منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - " جدنا "الإمام شرف الدين البوصيري
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-2009, 08:53 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبدالحليم مدكور
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالحليم مدكور
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالحليم مدكور غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عبدالحليم مدكور

افتراضي الأبيات : من 1 إلى 100

تابع - نص الهمزية :

الأبيات : من 1 إلى 100


كيف ترقَى رُقِيَّك الأَنبياءُ **** يا سماءً ما طاوَلَتْها سماءُ
لَمْ يُساوُوك في عُلاكَ وَقَدْ حا **** لَ سناً مِنك دونَهم وسَناءُ
إنّما مَثَّلُوا صِفاتِك للنا **** س كما مثَّلَ النجومَ الماءُ
أنتَ مِصباحُ كلِّ فضلٍ فما تَص **** دُرُ إلا عن ضوئِكَ الأَضواءُ
لكَ ذاتُ العلومِ من عالِمِ الغَي **** بِ ومنها لآدمَ الأَسماءُ
لم تَزَلْ في ضمائرِ الكونِ تُختَا **** رُ لك الأُمهاتُ الأَباءُ
ما مضتْ فَترةٌ من الرُّسْلِ إِلّ **** بَشَّرَتْ قومَها بِكَ الأَنبياءُ
تتباهَى بِكَ العصورُ وَتَسْمو **** بِكَ علْياءٌ بعدَها علياءُ
وَبَدا للوُجُودِ منك كريمٌ **** من كريمٍ آبَاؤُه كُرماءُ
نَسَبٌ تَحسِبُ العُلا بِحُلاهُ **** قَلَّدَتْهَا نجومهَا الْجَوزاءُ

حبذا عِقْدُ سُؤْدُدٍ وَفَخَارٍ **** أنتَ فيه اليتيمةُ العصماءُ
وُمُحَيّاً كالشَّمس منكَ مُضِيءٌ **** أسْفَرَت عنه ليلةٌ غَرّاءُ
ليلةُ المولدِ الذي كَان للدِّي **** نِ سرورٌ بيومِهِ وازْدِهاءُ
وتوالَتْ بُشْرَى الهواتفِ أن قدْ **** وُلِدَ المصطفى وحُقّ الهَناءُ
وتَدَاعَى إيوانُ كِسْرَى ولَوْلا **** آيةٌ مِنكَ ما تَدَاعَى البناءُ
وغَدَا كلُّ بيتِ نارٍ وفيهِ **** كُرْبَةٌ مِنْ خُمودِها وَبلاءُ
وعيونٌ لِلْفُرسِ غارَتْ فهل كا **** نَ لنِيرانِهِم بها إطفاءُ
مَوْلِدٌ كان منهُ في طالعِ الكُفْ **** رِ وبالٌ عليهِمُ ووباءُ
فَهنيئاً به لآمِنَةَ الفَض **** لُ الذي شُرِّفَتْ به حوَّاءُ
مَنْ لِحَوَّاءَ أنها حملَتْ أحْ **** مدَ أو أنها به نُفَسَاءُ

يوْمَ نَالت بِوَضْعِهِ ابنَةُ وَهْبٍ **** مِنْ فَخَارٍ ما لم تَنَلْهُ النِّساءُ
وَأَتَتْ قومَها بأفضلَ مما **** حَمَلَتْ قبلُ مريمُ العذراءُ
شمَّتته الأَملاكُ إذ وضَعَتْهُ **** وشَفَتْنَا بِقَوْلِهَا الشَّفّاءُ
رافعاً رأسَه وفي ذلك الرف **** ع إلى كل سُؤْدُدٍ إيماءُ
رامقاً طَرْفه السَّماءَ ومَرْمَى **** عينِ مَنْ شَأْنُهُ العُلُوُّ العَلاءُ
وتَدَلَّتْ زُهْرُ النُّجومِ إليهِ **** فأضاءت بِضوئها الأَرجاءُ
وتراءت قصورُ قَيصَر بالرُّو **** مِ يَرَاهَا مَنْ دَارُهُ البطحاءُ
وبَدَتْ فِي رَضَاعِهِ مُعْجِزَاتٌ **** لَيْس فيها عنِ العيون خَفَاءُ
إذْ أَبَتْهُ لِيُتْمِهِ مُرْضِعاتٌ **** قُلْنَ ما في اليتيمِ عنا غَنَاءُ
فأتتهُ من آلِ سعدٍ فتاةٌ **** قد أبَتْهَا لِفَقْرِهَا الرُّضَعاءُ

أرْضَعتْهُ لِبَانَهَا فَسَقَتْهَا **** وَبنِيها أَلْبَانَهُنَّ الشَّاءُ
أَصْبَحَتْ شُوَّلاً عِجافا وأمْسَتْ **** ما بِها شائلٌ ولا عَجْفاءُ
أخْصَبَ العَيْشُ عِنْدَهَا بعدَ مَحْلٍ **** إذ غَدا للنبيِّ منها غِذاءُ
يا لَها مِنَّةً لقدْ ضُوعِفَ الأَجْ **** رُ عليها من جِنْسِها والجزَاءُ
وإذا سخَّرَ الإِلهُ أُناساً **** لسعيدٍ فإِنهم سُعَداءُ
حَبَّة أَنْبَتَتْ سَنَابِلَ والعَص **** فُ لَدَيْهِ يَسْتَشْرِفُ الضُّعَفَاءُ
وَأَتَتْ جَدَّهُ وقد فَصَلَتْهُ **** وبِهَا مِنْ فِصَالِهِ البُرَحَاءُ
إذ أحاطتْ به ملائكةُ الل **** هِ فظنَّتْ بأنهم قُرَنَاءُ
ورأى وَجْدَها به ومِنَ الوَج **** دِ لهيبٌ تَصْلَى بهِ الأَحْشاءُ
فَارَقَتْهُ كُرْهَاً وكان لَدَيْهَا **** ثاوِياً لا يُمَلُّ مِنْهُ الثّواءُ

شُقَّ عَنْ قَلْبِهِ وأُخْرِجَ مِنْهُ **** مُضْغَةٌ عِنْدَ غَسْلِهِ سوداءُ
خَتَمَتْهُ يُمْنَى الأَمينِ وقد أُو **** دِعَ ما لم تُذَع له أَنْبَاءُ
صانَ أَسْرَارَه الخِتَامُ فلا الفَضْ **** ضُ مُلِمٌّ بِهِ وَلا الإِفضاءُ
أَلِفَ النُّسْكَ والعبادةَ والخَل **** وةَ طِفلاً وهكذا النُّجَبَاءُ
وإذا حَلَّتِ الْهِدَايَةُ قَلْبَاً **** نَشِطَتْ في العبادة الأَعضاءُ
بَعَثَ اللَّهُ عندَ مبعثهِ الشُّه **** بَ حِراساً وضاقَ عنها الفضاءُ
تَطْرُدُ الجِنَّ عن مقاعدَ للسَّمْ **** عِ كما تَطْرُدُ الذِّئابَ الرِّعاءُ
فَمَحَتْ آيةُ الكَهَانَةِ آيا **** تٌ مِنَ الوحْيِ ما لَهنَّ امِّحاءُ
ورأَتْهُ خديجةٌ والتُّقَى وال **** زُّهْدُ فيه سجيَّةٌ والحياءُ
وأتاها أن الغمامةَ والسر **** حَ أَظَلَّتْهُ منهما أفياءُ


وأحاديث أنَّ وَعْدَ رسولِ ال **** له بالبعثِ حانَ منه الوفاءُ
فدَعَتْهُ إلى الزواجِ وما أَحْ **** سَنَ ما يبلغُ المُنَى الأَذكياءُ
وأتاهُ في بيتها جَبْرَئيلٌ **** ولِذي اللُّبِّ في الأُمورِ ارْتياءُ
فأماطت عنها الخِمَارَ لتَدْري **** أهُوَ الوحْيُ أم هو الإِغماءُ
فاختفى عند كشفِها الرأْسَ جِبْري **** لُ فما عادَ أو أُعيدَ الغِطاءُ
فاستبانت خديجةٌ أنه الكنْ **** زُ الذي حَاوَلَتْهُ والكِيميَاءُ
ثم قام النبيُّ يدعو إلى الل **** هِ وفي الكُفرِ نَجْدَةٌ وإباءُ
أُمَمَاً أُشرِبَتُ قلوبُهُم الكُف **** رَ فَدَاءُ الضَّلالِ فيهم عَيَاءُ
ورأينا آياتِه فاهتدَيْنَا **** وإذا الحقُّ جاء زالَ المِراءُ
رَبِّ إِنَّ الهُدى هُداك وَآيا **** تُكَ نورٌ تَهْدِي بها من تشاءُ

كم رأَيْنَا ما ليس يَعْقِلُ قد أُلْ **** هم ما ليْس يُلْهَمُ العُقلاءُ
إذ أبى الفيلُ ما أتى صاحبُ الفي **** لِ ولم ينفعِ الحِجا والذكاءُ
والجماداتُ أفصحت بالذي أُخ **** رِسَ عنه لأَحمدَ الفُصحاءُ
ويْحَ قومٍ جَفَوا نَبِيَّاً بأرضٍ **** أَلِفَتْهُ ضِبَابُها والظِّبَاءُ
وَسَلَوْهُ وَحَنَّ جِذعٌ إِليه **** وَقَلَوْهُ وَوَدَّهٌ الغُرَباءُ
أخرَجوه منها وآوَاهُ غارٌ **** وَحَمَتْهُ حَمامَةٌ وَرقاءُ
وَكَفَتْهُ بِنَسْجِها عنكبوتٌ **** ما كَفَتْهُ الحمامةُ الحَصْداءُ
وَاختفى منهمُ على قُرْبٍ مَرْآ **** هُ ومن شِدَّةِ الظهورِ الخَفَاءُ
وَنَحا المصطفى المدينةَ وَاشتا **** قتْ إليه من مكةَ الأَنحاءُ
وَتغنّتْ بِمَدْحِهِ الْجِنُّ حتَّى **** أطرَبَ الإِنسَ منه ذاك الغِناءُ

وَاقتفى إثْرَهُ سُراقَةُ فاستَهْ **** وَتهُ في الأَرْضِ صافنٌ جَرْداءُ
ثم ناداهُ بعدَما سِيمَتِ الخَس **** فَ العُلا وَقَد يُنْجِدُ الغريقَ النِّداءُ
فطوى الأَرضَ سائرا وَالسموا **** تِ العُلا فوقَها له إِسراءُ
فصِفِ الليلةَ التي كان للمُخ **** تارِ فيها على البُراقِ استواءُ
وترقى به إلى قابِ قَوْسَيْ **** نِ وَتِلكَ السيادةُ القَعْساءُ
رُتَبٌ تَسْقُط الأَمانيُّ حَسْرَى **** دونَها ما وراءهن وَرَاءُ
ثم وافَى يحدِّثُ الناسَ شُكْرَاً **** إذ أتته من ربِّه النَّعْماءُ
وتَحَدَّى فارتابَ كلُّ مُريبٍ **** أَوَ يَبْقَى مع السُّيُولِ الغُثاءُ
وَهْوَ يدعو إلى الإِلهِ وَإن شق **** قَ عليه كفرٌ به وَازدِراءُ
وَيَدُلُّ الورَى على اللَّهِ بالتَّوْ **** حيدِ وَهْوَ المَحَجَّةُ البَيْضاءُ

فَبِمَا رحمةٍ مِنَ اللَّهِ لانَتْ **** صَخْرةٌ مِنْ إبائِهم صَمَّاءُ
وَاستجابَتْ له بنصرٍ وَفَتْحٍ **** بعد ذاكَ الخضراء والغبراءُ
وَأَطاعَتْ لأَمْرِهِ العَرَبُ العَرْ **** باء وَالْجَاهِلِيَّةُ الْجَهْلاءُ
وَتَوالَتْ للمصطفى الآيةُ الكبْ **** رَى عليهمْ وَالغارةُ الشَّعْواءُ
فإذا ما تلا كتابا من الل **** هِ تَلَتْهُ كَتِيبَةٌ خضراءُ
وَكفاهُ المستهزئينَ وَكم سا **** ءَ نبِيَّاً من قومِه استهزاءُ
وَرَماهم بِدَعْوَةٍ من فِناءِ ال **** بَيتِ فيهَا للظالمين فَنَاءُ
خمسةٌ كُلُّهم أُصيبوا بداءٍ **** والرَّدَى من جنودِهِ الأَدوَاءُ
فدَهَى الأَسودَ بنَ مُطَّلِبٍ أَي **** يُ عمىً مَيِّتٌ به الأَحياءُ
وَدَهَى الأَسودَ بنَ عبدِ يغوثٍ **** أن سَقَاهُ كأسَ الرَّدَى اسْتِسْقَاءُ


وأَصابَ الوليدَ خَدْشَةُ سَهْمٍ **** قَصَّرَتْ عنها الْحَيَّةُ الرَّقْطاءُ
وَقَضَتْ شَوْكَةٌ على مَهْجَةِ العا **** صِي فللّهِ النَّقْمَة الشَّوْكاءُ
وَعَلا الحارثَ القُيُوحُ وَقد سا **** لَ بِها رأسُه وَساء الوِعاءُ
خمسةٌ طُهِّرَتْ بِقَطْعِهِم الأَر **** ضُ فَكَفُّ الأَذى بهم شَلَّاءُ
فُدِيَتْ خمسةُ الصَّحيفةِ بالخَم **** سةِ إن كان بالكرام فِدَاءُ
فِتْيَةٌ بَيَّتُوا على فِعلِ خَيْرٍ **** حَمِد الصبحُ أمرَهم وَالمَساءُ
يَا لأَمر أَتاهُ بعدَ هِشامٍ **** زَمْعَةٌ إنه الفتَى الأَتَّاءُ
وَزُهَيْرٌ وَالْمُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ **** وَأبو البَخْتَرِيِّ مِنْ حيث شاءوا
نَقَضُوا مُبْرَمَ الصَّحيفةِ إذ شد **** دَت عليهم من العِدا الأَنداءُ
أذْكَرَتْنَا بِأَكْلِهَا أكلَ مِنْسَا **** ةِ سُلَيْمانَ الأَرْضَةُ الخَرساءُ

يتبع






 
رد مع اقتباس