منتديات مجلة أقلام - قصائد
منتديات مجلة أقلام

منتديات مجلة أقلام (http://montada.aklaam.net/index.php)
-   منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول (http://montada.aklaam.net/forumdisplay.php?f=2)
-   -   قصائد (http://montada.aklaam.net/showthread.php?t=43926)

حمزة الأسير 14-04-2011 03:01 AM

قصائد
 
أريدك أنثى



أريدك أنثى ...

ولا ادّعي العلم في كيمياء النساء..
ومن أين يأتي رحيق الأنوثة
وكيف تصير الظباء ظباء
وكيف العصافير تتقن فن الغناء..

أريدك أنثى ..
ويكفي حضورك كي لا يكون المكان...
ويكفي مجيئك كي لا يجيء الزمان..
وتكفي ابتسامة عينيك كي يبدأ المهرجان...
فوجهك تأشيرتي لدخول بلاد الحنان...

أريدك أنثى ...
كما جاء في كتب الشعر منذ ألوف السنين...
وما جاء في كتب العشق والعاشقين...
وما جاء في كتب الماء... والورد ... والياسمين..
أريدك وادعة كالحمامة...
وصافية كمياه الغمامة...
وشاردة كالغزالة...
ما بين نجد .. وبين تهامة...

أريدك مثل النساء اللواتي
نراهن في خالدات الصور...
ومثل العذارى اللواتي
نراهن فوق سقوف الكنائس
يغسلن أثدائهن بضوء القمر...

أريدك أنثى ..
لتبقى الحياة على أرضنا ممكنة..
وتبقى القصائد في عصرنا ممكنة...
وتبقى الكواكب والأزمنة..
وتبقى المراكب، والبحر، والأحرف الأبجدية..
فما دمت أنثى فنحن بخير...

أريك أنثى لأن الحضارة أنثى..
لأن القصيدة أنثى ..
وسنبلة القمح أنثى..
وقارورة العطر أنثى...
وباريس – بين المدائن- أنثى...
وبيروت تبقى – برغم الجراحات – أنثى...
فباسم الذين يريدون أن يكتبوا الشعر .. كوني امرأة..
وباسم الذين يريدون أن يصنعوا الحب ... كوني امرأة..

نزار قباني

حمزة الأسير 18-04-2011 03:11 AM

وانت الحقيقة ُ لو يعلمون ... فاروق جويده
 
يقولون عني كثيرا كثيرا

وأنت الحقيقة لو يعلمون ...

لأنك عندي زمان قديم

أفراح عمر وذكرى جنون ...

وسافرت أبحث في كل وجه

فألقاك ضوءا بكل العيون ...

يهون مع البعد جرح الأماني

ولكن حبك لا.. لا يهون ...

* * *

أحبك بيتا تواريت فيه

وقد ضقت يوما بقهر السنين ...

تناثرت بعدك في كل بيت

خداع الأماني وزيف الحنين ...

كهوف من الزيف ضمّت فؤادي

وآه من الزيف لو تعلمين ...

* * *

لماذا رجعت زمانا توارى

وخلف فينا الأسى والعذاب ؟ ...

بقاياي في كل بيت تنادي

قصاصات عمري على كل باب ...

فأصبحت أحمل قلبا عجوزا

قليل الأماني كثير العتاب ...

* * *

لماذا رجعت وقد صرت لحنا

يطوف على الأرض بين السحاب؟ ...

لماذا رجعت وقد صرت ذكرى

ودنيا من النور تؤوي الحيارى

وأرضا تلاشى عليها المكان؟ ...

لماذا رجعت وقد صرت لحنا

ونهرا من الطهر ينساب فينا

يطهر فينا خطايا الزمان؟ ...

فهل تقبلين قيود الزمان؟

وهل تقبلين كهوف المكان؟

أحبك عمرا نقي الضمير

إذا ضلل الزيف وجه الحياة ...

* * *

أحبك فجرا عنيد الضياء

إذا ما تهاوت قلاع النجاة

ولو دمر الزيف عشق القلوب

لما عاش في القلب عشق سواه

دعيني مع الزيف وحدي وسيفي

وتبقين أنت المنار البعيد

وتبقين رغم زحام الهموم

طهارة أمسي وبيتي الوحيد

أعود إليك إذا ضاق صدري

وأسقاني الدهر ما لا أريد

أطوف بعمري على كل بيت

أبيع الليالي بسعر زهيد

لقد عشت أشدو الهوى للحيارى

و بين ضلوعي يئن الحنين

وقد استكين لقهر الحياة

ولكنَّ حبك لا يستكين

يقولون عني كثيرا كثيرا

وأنت الحقيقة لو تعلمين ....


فاروق جويده

حمزة الأسير 22-04-2011 05:41 PM

رد: قصائد
 
غرباء

و بكينا ... يوم غنّى الآخرون

و لجأنا للسماء

يوم أزرى بالسماء الآخرون

و لأنّا ضعفاء

و لأنّا غرباء

نحن نبكي و نصلي

يوم يلهو و يغنّي الآخرون

***

و حملنا.. جرحنا الدامي حملنا

و إلى أفق وراء الغيب يدعونا .. رحلنا

شرذماتٍ .. من يتامى

و طوينا في ضياعٍ قاتم ..عاماً فعاما

و بقينا غرباء

و بكينا يوم غنى الآخرون

***

سنوات التيهِ في سيناءَ كانت أربعين

ثم عاد الآخرون

و رحلنا .. يوم عاد الآخرون

فإلى أين؟.. و حتامَ سنبقى تائهين

و سنبقى غرباء ؟!


( سميح القاسم )

حمزة الأسير 24-04-2011 01:34 AM

وطني
 
أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف
ولكنني أحب الرصيف أكثر

*****************
أحب النظافة والاستحمام
والعتبات الصقيلة وورق الجدران
ولكني أحب الوحول أكثر.

*****************
فأنا أسهر كثيراً يا أبي‏
أنا لا أنام‏
حياتي سواد وعبوديّة وانتظار‏
فأعطني طفولتي‏
وضحكاتي القديمة على شجرة الكرز‏
وصندلي المعلّق في عريشة العنب‏
لأعطيك دموعي وحبيبتي وأشعاري

*****************
المرأة هناك
شعرها يطول كالعشب
يزهر و يتجعّد
يذوي و يصفرّ
و يرخي بذوره على الكتفين
و يسقط بين يديك كالدمع

*****************
وطني

*****************

على هذه الأرصفة الحنونة كأمي
أضع يدي وأقسم بليالي الشتاء الطويلة
سأنتزع علم بلادي عن ساريته
وأخيط له أكماماً وأزراراً
وأرتديه كالقميص
إذا لم أعرف
في أي خريف تسقط أسمالي
وإنني مع أول عاصفة تهب على الوطن
سأصعد أحد التلال
القريبة من التاريخ
وأقذف سيفي إلى قبضة طارق
ورأسي إلى صدر الخنساء
وقلمي إلى أصابع المتنبي
وأجلس عارياً كالشجرة في الشتاء
حتى أعرف متى تنبت لنا
أهداب جديدة، ودموع جديدة
في الربيع؟
وطني أيها الذئب الملوي كالشجرة إلى الوراء
إليك هذه "الصور الفوتوغرافية"

*****************
لماذا تنكيس الأعلام العربية فوق الدوائر الرسمية ،
و السفارات ، و القنصليات في الخارج ، عند كل مصاب ؟
إنها دائما منكسة !

*****************
اتفقوا على توحيد الله و تقسيم الأوطان

*****************

((مع تغريد البلابل وزقزقة العصافير
أناشدك الله يا أبي:
دع جمع الحطب والمعلومات عني
وتعال لملم حطامي من الشوارع
قبل أن تطمرني الريح
أو يبعثرني الكنّاسون
هذا القلم سيقودني إلى حتفي
لم يترك سجناً إلا وقادني إليه
ولا رصيفاً إلا ومرغني عليه))


محمد الماغوط

حمزة الأسير 28-04-2011 05:55 PM

سراب
 
بقايا من القافلة

تنير لها نجمة آفلة

طريق الفناء

وتؤنسها بالغناء

شفاه ظماء

تهاويل مرسومة في السراب

تمزّق عنها النقاب

على نظرة ذاهلة

وشوق يذيب الحدود


ظلال على صفحة باردة

تحركها قبضة ماردة

وتدفعها غنوة باكية

إلى الهاوية .

ظلال على سلم من لهيب

رمى في الفراغ الرهيب

مراتبه البالية

وأرخى على الهاوية

قناع الوجود

سنمضي .. ويبقى السراب

وظل الشفاه الظماء

يهوم خلف النقاب

وتمشي الظلال البطاء

على وقع أقدامك العارية

إلى ظلمة الهاوية

وننسى على قمة السلم

هوانا .. فلا تحلمي

بأنا نعود !


بدر شاكر السيّاب

حمزة الأسير 01-05-2011 04:21 PM

في القدس .... تميم البرغوثي
 
في القدس ...


مررنا على دار الحبيب ..فردنا عن الدار قانون الأعادي وسورها..
فقلت لنفسي ربما هي نعمة ..فماذا ترى في القدس حين تزورها ؟؟!!..
ترى كل ما لا تستطيع احتماله ..إذا ما بدت من جانب الدرب دورها..
وما كل نفس حين تلقى حبيبها تسرُّ ..ولا كل الغياب يضيرها..
فان سرَّها قبل الفراق لفائه ..فليس بمأمون عليها سرورها..
متى تبصر القدس العتيقة مرة.. فسوف تراها العين حيث تديرها..
في القدس بائع خضرة من جورجيا برم بزوجته ..يفكر في قضاء إجازة ..أو في طلاء البيت..
في القدس توراة ..وكهل جاء من منهاتنا العليا يفقه فتية البولون في أحكامها..
في القدس شرطي من الأحباش يغلق شارعا في السوق.. رشاش على مستوطن لم يبلغ العشرين ..قبعة تحيي حائط المبكى ..
وسياح من الإفرنج شقر لا يرون القدس إطلاقا ..تراهم يأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبيع الفجل في الساحات طول اليوم..
في القدس دب الجند منتعلين فوق الغيم ..في القدس صلينا على الإسفلت..
في القدس من في القدس إلا أنت..
وتلفت التاريخ لي متبسما ..أظننت حقا أن عينك سوف تخطئهم وتبصر غيرهم؟؟!!!!!!!!...
هاهم أمامك.. متن نص أنت حاشية عليه وهامش ..أحسبت أن زيارة ستزيح عن وجه المدينة يا بني حجاب واقعها السميك ، لكي ترى فيها هواك؟؟؟؟ ..
في القدس كل فتى سواك... وهي الغزالة في المدى ..حكم الزمان ببينها.. ما زلت تركض خلفها.. مذ ودعتك بعينها.. فأرفق بنفسك ساعة إني أراك وهنت ..
في القدس من في القدس إلا أنت..
يا كاتب التاريخ مهلا ..فالمدينة دهرها دهران..
دهر أجنبي مطمئن لا يغير خطوه وكأنه يمشي خلال النوم.. وهناك دهر كامن متلثم يمشي بلا صوت حذار القوم..
والقدس تعرف نفسها.. فأسال هناك الخلق يدلك الجميع.. فكل شيء في المدينة ذو لسان حين تسأله يبين..
في القدس يزداد الهلال تقوسا مثل الجنين.. حدبا على أشباهه ..فوق القباب تطورت ما بينهم عبر السنين..
علاقة الأب بالبنين..
في القدس أبنية.. حجارتها اقتباسات من الإنجيل والقران ..في القدس تعريف الجمال مثمن الأضلاع ..
ازرق.. فوقه.. يا دام عزك قبة ذهبية.. تبدو برأيي ..مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء ملخصا فيها..
تدللها وتدنيها..
توزعها.. كأكياس المعونة في الحصار لمستحقيها.. إذا ما امة من بعد خطبة جمعة.. مدت بأيديها..
وفي القدس السماء تفرقت في الناس.. تحمينا ونحميها.. ونحملها على أكتافنا حملا.. إذا جارت على أقمارها ألازمان...
في القدس.. أعمدة الرخام الداكنات.. كأن تعريق الرخام دخان ..ونوافذ تعلو المساجد والكنائس ..
أمسكت بيد الصباح ..تريه كيف النقش بالألوان..
فهو يقول لا بل هكذا ..فتقول لا بل هكذا..
حتى إذا طال الخلاف تقاسما ..
فالصبح حر خارج العتبات..
لكن إن أراد دخولها.. فعليه أن يرضى بحكم نوافذ الرحمن..

في القدس مدرسة لمملوك ..أتى مما وراء النهر.. باعوه بسوق نخاسة في أصفهان..لتاجر من أهل بغداد أتى حلبا ..فخاف أميرها من زرقة في عينه اليسرى.. فأعطاه لقافلة أتت مصرا..
فأصبح بعد بضع سنين غلاب المغول وصاحب السلطان ..
في القدس رائحة تركز بابل والهند.. في دكان عطار بخان زيت..والله رائحة لها لغة.. ستفهمها إذا أصغيت..
وتقول لي..إذا يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع علي ..لا تحفل بهم ..وتفوح من بعد انحسار الغاز..
وهي تقول لي.. أرأيت..
في القدس يرتاح التناقض والعجائب.. ليس ينكرها العباد.. كأنها قطع القماش.. يقلبون قديمها وجديدها.. والمعجزات..هناك تلمس باليدين..
في القدس.. لو صافحت شيخا ..أو لامست بناية.. لوجدت منقوشا على كفيك نص قصيدة يا ابن الكرام..أو اثنتين..
في القدس رغم تتابع النكبات.. ريح طفولة في الجو ..ريح براءة.. فترى الحمام يطير..
يعلن ..دولة في الريح بين رصاصتين..
في القدس ..تنتظم القبور.. كأنهن سطور تاريخ المدينة.. والكتاب ترابها ..الكل مروا من هنا..
فالقدس تقبل من أتاها كافرا أو مؤمنا ..امرر بها ..واقرأ شواهدها ..بكل لغات أهل الأرض..
فيها الزنج والإفرنج والقفقاج والصقلاب والبشناق والتاتار والأتراك أهل الله.. والهلاك والفقراء والملاك والفجار والنساك.. فيها كل من وطىء الثرى..
أرأيتها ضاقت علينا وحدنا.. يا كاتب التاريخ ..ماذا جد فاستثنيتنا.. يا شيخ فلتعد القرأة والكتابة مرة أخرى..
أراك لحنت..
العين تغمض ..ثم تنظر ..سائق السيارة الصفراء مال بنا شمالا ..نائيا عن بابها.. والقدس صارت خلفنا..
والعين تبصرها بمرآة اليمين..تغيرت ألوانها في الشمس ..من قبل الغياب..
إذ فاجأتني بسمة.. لم ادري كيف تسللت في الدمع ..قالت لي وقد أمعنت ما أمعنت ..
يا أيها الباكي وراء السور ...
.. أحمق أنت..
.. أجننت..
لا تبكي عينك أيها المنسي من متن الكتاب..
لا تبكي عينك أيها العربي ..واعلم انه في القدس من في القدس ..
لكن لا أرى في القدس إلا أنت..

تميم البرغوثي

سلمى رشيد 03-05-2011 11:58 PM

رد: قصائد
 
مساحة جميلة أخي حمزة
لعل لي فيها مكانا لأشارك بجزء من قصيدة للرائعة الجميلة نازك الملائكة

دكان القرائين الصغيرة

في ضباب الحُلْم طوّفتُ مع السارين في سوق عتيقِ
غارق في عطر ماء الورد, وامتدّ طريقي
وسّع الحُلْم عيوني, رش سُكْرًا في عروقي
ثملت روحي بأشذاء التوابلْ
وصناديق العقيقِ
وبألوان السجاجيد,
بعطر الهيل والحنّاء,
بالآنية الغَرْقى الغلائلْ
سرقت روحي المرايا, واستداراتْ المكاحلْ
كنتُ نَشْوى, في ازرقاق الحُلْم أمشي وأسائلْ
أين دكّان القرائين الصغيرهْ
أشتري من عنده في الحلم قرآنًا جميلاً لحبيبي
يقتنيه لحن حبٍّ,
قَمرًا في ليلةٍ ظلماء,
خبزًا وخميرهْ
عندما في الغد يَرْحَلْ
من مطار الأمس والذكرى حبيبي
يتوارى وجهه خلف التواءات الدروبِ
**
سرتُ في السوق,
إذا مرّ بقربي عابرٌ ما,
أتمهّل
ثم أسألْ:
سيّدي في أي دكّان ترى ألقى القرائين الصغيرهْ
أيّ قرآن, سواءٌ أحواشيه حروف ذهبيّهْ
أم نقوش فارسيّهْ
أي قرآن?..... وفي حلمي يقول العابرُ
لحظة يا أختُ, قرآنكِ في آخر هذا المنحنى, في (مندلي)
اسألي عن (مندلي)
فهو دكان القرائين الصغيرهْ
ويغيب العابرُ...
وجهه في الحُلْم لونٌ فاترُ...
ثم أمضى في الكرى باحثةً عن (مندلي)
حيث أبتاعُ بما أملك قرآنًا وأهديه حبيبي
حينما يرحلُ عني في غدٍ وجه حبيبي
وتغطيه المسافاتُ وأبعاد الدروبِ
حيث أبتاع من الدكان قرآنًا صغيرًا لحبيبي
ثم أهديه له عند الوداعْ
ليخبّي ضوءه في صدره بُرْعَم طيبِ
وليؤويه إليه حرز حبي
وعصافيري المشوقاتِ,
وتلويح ذراعي
واختلاجاتِ شراعي
**

حمزة الأسير 05-05-2011 03:31 AM

رد: قصائد
 
الاخت ( سلمى رشيد ) :

أشكر تواجدك هنا وأشكرك على هذه القصيده الأنيقه والرائعه كما هي صاحبتها ( نازك الملائكه ) ....

دمت بكل خير .....

حمزة الأسير 10-05-2011 04:08 AM

بين يدي زرقاء اليمامه
 
بين يدي زرقاء اليمامه


أيتها العرافة المقدَّسةْ ..
جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ
أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة
منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.
أسأل يا زرقاءْ ..
عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة
عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء
عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..
فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !
عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!
أسأل يا زرقاء ..
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !
عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟
كيف حملتُ العار..
ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !

تكلَّمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. باللهِ .. ( ............ )
لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان ..
تلعق من دمي حساءَها .. ولا أردُّها !
تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان
لا اللَّيل يُخفي عورتي .. كلا ولا الجدران !
ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ..
ولا احتمائي في سحائب الدخان !
.. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة
( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق
فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ
وحين مات عَطَشاً في الصحَراء المشمسة ..
رطَّب باسمك الشفاه اليابسة ..
وارتخت العينان !)
فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟
والضحكةَ الطروب : ضحكتهُ..
والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟

أيتها النبية المقدسة ..
لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..
لكي أنال فضلة الأمانْ
قيل ليَ "اخرسْ .."
فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ .......... !
ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان
أجتزُّ صوفَها ..
أردُّ نوقها ..
أنام في حظائر النسيان
طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .
وها أنا في ساعة الطعانْ
ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ
دُعيت للميدان !
أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..
أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،
أدعى إلى الموت .. ولم أدع الى المجالسة !!

تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. تكلمي ..
فها أنا على التراب سائلٌ دمي
وهو ظمئُ .. يطلب المزيدا .
أسائل الصمتَ الذي يخنقني :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!"
فمن تُرى يصدُقْني ؟
أسائل الركَّع والسجودا
أسائل القيودا :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أيتها العَّرافة المقدسة ..
ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟

قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..
فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !
قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..
فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !
وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..
والتمسوا النجاةَ والفرار !
ونحن جرحى القلبِ ،
جرحى الروحِ والفم .
لم يبق إلا الموتُ ..
والحطامُ ..
والدمارْ ..
وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ
ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ،
وفي ثياب العارْ
مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة !

ها أنت يا زرقاءْ
وحيدةٌ ... عمياءْ !
وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ
والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ !
فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها
كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها.
في أعين الرجال والنساءْ !؟
وأنت يا زرقاء ..


وحيدة .. عمياء !

وحيدة .. عمياء !


( أمل دنقل )

حمزة الأسير 12-05-2011 08:58 PM

سارق النار
 
سارق النار
داروا مع الشمس فانهارت عزائمهـــــــم ..... وعاد أولهم ينعي على الثانـــــــــــي
وسارق النارِ لـــــــــــــم يبرح كعادتـــــــه ..... يسابق الريح من حان إلى حـــــــان ِ
ولم تـــــــــــــــــــزل لعنةُ الآباء تتبعــــــه ..... وتحجب الأرض عن مصباحه القاني
ولم تزل في السجون السود رائحــــــــــة ..... وفي الملاجئ من تاريخه العانــــــي
مشاعل كلــــــــــــما الطافوت أطفأهــــــا ..... عادت تضيء على أشلاء إنســـــــان
عصر البطولات قــــــــــــــد ولى وها أنذا ..... أعود من عالـــــــــــم الموتى بخذلان
وحدي احترقت ! أنا وحدي ! وكــم عبرت ..... بي الشموس ولـــــــم تحفل بأحزاني
إني غفرت لهم إني رثيت لهـــــــــــــــــم ! ..... إني تركت لهم يا رب أكفانـــــــــــي !
فلتلعب الصدفــــــــــــــــــة العمياء لعبتها ..... فقد بصقت على قيدي وسجانـــــــــي
وما علي إذا عــــــــــــــــــــــادوا بخيبتهم ..... وعاد أولهم ينعى على الثانــــــــــي



( عبد الوهاب البياتي )

حمزة الأسير 14-05-2011 12:46 AM

أطفال الحجاره .... نزار قباني
 
أطفال الحجاره


بهروا الدنيا..

وما في يدهم إلا الحجاره..

وأضاؤوا كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشاره

قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..

وبقينا دبباً قطبيةً

صُفِّحت أجسادُها ضدَّ الحراره..

قاتَلوا عنّا إلى أن قُتلوا..

وجلسنا في مقاهينا.. كبصَّاق المحارة

واحدٌ يبحثُ منّا عن تجارة..

واحدٌ.. يطلبُ ملياراً جديداً..

وزواجاً رابعاً..

ونهوداً صقلتهنَّ الحضارة..

واحدٌ.. يبحثُ في لندنَ عن قصرٍ منيفٍ

واحدٌ.. يعملُ سمسارَ سلاح..

واحدٌ.. يطلبُ في الباراتِ ثاره..

واحدٌ.. بيحثُ عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..

آهِ.. يا جيلَ الخياناتِ..

ويا جيلَ العمولات..

ويا جيلَ النفاياتِ

ويا جيلَ الدعارة..

سوفَ يجتاحُكَ –مهما أبطأَ التاريخُ-

أطفالُ الحجاره..


نزار قباني

لوتيسا محمد 14-05-2011 04:40 AM

هــي / هــو ... محمود درويــش
 
هــيَ / هــوَ

هِيَ : هل عرفتَ الحبَّ يوماً؟
هُوَ : عندما يأتي الشتاء يمسُّني
شَغَفٌ بشيء غائب، أُضفي عليه
الاسمَ ، أَيَّ اسمٍ ، وأَنسى...
هي : ما الذي تنساه؟ قُلْ ..!
هو : رَعْشَةُ الحُمَّى ، وما أهذي به
تحت الشراشف حين أَشهق : دَثِّريني
دثِّريني ..!
هي : ليس حُباً ما تقول
هو : ليس حباً ما أَقول
هي: هل شعرتَ برغبة في أن تعيش
الموت في حضن امرأةْ؟
هو : كلما اكتمل الغيابُ حضرتُ...
وانكسر البعيد’ فعانق الموتُ الحياةَ
وعانَقَتْهُ... كعاشقين
هي : ثم ماذا؟
هو : ثم ماذا؟
هي : واتحَّدتَ بها’ فلم تعرف يديها
من يديك وأَنتما تتبخَّران كغيمةٍ زرقاءَ
لا تَتَبيَّنان أأنتما جسدان ... أم طيفان
أَمْ؟
هو : مَنْ هي الأنثى مجازُ الأرض فينا؟
مَنْ هو الذَّكرُ السماء؟

هي : هكذا ابتدأت أغاني الحبّ. أَنت إذن
عرفتَ الحب يوماً ..!
هو : كلما اكتمل الحضورُ ودُجِّن المجهول...
غبتُ
هي : إنه فصل الشتاء’ ورُبَّما
أصبحتُ ماضيَكَ المفضَّل في الشتاء
هو : ربما.... فإلى اللقاء
هي : ربما... فإلى اللقاء ..!
..
..
..

" محمـــود درويــش "





الساعة الآن 01:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط