الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 2.00. انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-2007, 01:05 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد السامرائي
أقلامي
 
الصورة الرمزية زياد السامرائي
 

 

 
إحصائية العضو







زياد السامرائي غير متصل


افتراضي مايجري بين تركيا والأكراد جزء من مخطط الأستيلاء على ((أقليم النفط))

جريدة الشروق التونسية 1 – 11 - 2007 (حوار مع الكاتب السياسي العراقي الكبير صلاح المختار)

1- كيف تقرؤون ما يحدث الان شمال العراق بين تركيا و حزب العمال الكردستاني ؟ ما هي علاقة ذلك باحتلال العراق
جواب 1 – ان ما يحدث الان بين تركيا وحزب العمال الكردي هو عمل يدخل في اطار مخطط عالمي كبير يهدف الى تغيير جغرافيا ما يسمى بمنطقة الشرق الاوسط (الوطن العربي وايران وتركيا ) ، بتفتيت بلدانها واعادة تشكيلها بطريقة تخدم هدف قيام امبراطورية عالمية امريكية تحكم العالم كله ، تحقيقا لحلم امريكي قديم ومعروف . وجوهر المخطط هو الاستيلاء الكامل والمباشر على مايسمى ب( اقليم النفط ) من اجل ان يحول النفط الى سلاح سياسي جبار لا يمكن مقاومته ، تفرض به امريكا شروطها دون حرب عسكرية على العالم كله . وبحكم طبيعة هذا الهدف الكبير والخطير والشائك جدا فان الولايات المتحدة الامريكية تنفذه خطوة بعد اخرى وتكون فيه كل خطوة ممهدة للخطوة التي تليها ، ولذلك لم يكن احتلال العراق والاصرار على تفتيته ، على اسس أثنية وعرقية وطائفية الا مقدمة لاعادة تشكيل كل الاقطار العربية في المشرق والمغرب العربي وتركيا وايران .
فالعراق احتل لانه مكمن اكبر احتياطي نفطي في العالم ، وليس السعودية ، اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان كمية النفط المعلنة هي 120 مليار برميل ، والمقدر ، وفقا للاستكشافات الجديدة منذ نهاية الثمانينيات ، هو بين 250 – 300 مليار برميل ، واذا ارادت امريكا السيطرة على العالم بلا حروب عسكرية ، مستحيلة الكسب ، فلا مجال الا لاستغلال النفط كسلاح سياسي واقتصادي جبار بامكانه تحطيم اقوى الدول اقتصاديا . وبدون العراق فان سلاح النفط غير مفيد لانه وحده قادر على تلبية احتياجات اغلب الكتل التي تريد امريكا اخضاعها بالابتزاز النفطي . كما ان العراق مفتاح تفتيت دول المنطقة ، ففيه اقلية كردية تبلغ حوالي ثلاثة ملايين كردي ، وحركة الانفصال في الحركة الكردية قديمة ومدعومة منذ بدئها من قبل الغرب واسرائيل وايران ، واذا تفتت العراق فان عملية التقسيم ستنتقل فورا الى تركيا ، والتي يوجد فيها حوالي 18 مليون كردي تؤثر فيهم حركة انفصالية مسلحة وقوية يقودها حزب العمال الكردي ، وستؤثر في ايران التي يوجد فيها حوالي ثمانية ملايين كردي وتوجد فيها حركة انفصال كردية وان كانت اضعف من مثيلتيها في تركيا والعراق ، واخيرا توجد اقلية كردية في سوريا .
من هنا فان اشعال فتيل التقسيم في العراق ليس سوى تمهيد لتحويل العراق ، بعد تجزئته الى ثلاثة دول ، الى اقوى واهم قاعدة امريكية في العالم ، ولتقسيم تركيا وايران وسوريا وبقية دول المنطقة . في ضوء المقدمة السابقة فان حزب العمال الكردي ، بدعم كامل وشامل من حركة الانفصال الكردي في العراق بقيادة البارزاني والطالباني ، يقوم بالخطوة الثانية والتالية بعد خطوة وضع اسس تقسيم العراق وهي الاعداد لتقسيم تركيا من خلال تنشيط حركته الانفصالية وتعزيزها وتوسيعها وفرض نفسها على اجزاء اخرى من تركيا لكي يكون بامكانه اعلان الانفصال حينما يأتي وقته المناسب . وتركيا تعرف ذلك لهذا تقوم بالعمل على منع حزب العمال الكردي من تحقيق أي مكسب كبير ، وهذا هو اصل المشكلة الحالية .
2- هل تعتقدون ان تركيا مستهدفة ؟
جواب 2 – نعم ان تركيا مستهدفة مباشرة الان لاسباب تتعلق بالمخطط العالمي الامريكي من جهة ، وبضعف دور تركيا في حلف الاطلسي من جهة ثانية . فمخطط امريكا يقوم على اثارة ودعم التشكيلات السابقة للامة بمفهومها الحديث ، كالطائفة والقبيلة والدين والعرق والاثنية والمناطقية ( الجهوية ) ... الخ ، وجعل الصراعات الاساسية مبنية على مصالح هذه التشكيلات ، وذلك جزء مهم من مفهوم ( صراع الحضارات ) الذي تعتمده امريكا كبديل لصراع الطبقات وصراع الامم المستعمرة ( بكسر الميم الثاني ) والامم المستعمرة ( بفتح الميم الثاني ) ، ونحن نشاهد ذلك الان في العراق وتركيا وايران والاقطار العربية حيث تثار قضايا كانت ثانوية ، او لم تكن موجودة ، كالاقليات الدينية والطائفية والاثنية او الاصول القديمة والتي اندثرت وتحولت الى تراث .
وتتوفر في تركيا شروط الصراعات التي تريدها امريكا وهي انها بلد يتشكل من عدة قوميات كالتركية والعربية والكردية وغيرها . يضاف الى ذلك ان انتهاء الحرب الباردة وغزو العراق واسقاط نظامه الوطني قد حط من شأن الدور التركي في المنطقة ، لان تركيا كانت تخدم هدف الغرب في تطويق الاتحاد السوفيتي ، وهو الذي انتهى بسقوط الشيوعية ، كما ان الضغط على العراق قد انتهى باحتلاله مباشرة ، وهكذا تحولت تركيا من ذخيرة ستراتيجية لامريكا الى عبء ستراتيجي يثقل كاهلها ، فلم يعد من الضروري الاصرار على بقاء تركيا موحدة . ان دعم المخابرات الامريكية لحزب العمال الكردي بالسلاح الان احد اهم مؤشرات رغبة امريكا بتقسيم تركيا ، خصوصا بعد ان رفضت ان تشارك مباشرة في غزو العراق ، ثم بعد ان تصدت لمشروع اقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق مع ان ذلك هدف امريكي جوهري .
ولكن موافقة امريكا على تقسيم تركيا لا يعني ان ذلك سيقع الان لان ازمة امريكا في العراق تمنع تقسيم تركيا ، وهي ازمة ذات طبيعة ستراتيجية نجمت عن انتشار الثورة العراقية المسلحة ضد الاحتلال الامريكي ونجاح هذه الثورة الوطنية في تحويل الغزو الى اكبر كارثة ستراتيجية في التاريخ الامريكي ، كما اعترف جنرالات امريكا ومادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة ، لذلك فان ما يجري الان هو مواصلة عملية اعداد البيئة المطلوبة لتقسيم تركيا لاحقا .
3- هل تعتقدون ان تركيا قد تذهب الى الحرب ؟
جواب 3 - نعم ان تركيا مستعدة للذهاب الى الحرب حتى مع امريكا ، اذا دافعت الاخيرة عن الانفصاليين في تركيا ، واذا قامت رسميا دولة كردية في شمال العراق مدعومة من قبل امريكا ، وهذا هو المأزق الخطير الذي تواجهه كل من امريكا وتركيا في نفس الوقت . ان تركيا تعد اعلان دولة كردية مستقلة في شمال العراق بمثابة خطوة حاسمة باتجاه تقسيمها هي بالذات ، لاحقا وبصورة حتمية ، ولذلك فانها تعتقد بان الدفاع عن وجودها اهم من علاقتها بامريكا . اما امريكا فانها ترى ان تقسيم تركيا هدف اساسي لان بقاءها موحدة ، مع انها دولة متنوعة المكونات ، يتناقض مع المنهج العام العالمي لها ، وهو الشرذمة وعدم ابقاء قوة كبيرة تهدد الطموح الامريكي باقامة ديكتاوتورية عالمية . اضافة الى ان السيطرة التامة على وسط اسيا يأتي عبر تمزيق تركيا وليس العكس ، خصوصا وان لتركيا صلات ثقافية مع شعوب عديدة في وسط اسيا وداخل وفي محيط روسيا والصين ، مما يجعل الطموح التركي اذا بقيت تركيا موحدة وقوية في اقامة دولة تركية كبرى تضم كل الشعوب التي تعدها تركيا من اصول تركية ، يصطدم بطموح امريكا في عدم نشوء قوى كبرى جديدة . لذلك نقول بان علاقات تركيا بامريكا تمر بمرحلة حاسمة الان ، وهذا ما جعل امريكا تطمئن تركيا بانها سوف تقوم معها بمهاجمة حزب العمال الكردي التركي وطرده من شمال العراق اذا لم يوقف اعماله ضدها ، لان المطلوب ان تبقي امريكا ضحاياها المقبلين غير متيقنين من نواياها الحقيقية .
4- كيف تنظرون الى تداعيات احتلال العراق على المسالة الكردية في المنطقة ، هل تعتقدون ان هذه المنطقة قد تكون مقبلة على تطورات او تغييرات هيكلية على مستوى الجغرافيا، و خاصة في المسالة الكردية ؟ هل يسمح المنطق الذي يحرك الادارة الامريكية حاليا باستقلال جزء من الاكراد ، كما يبدو من تساهلها مع اكراد العراق ؟
الجواب 4 – صحيح ان امريكا تنفذ مخططا شاملا لتقسيم دول الشرق الاوسط بكامله ، ملتقية مع المخط الاسرائيلي القديم والمعروف والقائم على شرذمة الامة العربية بكافة اقطارها على اسس عرقية ودينية وطائفية ، لكن التاريخ بقول بان ارادة جهة واحدة مهما كانت قوية لابد ان تواجهها ارادات اخرى مضادة ، مما يجعل الصراع خاضعا لارادات متصارعة متناقضة ، فيدخل الصراع في درب مختلف عما رسمته كافة الاطراف .
الان ، وبعد ان كشفت امريكا اهدافها الحقيقية في العراق وهي تقسيمه الى ثلاثة دول كما نص الدستور الذي وضعه الاحتلال وكما اثبتت الاعمال الاجرامية لفرق الموت التي ارادت اثارة فتن طائفية وعرقية واعداد البيئة النفسية لتقسيم العراق ، وهي فرق تقودها المخابرات الامريكية والايرانية ، وبعد ان تبنى مجلس الشيوخ الامريكي قرارا بتقسيم العراق ، نقول الان دق ويدق جرس الانذار لكل دول وشعوب المنطقة ينبهها الى الخطر المميت الذي ينتظرها اذا لم تبادر بالرد على محاولات تقسيمها بتحقيق نوع من التضامن فيما بينها لصد موجة الشرذمة الامريكية الايرانية الاسرائيلية . هذه الخلاصة استوعبتها تركيا ولم تعد تصدق كل الوعود الامريكية لها ولغيرها واصبح النفي الامريكي للدور الامريكي في توجيه فرق الموت والتهجير القسري لاكثر من ستة ملايين عراقي من وطنهم ولدعم الانفصال الكردي والطائفي الصفوي نفيا ساذجا لان واقع صلب وواضح يؤكد ان امريكا وايران تنفذان مخططا تقسيميا شاملا في العراق .
لو ان الحكومات العربية المهددة بالتقسيم من موريتانيا الى عمان في الخليج العربي اتخذت موقفا موحدا ونسقت فيما بينها ودعمت المقاومة العراقية ، وقالت بصورة مشتركة لامريكا : ( لا للتقسيم ولا للاحتلال ) لخسرت امريكا ومعها ايران المعركة الضارية الدائرة حاليا ، ولعجزت امريكا عن الرد لان المقاومة العراقية عندها ستضع امريكا وهي مجردة من الدعم العربي في وضع خطير جدا يمنعها من تكرار حماقتها في العراق ، نتيجة العجز وليس نتيجة لحسن نواياها . ويجب ان نشير بوضوح الى ان امريكا وهي تستخدم الانفصالية الكردية في العراق وتركيا ، بصفتها الرافعة الاساسية لتنفيذ مخطط تقسيم كافة دول المنطقة ، لا تريد في الواقع اقامة دولة كردية تضم حوالي 30 مليون كردي ، فهذا ضد مفهوم صراع الحضارات التقسيمي ، بل تريد من هذه الانفصالية نشر الشرذمة والحروب وتحويل كافة الدول الى كانتونات عرقية اثنية دينية طائفية متصارعة ، واذا اوقفت صراعها نتيجة التوازن في القوى فان ذلك ليس سوى هدنة مؤقتة تحتاج لشرطي دولي لابقاءها وهو الشرطي الامريكي .
طبقا لهذه الحقائق الستراتيجية فان التمرد الانفصالي الكردي ليس سوى اداة من ادوات امريكا وسياتي اليوم الذي ستترك فيه امريكا اداتها الكردية ليتقرر مصيرها وفقا لقانون الشرذمة العنيفة . واذا ارادت الاقطار العربية في المشرق والمغرب العربي ان تنجو من الشرذمة فانها امام خيارين لاغير ، وهما التوحد في جبهة دفاعية ضد خطط الشرذمة والتقسيم ، من جهة ، ودعم المقاومة العراقية التي نجحت وحدها في تأديب امريكا والحاق الفشل بغزوها من جهة ثانية . وهذا ينطبق على تركيا لان المخرج الوحيد لازمتها الحالية يكمن في تعاونها مع المقاومة العراقية مباشرة ، خصوصا لان خسائرها من جراء التصادم مع امريكا ستكون اقل بكثير من دعمها للمقاومة العراقية والتي بتحريرها للعراق ستقضي على اصل السرطان الانفصالي في بؤرة شمال العراق .
5 - كيف تفسرون الموقف الامريكي ازاء هذه التطورات ، هل تعتقدون ان في هذا الموقف رد فعل امريكي ما ازاء رفض الحكومة التركية الانخراط في الحرب ضد العراق قبيل الغزو الامريكي ؟
جواب 5 – كما قلت في جواب سابق فان السياسة الامريكية تجاه تركيا تخضع لستراتيجية عالمية لا تتأثر بموقف جيد او سيء لهذه الدولة او تلك ، وموقف تركيا من غزو العراق ومهما فسر فانه عامل ثانوي مقارنة بالهدف الستراتيجي الامريكي ، وهو تفتيت كل ، اكرر كل ، دول المنطقة باستثناء اسرائيل ، ولهذا فان الموقف التركي من غزو العراق ورفض مرور القوات الامريكية الغازية من الاراضي التركية عامل ثانوي في تقرير الوقف الامريكي من تركيا .
6 - كنتم في موقف قريب من القيادة العراقية الشرعية ، فكيف كان التعامل مع قضية الاكراد الشائكة و كيف كان يتم ، دوليا ، استغلال مسالة الاكراد ؟
جواب 6 – ان ما جرى في العراق بخصوص القضية الكردية يقدم لنا صورة دقيقة تقنع من لا قناعة لديه بان الحركة الكردية المسلحة هدفها الحقيقي الانفصال وليس الحصول على حقوق قومية مشروعة . وهذه السياسة دعمتها امريكا واسرائيل ودول اوربية من اجل تقسيم العراق او اضعافه . وكان تزوير الحقائق حول الموقف العراقي من الاكراد احد اهم مقومات خطة شيطنة العراق ، وانتم تذكرون الاكاذيب حول حلبجة والانفال وقصص اضطهاد الاكراد في العراق وكيف استغلت لعزل العراق وتبرير الجرائم التي ارتكبت بحقه منذ الحصار وحتى الان ، مع ان دليلا واحدا لم يقدم لاثبات تلك الاكاذيب ، وهو ما كشف بعد الغزو خصوصا عند بدء ما يسمى ب( المحاكمات ) ، والتي جرت في جو ارهابي كامل تم فيه قتل المحامين وارهاب الشهود واعتقالهم وتعذيبهم لتغييب الحقيقة . مقابل ذلك عتم الغرب الاستعماري على السياسة الحقيقية للحكم الوطني في العراق تجاه الاكراد لان معرفة ذلك كان سيسقط سلسلة الاكاذيب التي روجت لتبرير احتلال العراق وتدميره . والسؤال المهم الذي يجب الجواب عليه هو : ما هي السياسة الحقيقية للحكم الوطني تجاه الاكراد ؟
نحن في العراق نميز بين مسألتين ، بين وجود قضية كردية مشروعة تتمثل في ضرورة الاعتراف بوجود قومية كردية ومنحها حقوقها ، وبين وجود المشكلة الكردية وهي المشكلة التي تظهر حينما لا يعترف بالقومية الكردية وحقوقها المشروعة ، او حينما تحاول جهات خارجية ايذاء العراق باستغلال القضية الكردية . وفي العراق تبلورت قناعة لدى القيادة العراقية الوطنية التي سقطها الاحتلال بان حل المشكلة الكردية مرهون بمعالجة القضية الكردية وفقا للضرورات المنطقية والانسانية والديمقراطية بالاعتراف بوجود قومية كردية ومنحها حقوقها المشروعة ، والمتمثلة باقامة حكم ذاتي للشعب الكردي داخل العراق الواحد ، واستخدام اللغة الكردية في التعليم والاعلام والمجتمع بصورة رسمية وكاملة ، وهذا ما حدث في العراق بصدور بيان 11 اذار – مارس عام 1970 ، والذي اعترف بالقومية الكردية وبضرورة تحقيق ما يرتبط بها من حقوق تترتب على ذلك الاعتراف.
لكن المفاجئة الكبرى كانت ان زعامة التمرد رفضت التعاون مع الحكومة العراقية لتنفيذ مضامين البيان وعادت الى التمرد المسلح ، مستغلة حادثة عارضة مشبوهة ، وبقي بيان اذار حبرا على ورق الى ان انهار التمرد المسلح ، بلا قتال ، نتيجة اتفاقية الجزائر بين العراق وايران في عام 1975 ، والتي تعهدت ايران بموجبها بايقاف دعمها للتمرد الكردي . ان الانهيار السريع وبلا قتال للتمرد الكردي المسلح اثبت بشكل حاسم بانه تمرد ما كان له ان يقوم او يستمر لولا الدعم الخارجي الامريكي والاسرائيلي والايراني كما اكدت الوثائق والاعترافات خصوصا اعترافات كيسنجر .
بعد ذلك طبق نظام الحكم الذاتي في شمال العراق واقيمت حكومة محلية ( مجلس تنفيذي ) وانتخب برلمان محلي ( مجلس تشريعي ) ونفذت حملة شاملة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية هناك ، فتحول شمال العراق الى منطقة ممتازة وافضل من اجزاء عربية من العراق . فهل انتهت المشكلة الكردي بعد حل القضية الكردية ؟
يجب ان نوضح بان المطلب الاعلى للتمرد الكردي خلال خمسين عاما كان يتجسد في شعار عام وكان ثابتا للحركة الكردية وهو ( الحكم الذاتي لكردستان والديمقراطية للعراق ) ، من هنا فان تعامل العراق مع المشكلة الكردية كان قائما على اساس ان السقف الاعلى لمطالبها هو الحكم الذاتي . وطبقا لذلك فان كافة القوى الوطنية العراقية تعاملت مع الحركة الكردية على اساس ان السقف الاعلى لمطالبها هو الحكم الذاتي ، وكانت تلك الحركة تنفي انها تريد الانفصال وتعد اتهامها بذلك عملا معاديا لها يروج لتشويه صورتها امام العرب . لكن ما حصل بعد اعلان بيان اذار والاعترف بالقومية الكردية ، وهو ما تضمنه الدستور العراقي ونفذ كاملا ، كان شيئا مغايرا ، لان رفض الزعامة الكردية التعاون لتنفيذ اتفاقية اذار واللجوء الى السلاح مرة اخرى وخدمة اهداف اعداء العراق اثناء الحروب التي فرضت على العراق ، قد طرح مسألة اخرى خطيرة ، وهي ان التمرد الكردي يمرحل اهدافه ، أي يطرح هدفا مرحليا وحالما ينفذ ينتقل لهدف اعلى اخر .
لذلك ورغم حل القضية الكردية في العراق جذريا بالاعتراف بالقومية الكردية واقامة الحكم الذاتي ، رغم ان اكراد تركيا وايران لم يعترف بهم ولا بحقوقهم ويحرمون حتى من التحدث بلغتهم الوطنية ، فان المشكلة الكردية في العراق استمرت وافتعلت الزعامات الكردية المبررات لاستمرارها ولعبت دورا خطيرا في غزو العراق وفي محاولات تقسيمه وتنفيذ عمليات قتل جماعي لعرب العراق وتهجير ملايين العراقيين العرب وجلب اكثر من مليون كردي غير عراقي من تركيا وايران وغيرها ومنحتهم الجنسية العراقية ، واعلنت رسميا انها تريد الانفصال عن العراق اذا نشبت حرب اهلية او اذا لم يقام نظام ديمقراطي ! اذن الحركة الكردية هدفها الحقيقية هو الانفصال ، لذلك اذا منح الشعب الكردي حقوقه القومية كاملة ، ضمن نطاق الوطن الواحد ، ترفض الحل وتختلق الحجج للاستمرار في الحرب كما دللت تجربة العراق ، وبالاخص التطرف الكامل من قبل التمرد الكردي في الاصرار على تقسيم العراق رغم انه الوحيد الذي منح الاكراد حقوقهم واعترف بقوميتهم واقام لهم الحكم الذاتي .
7- هل تعتقدون ان الوقت قد حان ، ربما ، لايجاد "حل " ما للمسالة الكردية ، و هل يمكن ان يطلق عليها هذه التسمية ؟
جواب 7 – نعم لقد حان الوقت لتركيا وايران ان تعترفا بالقومية الكردية كما اعترف بها العراق في ظل الحكم الوطني ، لان الاعتراف هذا سيسحب البساط من تحت اقدام المتطرفين الانفصاليين الاكراد ويسمح بحل القضية الكردية ، ويمنع استغلالها لاجل تدمير الوطن بالتعاون مع اعداءه كما حصل في العراق . ان الحكم الذاتي ضمن الوطن الواحد هو الحل الامثل ، وبما ان العراق قد اعترف بالقومية الكردية منذ بيان اذار عام 1970 وبما ان المقاومة الوطنية ضمنت برنامجها لما بعد التحرير تأكيدا على اقامة حكم ذاتي للاكراد فان المطلوب من تركيا وايران حل القضية الكردية ، بالاعتراف بالقومية الكردية واقامة حكم ذاتي لاجل كسب اغلبية الاكراد وابعادهم عن الانفصاليين ، فتصبح المشكلة الكردية اذا بقيت نتاج عمل انفصالي معاد للوطن وللاكراد بالذات وتحركه قوى دولية واقليمية لخدمة مصالحها غير المشروعة وليس لتحقيق اماني الشعب الكردي .
8 - كيف يمكن لنا كعرب ، ان نتعامل مع التطورات الجارية حاليا حول الاكراد ، انطلاقا من الموقف الخياني الذي اتخذته قياداتهم عند احتلال العراق ؟
جواب 8 – يجب ان لا يكون موقفنا مبنيا على رد فعل على موقف الخونة من قادة التمرد الكردي في العراق الذين تعاونوا مع الاحتلال في كل خطواته ، بل ان نقوم بالخطوة الصحيحة وهي احترام الاقلية الكردية والاعتراف بحقوقها والدفاع عن هذه الحقوق وتطوير الحكم الذاتي كما نطور أي منطقة او اقليم عربي . ويمكن للعرب غير العراقيين ان يتخذوا موقفا صلبا ضد الانفصاليين الاكراد وبنفس الوقت لا يهملون ترسيخ الاخوة مع الاكراد غير الانفصاليين وهم الاكثرية الصامتة ، خصوصا وقد عرف الان بان هناك منظمات كردية مقاتلة ضد الانفصاليين وضد الاحتلال داخل صفوف المقاومة الوطنية العراقية .
ومن المؤسف ان نقول بان بعض الجهات العربية تتعامل مع زعامات الانفصال الكردي في العراق وتعطيها فرصا للكذب والتزوير ، ظنا منها ان ذلك يخدم وحدة العراق لكن هذا الظن هو ابو الاثام وليس اثما فقط ، لان الزعامات الكردية قد تجاوزت الخطوط الحمر كلها واصبحت جزء من القوى المعادية والتي تخدم الاحتلال وكل القوى المعادية للامة العربية ولحركات التحرر ، ولكنها تريد الان ان تنفذ جريمة انفصالها عن العراق ، وهو امر يعني تقسيمه لان ايران تستغل ذلك لفصل الجنوب ، مع حصول اضعف رد فعل عربي مضاد . ان عزل زعامات التمرد الكردي عربيا ضرورة لا غنى عنها ومن يقول انه يريد ابقاء هذه الزعامات ضمن العراق بتعاونه معها مخطئ ولا يعرف الاهداف والتكتيكات الحقيقية لتلك الزعامات ، والتي لا يهمهما شيء او احد سوى الانفصال .
ومن المهم جدا تذكر ان التمرد الكردي ليس حركة تحرر وطني على الاطلاق بل هو تمرد كان ومازال يدعم ويحمى من القوى الاستعمارية والطامعة في الارض العربية مثل امريكا واسرائيل وايران ، وقد اكد هذه الحقيقة دوره الواقعي كجزء اساسي من القوى التي تعتمد عليها القوى الاستعمارية في حربها ضد حركة التحرر الوطني العربية ونظمها الوطنية التقدمية . ان دور التمرد الكردي في اسقاط النظام الوطني وغزو العراق وتدميره وتهجير ستة ملايين عربي عراقي مجرد امثلة تؤكد ان التمرد هو حركة رجعية خادمة للاستعمار .






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قانون النفط العراقي الجديد .نهب قانوني للنفط العراقي.70% من عوائده للشركات الأمريكية نايف ذوابه منتدى الحوار الفكري العام 1 14-07-2007 01:58 PM
الاخ سامي السعدي .. وجميع الاخوة تفضلوا بالدخول ابتسام العمر منتدى الحوار الفكري العام 22 20-05-2007 10:45 PM
دور صدام حسين في خدمة أغراض أمريكا في الشرق الأوسط معاذ محمد منتدى الحوار الفكري العام 9 02-01-2007 10:26 PM

الساعة الآن 09:59 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط