منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - حوارات في الأدب والثقافة
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2010, 06:08 PM   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: حوارات في الأدب والثقافة

النقد "الأكاديمي"..هل رفع الراية البيضاء؟!
د. شفيع: الكتب تهتم بالدراسات الجادة
د. أبو أحمد: المجلات يقرأها كتابها
جاهين: البصيرة الجمالية.. القيمة الأولي
د. بسطاويسي: نحتاج كل الاجتهادات

حوار: د. زينب العسال


الاتهام الذي يواجه نقدنا الأدبي الحديث هي غلبة الكتابات الصحفية عليه. بينما النقد الأكاديمي يشحب. ويخف صوته. بدليل اختفاء العديد من المجلات الثقافية المتخصصة. واكتفاء الصحف والدوريات بما يسمي التعريف النقدي. وهي كتابات تعرض مادة الكتاب دون أن تحاول مناقشته وتحليله.
في تقدير يوسف الشاروني أن النقدين مكملين لبعضهما من زمن طويل. الأكاديمي للخاصة وغالباً ما يكون منشوراً في كتب ومراجع. وقد يتوخي الغموض بواسطة بعض المتقعرين من النقاد. وهذا النقد له قراؤه. أما النقد الصحفي فهو مبسط لعامة المهتمين وبخاصة أنه ليس لدينا طرق فكرة عن طلاق الإعلان عن النشر الذي يساهم في ترويج الكتاب والتعرف به. إذا لم يكتب عن الكتاب في هذين النوعين من النقد فستضيع الكتب الجديدة. لا يوجد لدينا طريقة لترويج الكتب الجديدة إلا في مجلة "عالم الكتاب" وهي- للأسف- غير متداولة لأن الصحافة تشجع النقد المختصر وأنا- أحياناً- أكتب ملخصاً وتعريفاً بسيطاً لصحيفة أدبية. أما المقال الموسع فينشر في مجلة شهرية وكما أقول فإن النقدين وجهان للتعامل مع الكتب ويجب ألا ننسي المتابعات علي النت وهي طريقة جديدة في التعريف بالكتب ولها متابعون وجمهور خاص.
اختلافات
قد يبدو هذا صحيحاً- والكلام للدكتور شفيع السيد- لأن النقد الصحفي قد يبدو سريعاً في تتبع الأعمال الإبداعية فمع صدور الصحف يومياً أو أسبوعياً أو شهرياً فإنة علي الكاتب أن يملأ المكان المخصص له بكتابة النقد لكن النقد الأدبي الحقيقي يحتاج إلي وقت لإنضاج الأفكار. وإضاءة العمل بشكل صحيح وليس مجرد تقرير أو إضفاء المدح والثناء علي صاحبه النقد الأكاديمي يحتاج وقتاً بحكم أنه يتم في هدوء ويحتاج الي وقت للقراءة والتأمل وترتيب الأفكار إلخ أما النقد الصحفي فكما قلت سابقاً هو نقد سريع ويكون متعجلاً حين يخاطب الناس ويكون له صوت مسموع لأن جمهوره هم قراءة الجريدة والمجلات الأدبية الحقيقية كان لها مجالها وقراؤها ولأسباب كثيرة أغلقت هذه المجلات مثل إبداع التي لا تثبت كثيرا فهي تصدر في أوقات معينة ثم تتوقف ثم تعود إلي الظهور وهكذا لهذه المجلة قراؤها ونقادها لكن النقد الأكاديمي يظهر في شكل كتب أو أبحاث أو دراسات ويتولاه أساتذة في النقد الأدبي بينما الكتابات النقدية الصحفية يقوم بها من ليسوا مؤهلين في النقد الأدبي. صحيح أن هناك من لديهم الدربة علي التصدي لمثل هذه الكتابات لكن ليس كل الصحفيين- للأسف- لديهم مثل هذه الدربة أو الخبرة.
ويري د. حامد أبو الحمد أنه يمكن القول نعم ولا أما نعم فلأن النقد الأكاديمي لم يعد له وجود علي الساحة الصحفية الأكثر انتشاراً والمتاحة للناس فالناقد الأكاديمي فيها غير موجود. بالإضافة إلي ان معظم المجلات أغلقت فلا توجد مجلات تتواصل مع الجمهور والمجلات الموجودة لا يقرأها إلا من يكتبون فيها لكن الموجود علي مستوي التحقيق الفعلي في الساحة النقدية ككتب يصدرها الأساتذة الجامعيون فضلاً عن رسائل الدكتوراه التي تطرح قضايا كثيرة. أو تتناول شخصيات أو ظواهر أدبية بعينها وعلي مستوي المؤتمرات والفعاليات الثقافية وبعض المجلات المتخصصة مثل مجلات كلية دار العلوم ووفكر وإبداع التي أسسها د. حسن البنداري من هذه الناحية فإن النقد الأكاديمي موجود لكن جمهوره محدود جداً. لأنه يشمل المهتمين بالثقافة والأنواع الأدبية من قصة ورواية وشعر ومسرح وغيرها نحن في حالة أزمة كبيرة في الثقافة تنعكس علي كل شيء والسبب هو أن الصحافة لم تعد تسهم بالثقافة علي الإطلاق والصفحات الثقافية مجرد صفحات إخبارية فهي لا تقدم دراسات أدبية أو نقداً لدينا مجلة أسبوعية واحدة. أو جريدة أسبوعية واحدة. معظم المثقفين لا يتعاملون معها ولا يشترونها وكأنها غير موجودة لذلك فهي توزع نسخاً قليلة جداً في مصر لأنها جريدة موجهة ولا تخدم الثقافة المصرية وثمة مجلة إبداع التي تصدر كل ثلاثة أشهر. وتعاني إخراجاً فنياً سيئاً وإذا أردت قراءة موضوع حتي لو كنت أنت كاتبه فسيشق عليك ذلك ليس المطلوب من المجلة أيه مجلة أن تكون مجرد كشكول وكنت أكتب في جريدة "القاهرة" لكنني اصطدمت بشرط المقاس المساحة التي ينبغي عدم تجاوزها فأقلعت عن الكتابة في الصحف واتجهت إلي تأليف الكتب فهي الأبقي إلي جانب أنه لم يعد مهماً أن يحمل ما نكتبه أفكاراً تؤثر- أو لا تؤثر في هذا الشخص أو ذاك.
أفكار متوارثة
ويختلف الشاعر بهاء جاهين في تقسيم النقد إلي أكاديمي وصحفي هناك- في رأيه- نقد جيد وآخر أعمي. الأعمي- بالنسبة للنقد الأكاديمي- عبارة عن أفكار متوارثة في الأدبيات الجامعية ومصطلحات يمكن تطبيقها. لكن يفتقر الناقد الذي يطبقها الي الحس الجمالي والبصيرة الجمالية. وحين يفتقد الناقد للبصيرة الجمالية فهو يقدم نقداً لا قيمة له أهمية النقد أن يلفت القارئ إلي مواطن الجمال. هذا ما يعطي النقد وجاهته وقيمته ووظيفته. أو يصبح تطبيقات نظرية. أو تطبيلاً لشخص معين. أو تهميشاً لشخص آخر. كل هذا بلا قيمة إذا كان الناقد يريد أن يحصل علي الدكتوراه. أو يكتب عاموداً في جريدة أو يطبل لهذا وينهش في ذاك.
ويلاحظ الروائي مجيد طوبيا أن النقد السريع يجد مكانه للنشر في الصحف أما النقد الأكاديمي فيحتاج الي مجلة محترمة أو أكاديمية ولابد من الانتظار فترة حتي تصدر المجلة فقد تكون شهرية أو فصلية لذلك فإن علي الناقد الأكاديمي أن ينتظر قرابة الأشهر الثلاثة حتي تنشر مقالته أو دراسته أما النشر العادي فهو كثير ويقوم بتعريف القارئ علي العمل بسرعة ويسر وهو مفيد أيضا وعلي الناقد الأكاديمي أن يعلم بأن إمكانية النشر لديه محدودة. وهكذا كل واحد وما يحب!
ويري د. رمضان بسطاويسي أن النقد الأكاديمي يمارس دوره التأسيسي ودوره العلمي عندما يستخدم لغة خاصة ذات قواعد محددة وتوثيق علمي بينما النقد الصحفي لابد أن يكون سهلاً ومرناً وقادراً علي توصيل الفكر بشكل سريع. أريد أن أقول إن النقاد الأكاديمي انجذبوا للنقد الصحفي. وخسرناهم كنقاد أكاديميين يؤسسون لمشروع نقدي. وهي ظاهرة لافته لأي متابع. ويمكن أن نري المسألة من زاوية أخري فطه حسين والمازني والعقاد صنعوا موازنة للتقريب بين النقد الأكاديمي والنقد الصحفي ليرفعوا القارئ إلي لغة وممارسة نقدية لها دور في وعي القارئ والمفروض أن الناقد الأكاديمي يمارس النقد الثقافي أي تناول ظواهر المجتمع بالنقد والتحلي وإعادة صياغة الوعي لدي القارئ والإسهام في بناء الحياة السياسية والاجتماعية مما يوسع من مفهوم النقد الأدبي الذي لا يعني إلا النصوص أي المساهمات الإنسانية التي تؤثر في حياة الناس أما اقتصار دور الناقد علي النصوص الأدبية فهو نوع من ممارسة السلطة أو ممارسة الرقابة عليها أو محاكمتها يجب تصحيح وظيفة الناقد ليكتب نقداً ثقافياً يمارسه علي الظواهر الاجتماعية والسياسية والثقافية يصبح الأدب متصلاً بالحياة وليس منعزلاً عنها من الممكن أن يكتب نقادنا الأكاديميون في الصحافة ويحدثوا نهضة ثقافية حضارية كان طه حسين يمارس نقده السياسي والاجتماعي وكذلك لطفي السيد. وغيرهما كان لديهم مفهوم واسع لوظيفة النقد. ومعظم ما كتبه العقاد كان منشوراً في الصحف وهذا الأمر يرجع لفعالية الناقد أنا أري أن التفرقة بين النقدين خطأ. وعلي نقادنا الكبار الكتابة في النقد الثقافي هذا أمر نحن في حاجة إليه بحيث يكون دور نقادنا المحدثين مد جسر للتواصل مع ما بدأه الرواد في حياتنا الثقافية.
..........................................
*المساء ـ في 6/3/2010م.







 
رد مع اقتباس