منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - القاص والروائي المصري سمير الفيل في حوار مفتوح مع الأقلاميين
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-2006, 12:58 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سمير الفيل
أقلامي
 
إحصائية العضو






سمير الفيل غير متصل


افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامر سكيك

ما رأيك بالقول بأن فن القصة القصيرة يمر بأزمة كما هو الحال مع الشعر العربي؟
أخي الكريم ..
الأستاذ سامر سكيك ..
تحية تقدير وإعزاز ..
وشكر على مجهودكم الكبير لإتمام هذا اللقاء ..
وبعد..



* أود في بداية هذا اللقاء أن أتوجه بالتحية لزملائي من الكتاب في موقع ( أقلام ثقافية ) متمنيا لهم كتابة أدبية جادة ، مستشرفة ، ناصعة.
لا أظن القصة القصيرة تمر بأزمة ما ، ولكن يمكن تعديل المقولة بأن أمهر كتابها قد تتبعوا خطى الرواية دون ان يفارقوا القصة القصيرة تماما . لقد أغوتهم وجذبتهم لجمالياتها الباذخة .
القصة القصيرة والرواية كلاهما سرد ، ينبني على أحداث ومواقف وتحرك شخصيات داخل أزمنة وأمكنة محددة ، وبهذا التصور فالرواية تفتح مجالات متعددة للحكي ، كما تقدم كشوفات جمالية للقصة القصيرة ، فهناك أواصر قربى وصلة دم بينهما ؛ رغم وجود خطط مستقلة للكتابة نفسها .
أحيانا يبدأ الكاتب في التعامل مع نصه باعتباره قصة قصيرة ثم يجد ان ما تحتشد به الفضاءات السردية من حراك اجتماعي ومواقف سياسية متباينة ، وتنويعات على الفعل الإنساني تليق برواية فتحدث الإزاحة.
القصة القصيرة ليست في أزمة ، لكنها الصوت المنفرد الذي يهتم بعوالم المهمشين كما قال " فرانك أوكونور" ، وطالما هناك طبقات رثة ، ومهمشون ، ومعوزون ، بل طالما هناك نجباء وقد انكسروا ، وعظماء قد لاقوا المحن وارتكبوا الآثام فالقصة حية ، متحركة ، متأججة بالحس الإنساني الشفيف.
قد أطرح السؤال بصيغة أخرى فأقول: هل نجد ندرة في نماذج القصة القصيرة الباهرة؟
يمكن أن يكون جوابي : نعم . جزئيا ، يمكننا أن ندعي أن القصة القصيرة صارت بالنسبة للكتاب الجدد هي البوابة الأكثر أمنا للولوج لساحة الكتابة ، وحتى يتمكن الكاتب من الإجادة فسوف نجد أعمالا كثيرة تحت خط الفقر الإبداعي ، وهذا طبيعي وشائع في كل العصور ، ولا يسبب قلقا لي على الأقل .
ثم تعالوا نحتكم إلى تاريخ القصة القصيرة ، هناك أسماء كثيرة ومتعددة كتبت وشاع صوتها ، لكننا حين نهتم بالحديث عن الأدباء الذين تركوا بصمة يمكننا ان نعدد أسماء يمكن حصرها على اصابع اليد الواحدة . سنذكر مثلا جي دي موبسان ، وجوجول ثم نتوقف طويلا امام تشيخوف ، ونتامل تجارب آلان روب جرييه ، ونتالي ساروت ، ونتمهل ونحن نقرا لفرانتس كافكا ذلك اليهودي التشيكي المترع بالألم الإنساني العظيم ، ويمكننا عربيا أن نثمن كتابات يوسف أدريس وزكريا تامر ، وكتابات قصيرة للطيب صالح كنت قد قراتها كمسودات في " الهلال " . لكن الموجات التالية الهادرة تخلصت تماما من وصاية الأب وقدمت نماذج في غاية التفرد . هكذا تسير الأمور.






التوقيع

سمير الفيل
شاعر وروائي وناقد مصري
عضو اتحاد كتاب مصر
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب