منتديات مجلة أقلام - هذا المسا\ عبد الرحمان عوادين
منتديات مجلة أقلام

منتديات مجلة أقلام (http://montada.aklaam.net/index.php)
-   منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول (http://montada.aklaam.net/forumdisplay.php?f=2)
-   -   هذا المسا\ عبد الرحمان عوادين (http://montada.aklaam.net/showthread.php?t=52889)

نضال تركي العوامره 27-07-2012 06:16 AM

هذا المسا\ عبد الرحمان عوادين
 
بغْدادُ هذا المَسا تَسْتَذْكِرُ المَطَرا
والقدسُ تستنطقُ الأشْجارَ والحَجَرا
بيروتُ تغفو بِحُضْنِ البَحْرِ مُتْعَبَةً والبَحْرُ جُرْحُكِ يا بيروتُ ما فَتَرا
بَغْدادَنا
يا جَزْلَةً وَسَطَ الكلامْ
وصورةَ الحُلُمِ الجميل
تمشي بأروقةِ المنامْ
بَغْدادَنا
شِمْسُ الغروب
منك استحت شَمْسُ الغروب
عنك توارت بالنخيل
فخفَّرَت وجهَ السَّماءِ بالشَفَقْ
بغدادُ قومي من منامِكِ
بغدادُ هذا المساءُ ليست ببغدادِ
والقدسُ ليست مياهَ النبعِ للصَّادي
ونسمةَ الموتِ في بيروتَ قد هَبَّتْ
والدَّمُّ أصْـبَحَ فيها رائـحاً غادي
- يا قدسُ
أنتِ صَبِيَّةٌ
وقديمةٌ
أصيلةٌ كالشمسِ في الأزلِ
وكشمسِ هذا اليومِ أنتِ
ومن ستشرقُ بعدَ أن نمضي برَّاقَةَ الأملِ
مع الصَّريرِ الأوَّلِ
في أوَّلِ الأقلامِ حينَ خُلِقْتِ
ومع صِياحِ الدِّيْكِ
حينَ استيقظت للحبِّ سوسنةٌ
موجودةٌ
موجوعةٌ أنتِ
أنينُ أيُّوبَ انتهى
ودقائقٌ في العُمْرِ
ما زالتْ تُنادي زاهِيَ الأَجَلِ
بغدادُ هذا المسا مبتلةُ الحَدَقِ
والقدسُ أخْيِلَةٌ في أوسطِ الأفُقِ
بيروتُ لحنُ الأغاني كُلَّما جُرِحَتْ بعضُ الجروحِ نزيفٌ ناشرُ العَبَقِ
-
بيروتُ سيِّدةٌ
لِكلِّ عواصِمِ العُشَّاق
حيثُ ابتدت لا تنتهي
حيثُ انتهى العِشْقُ
بيروتُ تبدؤهُ كعاشقةٍ
خجلى تنادي فارسَ الأحْلامِ
حَبَّاتُ خالْ
كلُّ العَذْارى
حَبَّاتُ خالٍ فوقَ بيروتَ الجَسَدْ
لو كُنْتُ أفْهَمُ
ما الذي يعنيهِ مُصْطَلَحُ الأبَدْ
لَقُلْتُ تَبْقى
بيروتُ تبقى للأبدْ ...

نضال تركي العوامره 27-07-2012 06:18 AM

رد: هذا المسا\ عبد الرحمان عوادين
 
ياسادة لهذاالشاعر الذي وجده ُ صدفه تاريخ دعوني أخبركم بتاريخه..
في عروس الشمال كان هذا الشاعر أستاذاً في الوزن وتلميذاً في النقد، يلتقي بزمرةٍ من صَعَليك الشعر نهاية كل أسبوع يدرسهم ويدرسونه في غرفةٍ هي فوق الواقع ودون الخيال
ليسَ لها أبوابٌ تقرع لها مالك وهي لكل عابر سبيل
كانت منبراً من منابر الصداقة ليس له مثيل
كان هذا الشاعر الأصلع غزير الشِعر طويل الظفائر عميقةٌ معانيه وكان أصدقائه من الصعليك تعجبهم قوافيه..
رحل الجميع ولم يعد الصعليكُ صعليكاً فقد وجد كُلٍّ منهم لنفسهِ قبيلة إلا صعلوكاً واحداً لازال في تلك الغرفة فوق الواقع ودون الخيال ينقلها وتنقلهُ من مكانٍ إلى مكان
ولسانُ حالهِ يقول:
بأي موتٍ أواري ظلمَ أعينكم .. يوم الفراقِ بلا لحدٍ ولا كفن ِ

سلمى رشيد 27-07-2012 11:32 AM

رد: هذا المسا\ عبد الرحمان عوادين
 
بغداد
بيروت
والقدس
عواصمنا العربية المتعبة من المحيط إلى الخليج والوجع هنا يأتي جميلا وأكثر ..
أما الهجر والنكران لمن كان لنا معلما وأستاذا فتلك صفة البشر ولكنك هنا أستاذ تركي قابلت المعروف بالمعروف بوضع هذه الرائعة بين ايدينا .
دمت بتقدير


الساعة الآن 10:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط