منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - وما يعلم تأويله إلا الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-03-2022, 01:30 PM   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: وما يعلم تأويله إلا الله

نقد آراء نشأة التشيع


نقد آراء الشيعة:

1) إن التشيع قديم ولد قبل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه ما من نبي إلا وقد عرض عليه الإيمان بولاية علي.

لا يخفى على كل ذي عقل فساد هذا الرأي. لقد كانت دعوة الرسل - عليهم السلام - إلى التوحيد لا إلى ولاية علي والأئمة - كما يفترون- . قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾ النحل 36، فقال ﴿رَّسُولاً﴾ ولم يقل: ولياً، وإنما أرسل المرسلون لعبادة الله: ﴿لا إِلَهَ إِلا أَنَاْ فَاعْبُدُونِ﴾ الأنبياء 25، عبادة توحيد، لا يشرك معه أحد. والسنة النبوية ذاخرة بأوامر التوحيد. حتى الأوامر للمسلمين جاءت في التنزيل بمثل: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ﴾ التوبة 5، وإن العلماء متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشهادتان، فأين أخذ العهد على الإيمان بعلي؟!.
وإذا كانت ولاية عليّ مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، فلماذا ينفرد بنقلها الشيعة، ولا يعلم بها أحد غيرهم؟!. ولماذا لم يعلم بذلك أصحاب الشرائع الأخرى؟!. ولماذا لم تسجل هذه الولاية في القرآن وهو المهيمن على الكتب كلها، والمحفوظ من لدن رب العزة جل علاه؟!. وأي عقول يخاطبها هؤلاء الذين ادعوا هذا البهتان العظيم؟!.
وقد أجمع المسلمون على أن الرجل لو آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وأطاعه، ومات في حياته قبل أن يعلم أن الله خلق أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً لم يضره ذلك شيئاً، ولم يمنعه من دخول الجنة. فإذا كان هذا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يقال: إن الأنبياء يجب عليهم الإيمان بواحد من الصحابة؟!.
وإذا قبل العقل أن يقال: إن علياً يمكن أن يكون أميراً على أهل زمانه، فلا يمكن أن تقبل أمارة علي على كل من خلق قبله من لدن آدم. هذا من كذب من لا يعقل، وافتراء من يستخف بعقول الناس.
وهم مثلما تطرفوا وغالوا في مثل هذا الكذب، أمعنوا في الافتراء على خصومهم، فقالوا: "وقع في الخبر أن القائم - رضي الله عنه - إذا ظهر يحييهم ويلزمهم بكل ذنب وفساد وقع في الدنيا، حتى قَتْل قابيل وهابيل، ورَمْي إخوة يوسف له في الجب، ورمي إبراهيم في النار ...". ومما قالوه عن الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رواة عن الصادق: "أنه ما أزيل حجر من موضعه، ولا أريقت محجمة دم إلا وهو في أعناقهما - يعني الخليفة الأول والثاني-"*.
* البحراني: درة نجفية ص: 37، وانظر: رجال الكشي ص: 205-206، والأنوار النعمانية: 1/82.

2) إن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي وضع بذرة التشيع، وإن الشيعة ظهرت في عصره، وإن هناك بعض الصحابة الذين يتشيعون لعليّ، ويوالونه في زمنه صلى الله عليه وسلم.

قد يكون من أهم الأسباب لنشوء هذا الرأي هو أن بعض علماء المسلمين أرجع التشيع في نشأته وجذوره إلى أصول أجنبية، وذلك لوجود ظواهر واضحة تثبت ذلك سيأتي الحديث عنها. وبسبب ذلك قام الشيعة بمحاولة إعطاء التشيع صفة الشرعية، والرد على دعوى خصومهم برد التشيع إلى أصل أجنبي، فادعوا هذه الدعوى، وحاولوا تأييدها وإثباتها بكل وسيلة؛ فوضعوا روايات كثيرة في ذلك. ولهم وسائل وطرق ومسالك في الاستدلال والاحتجاج على أهل السنة، بروايات نسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزعموا أنها رويت من طرق أهل السنة، وأكثرها إما موضوع أو مطعون في سنده، أو بعيد عن تأويلاتهم الفاسدة. وإن هذا الرأي لا أصل له في الكتاب والسنة، وليس له سند تاريخي ثابت، بل هو رأي يجافي أصول الإسلام وينافي الحقائق الثابتة، فقد جاء الإسلام لجمع هذه الأمة على كلمة سواء، لا ليفرقها شيعاً وأحزاباً، ولم يكن بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم شيعة ولا سنة، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ﴾ آل عمران 19، لا التشيع ولا غيره.
ومن الحقائق التاريخية المتواترة والتي تكشف خطأ هذا الرأي ومجانبته للحقيقة أنه لم يكن للشيعة وجود زمن أبي بكر وعمر وعثمان. يقول ابن تيمية: "ففي خلافة أبي بكر وعمر لم يكن أحد يسمى من الشيعة، ولا تضاف الشيعة إلى أحد"*.
* منهاج السنة: 2/64 تحقيق د. محمد رشاد سالم.
وقد اضطر بعض شيوخ الشيعة للإذعان لهذه الحقيقة وهم الذين مردوا على إنكار الحقائق المتواترات، فقال آيتهم الأكبر في زمنه محمد حسين آل كاشف الغطاء: "... ولم يكن للشيعة والتشيع يومئذ (في عهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما) مجال للظهور؛ لأن الإسلام كان يجري على مناهجه القويمة..."*.
* أصل الشيعة: ص 48.
وبمثل هذا اعتراف شيخهم الآخر محمد حسين العاملي، فقال: "إن لفظ الشيعة قد أهمل بعد أن تمت الخلافة لأبي بكر، وصار المسلمون فرقة واحدة إلى أواخر أيام الخليفة الثالث"*.
* الشيعة في التاريخ ص: 39-40.
ولا نفهم كيف يهمل ما لا وجود له؟!. وهي غاب التشيع بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بين عشية وضحاها؟! وإذا تعمد الخليفتان إخفاءه، فأين باقي الصحابة الذين كانوا أكثر الناس حرصاً على التأسي بالرسول الخاتم؟!.
وهل أثر عن الصحابة المتشيعون ـ في زعمهمـ أمثال عمار، وأبي ذر، والمقداد إظهار عقيدة التشيع؟!. وهل جاهروا بتكفير الشيخين: أبي بكر وعمر وأكثر الصحابة، أو أظهروا البراءة منهم وسبهم أو كراهيتهم؟!. إن كل ما قاله الشيعة من دعاوى في هذا وملأوا به المجلدات لا يعدو أن يكون وهماً من الأوهام نسجته خيالات الحاقدين والأعداء، وقد قال الشيعي الزيدي ابن المرتضى: "فإن زعموا أن عماراً، وأبا ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود، وسلمان الفارسي كانوا سلفهم؛ لقولهم بإمامة علي – عليه السلام – أكذبهم كون هؤلاء لم يظهروا البراءة من الشيخين ولا السب لهم، ألا ترى أن عماراً كان عاملاً لعمر بن الخطاب في الكوفة؟"*.
* انظر: ابن الأثير فيأسد الغابة: 4/64، وابن حجر في الإصابة: 2/506، وابن عبد البر في الاستيعاب: 2/473، وطبقات ابن سعد: 4/87، والمنية والأمل ص: 124، 125.
وأي بذرة هذه تلك التي بَذَرَ النبي حتى أنبتت سنابل اللعن والتكفير للصحابة وخير الأمة، وسنابل الاعتقاد بأن القرآن محرف بأيدي منافقي الصحابة، وأن وفاق الأمة ضلال، وأن الرشاد في خلافها، حتى توارت العقيدة الحقة في لجّ من ضلال الشيعة؟!.

3) تاريخ ظهور الشيعة يوم الجمل.

لاشك أن هذا القول لا يدل على بداية الأصول الفكرية للتشيع، فهو يعني هنا المعنى اللغوي للشيعة وهو الأنصار، ولهذا استخدم أيضاً ألقاباً أخرى تدل على ذلك كالأصحاب والأولياء، كما أن الوثائق التاريخية أثبتت أن لقب "شيعتي" والشيعة كما استعمله علي قد استعمله معاوية - رضي الله عنهما -.






 
رد مع اقتباس