التماسك والبصيرة جانبان ضروريان يعززان من قدرة المرء على تخيل ما بعد الرواية هناك شيء ما في داخلك أعاد ترتيب نفسه ولو أنه يظهر لك مبدياً أن لا أهمية له كما يتضح بعدم مبالاتك بالتأثر الذي خلفه في عقلك بعد قراءتك لرواية ما لكن وصولك للنهاية في ذلك الكتاب أو هذا شيء مفروغ منه لقد وصلت إلى ما أردته لتعزيز النقص الذي بداخلك أي محاولة الفهم عن طريق القراءة لإكتشاف ما أثارك من البداية وكم يسهل خداع العقل في الوهلة الأولي التي تجمعه بنص لم يسبق له أن تطرق له أو تخيل عنه شيء كالطفل الذي يكتشف أبعاد لعبة جديدة وحين يصل به اللهو إلى قمة العطاء يمل اللعبة لسبب ظاهر حسي لا يخفيه لقد عرف كل شيء عنها ولم تعد تستهويه نحن البالغين نعمل بهذه الطريقة الظريفة ولكن بأسلوب مختلف فلدينا تجارب وهذه التجارب ليست وليدة الصدفة وكروائي طبعت لي رواية واحدة ولم أفلح في طباعة الأخرى أتساءل وهذا التساؤل جوهري وحقيقي ومؤثر بل ومحفز كبير لإبداع الروائي ماذا بعد الرواية؟ هناك روايات رومنسية بلغت سدة التألق والإنتشار لما تحمله من جماليات في السرد وشاعرية تتراقص بالمشاعر وقد أقبل على قراءتها جيل من المراهقين الباحثين عن ملء هذا الجانب في عواطفهم الغريزية ثم ماذا بعد الرواية! هل اصبحوا أكثر أهتماماً بمشاعرهم أم أقل ولماذا الرواية؟ لست كاتب كبير لأتحدث عن موضوع كهذا بأريحية شبه تامة لكني أحاول جهدي لنيل درجة من التقدير فيما أكتبه ويمليه على هدفي على أقل ما أطلبه من زيادة الوعي لدى القارئ وهو هدف كل الروائيين في اعتقادي ما قبل الرواية، ننجح أو لا هذا ما يقودنا للتساؤل لتجويد ما نقوم به.
سلطان خويطر- روائي سعودي
دمتم بخير،،،