|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
18-05-2011, 09:55 PM | رقم المشاركة : 157 | |||
|
رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا
أخذت السماعة وتكلمت ، ذكرني بنفسه ، تذكرته جيدا . أحد الأطباء اللذين كانوا معي في السجن الصحراوي ، وهو من أوائل الذين اتخذوا موقفاً جيدا مني ، كان من الأصدقاء المقربين لنسيم . |
|||
18-05-2011, 09:59 PM | رقم المشاركة : 158 | |||
|
رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا
- تأخذهم إلى الساحة , تضع الباصات حول الساحة , تنزل الجميع إلى الساحة , المطلوب مظاهرة تأييد للسيد الرئيس . " مبايعة مكتوبة بالدم " ************ الأمواج لا زالت تتكسر تحتنا تماماً , يصل إلينا بعض الرذاذ أحياناً , نسيم ساكت يدخن بشراهة , الدكتور هشام يمسك بدفة الحديث , بدأ يتحدث عن مخططاته للمستقبل : - أهم شيء هو أن أخرج من هذا البلد اللعين , يومان أو ثلاثة وتكون أموري قد ترتبت . لديه أخٌ يعمل بحاراً على إحدى السفن التجارية السويدية , هذا الأخ كان موجود صدفة عند خروج هشام من السجن , ابلغه هشام برغبته الحارقة لمغادرة البلد فرتب له عملاً على السفينة التي يعمل بها , العمل هو مساعد طباخ السفينة , مساعد الــ " شيف كوك " . الدكتور هشام يكاد يطير فرحاً بهذه الوظيفة , هذه الفرصة للهرب . نسيم ساكت , أنا قلق . قلق رغم أنني لم أحس بالفرحة المتوقعة لدى رؤيتي نسيم مرة أخرى , أحسست أنه إنسان عادي , لا بل إنسان مريض , واغتنمت فرصة انشغاله بالتحديق الدائم إلى نقطة محددة في البحر لاسأل هشام خفية وبالإشارة فيما إذا كان نسيم يتناول دواءه بانتظام ؟ هشام قلب لي شفته السفلى دون اكتراث , لا يعرف ! أحسست أن مجيئي إلى هنا بلا معنى , ماذا أفعل هنا ؟.. بدأ الملل ينتابني , تخيلت نفسي مستقلياً على سريري في البيت أدخن , مجرد التخيل أراحني , فأنا بالعام لم أعد أحب التفكير , إن مجرد إشغال فكري و ذهني بأي قضية مهما كانت صغيرة تتعبني , أحس عندها أن رأسي قد انتفخ والصداع يطرق الصدغين . |
|||
18-05-2011, 10:02 PM | رقم المشاركة : 159 | |||
|
رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا
قررت أن أعود إلى بيتي , ولكن كيف لي أن أنسحب , لحد الآن - ورغم أن نسيم قد بكى كما بكيت عندما تعانقنا- لم يتفوه بجملة واحدة مفيدة , فكرت أن أشده للمشاركة بهذا الحديث , قلت : |
|||
18-05-2011, 10:55 PM | رقم المشاركة : 160 | |||
|
رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا
سحبني هشام من يدي , سرنا .. لم أكن أفكر بشيء !. لم أكن حزيناً ... لا أحس بأية مشاعر .. سلبية كانت أم إيجابية !! . |
|||
18-05-2011, 10:58 PM | رقم المشاركة : 161 | |||
|
رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا
و أنا يا لينا ... أحمل مقبرة كبيرة داخلي , تفتح هذه القبور أبوابها ليلاً ... ينظر إليّ نزلاؤها .. يحادثونني ويعاتبونني . |
|||
18-05-2011, 11:00 PM | رقم المشاركة : 162 | |||
|
رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا
و العقل الثاني للسكران هو عقل صاح , واعٍ , لكن ليست لديه سلطة في تلك اللحظة على هذا الشخص , هو يرى ويراقب ويسجل ... دون أن يستطيع التدخل . ************ بعد وفاة نسيم بأكثر من شهر اتصل بي صهره " الكمركجي " هاتفياً , اعتذر ... أخبرني بحادث انتحار نسيم "إنهم لا يعلمون أنني كنت حاضراً " ودعاني إلى حضور الأربعين , لا أعلم الحيثيات التي دفعتهم لدعوتي , ذهبت في الموعد المحدد , ذهبنا جميعاً إلى المقبرة , رأيت بعض الوجوه التي أعرفها من السجن , عدت في النهاية إلى أحد الفنادق المطلة على البحر مقرراً قضاء الليلة فيه . مساءً ذهبت إلى أحد المطاعم , تناولت العشاء وشربت , شربت كثيراً , بالكاد استطعت الوصول إلى غرفتي بحدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل . استلقيت على السرير بكامل ثيابي , احدق خلال الظلام إلى نقطة ضوء آتية من الخارج ومطبوعة على سقف الغرفة , و ... حضر نسيم !!... انتصب قبالتي عند طرف السرير , لم يتكلم , لم يتحرك ... فقط ينظر إليّ نفس النظرة التي رأيتها في أعماق عينيه قبيل انتحاره بدقائق , عندها فهمت النظرة , عتاب قاتل ... وعبارة : لم تركتني .... لم تركتني !. وكأني كنت اسمع المسيح لحظة موته يصرخ ... بعتب ... احتجاج .... حيرة .... وبالكثير من الحب : إيلي .. إيلي ... لم شبقتني ؟. انفجر الحزن داخلي كبركان حبيس , اعتدلت , ذهب نسيم وهو لا يزال ينظر نفس النظرة . سيطرت عليّ فكرة واحدة إلى حد الهوس، أن أحمل باقة ورد وأذهب إلى المقبرة، أحتضن حجارة نسيم و أبكي ... أبكي حتى الثمالة . الورد لنسيم ... و البكاء لي . خرجت إلى الشارع أبحث عن محل للورود في الساعة الثانية بعد منتصف الليل ؟... لا أحد في جميع الشوارع التي لبتها بحثاً عن الورود!. ها قد مضى عام كامل على لحظة خروجي من السجن . كانت لحظة بحثي عن الورود الفورة العاطفية الوحيدة التي أشعرتني أنني كبقية البشر !... لكنها همدت عندما ظللت أبحث عن الورد حتى الصباح |
|||
18-05-2011, 11:02 PM | رقم المشاركة : 163 | |||
|
رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا
ورأيت أنه من الأنانية بمكان أن أذهب دون ورود... لأبكي فقط. من الأنانية أن ألبي حاجتي دون حاجة نسيم. نسيم يريدني أنا فقط... وأمامي فقط... يريد أن يرد اعتباره. وأنا أريد أن أبكي لأفرغ بعض السواد الممتلئ في القلب. ************ الآن... ها قد مضى عام كامل... لا رغبة لدي في عمل شيء مطلقاً. أرى أن كل ما يحيط بي هو فقط: الوضاعة و الخسة .... والغثاثة !!. وتزداد سماكة وقتامة قوقعتي الثانية التي أجلس فيها الآن ... لا يتملكني أي فضول للتلصص على أي كان !. أحاول أن أغلق أصغر ثقب فيها، لا أريد أن أنظر إلى الخارج، أغلق ثقوبها لاحول نظري بالكامل إلى الداخل. إليّ أنا.. إلى ذاتي!.. وأتلصص. |
|||
29-05-2011, 01:27 AM | رقم المشاركة : 164 | |||
|
رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا
فرغت من هذه الرواية و أنا في حال من الذهول و الصدمة لما قرأت فيها من قسوة ، أقصى حالات القسوة ، أفظع حالات التوحش البشري ، من أين للجلاد العربي هذه القدرة على التنكيل بضحيته؟؟؟ |
|||
29-09-2011, 01:00 AM | رقم المشاركة : 165 | ||||||||||||||
|
رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا
يحدث في سجون النظام السوري ويحدث في سوريا
|
||||||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|