|
|
منتدى المواضيع التفاعلية الحرة هنا نمنح أنفسنا استراحة لذيذة مع مواضيع وزوايا تفاعلية متنوعة ولا تخضع لشروط قسم بعينه. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-12-2015, 02:36 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..
الدكتورة لينة الحمصي ابتلعته أمريكا: سمر أم هاجرت مع عائلتها إلى امريكا، وقد كتبت في دفتر يومياتها ما يلي: منذ فترة والندم يحيط بي من كل جانب، فقد اكتشفت مؤخراً أن أمريكا ليست الملاذ الآمن الذي كنا نبحث عنه أنا وعائلتي، وأن هجرتنا إليها بحثاً عن المال والسعادة والحرية لم تكن موفقة.. عندما حصلنا على الفيزا الأمريكية كنا نظن أننا حصلنا على كنز لا يقدر بثمن، وقد دامت هذه القناعة عدة أشهر فقط، بعدها انفتحت أعيننا على رؤية الحقيقة، وأدركنا أن هجرتنا إلى أمريكا ليست نعمة كما كنا نعتقد.. فقد تبين لنا أن الحرية التي يتشدق بها الأمريكيون هي حرية مدمرة، لأنها أقصت من حسابها أي قيمة لمعايير الدين وشريعة السماء، فهي لا تعترف بحلال أو حرام، وعمدتها الوحيدة هي قوانين بشرية، تحدد من خلالها ما هو المسموح والممنوع، ضمن أطر فضفاضة شعارها: أنا حر في أن أفعل ما أشاء، طالما أنني لا أمس حرية الآخرين. فمن الحرية أن يلبس المرء ما يريد، ويعتبر خروجه إلى الشارع عارياً أو شبه عار أمراً مسموحاً به، لأنه لا يمس حرية الآخرين بسوء.. وله أيضاً أن يصاحب ويخادن من يشاء من النساء، والأرقام المرعبة لولادة أولاد دون أن يعرف أحد من هم آباؤهم تشهد لذلك.. بدأنا أنا وزوجي أمجد نشعر بالخوف من أن تلتهم حضارة الأمريكيين المبادئ التي ربينا عليها أولادنا عمر (15 عاماً) ونوران (14 عاماً) وراما (11 عاماً).. في كل يوم أجلس مع أولادي وأحدثهم عن الإسلام وأقارنه بحضارة الغرب.. أبين لهم كيف وصلت الحضارة الغربية إلى الأوج في الأمور العلمية، فاخترعت المراكب الفضائية والحواسب الالكترونية والهواتف المحمولة والإنترنيت وغير ذلك، ولكنها بلغت الحضيض حين أهملت العناية بروح الإنسان، وجعلت كل اهتمامها منصباً على جسده.. البارحة كنت أكلمهم عن التفلت الجنسي لدى الغربيين، وهو أمر يراه أولادي بأم أعينهم، ويشهدونه في كل مكان، في الشارع والمدرسة والمحلات والحدائق، واستطردت إلى تبيين نتائج هذا التفلت، واصفة إياه بأنه أخطر من القنابل النووية، ففي حين راح ضحية القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي ما يقارب المئتي ألف قتيل، فإن ضحايا العلاقات الجنسية المحرمة بلغت الملايين.. أخبرتهم عن مرض الإيدز، وهو مرض مميت يلتهم الجهاز المناعي للإنسان، ولم يكتشف له العلم دواء شافياً حتى اليوم، وبينت لهم أن سببه الرئيسي هو الزنا الذي حرمه الإسلام كما حرمته جميع الشرائع السماوية.. سألتني نوران عن عدد هؤلاء المصابين بمرض الإيدز، فأخبرتهم بأنهم 70 مليون مصاب في العالم، توفي منهم ثلاثون مليوناً، بينما يعيش الأربعون مليون تحت وطأة الأمراض ويعانون الآلام والأوجاع، وينتظرون الموت، وهو المصير المحتوم لمرضى الإيدز.. ندت عن نوران صيحة رعب، وقالت بزهو: الحمد لله على نعمة الإسلام.. رددت راما: الحمد لله.. لكن عمر لم يعلق بكلمة، فنظرت إليه، وكان ساهماً واجماً، وقد خيل إلي لبرهة أن انتقادي لحضارة الغرب لم يعجبه، ولكنني استبعدت هذا الخاطر، وعزوت ذلك إلى أنه يحن إلى بلده وأصدقائه، وأنه يعاني من مصاعب التكيف مع الوضع الجديد. يبدو أن ابني عمر مغرم بحضارة الغرب حتى الثمالة، هذا ما اكتشفته منذ شهرين.. كان ذلك بالصدفة، حين كنت أقلب هاتفه المحمول لأنقل منه أرقام أقاربنا وأسجلها على هاتفي الجديد، الذي اشتريته بعد أن أضعت هاتفي القديم في الحديقة، فضغطت يدي على إحدى الأزرار بالخطأ، ففتُحت نافذة الصور، وأطلت منها صورة عمر، وهو يعانق فتاة شقراء في نفس عمره.. اعتراني الذهول ولم أصدق ما رأيت، ومن غير شعور مني رحت أقلب باقي الصور.. كان هنالك أكثر من عشرين صورة لعمر هو ونفس الفتاة الشقراء، وقد التُقطت بأوضاع مختلفة، وكان أكثرها إغاظة لي صورته، وهو يضمها إلى صدره ويقبلها.. أحسست بالأرض ترتجف تحت قدمي، فجلست على الأريكة واستسلمت لبكاء مرير.. لم يستطع عقلي المصدوم أن يهضم هذه الحقيقة المرة، فقد كنت أحرص على ان أربيه هو وأختيه على مبادئ الدين ومحبة الله عز وجل.. وعندما كنا في بلدنا كان عمر ولداً مثالياً يحب الله عز وجل، ويمتثل أوامره ويجتنب نواهيه، وكان دائم السؤال عن الحلال ليفعله، وعن الحرام ليجتنبه، ولكنه تغير منذ أن سافرنا إلى أمريكا، فلم يعد كسابق عهده يصلي، أو يقرأ القرآن، وكنت أهدئ نفسي وأعلل ما حل به من تغير، بأنه نزوة مراهقة، ولن تستمر طويلاً.. ولكنني بعد أن رأيت صوره مع تلك الفتاة، أدركت أنه لم يعد عمر الذي أعرفه وأفخر به، وأن هذا التحول لم يكن نزوة بل قرار.. أخبرت زوجي أمجد بالمستجدات، وعكفت وإياه على الجلوس مطولاً مع عمر، ولكنه ظل ثابتاً على موقفه، ولم تفلح معه الجلسات الحوارية التي كنا نعقدها، ولا النقاشات الفكرية التي كنا نجريها، واكتشفنا أنه مغرم بالحرية الجوفاء التي يدعو إليها الغرب، وأنه معجب بما فيها من عري وتفلت وورذيلة.. لم يشعر عمر بأي تحرج وهو يخبرنا عن انبهاره بأضواء الديسكوتيك الذي يجمع بين المراهقين والمراهقات تحت ضربات الجاز المجنونة، وعن مثله الأعلى في الحياة "الفيس برسلي" و" ما يكل جاكسون" و" مادونا" وغيرهم من أرباب الفن الساقط.. أدركت أنا وأمجد أن سفرنا إلى أمريكا كان أكبر خطيئة ارتكبناها في حق أولادنا، ونحن الآن نبحث عن مخرج، وندعو الله تعالى أن يهدي عمر، وأن يحفظ لنا أختيه نوران وراما، ويصرف عنهما السوء.. آمين اليوم أسوأ يوم في حياتي.. وها أنذا أسجل أبشع معالم الحرية الغربية المزعومة.. فقد انتزعت منا المحكمة اليوم (باسم الحرية والديمقراطية) عمر، وهو ابننا الحبيب، وبضعة منا، ويحمل دماءنا ومورثاتنا، لتودعه في أحضان شخصين أمريكيين لم يعرفاه من قبل: السيد فريدز وزوجته، ليصبح عمر ابناً لهما بالتبني.. بدأت القصة حين قدمنا إلى المنزل ذات مساء، فوجدنا عمر يجلس في الصالون، وإلى جانبه صديقته الشقراء، وكانت تتكئ على صدره العاري، وكان عمر يقبلها ويمسح على شعرها بيد، ويمسك بيده الأخرى كأساً من الخمر.. لم يستطع أمجد أن يتحمل الموقف، فقد هاله أن يرى ابنه لا يقيم وزناً لحرمة المنزل ولا لهيبة الأسرة ولا لقدسية التعاليم الدينية، فارتفعت يده في الهواء تصفع عمر صفعة قوية، أوقعت كأس الخمر من يده.. لم يكن أمجد يبتغي أكثر من إيقاظ عمر، فقد كان يأمل أن ترده تلك الصفعة إلى رشده ودينه، وكان يظن أن الحزم والزجر سوف يعيدان إليه صوابه الذي ابتلعته أمريكا بأجوائها المحمومة.. تلقى عمر الصفعة بسكون وصمت، الأمر الذي جعلنا نظن أنه فهم الرسالة التي تحملها في طياتها، ولكن الحقيقة لم تكن كذلك، فبعد لحظات فقط اتجه عمر إلى الهاتف، واتصل بالشرطة، وأخبرهم بأن والده يعتدي عليه بالضرب، وطلب منهم النجدة.. في بداية الأمر ظننا أنها مزحة ثقيلة من عمر، أراد بها أن يمتص الموقف المحرج أمام صديقته، أو أنه تصرف طفولي ليس إلا.. وعندما سمعنا صوت صافرة سيارة شرطة تقترب من منزلنا، ونظرنا من النافذة فرأيناها تتوقف بجانب المنزل، فيترجل منها شرطيان، ويتوجها نحو منزلنا، أدركنا أنها لم تكن مزحة، وبعد دقائق فقط اقتيد أمجد وعمر، وبعبارة أخرى الجاني والمجني عليه، إلى قسم الشرطة.. لحقت بهما إلى هناك، فرأيت عمر يشتكي للشرطة ضرب أبيه له.. لم أصدق أن هذا هو ابني عمر، فقد كانت ملامحه متبلدة ومشاعره متجمدة، وأحسست به كأن عينيه من نحاس ووجهه من حجر.. كان أمجد يقف أمام الشرطي عاجزاً عن الكلام، فقد سرقت منه المفاجأة الصادمة كل قدرة على التعبير.. لم أجد أمامي بداً من الدفاع عن أمجد، فصحت بالشرطي بلهجة حانقة: - إنه أبوه.. ألا يحق للأب أن يربي ابنه! لماذا تتدخلون في شؤوننا الأسرية!! ثم توجهت صوب عمر، وقلت له باستعطاف: - أخبرهم يا عمر أنه أبوك، وأنه يحبك، وأنه لم يضربك إلا بسبب خوفه عليك من الانجرار فيما لا تحمد عقباه.. أجابني الشرطي بتهكم: - ألا تعرفين يا مدام أن ضرب الآباء لأبنائهم ممنوع مهما كانت الأسباب، وأنه يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون؟ انتفض أمجد في مكانه، وكأن مقولة الشرطي هذه أيقظته من دهشته وذهوله، فنظر إلى ابننا عمر نظرات حاول أن يشحنها بكل ما يمتلكه من عواطف جياشة، ثم تمتم بصوت متهدج: - أظن أن ابني عمر سيسقط ادعاءه، ولن يدع أباه يزج في قفص الاتهام، ليحاكم كما يحاكم المجرمون.. هز عمر كتفيه بازدراء، وهو ينظر إلى أبيه بقسوة وحقد، ثم ردد دون تلكؤ أو خجل: - لا لن أسقط الدعوى، وأنا جاد فيما أقوله، وليكن هذا عبرة لكل أب تسول له نفسه أن يضرب ولده أو يسيء معاملته.. لم أصدق ما سمعته بأذني، فهتفت باستنكار: - ولكنه أبوك يا عمر.. أبوك.. قاطعني بلؤم: - كان عليه أن يتذكر ذلك قبل أن يضربني.. أما الآن فلا فائدة من الكلام.. يومها رجعنا أنا وأمجد إلى البيت ونحن نشعر بالغضب واليأس والألم والحنق والأسى، أما عمر فقد تم الاحتفاظ به في مكان بعيد عنا، ريثما تتم المحاكمة ويصدر الحكم، لأنهم حسب قولهم يخشون أن نلحق به الأذى.. لم أستطع النوم في ذلك اليوم المشؤوم.. أفكار عديدة مقيتة استولت على ذهني المصدوم.. تذكرت ما أخبرني به عمر في الأيام الأولى من قدومنا إلى أمريكا: - تصوري يا ماما.. الأساتذة في المدرسة يلقنوننا أرقام الشرطة، ويخبروننا أن علينا الاتصال بهم إذا تم ضربنا من قبل أمهاتنا أو آبائنا!! عندها عقبت نوران قائلة: - ونحن أيضاً يا ماما يعلموننا هذا، ويخبروننا بأن لنا الحرية في أن نفعل ما نشاء، ولو كان هذا على خلاف قناعات أهالينا.. لست أنسى ردة فعل راما الصغيرة آنذاك، إذ رفعت يدها وهزتها أمام وجهي، وهي تتظاهر بالانفعال قائلة: - ماما.. أنا أحذرك.. إياك أن تضربيني.. وإلا فسأشتكي عليك.. ضحكنا جميعاً لهذه الدعابة، ولم أحملها محمل الجد، ولم أتصور أبداً أن هذا قد يحدث في عائلتي، فقد كنت أعتقد أن أولادي لا يكتالون بكيل هذه التعاليم الفاسدة، لأنني كنت، حسب ظني، أرشدهم وأعلمهم أن الوالدين في شريعتنا الإسلامية لا يعاملون إلا بالتقدير والاحترام والتقديس، وأنهما عندما يقسوان على أولادهما، فإنهما لا يبغيان من |
|||
12-12-2015, 02:36 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..
من |
|||
12-12-2015, 06:45 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..
كنتُ قبل دقائق قد أجبرتُ نفسي الحزينة على استحضار الأمل وكفكفتُ دموعي قبل أن تحرق وجنتي... |
|||
12-12-2015, 09:22 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..
اقتباس:
صباحك الأمنيات العذاب تدلت من عرائش القدر جنى شهيا ، ميسور القطف بإذن الله .. لم كل هذا لين المرحة الفرحة المستبشرة ؟ بشرك الله بالسعد و أبهج قلبك بحبور ماله حد .. وأعطاك رضا يشرق معه قلب العبد .. كلما جن ليل أو صبح جد .. سلم قلب اللين من الحزن والألم .. استبشري يالين فمدبر الكون رب حكيم ، بعبده خبير رحيم .. دخلت لأقول صباحك الريحان .. ولي عودة أخرى بإذن الله .. كل الود والمحبة ❤ |
||||
17-02-2024, 11:00 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..
|
|||
17-02-2024, 11:02 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..
|
|||
19-02-2024, 10:19 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..
|
||||
31-03-2024, 04:53 PM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..
الفاضلان المكرمان |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|