
...................................
*المساء ـ في 19/7/2006م.







 
رد مع اقتباس