كيف يتعامل مُرسى مع الدولة الغويطة ؟

[هشام النجار]

بقلم/ هشام النجار

قبل الوصول لثورة يوليو ودروسها .. هناك درس مهم للزعيم مرسى من الزعيم سعد زغلول .
فالقارئ يجد أن التحديات واحدة وأن تحفظ البعض على الزعامات .. فسعد يواجه الاحتلال والسراي التي يسعى للحد من تدخلها في الشأن السياسي .
ومرسى يواجه النظام القديم والمجلس الأعلى للقوات المسلحة للحد من طموحه ونفوذه في السلطة.. وهما يعتمدان على البرلمان والوزارة ليتمكنا من سلاحهما السحري وهو الشعب .
الجماهير تهتف بالميدان بحياة محمد مرسى مبتهجة بالديمقراطية منددة بحل البرلمان.. ويوم افتتاح البرلمان بعد ثورة 19م كان عيداً للمصريين ومظاهرات الفرح تجوب الشوارع تهتف بحياة سعد .. هي نفس المشاعر تقريبا ً عندما أحس الشعب في تلك اللحظات أنه يمتلك السلطة .
وهناك أيضا ً مطلب الإفراج عن السجناء السياسيين وعد به سعد ونفذه غداة توليه الوزارة ووعد به مرسى.. وقد لا يأتي العيد إلا وجميع المسجونين السياسيين في بيوتهم بعد اكتمال ملامح الوزارة الجديدة .
المشهد قريب والروح الجماهيرية الحميمية الحماسية واحدة تقريباً.. وقارئ التاريخ لا يندهش لهذه الأمواج المصرية المتدفقة في الميدان عند كل كبيرة وصغيرة.. والجموع كانت تتوافد على بيت الأمة فيخرج سعد ويتواصل معها ويلبى مطالبها .
المعضلة الحقيقية أمام الثورة وأمام وزارة الوفد وأمام سعد هي نفس المعضلة التي تواجه مرسى والثورة اليوم .. وهى ما يُطلق عليها الدولة العميقة التي من الممكن أن تُفشل بكل سهولة جهود التغيير وأن تهزم أعظم الحكومات .
فكيف استطاع سعد ووزارته تغيير جهاز الدولة لصالح الحركة الثورية ليصبح "زغلوليا ً" لحما ً ودما ً كما كان يردد سعد؟ .
كيف يمكن لمرسى ووزاراته أن يفعل ذلك لصالح الثورة وتحقيق مطالبها ، ليصبح جهاز الدولة " ثورياً " – وليس مُرسياً – لحماً ودماً ؟!
هذه هي المعركة الحقيقية للثورة أن تنجح أو تفشل في إدارة الصراع داخل الدولة العميقة لصالحها بدون إجراءات ثورية وجراحات استئصاليه تنعكس بردات فعل انتقامية .
الوفد كان قد حسم ارتباطه بالشعب وحقق نجاحات جماهيرية في مواجهة الاحتلال والملك وحزب كبار الملاك .. والإخوان المسلمون بمساندة القوى الثورية والتيارات الإسلامية الأخرى حققوا نجاحات ملموسة في هذا الجانب في مواجهة فلول نظام مبارك ورجال أعماله ورموز حزبه.. وفى النزاع السياسي البارد مع قيادات المؤسسة العسكرية ، تُوجت بالوصول أخيراً إلى سدة الرئاسة .
بقى الصراع السلمي الأخطر وهو ما عُرف أيام سعد بمسألة الموظفين .. ويُطلق عليه اليوم "الدولة العميقة" أو تندرا ً " الغويطة " .
ينقل المستشار طارق البشرى عن الدكتور هيكل في مذكراته أنه سمع سعدا ً يقول : " إن أخطر مشاكل الحكم ، القضية الوطنية والموظفون " .
الموظفون الانجليز كانوا يحتلون أهم المراكز في أهم المصالح والوزارات وفى الجيش والبوليس .
فلجأت الوزارة الوفدية إلى الحد من سلطة الموظفين الأجانب وبدأت ترفض التجديد لمن تنتهي عقود توظيفهم ، ونجحت في إخراج الكثيرين .
المسألة ليست هينة على الإطلاق .. فهي محاولة لإجلاء الاحتلال المدني من داخل جهاز الدولة بما لهؤلاء الموظفين من روابط وصلات قوية في قلب الأجهزة .
واتسم سعى الحكومة بالحذر مع تصاعد شعور الانجليز بالخطر.. لذلك عمدت الوزارة إلى التزام الشرعية وإلى التدرج على مستويين : الحد من السلطات ورفض تجديد العقود .
وبعد تولى الوزارة أُحيل بعض المديرين ووكلائهم وبعض مأموري المراكز إلى المعاش وأُجريت تنقلات واسعة بين كبار الموظفين تبعد خصوم الوفد عن المراكز العامة بدون تعمد لإثارة الخصوم وعينت الوزارة الكثير من أنصارها.
نحن إذا في انتظار الوزارة التي تغير في بنية الدولة الغويطة تأليفا ً وتوثيقا ً للروابط بينها وبين الثورة والشعب بعد أن نجح النظام بالامتيازات الخرافية والبدلات والحوافز والمرتبات والألقاب الأسطورية في عزلها عن الشعب والاعتماد عليها كأكبر عائق أمام التغيير .

[احمد خالد]

تحية محبة ..
في البداية , لك الاحترام على هذا المقال السياسي باحتراف الواثق من دفة التاريخ .
ان تحدثنا عن مصر اليوم بعين الحياد او عين كل من يحب مصر , لا يمكن لنا الا ان نستحضر مصر الماضي ,, ونتطلع الى مصر الغد المشرق .
في الماضي والحاضر اثبت الشعب المصري انه شعب الاقتدار , والحضارة , والطين والطيب .
لن اتحدث او اعلق على ما تم خطه بيدك
لكني ساعلق قليلا على مصر في عهد محمد مرسي او في العهد الجديد , ولا بد ان اذكر حقائق يعلمها الجميع ,
مصر دائما كانت وفية لتاريخها ومتعلقة برجالها مخلصة للماضي بشكل منقطع , مصر دائما بوصلة الشرق , سنان الرمح الذي ينبري في كل قاع .
واليوم ومرسي يتولى زمام الجمهورية الاكبر في الشرق الاوسط ,فانه يواجه تحديات جمة في الداخل والخارج ,, اهمها بالتاكيد " البطن المصري " ومليارات الديون , والفساد , وتردي الخدمات ., وسوء الادارة .
واسرائيل , وغزة , وعشرات المواجع الكبيرة .
لكن المهم ان يكون مرسي رئيسا لـ مصر , لا رئيسا لـ حزبه ولا رئيسا لأي جهة بعينها .
لا نريد للاخوان وهم امام امتحان كبير ان يعيدوا حزب مبارك بصورة اسلامية جديدة باسم جماعة الاخوان .
ولا نريد لهذة التجربة ان تفشل لان الاخوان سيمتطون كل مفاصل الدولة , لا نريد ان يتساقط الامل من اجل مصلحة الحزب ، لنرمي بمصلحة الوطن بعيدا .
لا نريد من مرسي العواطف وردات الفعل فقط ,لا نريد للاخوان التغوّل على الوظائف العامة والمصالح
لا نريد لمؤسسة الرئاسة ان تكون مقرا لجماعة الاخوان ولا ان يكون مرسي تابعا للمرشد العام للجماعة , يجب ان يتذكر انه رئيس مصر .. اقسم على ان يكون وفيا لها ,,
انه لم يتولى رئاسة مصر لانه اقسم على القرآن والمسدس الاخواني . لنتذكر ان الاخوان كانوا يراقبون المشهد من بعيد في بداية الثورة , ولنتذكر ان الذي قام بالثورة هو الشعب المصري كله بسطاء وشيوعيين وقوميين وناصريين و وفديين وعمال وفلاحين ,,, مصريون شرفاء .
لنتذكر ان هناك رجال بنوا مصر قبل الاخوان , وان العسكر لهم الفضل الكبير على مصر الحديثة , نخاف على مصر , نعم , ولكن شعبها عظيم ويعرف متى يتحدث عن نفسه .
اتمنى النجاح للمد الاخواني ..... ولكن حدسي يقول غير ذلك .
دمت بود

[سلمى رشيد]

نعم أستاذي هشام
لا بد ان نقرأ التاريخ لنتعلم منه ونستفيد ونتدارسه بصورة صحيحة .. ولكن لا بد لنا ان نراعي الإختلافات في الظروف حليا واقليميا وعالميا ..
مصر سعد زغلول تختلف عن مصر مرسي وإن كان حب مصر واحد إلا ان موازين القوى اختلفت واختلت والتحديات كبيرة وخاصة ان البعض يراهن على فشل التجربة في مصر ..
على كل الأحوال المؤشرات الآن تشير إلى أن الرجل قوي وقادر على السيطرة وهذا ما نأمله .
لك التقدير كله

[هشام النجار]

بوركت أخى أحمد خالد وشكراً جزيلاً على الاضافة المثمرة ..ومعك فى كل ما ذهبت اليه واقترحته .