منتديات مجلة أقلام - الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأقلاميين
منتديات مجلة أقلام

منتديات مجلة أقلام (http://montada.aklaam.net/index.php)
-   منتدى الحوارات مع المبدعين الأقلاميين (http://montada.aklaam.net/forumdisplay.php?f=37)
-   -   الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأقلاميين (http://montada.aklaam.net/showthread.php?t=23823)

إباء اسماعيل 07-10-2008 07:01 PM

الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأقلاميين
 
ونعود إلى مائدة حوار المبدعين بعد رحلة الصيف الطويلة ..وموسم الأعياد ..
نعود لنجدِّد لقاءاتنا مع مبدعٍ
يجمَع بين الأدب والشعر والترجمة ويسلك طريق الطب مهنةً ..
ينزف قلمه بحدة ، ليواصِل الإبحار رغم جنون مجذافه،
ورغم البحر الذي يشاكسهُ كموج الأقدار.
لم تأخذه الغربة بعيداً إلا لتعيده على زورق الشوق إلى حبيبته ..
هي نبضُ فلسطين وفلسطين منها!


إنه الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع


سيرته الذاتية والإبداعية:
* من مواليد عام 1971 في مدينة نابلس بفلسطين
*حائز على بكالوريوس في الطب والجراحة العامة من جامعة الطب في مدينة فارنا بلغاريا
*حائز على الماجستير في علم وظائف الأعضاء من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
*يعد لشهادة الدكتوراة في فسيولوجيا النسيج الدهني .
*عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب
*مدير عام منتديات الزهراوي الطبية
* عضو الهيئة الإدارية العليا لمنتديات ومجلة (أقلام الثقافية ) الرقمية.
*عضو نقابة الأطباء الفلسطينيين
*عضو الجمعية المصرية لأمراض الغدد الصماء والسكر
*عضو صديق في جمعية بيولوجيا الخلية البلغارية.
* المستشار الطبي لنادي الإتحاد الرياضي في مدينة نابلس.
*شاعر وقاص يكتب باللغتين العربية والبلغارية، ومترجم
له: ديوان(نسائم من الشرق) باللغة البلغارية صادر عن دار الحروف(بوكفيتي) للنشر في صوفيا/ بلغاريا 2007 .
* ديوان (الموت المستحيل) تحت الطبع ، سيصدر عن وزارة الثقافة الفلسطينية.
* ديوان (لازوردي) باللغة البلغارية (مخطوط).
* مجموعة (على دروب الحياة) القصصية نشرت على موقع القصة السورية.
مؤتمرات علمية شارك فيها:
* مؤتمر الأطباء العرب الأمريكان في دورته العشرين –تموز 2006 في العاصمة الأردنية عمان.
* المؤتمر العلمي السادس لجمعية الغدد الصماء والسكر والإنجاب المصرية.سبتمبر 2006
* المشارك العربي الفلسطيني الأول في الدورة 17 للمنتدى الطبي الحيوي في جامعة طب فارنا-أيار 2007- فارنا/بلغاريا .
* مؤتمر (دور الترجمة في حوار الحضارات) المنعقد في جامعة النجاح الوطنية . تشرين الأول 2010. نابلس فلسطين.
المهنة الحالية:
أستاذ جامعي في كلية الطب البشري/ جامعة النجاح-فلسطين

إباء اسماعيل 07-10-2008 08:46 PM

مشاركة: الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأقلام
 
ستبدأ أوراق تشرين الموشّاة بالأسئلة تتساقط ورقة ورقة على بساط حوارنا
لتوقظ في شاعرنا وضيف محطتنا الشهرية الابداعية د. عبد الرحمن أقرع قلق العودة إلى ذاته والآخر ..
رحلة الزمان والمكان ، ونزيف الفرح و الجرح ، ومسيرة العطاء الذي مازال يختزن الكثير الكثير

- مابين نابلس وفارنا مسافتان . خذنا معك أيها الشاعر في رحلة الطفولة الزمانية- المكانية من أولى شرارات الوطن الذي أشعل أناملك أحرفاً وردية
إلى آخر أبواب الغربة التي أوصلتك إلى ...... ؟!

د.عبدالرحمن أقرع 08-10-2008 01:10 AM

مشاركة: الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأقلام
 
مساؤك سعيد زميلتي الفاضلة إباء إسماعيل
مساء سعيد للأحبة الأقلاميين جميعا
أتقدم بداية بموفور الشكر وجزيل الامتنان لأقلام وللشاعرة الأقلامية المبدعة إباء اسماعيل على إتاحة هذه الفرصة للتواصل والحوار مع رواد هذا المنتدى العزيز..
فعبر الحوار تضاء زوايا ما كانت لتعرف ، و تتجلى لنا جميعا مساحاتٍ ما كانت ببالغتها أبصارنا وبصائرنا لو لم يكن الحوار ..
ولا أنكر توجسي من المثول هنا بحجمي الصغير أمام عمالقة الفكر والأدب والأساتذة الكرام من أساطين هذا المنتدى في موقع السؤال والمكاشفة ، بيد ان غمام الود كفيل بتظليل الروح المتوجسة لبث الطمأنينة والسلم في حناياها..
أكرر شكري مصحوباً ببالغ تقديري وعميق مودتي.

د.عبدالرحمن أقرع 08-10-2008 01:41 AM

مشاركة: الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأقلام
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إباء اسماعيل (المشاركة 165743)
ستبدأ أوراق تشرين الموشّاة بالأسئلة تتساقط ورقة ورقة على بساط حوارنا
لتوقظ في شاعرنا وضيف محطتنا الشهرية الابداعية د. عبد الرحمن أقرع قلق العودة إلى ذاته والآخر ..
رحلة الزمان والمكان ، ونزيف الفرح و الجرح ، ومسيرة العطاء الذي مازال يختزن الكثير الكثير

- مابين نابلس وفارنا مسافتان . خذنا معك أيها الشاعر في رحلة الطفولة الزمانية- المكانية من أولى شرارات الوطن الذي أشعل أناملك أحرفاً وردية
إلى آخر أبواب الغربة التي أوصلتك إلى ...... ؟!

هنا قصة تطول زميلتي الفاضلة.
وأفضل أن أختزلها عبر بقع ضوءٍ تُسلط على أبرز المحطات من رحلة العمر الذي يشعر المرء بسرعة مروره دون أن ينجز شيئاً بعد.
والمشهد الأول: قرية صغيرة بالقرب من نابلس في ليلةٍ تشرينية باردة من عام 1970 تداهمها قوات الإحتلال من كل حدبٍ وصوب لاعتقال أحد رجالات المقاومة في عامه السابع والأربعين تاركين وراءه زوجةً تضم بذعرٍ بين ذراعيها العظيمتين أطفالا وشباباً تسعة ، وفي أحشائها جنيناً يمضي في ظلمات الرحم شهره السادس.
وبعد أيامٍ أربعة بالتمام يعودوا من جديد ليخرجوا أهل البيت من غرفته الكبيرة الآمنة ومن ثم يقوموا بهدمه تاركين أطلالا لا تقي حراً أو برداً .
وبعد أشهرٍ ثلاث وفي ليلةٍ قارصة البرد من شباط يبدأ المخاض مؤلماً تحت وطء تعاقب الأحداث الدراماتيكية في حياة الأسرة ليبدأ نزف الدم بغزارة مهدداً حياة الأم والوليد معاً فيتم النقل الى أحد مشافي نابلس وهناك يحظى الوليد الجديد دون التسعة الذين سبقوه لرعاية صحية حقيقية ما كان ليحظى بها على يدي داية القرية، وذلك على أيدي الأطباء الذين أخرجوه من جدار بطن الأم بعمليةٍ قيصرية عسيرة ليستهل صارخاً في لقائه الأول مع الحياة بكامل تناقضاتها.
لم أعِ تلك اللحظات بالتأكيد بيدَ أني بعد ما يزيد عن 30 عاماً دخلتً ذاتِ الغرفة طبيباً دون أن أعلم أن فيها أبصرت النور فأحسست بألفة غريبة مع المكان رغم أنه كان غرفة للعناية الطبية المركزة في المستشفى الوطني بنابلس لأكتشف أن ذات الغرفة كانت قسما للولادة وجراحات الولادة فيما سبق.
منذ لحظة الميلاد كانت نابلس أول النورِ وأول الهواء فارتبطت بها روحاً وهوى رغم انها لم تكن مستقر الأسرة ، وارتبطت في ذاكرتي من جديد بمشهد آخر لا أظن تتابع الأزمان بقادرٍ على محوهِ من صفحت الذاكرة: ألا وهو شد الرحال اليها قبيل الفجر الى ساحة واسعة من ساحاتها تجتمع فيها باصات الصليب الأحمر الدولي لنقل أهالي الأسرى إلى صحراء النقب في فلسطين لزيارة ابنائهم أو آبائهم أو اخوانهم من الأسرى.. ومن هنا تعززت آصرة الارتباط بنابلس المدينة والتاريخ والشعر لتكون خيار الاستقرار والعمل بعد رحلات الغربة الطويلة.
أما فارنا فقد دخلتها بعد أن شقَّ الشباب التمائم ممتلئا بالطموحِ والخوفِ معاً: طموح تحقيق حلمي الشخصي بدراسة الطب من جهة ، وحلم الوالد -رحمه الله- ، والوالدة- حفظها الله- ، وفي الوقت ذاته بهاجس الخوف من الآخر ، والرغبة الشبابية في جعل الآخر نسخةً عن الذات ، ذلك الشعور الذي تغير كلياً فيما بعد حيث أصبحت النظرة للآخر نظرة ندٍ ترفده ويرفدك.
جعلتني فارنا أؤمن كما لم أؤمن من قبل أن المدن كالبشر منهم من تألفه منذ الوهلة الأولى وكأنك تعرفه منذ سنين ، ومنهم من لا تتفاعل معه وإن عاشرته دهرا بأسره.
فعندما وطأت قدماي مطار صوفيا العاصمة أحسست بالإختناق ، وراودتني رغبة طفولية بالعودة الفورية ، بيد ان اللقاء الأول مع نسيم فارنا - والذي تم أيضاً في تشرين- منح الفؤاد شعورا بالألفة والأمان لتبدأ قصة حبٍّ مع مدينة لا تزال لذكراها ما يبعث القلب على الوجيب في لحظات التحنان.
صريع هوى مدينتين : إحداهما شرقية تشعر بالوقار في أحضانها العبقة بالياسمين والورد الجوري ، وترتشف من شفتيها رحيق الكنافة والحلاوة الموسمية ، واخرى غربية تموج عند مخاصرتها كما يموج البحر المتكسرة امواجه صخباً على الصخور الجاثمة متأملةً الكون على شواطئه منذ عقود طوال ، وترى في عينيها جرأةً تشعرك بلذة مذاق الحياة وقد ظننتَ يوماً أن لا حياة.
أما المحطة الأخيرة فهي رهن علم الله الذي بيده الملك يهبه لمن يشاء وينزعه ممن يشاء ، ولا ملك كالحياة ، ولا وسيلة ارفع لشكر الله عليها من التمتع بكل لحظةٍ فيها بإيجابية باقية وبعفوية طفولية جذلة.

إباء اسماعيل 08-10-2008 10:10 PM

مشاركة: الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأقلام
 
جعلتني فارنا أؤمن كما لم أؤمن من قبل أن المدن كالبشر منهم من تألفه منذ الوهلة الأولى وكأنك تعرفه منذ سنين ، ومنهم من لا تتفاعل معه وإن عاشرته دهرا بأسره.

الله ...
توقفتُ عند جملتك الذهبية هذه لأستجلي بعضاً من زوايا أعماقك المبدعة .
الشّعر: منذ متى بزغت شراراته الأولى . وهل ألفته منذ الوهلة الأولى كأنك تعرفه منذ سنين؟!! كيف تفاعلتَ معه وعاشرته ليصبح جزءاً من إيقاع روحك؟! .. وهل ثمة بوصلة بشرية أو حياتية أخذت بيدك نحو هذا الطريق الشائك؟!

حسن سلامة 09-10-2008 12:10 AM

مشاركة: الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأقلام
 

بسم الله الرحمن الرحيم

سيدتي إباء
سلام الله عليك ،
أيتها المرأة المنهكة بأحمال الثقافة والوعي والمسؤولية ..
منذ ألف سنة ، رأيتك ، كما الآن ، ما غادرت من الأمر شيئاً وما بدلت ، لأنك مخلوقة من معدن واحد ، أينما تقلبينه لا يتغير ..
لك التقدير والاحترام .. لتقديمك أخي د / عبد الرحمن أقرع .. المبدع

أخي عبد الرحمن ، لا اسئلة لديّ ، لأن الإجابات ستبرد الحكاية ، لكن أقول :
لكل فلسطيني حكايته ، الفلسطينية ، التي تنبت منها كل الحكايات ..
ولا مجال للخوض بقدر ما أعجبتني فكرة في حديثك :
( وبعد أشهرٍ ثلاثة وفي ليلةٍ قارصة البرد من شباط يبدأ المخاض مؤلماً تحت وطء تعاقب الأحداث الدراماتيكية في حياة الأسرة ليبدأ نزف الدم بغزارة مهدداً حياة الأم والوليد معاً فيتم النقل الى أحد مشافي نابلس وهناك يحظى الوليد الجديد دون التسعة الذين سبقوه لرعاية صحية حقيقية ما كان ليحظى بها على يدي داية القرية، وذلك على أيدي الأطباء الذين أخرجوه من جدار بطن الأم بعمليةٍ قيصرية عسيرة ليستهل صارخاً في لقائه الأول مع الحياة بكامل تناقضاتها. )

هنا أقول ، أنت / أنا ، من رحم واحدة ،
ربما من تحت الصفر بدرجات بعيدة كانت البدايات ، ربما لم تكن هناك بدايات محددة أصلاً ، بقدر ما كان هناك تلاحم ، ومنبت ، منشأ من الارض المسافرة معنا أين حللنا ..
وحين نتحدث عن ما دون الصفر ، ثم عن قمم الباسقات اليانعات من الشجر والثمر الذي أصبحت عليه ، دعني اعبر بطريقتي البسيطة :

كل ذاك اللامحدد ، وكل تلك اللاإمكانيات ، وكل ذلك اللامتوفر ..
كله ، أنتج لنا هذا الإنسان ..
الـ / فُل أُبشن /
كم انت مدهش،
كم جعلتني ارفع راسي عالياً في بلاد المنافي ،
لأنك زودتني بكثير من المجد والجماليات ..
أيها المبحر في النفس والروح والجسد
يا المبحر في ادق تفاصيل الكلمات
..
دمتَ علماً ، خفاقاً

أخوك
حسن سلامة

د.عبدالرحمن أقرع 09-10-2008 03:49 AM

مشاركة: الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأقلام
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إباء اسماعيل (المشاركة 165857)
جعلتني فارنا أؤمن كما لم أؤمن من قبل أن المدن كالبشر منهم من تألفه منذ الوهلة الأولى وكأنك تعرفه منذ سنين ، ومنهم من لا تتفاعل معه وإن عاشرته دهرا بأسره.

الله ...
توقفتُ عند جملتك الذهبية هذه لأستجلي بعضاً من زوايا أعماقك المبدعة .
الشّعر: منذ متى بزغت شراراته الأولى . وهل ألفته منذ الوهلة الأولى كأنك تعرفه منذ سنين؟!! كيف تفاعلتَ معه وعاشرته ليصبح جزءاً من إيقاع روحك؟! .. وهل ثمة بوصلة بشرية أو حياتية أخذت بيدك نحو هذا الطريق الشائك؟!


الفاضلة إباء
غفر لكِ الله إذ طرحتِ السؤال الأصعب الذي لا أظن يملك جوابه شاعر :)
فهنالك فرقٌ بين بداية القصيدة وبداية الشعر بمفهمومه الشمولي الذي تعايشه الروح الشاعرة
ووفق نظرتي الخاصة فإن الشعر يندمج بالروح منذ لحظة التكوين ويبقى كامناً في حنايا مجهولةٍ منها حتى يستفز فيخرج.
وتحتلف صورة خروجه من القمقم من شاعرٍ لآخر : فلدى البعض يخرج وليدا يحبو ويكمل أطوار النمو والتطور في تزامن مع حياة الشاعر نفسها ، أما لدى البعض الآخرفيخرج عملاقا سامقا منذ نَفَسه الأول مبهرا الجميع من حوله..وأظن شعري ينتمي للصنف الأول ..إذ ما زلت في طور الحبو الأول.
أما ميلاد القصيدة الأولى فقد بدأ مبكرا في سن الثالثة عشرة -إن لم تخني الذاكرة- وكانت أولى فرص الظهور خلف مكبر صوت الإذاعة المدرسية في كل مناسبة ، وأما أولى القصائد المنشورة فقد كانت في سن السادسة عشرة على الصفحة الأدبية لجريدة النهار التي صدرت لفترة وجيزة في الأرض المحتلة ثم توقفت عن الصدور فيما بعد..ولا زلت أذكر أن خلفية القصيدة كانت مظللة بشكل يوحي بالرضا من قبل محرر الصفحة الأدبية آنذاك الشاعر المرحوم (خالد نصرة)
بعد ذلك تكررت محاولات النشر على الصفحة الأدبية لجريدة القدس أوسع الصحف الفلسطينية انتشارا ، وعلى صفحات مجلة (البيادر) ، ثم كان النشر عبر أثير إذاعة القسم العربي في إذاعة موسكو (الإذاعة السوفييتية سابقا) وذلك مع بزوغ فجر الإنتفاضة الأولى.
وكانت القصائد المنشورة وطنية الصبغة ، أما قصائدي الوردية فظلت حبيسة دفترٍ وردي الغلاف معنونٌ ب (حديث الروحِ للروح) ناجيتُ بها لسنين طوال الفتاة الأولى التي شغفتني حباً لم اجرؤ على البوح به الا بعد سنين طوال عندما تقدمت لطلب يدها ، واصبحت زوجتي فيما بعد ، ولم انشر منها قصيدة واحدة قط.
بيد أن مرحلة النشر النشط هذه تلتها فترة ركودٍ طويلة بسبب الإنشغال بدراسة الثانوية العامة ومن بعدها الجامعة حتى كدت أنسى الشعر إلا من تجليات كانت تتغلب على الركود بين فترة وأخرى ، حتى كانت مرحلة الماجستير حيث عاودت النشر في صفحة أسبوعية من صفحات جريدة (العرب اليوم) الأردنية.
ثم بلغ النشر ذروته الثانية مع بداية الاندماج بالعالم الرقمي وما يضم من مواقع ومجلات ومنتديات أصبحت تعيق كثرتها الحركة.
هذا عن القصيدة العربية..اما البلغارية فقصتها مختلفة بدأت مع سؤال الإنشاء في الإمتحان النهائي الشامل للغة البلغارية التي تعلمناها لعامٍ دراسي كامل قبل الإنتقال الى كلية الطب ، آنذاك استدعيت من قسم اللغات لمقابلة مدرسات اللغة اللواتي بدأن بمجاذبتي الحديث في أمورٍ شتى تم التطرق فيها للشعر والأدب ، وكان الحديث يدار من قبل رئيستهن بدهاء بالغ حيث كانت الأسئلة الموجهة لي تفبرك بحيث تستسقي منسوب البلاغة في كل جوابٍ لي ، وبعد ذلك تم اخلاء سبيلي وسط ابتسام النسوة ، ولم أدرك السر الا في سنة تخرجي-بعد ست سنوات- التي شهدت كذلك أول أمسية شعرية لي بالمشاركة نظمها اتحاد الأطباء الشعراء في بلغاريا ، وعندما تم تقديمي من قبل عريفة الحفل آنذاك وهي نفسها رئيسة قسم اللغات في جامعتي باحت بالسر الكامن وراء استجوابي في سنة اللغة فقد بهرت النسوة بموضوعي الإنشائي المكتوب بلغة شاعرة ضمن الامتحان لدرجة أنهن أجمعن أن في الأمر (غش) فتم استدعائي بطريقة غير مباشرة للتأكد من قدراتي البلاغية.
لم أمارس النشر الورقي في بلغاريا سوى من ديواني اليتيم (نسائم من الشرق) ، أما الرقمي فما زلت أمارسه بنشاط كبير.

د.عبدالرحمن أقرع 09-10-2008 04:01 AM

مشاركة: الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأقلام
 
أما عن البوصلة البشرية والحياتية
فمن سواهما..
الأنثى والأرض
بكامل ألقهما وبهائهما المهيمنين في النفس الشاعرة
أما الأرض فكانت أناتها تسمع من أذني الروح مع اطلالة الشمس واحتجابها ، ومع ارخاء الظلام لسدوله ورفعها ، أنينا تردد صداه قويا في فضاءات الآخر عندما ألفت الروح معنى الحرية في وجوهِ بشرٍ آخرين يسيرون حيث شاؤوا ويتفوهون بما شاؤوا دون سوطٍ مسلطٍ على الرؤوس أو بنادق مسددة نحو النحور والصدور ، وهم رغم ذلك لا يشعرون بالرضا ذلك أنهم ولدوا أحرارا ولم تأن الأرض ألما من تحتهم بل شاركتهم أهازيج الفرح بالأعياد والمواسم جميعا ، فكان ضجيج الصخب لديهم أعلى من أن يصغوا لتمتمات فرح الأرض في تردادها الخجول معهم.
وأما الأنثى فكانت عبر الإدراك الأول لسر العيون التي تطرق خجلاً وخفرا بعد كل لقاء عفوي بعيني الشاعر، وتأمل جمالية الانبثاق من عرى الطفولة الى فضاءات الشباب.
تلكما هما البوصلتان الأولتان لمركب الشعر الذي نزل الى غمار الموج باحثاً عن فنارٍ يدل على شاطئٍ قد تجد عليه الروح الظامئة للجمال مرسى لتوقها
.

د.عبدالرحمن أقرع 09-10-2008 04:54 AM

مشاركة: الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأقلام
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن سلامة (المشاركة 165869)

هنا أقول ، أنت / أنا ، من رحم واحدة ،
ربما من تحت الصفر بدرجات بعيدة كانت البدايات ، ربما لم تكن هناك بدايات محددة أصلاً ، بقدر ما كان هناك تلاحم ، ومنبت ، منشأ من الارض المسافرة معنا أين حللنا ..

الأستاذ الكريم والأخ الحبيب حسن سلامة
قد تكون هي صبغة الفلسطيني أن يحمل معه الأرض حيث حل ونزل..
لا أدري أهو حبنا الفطري لها ، أم هو الحب يقتات بمرارة الفقد فيكبر ويتعملق..
أياً كان الأمر فهذا الحب تضيق به صدورنا وأروحنا لينبجس ويفيض مغطياً ملامحنا حتى وإن لم تنطق الألسن. فلا زلت أذكر درس الفعل (حَمَلَ ) وتصريفاته في درس اللغة البلغارية عندما وزعت علينا معلمتناأوراقاً مطبوعة تحمل شروحاً وأمثلة عن الفعل ومن ضمنها مثال لن أنساه:
عبدالرحمن يحمل فلسطين في قلبه.
وعندما قمت حديثا بترجمة قصيدة الشاعر الإنساني الكبير محمود درويش (على هذه الأرض ما يستحق الحياة )، ومن ثم نشرت الترجمة في منتدى أدبي بلغاري مرموق كانت أولى التعليقات من أديب بلغاريٍ كتب:
(هذا الشعر هو الذي يجعل الرعشة تعتريك ، وتجعلك تستشعر الخلود).
وأيم الله أن حملها معنا في قلوبنا يشحننا بالحب لدرجةٍ أننا نحب كل أرضٍ نحل عليها وذلك لصلة قرباها بأرض فلسطين.
وتالله أننا لفرط الحبِّ نغار عليها من كل متشدقٍ بحبها من أبناء جلدتنا دون أن يجسد تشدقه بفعل الحب حين يقدر عليه.
ورغم ذلك نردد بإيمانٍ راسخٍ قول الصحابي الجليل سلمان الفرسي -رضي الله عنه- : (إن الأرض لا تقدس ُّ أحداً إنما يقدس المرءَ عملُه).
أما ما قلته في حقي فهو وسام لا أرى نفسه أهلا لحمله بيد أني أقبله ترسيخاً لديمومة الودِّ الذي جمع بين روحينا في فضاءٍ رقمي لا تجول فيهِ الا الأرواح المجردة من نفعية الواقع المذموم ملتقيةٍ على المحبة والإبداع والعطاء المجرد .
مع خالص تقديري

إباء اسماعيل 09-10-2008 08:21 PM

مشاركة: الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأقلام
 
[QUOTE=حسن سلامة;165869][color=#800080][align=right][size=6]
بسم الله الرحمن الرحيم

سيدتي إباء
سلام الله عليك ،
أيتها المرأة المنهكة بأحمال الثقافة والوعي والمسؤولية ..
منذ ألف سنة ، رأيتك ، كما الآن ، ما غادرت من الأمر شيئاً وما بدلت ، لأنك مخلوقة من معدن واحد ، أينما تقلبينه لا يتغير ..
لك التقدير والاحترام .. لتقديمك أخي د / عبد الرحمن أقرع .. المبدع

ولك مني أستاذ حسن سلامة ألف ياسمينةٍ شامية تعانق أزهار الليمون في فلسطين. هل سمعت بأن ياسمين الشام تغيّر يوماً أو أنّ الإباء العربي يتغير مثلاً ؟!:cool:
الجواب : لا
نعم. نحن من معدنٍ واحد ووطن واحد مهما ابتعدنا ومهما اغتربنا
نتعلم ونتغير بالتأكيد ولكن بما نحمله من وجودنا الابداعي والثقافي المتجذِّر باللغة وبالأرض.

سليم إسحق 09-10-2008 10:59 PM

رد: الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأقلاميين
 
السلام عليكم
الأخت الفاضلة الشاعرة الأقلامية إباء إسماعيل ...حقًا أنك تستأهلين كل خير على مبادرتك هذه في تعريف علمًا من أعلام أقلام ...شاعرًا وأديبًا ...وطبيبًا وأستاذًا...الأخ الدكتور عبد الرحمن أقرع..وهو أشهر من علم على نار ...أخي الدكتور لقد قرأت سيرتك المشرفة البهية,وهي سيرة رجل ناضج عرف ما أراد من الحياة فأقبل عليها بقلب واسع ويدين مفتوحتين...يستقبل كل نسمة وعبير ..ويلتطق كل بسمة ورحيق..أكان في فلسطين الوطن الأم أم كان في الوطن الثاني ..وطن العلم ...بلغاريا...وهي بلد جميل يمتاز بخضرته وسناء أجوائه...وخاصة فارنا البحرية...ولقربها من رومانيا ...وطني العلمي..:)
أخي الدكتور سؤالي لك هو:
كيف ومتى بدأ مشوارك الشاعري وأنت قد هاجرت طلبًا للعلم _الطب_ وأصبحت شاعر لغتين؟,وكيف وفقت بين الألفاظ المتباينة في اللغتين في نسج وجدانك حبك مشاعرك فخرج شعرًا متألقًا في اللغتين؟

إباء اسماعيل 09-10-2008 11:16 PM

مشاركة: رد: الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع في حوار مفتوح مع الأ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليم إسحق (المشاركة 166041)
السلام عليكم
الأخت الفاضلة الشاعرة الأقلامية إباء إسماعيل ...حقًا أنك تستأهلين كل خير على مبادرتك هذه في تعريف علمًا من أعلام أقلام ...شاعرًا وأديبًا ...وطبيبًا وأستاذًا...الأخ الدكتور عبد الرحمن أقرع..وهو أشهر من علم على نار ...

جزيل الشكر لك د. سليم اسحق على تواجدك معنا هنا ومشاركتنا في الحوار . كلكم خير وبركة وعطاء يستحق التقدير والثناء.


الساعة الآن 05:20 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط