|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
01-11-2011, 02:59 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الفريد في تاريخ حكام العراق
(( الفريد في تاريخ حكام العراق )) (( تاريخ حكام بغداد .... الى اليوم )) موجز لكل حاكم .. في حلقة واحدة موضوع موسوعي وفيه المختصر المفيد ولكل حاكم قصة مع العراق ...... من البداية ... إلى يومنا هذا خالص احترامي (( الحلقة الأولى )) الحاكم 1 (( الخليفة أبو جعفر المنصور )) http://dc16.arabsh.com/i/03531/ft4rchnzplus.jpg أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس والملقب ( المنصور ) ولد في ( الحميمة ) قرب معان عام 95 هجرية وهو الذي بني بغداد حين أمر بتخطيطها عام 145 هجرية على مساحة من الأرض تقدر بخمسة كيلومترات مربعه على نهر دجلة في موقع مدينة آرامية تسمى ( بغدادو) و قد صارت عاصمة الدولة العباسية ثم عاصمة العراق وبغداد ( المدينة المدورة ) أو دار ( مدينة دار السلام ) كانت في الجانب الغربي من نهر دجلة بين مدينة الكاظمية شمالا ومحلات الكرخ جنوبا كما بني الرصافة من الجانب الآخر الشرقي وأعتبرها معسكرا لجيشه وجعلها دار ملكه بديلا عن ( الهاشمية ) التي بناها السفاح . وهو أول من عنى بالعلوم من ملوك العرب المسلمين وعارفا في الفقه والآداب والفلسفة وعلم الفلك ومحبا للعلماء وكان يجالسهم ويخلق العداوة والبغضاء بينهم ليشفي حسده !!!!!! ؟ وكان يعقد المناظرات وأشهرها المناظرة التي جرت بين الأمام موسى بن جعفر الكاظم والفقيه الكبير أبى حنيفة النعمان رضي الله عنهم أجمعين والتي انتهت ولم يحصل المنصور على ما كان يأمل . ومهتما بالحركة العلمية وترجمت في عهده الكتب اليونانية والفارسية إلى العربية وهو ثاني خلفاء العباسيين وكان قد تولى الخلافة عام 136 هجرية ولكن حكمه لبغداد بدأ عام 145هجرية الموافق 712ميلادية ولهذا يعتبر أول حاكم لبغداد كان الهم الأكبر للمنصور أثناء حكمه هو تقوية حكم أسرة ( بني العباس ) و التخلص من أي خطر يهدد سيطرتهم حتى لو كان حليفا سابقا مثل أبو مسلم الخراساني الذي قاد الثورة العباسية ضد الأمويين ويعتبر أبو جعفر هو المؤسس الحقيقي للدولة العباسية حيث أرسى السياسة وسن السنن التي تخدم الحكم وتقيم قواعده بيد العباسيين وسار أبناؤه الخلفاء من بعده على مسيرته وهو فوق ذلك جعل تدليسا لبني العباس سند شرعي كاذب في وراثة الدولة أعطت لهم السبق على أبناء عمهم العلويين. وهو أول من خلط الدين بالسياسة وأول من استعمل الدين والادعاء الديني في تدعيم الحكم حتى قال : ( إنما انا سلطان الله في أرضه). كان لا يتمهل في قتل معارضيه والغدر بهم بالسجن والسم وحياكة الفتن وقتل خلقا كثيرا حتى استقام ملكه . وكان بعيدا عن اللهو والعبث وكثير الجد والتفكير وهو والد الخلفاء العباسيين جميعا وأشجعهم وفي عهده صنع ( محمد بن إبراهيم الفزاري ) أول إسطرلاب في الإسلام وقام بتنظيم شؤون الدولة فألف جيشا قويا وعين له المساعدين والقضاة واعتنى بتنظيم البريد وتوسيعه واعتنى بالدواوين مثل ديوان الجند وديوان الخراج لجمع واردات الدولة . وتمكن المنصور من القضاء على عمه ( عبد الله بن علي ) والي الشام لادعائه الخلافة وقضى على الثورات التي قامت ضد الدولة العباسية وحارب الروم واسترجع المدن التي استولوا عليها . توفي أبو جعفر المنصور ببئر ميمون من أرض مكة محرما بالحج ودفن هناك عام 158 هجريةالموافق 775 ميلادية وكانت مجموع مدة خلافته 22 عام ومنها ما دام حكمه لبغداد طوال 13 عام جعل فيها بغداد من الحواضر الأهم في العالم منذ تأسيسها قيل فيه : (( يا أيها الذي قد غره الأمل ..... ودون ما يأمل التنغيص والأجل )) إلى آخر قصيدة الشاعر عمروا بن عبيد حيث قال : (( والمرء يسعى لما يبقى لوارثه ..... والقبر وارث ما يسعى له الرجل )) إلى حاكم آخر |
|||
03-11-2011, 03:33 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: الفريد في تاريخ حكام العراق
(( الحلقة الثانية )) الحاكم 2 (( الخليفة المهدي بالله )) هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي العباسي ثالث خلفاء بني العباس .. ولد في ( بأيذج ) وهي مدينة في الأهواز عام 127 هجرية وكان ولي عهد أبيه وتولى الخلافة عام 158 هـ الموافق 775 م بنا جامع الرصافة وعبد طريق الحج من بغداد إلى مكة المكرمة ....... والرجل كان مهتم مثل والده في العلوم وخصوصا الترجمة يصفه من عاصره : (( شكله معتدل الخلق ويمتاز بطوله ويميل لون وجهه إلى السمرة الداكنة رجل حليم وعليم ومعتدل حكيم وشعر رأسه أجعد ...... وحين تولى الخلافة .... فرق مال كثير على عامة الناس وأطلق سراح السجناء جميعا ونقش خاتمه العزة لله )) جهز حملة لمحاربة الروم الذين نقضوا العهد بقيادة أبنه الرشيد وأنتصر عليهم وفرض الجزية عقابا لهم على نكث وعدهم عزل ولي عهده ( عيسى أبن موسى ) بسب تهاونه وقيل الاسباب سياسية أو عائلية وجعل ولي عهده ( موسى الهادي ) وبعده ( هارون الرشيد ) توفي في ( ماسبذان ) وعمره ثلاثة وأربعون عاما ..... عام 169 هـ الموافق 785 م وتعددت أسباب وفاته وقيل أنه سقط من على دابته وكسر عنقه وقيل أنه وقع صريعا إمام دابته لعارض صحي مجهول في رحلة للصيد .... !!! وهناك من يقول أنه تعرض لسهم غادر ... لكن مصادر كثيرة تشير أنه مات مسوما !!!!! ؟ كانت مدة خلافته في بغداد عشر سنوات وشهرا وخمسة أيام إلى حاكم آخر |
|||
05-11-2011, 02:24 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: الفريد في تاريخ حكام العراق
(( الحلقة الثالثة )) الحاكم 3 (( الخليفة موسى الهادي )) أبو محمد موسى ( الهادي ) بن محمد ( المهدي ) بن عبدالله ( المنصور ) بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ويلتقي نسب الهادي مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد المطلب بن هاشم رابع خلفاء بني العباس والحاكم الثالث لبغداد ولد في مدينة ( الري ) عام 144 هجرية الموافق 766 ميلادية وولي الخلافة بعد وفاة والده عام 169 هجرية الموافق 785 ميلادية ..... وكان غائبا في ( جرجان ) حين توفي والده وأقام شقيقه ( الرشيد ) بيعته في انتظار وصوله . وتمت له البيعة ................... له معرفة بالأدب والشعر اتبع وصية أبيه أن يقوم بقتل الزنادقة فتتبعهم وقتل منهم خلقا كثيرا. كان الهادي أكبر أخوته كان الهادي أديبا فصيحا .... تعلوه الهيبة وله سطوة وشهامة ... طويلا وضخم الجسد أبيض شجاعا جوادا وكان نقش خاتمه الله ثقة موسى وبه يؤمن وقد اشتهر بكرمه وجزيل عطائه قامت في عصر الهادي العديد من الثورات والصراعات الحربية الداخلية والخارجية كان من بينها ثورة الحسين بن علي بن الحسن الذي أعلن نفسه خليفة في المدينة ولقد تم قمع هذه الثورة والقضاء على الحسين ورجاله إلا أن ابن عم الحسين بن علي ..... ( إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب ) نجي من القتل ..... ذهب إلى بلاد المغرب وأسس ( دولة الادارسة ) هناك وما زال حكمهم إلى ألان في شخصية الملك العلوي ( محمد السادس ) وهم من الإشراف الحسنيين الخليفة موسى الهادي .... أراد خلع أخيه هارون ( الرشيد ) من ولاية العهد وجعلها لأبنه جعفر ولكن أمه ( الخيزران بنت عطاء ) رفضت ذلك وكانت على رأيها مستبدة ... وحين وجدت أن موسى مصر على ما يرى كانت المواجهة بينهما فزجرها بكلام جارح ........ فما كان منها من تدبير لقتله حين أمرت جواريها بخنقه حتى الموت ... وخنق ومات مقتولا ودفن في بستانه في ( عيسى آباد ) ويرى بعض المؤرخين أن وفاته كانت طبيعية !!!! ؟ توفي عام 170 هـــ الموافق 786 م وكان عمره 26 سنة وكانت مدة خلافته لبغداد سنة وثلاثة أشهر إلى حاكم أخر |
|||
06-11-2011, 01:11 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: الفريد في تاريخ حكام العراق
(( الحلقة الرابعة )) http://dc17.arabsh.com/i/03547/guyvib1m39ca.jpg (( الخليفة هارون الرشيد )) ملئت شهرته الأفاق وذاع صيته في أرجاء المعمورة ولد بالري سنة 129 هجرية عندما كان والده أميرا عليها وعلى خراسان والدته ( الخيزران بنت عطاء ) نشأ في دار الخلافة ببغداد وتولى بتكليف من والده قيادة حملة عسكرية كبرى لغزو الروم في ( القسطنطينية ) وقبل الصلح وافتدت الملكة ( إيريني ) مملكتها بسبعين ألف دينار ذهبي تبعثها إلى خزانة الخليفة في كل عام وبعد وفاة الملكة عام 183 هجرية وتولي ( نقفور ) الحكم نقض معاهدة السلام كما نرى نص رسالته في نهاية الموضوع . بويع بالخلافة بعد وفاة أخيه موسى ( الهادي ) عام 170 هجرية الموافق 786 ميلادية وكان عمره خمسة وعشرون عام وفي عهده ازدهرت الخلافة العباسية وكان يميل إلى مختلف العلوم وكثيرا ما يبذل العطاء للعلماء والشعراء ورجال الدين وفي عهده الطويل بلغت بغداد أعظم أيامها ازدهار ورقي حتى كانت أعظم مدينة في الدنيا من حيث مدارسها ومساجدها ومستشفياتها وكان طلاب العالم يقصدونها من جميع بلاد الدنيا الإسلامية .... قبلة للعلم والعلماء والآداب والفنون حتى سمي عهده ( العهد الذهبي ) وكانت بينه وبين ملك فرنسا ( كارلوس الكبير ) والملقب ( شارلمان ) علاقة صداقة ومودة وكان يتبادلان الهدايا والتحف وفي عام 807 هجرية أرسل هارون الرشيد هدية عجيبة إلى شارلمان ...... وكانت الهدية عبارة عن ساعة ضخمة بارتفاع حائط الغرفة تتحرك بواسطة قوة مائية وعند تمام كل ساعة يسقط منها عدد معين من الكرات المعدنية بعضها في أثر بعض بعدد الساعات فوق قاعدة نحاسية ضخمة فيسمع لها رنين موسيقى يسمع دويه في أنحاء القصر.. وفي نفس الوقت يفتح باب من الأبواب ألاثني عشر المؤدية إلى داخل الساعة ويخرج منها فار سيدور حول الساعة ثم يعود إلى حيث خرج فإذا حانت الساعة الثانية عشرة يخرج من الأبواب اثنا عشر فارسا مرة واحدة ويدورون دورة كاملة ثم يعودون فيدخلون من الأبواب فتغلق خلفهم وكانت أعجوبة في الفن حتى أن رهبان القصر اعتقدوا أن في داخلها شيطان وفي خلسة من الليل ضربوها بالحجارة ولم يجدوا شيئا وهو صاحب القول الشهير : ( في أي مكان شئتِ أمطري فسيحمل إليّ خراجك إن شاء الله ) واشتهر أيضا بحبه لمجالس السهر والمدح ويسمع الشعر ويقول الشعر وفيه من الغيرة أن يكون هو صاحب المقام العالي ويحب سماع القصص والصيد والمواعظ الدينية وكان يبكي وينتحب على لهوه حين يطلب من رجل دين أن يعظه وفي الليل الرقص والغناء !!!!!؟ كان تأثير الفرس على الخلافة العباسية كبير وحين رأى عظم نفوذ ( البرامكة ) خصوصا ( يحيى بن خالد البرمكي ) ومدى خطورتهم على الخلافة وأدرك أن الوقت لم ينفذ منه بعد قرر تصفيتهم ودبر لهم خطة قضت عليهم جميعا في ليلة واحدة . وحارب الخوارج وقضى عليهم . وكان يحج سنة ويغزو في السنة الأخرى وله غزوات كثيرة وفتوحات وكان له الفضل في أنشاء بيت الحكمة وفكرة فتح قناة تربط بين بحر الروم ( البحر الأبيض المتوسط ) وبحر القلزم ( البحر الأحمر ) ولكنه لم ينفذ ذلك بناء على نصيحة يحيى بن خالد البرمكي الذي قال له أنها ستكون منفذا لهجمات الروم على بيت الله الحرام وهذه القناة أسمها قناة السويس حاليا . قيل عن وصفه أنه أبيض البشرة وطويل القامة ذو سمنة وجميل الوجه والوسامة وصاحب لسان فصيح قال عنه ( أبو المعالي الكلابي ) فمن يطلب لقاءك أو يــــرده فبالحرمين أو أقصى الثغور ففي أرض العدو على طمر وفي أرض الترفه فوق كور توفي في مدينة ( سناباد ) ودفن قرب مدينة طوس ( مشهد ) في إيران وكان خروجه إلى خراسان للقضاء على الفتن والثورات ولكن المنية أدركته في 3 جمادي الآخر عام 193هجرية الموافق 4 نيسان عام 809 ميلادية ودام حكمه في بغداد وخلافته 23 سنة وشهرين ..... وكان سبب وفاته علة في جسده . ( ملحق ) نص الرسالة : (( من نقفور ملك الروم إلى ملك العرب أما بعد فإن الملكة إيريني التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق فحملت إليك من أموالها ..... ما كنت حقيقا بحمل أضعافه إليها ولكن ذاك ضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها وأفتدِ نفسك وإلا فالحرب بيننا وبينك )) وكان رد هارون : (( من هارون أميرالمؤمنين إلى نقفور كلب الروم ..... والجواب ما تراه دون أن تسمعه والسلام )) وخرج هارون بنفسه في 183 هـجرية حتى وصل هرقلة واضطر نقفور إلى الصلح والموادعة وحمل مال الجزية إلى الرشيد كما كانت تفعل إيريني من قبل ولكنه نقض المعاهدة بعد عودة الرشيد فعاد الرشيد إلى قتاله في عام 188هـجرية وهزمه هزيمة منكرة وقتل من جيشه أربعين ألفا وجرح نقفورنفسه الى حاكم آخر |
|||
07-11-2011, 12:42 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: الفريد في تاريخ حكام العراق
(( الحلقة الخامسة )) الحاكم 5 (( الخليفة محمد الأمين العباسي )) وهو أبو عبد الله محمد ( الأمين ) بن هارون ( الرشيد ) بن محمد ( المهدي ) بن عبد الله ( المنصور ) ولد في رصافة بغداد سنة 170 هجرية ونشئ في بيت مترف ونعم بطفولة سعيدة وقد جمع بين سلطان والده وجاه أخواله وثراء أمه أمه زبيدة بنت جعفر بن المنصور فهو هاشمي أبا و أما ولم يتفق ذلك لغيره من الخلفاء قال الثعالبي في لطائف المعارف : (( كان أبو العيناء يقول لو نشرت زبيدة ضفائرها ما تعلقت إلا بخليفة أو ولي عهد فإن المنصور جدها والسفاح أخو جدها والمهدي عمها والرشيد زوجها والأمين ابنها والمأمون والمعتصم ابنا زوجها والواثق والمتوكل ابنا ابن زوجها )) وبويع بالخلافة بعد وفاة والده هارون الرشيد سنة 193 هجرية الموافق 809 ميلادية بعهد منه والمعروف أن المأمون أكبر من أخيه الأمين بنحو ستة أشهر . وهو أبن جارية فارسية تزوجها الرشيد وأسمها( مراجل ) وتوفيت بعد أيام قلائل من ولادة المأمون ( بحمى النفاس ) وكانت ولادة المأمون يوم بويع والده هارون الرشيد !!!؟ للخلافة العباسية وهذا يعني أن المأمون هو الأحق في خلافة والده وليس الأمين ؟ ولم يكد الأمين يبلغ الخامسة من عمره حتى اجتهدت أمه زبيدة وأخواله في أن تؤول إليه ولاية العهد لتكون الخلافة له من بعد أبيه. استدعى الرشيد الأمراء والقواد ورجال الحاشية وطلب الفقهاء ليُشهدهم على قراره الخطير الذي عقد عليه العزم وهو البيعة لابنه الثاني ( محمد الأمين ) وفي يوم الخميس 6 من شعبان 175 هجرية والموافق 791 ميلادية عقد الرشيد مجلس البيعة .... وأخذت لمحمد البيعة ولقبه أبوه ( الأمين ) و ولاه في الحال على بلاد الشام و العراق وجعل ولايته تحت إدارة مربيه ( الفضل بن يحيى البرمكي ) ومن بعده أخوه المأمون ومن بعدهما أخوهم القاسم . وأخذ ( الرشيد ) على ولديه ( الأمين ) و ( المأمون ) المواثيق المؤكدة وأشهد عليهما ..... ثم وضع تلك البيعة في حافظة من الفضة وعلقها في جوف الكعبة. وكان ترتيب الأمين في الخلافة العباسية ( السادس ) فولى أخاه المأمون ولاية خراسان وأطرافها وكان المأمون ولي العهد من بعده . ولكنه لم يشعر قط بالرضا وهو أحق بالخلافة وأعتبر تصرف والده أهانه كبيرة له لأنه فرق بينهما والأمين أمه زبيدة .. وهو أمه جارية ولكن المأمون ظل على العهد .. إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان ... !!!! وكانت الفتنة نائمة ... ومن أشعل نار الفتنة وقوع التنافس بين رجلين قويين كان أحدهما الوزير ( الفضل بن الربيع ) الذي يسيطر على الأمين ......... والآخر هو ( الفضل بن سهل ) الذي يسيطر على المأمون بالإضافة إلى اتخاذ العنصر العربي والفارسي من ابني الرشيد رمزا للصراع بين العرب والعجم .... والتفاف كل فريق حول صاحبه. واستطاع الفضل بن الربيع إقناع الأمين بعزل أخيه المأمون من ولاية العهد وأن يجعلها في ابنه ( موسى بن الأمين ) !!!! ففي سنة 195 هجرية أعلن الأمين خلع أخيه المأمون من ولاية العهد وفي المقابل نادى المأمون بخلع أخيه الأمين في خراسان وسمى نفسه ( أمير المؤمنين ) وكان قسمه أن يقتل أخيه الأمين شر قتلة وما زاد النار لكي تستعر ويتقاذف لهيبها جمرا يتطاير ... هو تصرف الأمين حين أعلن البيعة بولاية العهد لابنه موسى وسماه ( الناطق بالحق ) وأمر بالدعاء له على المنابر من بعده ....... وقطع ذكر المأمون والقاسم ... وبذلك يكون قد نكث عما أخذه عليه أبوه الرشيد من عهود ومواثيق . وبدلا من أن يمتص الأمين غضب أخيه المأمون والقاسم المؤتمن ..... فما كان من الأمين إلا أن جهز جيش بقيادة وزيره ( علي بن عيسى ابن هامان ) لحرب أخيه المأمون ..... وكان ( ابن هامان ) يكره أهل خراسان ... لأنهم دسوا عليه عند الرشيد فعزله من ولاية خراسان وحبسه .... حتى أطلقه الأمين واتخذه وزيرا وقائدا لجيشه ..... وفي نفس الوقت جهز المأمون جيشا بقيادة ( طاهر بن الحسين ) لمقاتلة جيش أخيه الأمين وحدثت المعركة على مشارف الري وكانت معركة عنيفة وقاسية وقتل ( ابن هامان ) وانهزم جيش الأمين وواصل جيش المأمون زحفه .. وحدثت معركة أخرى على مشارف بغداد مع جيش الأمين الخاص بقيادة ( عبد الرحمن بن جبلة ) وكانت هزيمة جند الأمين تثير الأسى لأن هذا الجيش قاتل بشراسة منقطعة النظير .. دفاعا عن الأمين وقتل أغلبهم بما فيهم قائدهم .... ثم حدثت المعركة الثالثة والأخيرة حين أرسل الأمين جيشا يوقف زحف جيش المأمون صوب أبواب بغداد وكان الجيش بقيادة ( أحمد بن مزيد ) ولكن قائد جيش ( المأمون ) وهو ( طاهر بن الحسين ) لعب لعبة ماكرة .. جعل جيش الأمين يقاتل نفسه ولم يقاتله بل أن الكثير من القادة والجند انضموا إلى جيش المأمون وهرب من هرب منهم وحاصر جيش المأمون بغداد حصارا طويلا أستمر 15 شهر وسادت الفوضى بغداد عاصمة الخلافة وما يزيد الأمر حيرة أن أبن ( علي بن عيسى بن هامان ) وأسمه حسين أنقلب على الأمين وحبسه وأمه في قصر المنصور وبايع المأمون ولكن أتباع الأمين قاموا باقتحام قصرالمنصور وأطلقوا سراحه وأعيد إلى قصر خلافته وضربت بغداد بالمنجنيق وهدمت أسوارها وكان الناس في مجاعة حقيقية حتى انهارت تماما ... ودخلها جيش المأمون والقي القبض على الخليفة الأمين وزج في السجن وانتهى الأمر بقتل الأمين ... ففي ليلة 25 محرم الحرام ... دخل عليه في سجنه ثلة من أتباع المأمون وقتلوا محمد الأمين ومثلوا بجسده !!!! كما هو قسم المأمون أن يقتل أخيه الأمين شر قتلة ..... كان الأمين ابيض اللون طويلا ذو سمنة وجميل الصورة ... عرف بتوقد الذهن وفصاحة اللسان وخفة الدم وحبه للنكتة والمداعبة والتندر سريع البديهة وحاضر الجواب وذو قوة مفرطة وبطش .. شجاعا وأديبا وقيل أنه قتل أسدا بيديه !!!؟ وكثير الإنفاق من الأموال .... وعرف عنه حبه للهو ومجالسة الندماء ... ولا يحب معاشرة النساء بل تعلق قلبه بصبي أسمه ( كوثر ) !!!!!! ؟ حتى قيل عنه ... ( أضاع الخلافة غش الوزير .. وفسق الأمير وجهل المشير ) ربما البعض يقول أن الرشيد فيه من الحكمة أن لا يولي أمر المسلمين لسفيه أو فاسق وربما نسي البعض أن تصرف الرشيد .. كانت بذرة لفتنة كبرى .. فتلت فيها الأنفس ودمرت مدن وما لحقها من دمار وخراب كان يفوق الخيال حتى أنها سميت( الفتنة الثالثة )لهولها وبشاعتها توفي الأمين عام 198هجريةالموافق 813 ميلادية كان عمره يوم قتله 28 سنة ومدة خلافته 4 سنين و7 أشهر و8 أيام الى حاكم جديد |
|||
08-11-2011, 12:38 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: الفريد في تاريخ حكام العراق
(( الحلقة السادسة )) الحاكم 6 (( الخليفة المأمون العباسي )) وهو عبد الله ( المأمون ) بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور سابع خلفاء بني العباس وسادس خليفة حكم بغداد . وكان من العظماء في سيرته وعلمه وسعة ملكه حتى نفذ حكمه من أفريقية إلى أقصى خراسان وما وراء النهر والسند . ولد عام 170 هــ في الليلة التي توفي ( الهادي ) وتولي هارون الرشيد الخلافة وأمه أسمها ( مراجل ) من الفرس البرامكة وتوفيت بحمى النفاس بعد ولادته بأيام قليلة وكان يتيم الأم تولى الخلافة بعد خلع أخيه الأمين عام 198هــ الموافق 813 م وكان عمره 28 سنة حين تولى الخلافة بعد أن قتل أخيه الأمين شر قتلة وقطعوه أربا . ودامت مدة خلافته عشرون سنة . فتمم ما بدأ فيه جده المنصور من ترجمة كتب العلم والفلسفة وأتحف ملوك الروم بالهدايا سائلا أن يصلوه بما لديهم من كتب الفلاسفة فبعثوا إليه بعدد كبير من كتب أفلاطون وأرسطو وابقراط و كالينوس وإقليدس وبطليموس وغيرهم . فأختار لها مهرة المترجمين وترجمت وحض الناس على قراءتها . وانشأ ( دارالحكمة ) وعين له خيرة العلماء والأدباء والمترجمين الذين قاموا في زمانه بقياس محيط الأرض وقدروا حجمها . وقرب العلماء والفقهاء والمحدثين والمتكلمين وأهل الجدل والفلاسفة . كان من أفضل حكام بني العباس وأكثرهم رجاحة بالعقل والفعل عصره عصر العلم حيث يقال لو لم يكن المأمون خليفة لصار أحد عالم عصره ولأن خسر العلم تفرغ المأمون فقد كسب العلم مئات العلماء الذين رعاهم المأمون ....... وشهد عصره بناء الكثير من المكتبات والمستشفيات . لولا المحنة ( بخلق القرآن ) في السنة الأخيرة من عمره واعتبره العلماء من المعتزلة المأمون كان فصيحا وذو لسان بليغ عربيا أصيل وواسع العلم ومحبا للعفو . ولكن التنكيل بشقيقه الأمين في تلك الطريقة البشعة أبرزت علامات دهشة لطيبة قلبه !!؟ فكيف هو وجلب له رأس أخيه الأمين إليه متشفيا فيه ؟ وهو من ضرب بغداد بالمنجنيق كما قلنا في الحلقة السابقة عن ( الأمين ) (( أنا والله أستلذ العفو حتى أخاف ألا أؤجر عليه ولو عرف الناس مقدار محبتي للعفو ..... لتقربوا إلي بالذنوب ! )) (( إذا أصلح الملك مجلسه واختار من يجالسه... صلح ملكه كله )) ومن الطبيعي أن لا تكون بغداد مركزا للخلافة سوى في الاسم ومقره في ( طوس ) أو ( مرو ) حيث أنصاره ومؤيديه الذين لم يخذلوه ..... في حربه مع شقيقه الأمين . وهي بعيدة عن مركز الخلافة الإسلامية وبعيدة عن النفس العربي ومن المفترض أن تكون بغداد مركز الخلافة .. ولهذا السبب أهل بغداد وما جاورها أعلنوا العصيان وكانت لهم ثورة وهو في ( طوس ) وخلعوه عن الخلافة وكانت البيعة لعمه ( إبراهيم بن المهدي ) وما كان من المأمون سوى أن يعبأ جيشه الجرار وقضى عليهم . عهد بالخلافة للإمام علي بن موسى الرضا( الثامن ) من الأئمة ألاثني عشر المعصومين وكانت خطوته جريئة وسياسية ولم يفعلها أي خليفة سوى هو .... وزوجه ابنته ... وضرب اسمه على الدينار والدرهم وغير من اجله الزي العباسي والذي هو لون السواد فجعلها خضر وهو شعار ( آل البيت ) ويقول بعض المؤرخين أنه كان علوي الهوى وكان يذهب إلى أحقية بني هاشم في الخلافة وليس انصياع لرغبات محبيه ويجل الإمام علي بن أبي طالب كثيرا . جاءت عمة أبيه زينب بنت سليمان بن على وكانت موضع تعظيم العباسيين وإجلالهم ..... وهي من جيل المنصور وقالت له : ما الذي دعاك إلى نقل الخلافة من بيتك إلى بيت على؟ فقال: يا عمة .... إني رأيت علي حين ولى الخلافة أحسن إلى بني العباس وما رأيت أحدا من أهل بيتي حين أفضى الأمر إليهم ( وصل إليهم ) كافأه على فعله فأحببت أن أكافئه على إحسانه. فقالت: يا أمير المؤمنين إنك على بِرِ بني على والأمر فيك ..... أقدر منك على برهم والأمر فيهم وكان المقصود إبراهيم أبن المهدي توفي الإمام الرضا في طوس في ( السجن ) وقيل أن سبب وفاته بالسم بأمر من المأمون !!؟ ودفن فيها .. وهي اليوم أسمها ( مشهد ) عام 203 هـــ 819 م وقامت ثورات كثيرة ... ولكنه كان كفيل في إخمادها كانت أخطر ثورة ... ما جرى في مصر بسبب انقسام الولاء بين الأمين والمأمون وكان الخراج لا يذهب إلى دارالخلافة بل إلى جيوب القادة وأرسل لهم القائد ( طاهر بن الحسين ) وقضى عليهم حتى الروم طلبوا منه المصالحة ... المأمون ... أفضل بني العباس في الحزم والعزم والحلم والعلم والرأي والدهاء كان المأمون في بغداد ............ وفي الحج اتجه إلى مكة المكرمة وفي محرم عاد إلى بغداد وهو مريض ثم ذهب إلى مدينة طرسوس ليقيم الحرب عليها وأثناء الحرب اشتد المرض عليه ثم في صفر وبينما المأمون نائما أتته نوبة قلبية وتوفي في 6 صفر 218 هـ الموافق 833م ودفن فيها وكان عمره 48 سنة إلى حاكم أخر |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|