منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - الشاعرة السورية إباء إسماعيل في حوار مفتوح مع أقلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-2006, 08:24 AM   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
إباء اسماعيل
أقلامي
 
الصورة الرمزية إباء اسماعيل
 

 

 
إحصائية العضو







إباء اسماعيل غير متصل


افتراضي مشاركة: الشاعرة إباء إسماعيل في حوار مفتوح مع أقلام

د. حقي اسماعيل يسأل

السؤال الأوّل:


1- تأبى ثلاثة أجيال أخيرة في هذه الأمة الغريبة الأطوار والأمزجة التولع بالأدب العربي ، برأيك : ما الأسباب التي تدعو لذلك ؟ وكيف يكون إعادة هذه الأمة لتراثها الأدبي ؟

لايمكننا الحكم أو التعميم على جيل أو عدة أجيال بكاملها ابتعادها عن الأدب العربي . يمكننا أنّ ننظر على أنّنا أمام عدّة إتّجاهات يشبه بعضها صرعات الموضة التي تأتي وتذهب إلى غير رجعة.. لتظهر صرعات أخرى أكثر لمعاناً وبريقاً وأسرع انطفاءً.. وهكذا إلى مالا نهاية. صرعات تتبنّى مفاهيم غربية ونظريات وأفكار غربية و إحساس بدونية الإنسان العربي ودونية اللغة العربية وبالتالي الإعراض ورفض للغة العربية ورفض تعلمها، وبالتالي الإتجاه إلى تعلُّم اللغات الأجنبية كالإنكليزية والفرنسية والاسبانية
وبعضها الآخر رزين ، مثابر، باحث عن الحداثة بعين ثاقبة ووعي وموهبة وذهن متّقد ومنفتِح. يبحث عن الجديد ومنفتح على الغرب وعلى الأداب الأجنبية بوعي ودون الشعور بالدونية من لاجدوى اللغة العربية والأدب العربي، بل على العكس الإهتمام به ومقارنته مع الآداب الأجنبية الأخرى.
وهناك إتجاه كلاسيكي بالغ الوضوح حتى مع جيل القرن الحادي والعشرين. هناك من الجيل الشاب أدباء ودارسون للغة العربية وآدابها ومتعلقون بها أيضاً.

الأسباب التي تدعو شريحة لايُستهان بها من الأجيال الثلاثة بالإبتعاد عن الأدب العربي وبالتالي اللغة العربية ، يعود برأيي إلى تاريخ هذه الأمة . وأنت محقٌّ في وصفها بــ ( غريبة الأطوار والأمزجة) ... عدة قرون مرّت وفي كل قرن وعقد وعام وشهر ويوم هناك وحوش غربية وغريبة تنهش في الأرض والإنسان والروح واللغة والثقافة والتراث والحضارة العربية... حالات انتداب، حروب، احتلال، مؤامرات، اغتيالات ، سجون، مجازر، معتقلات، قهر ، ظلم، عدوان، تدجين الثقافة العربية بمفاهيم تتناسب ومصالح الغرب تشرّبها الإنسان العربي ولايزال مع ازدياد شراستها وقوّتها ليبدأ عصر أدهى من مجرد صراع حضارات، بل هيمنة حضارة وفكر وثقافة واحدة غربية عليه.

يكون إعادة هذه الأمّة لتراثها ألأدبي بزيادة نشر الوعي لدى الجيل الشاب مبتدئين بالأطفال ، بأن نغرس فيهم حب الأدب العربي واللغة العربية مقرونة بمحبة أوطانهم واعتزازهم بثقافتهم العربية. وأن نغرس فيهم الوعي الكافي لتفهُّم ثقافة الآخر وتبنّي مايتناسب وثقافتهم لاالتقليد الأعمى. في كتابتي لشعر الأطفال . وتحديداً في ديواني ( ضوء بلادي) الموجه للأطفال ، كان لديّ هذا الهم ، أن أجعل الطفل يحب الشعر ويتعلّم مفاهيم ( غير مواعظية) جميلة يتبناها ويحبها عبر الأدب والتراث. وهذه هي إحدى القصائد:

الرجل الآلي

عندي رجل آليّ
يدهشُ كلّ الناسْ
يمشي ...يقرأُ
يكتبُ...يلعبُ
لكنْ ...ينقصهُ الإحساسْ
فاجأني يوماً بسؤال :
هل تحفظُ مثلي كلّ الأسماءْ
وتدوّنُ كلّ الأشياءِ
بلا أخطاءْ ؟...
قلتُ لهُ :
أنتَ جميلٌ وذكيّ ٌ
في جسمكَ كلّ الألوانْ
لكنكَ لاتحفظُ وداً
أو عهدا
لاتهوى وطناً
أو وردا
فأنا الأفضلْ
وأنا الأجملْ
إني إنسانْ ...







التوقيع

غربةٌ،‏ تنْهشُ الروحَ‏ لكنَّ شوقي،‏
إلى الأرضِ‏ والأهلِ‏ والحُبِّ‏
عصفورةٌ‏ ستؤوبُ إلى أُفْقها
‏ وتُغنّي مع الفجرْ‏ شوقَ البَلَدْ!!..‏

إبــــــــــاء العرب