منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - الشاعر والباحث الفلسطيني عيسى عدوي في حوار مفتوح مع الأقلاميين
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2007, 02:11 AM   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
عيسى عدوي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عيسى عدوي
 

 

 
إحصائية العضو







عيسى عدوي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى عيسى عدوي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عيسى عدوي

افتراضي مشاركة: الشاعر والباحث الفلسطيني عيسى عدوي في حوار مفتوح مع الأقلاميين

ونستمر مع أسئلة اخي إبراهيم


ثالثا : عشت الغربة في بداية حياتك عند (الخواجات ) ، كيف قضيت تلك المرحلة ؟
كيف استطعت وأنت طالب أعزب مغترب قليل التجربة في الحياة أن تتعايش معها ؟
وما أجمل أن تذكر لنا نوادر ومواقف غريبة حصلت لك في تلك المرحلة ...
ودروسا خرجت بها بعد تلك الرحلة خاصة .

رابعا :حياتك في السعودية . كيف أثرها - فكريا - عليك ؟

لقد كانت تجربة فريدة من نوعها تركت أثرا لا يمحا في حياتي فلقد تعرفت على مجمتعات مختلفة وثقافات متباينة عما اعتدت عليه في دياري

ومحيطي ..تعرفت على حياة اخرى ...ولقد قام الوالد رحمه الله بتوصيتي قبل السفر قائلا ..تذكر من أنت وماذا تركت خلفك ..و أهداني نسخة

من كتاب الله الكريم ما زالت معي لا تفارقني منذ 37 عاما ...
كانت رحلتي مليئة بالمفاجآت منذ اليوم ألأول فقد بدأت رحلتي ب أحداث أيلول ..كما اسلفنا ثم توجهت إلى الجامعه ..وصلنا المطار لا نعرف

حرفا من لغة القوم ..ركبنا التأكسي وكانت أول المفاجأت ..ان السائق سيدة في متوسط العمر ..والغريب أنني مكثت في تلك البلا د 6 سنوات لم

اصادف فيها ولو مرة واحدة سائقة تاكسي غير تلك الأولى ...كانت هذه اول الصدمات الحضارية ...في سنة اللغة دعينا كذلك إلى حفل تكريمي

في المسرح الوطني تؤدي فيه مغنية البلاد الأولى وصلة غنائية أوبرالية واجلسنا في الصف الأول تكريما لنا ..وما ان ب>ات المغنية بالغناء

..حتى إنفجرنا بالضحك المتواصل الذي لم نستطع إيقافه وكان ذلك من أحرج المواقف لنا وأستاذتنا التي لم تجد ما تقوله غير التأنيب ..فشرحنا

لهنا أننا لا نعرف ما هي ألأوبرا ولا طريقة غنائها لذا فوجئنا ...وكان ما كان ...ولكن بعد سنة كنت أذهب بنفسي شتري تذاكر لحضور حفلات

موسيقية للعزف على البيانو او مسرحيات موسيقية ..فسبحان مغير ألأحوال .. وتستطيع ان تقيس على ذلك في كل مجال ..فالأنسان يتأقلم مع

بيئته مهما كانت .. فقد اصبح لي بينهم من الأصدقاء مازلت على تواصل معهم حتى اليوم ..وقد زار بعض ابنائهم أولادي في الجامعة في الأردن

...كما التقيت أنا بهم شخصيا في بيتي ....ومن أهم الدروس التي خرجت بها ...هو درس إحترام إنسانية الأنسان مهما كان أصله وفصله

وعرقه ودينه ...وهو مبدأ بدأ عندنا وانتهى عندهم ....يقول رب العالمين .".ولقد كرمناا بني آدم ...." ولكننا نحن العرب للأسف الشديد من

أكثر شعوب ألأرض عنصرية ....ومن لم يصدق ..فلينظر حوله ...كيف يتعامل الناس مع الخواجا الشقر ومع الهندي الأسمر ..
الدرس الثاني هو أحترام الوقت والمواعيد ...الدرس الثالث هو العمل الجاد بلا كلل او ملل الدرس الرابع ...تقديس القراءة والثقافة وافن ...
الدرس الخامس ...ليس كل من هو غربي عدو لنا ..ولكنهم يجهلوننا ..وعندما يعرفوننا على حقيقتنا ..كانوا يقولون . أنتم جيدون أنتم تشبهوننا

...أنتم لستم عربا لا يمكن ان تكونوا كذلك ..ليس هكذا العرب ...كنا نقول لهم ..بل نحن اسوأ العرب ..وأسوا المسلمين ..كلهم افضل منا ...
ولكن ما يصلكم عنا ليس صحيحا ولا دقيقا ...

أما بخصوص سؤالك عن السعودية وأثرها في حياتي الفكرية
فأقول لك وبكل صدق السعودية هي وطني الثاني فقد عشت فيها من حياتي اكثر مما عشت في أي مكان آخر في الدنيا ...أحببتها وما زلت احبها ..
وادعو لله لها ولأهلها بدوام الأمن والرفاه ..طبعا تأثرت بكل ما يدور حولي من فكر ونمط حياة و أسلوب عيش ...ولكن ميزة الحياة في السعودية

انك تستطيع أن تصنع لنفسك الأطار المناسب لتعيش فيه كما تحب ...فكل شيء فيها في متناول اليد ...أما حياة المغترب فتكون دائما في دائرة

المغتربين من بلده وغيره من المغتربين من اصدقاء العمل وجيران السكن ..والرياض حافلة كذلك بالمكتبات و لقد قضيت من عمري فترة طويلة في

الجامعة فلقد مكثت فيها 18 عاما ..إختلطت فيها بالنخبة المثقفة والأكاديمية مما كان له الأثر الكبير على ما قرأت وما كتبت

مودتي لك






التوقيع

قل آمنت بالله ثم استقم