الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى المواضيع التفاعلية الحرة

منتدى المواضيع التفاعلية الحرة هنا نمنح أنفسنا استراحة لذيذة مع مواضيع وزوايا تفاعلية متنوعة ولا تخضع لشروط قسم بعينه.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-2015, 02:36 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..

‏الدكتورة لينة الحمصي‏

ابتلعته أمريكا:
سمر أم هاجرت مع عائلتها إلى امريكا، وقد كتبت في دفتر يومياتها ما يلي:
منذ فترة والندم يحيط بي من كل جانب، فقد اكتشفت مؤخراً أن أمريكا ليست الملاذ الآمن الذي كنا نبحث عنه أنا وعائلتي، وأن هجرتنا إليها بحثاً عن المال والسعادة والحرية لم تكن موفقة..
عندما حصلنا على الفيزا الأمريكية كنا نظن أننا حصلنا على كنز لا يقدر بثمن، وقد دامت هذه القناعة عدة أشهر فقط، بعدها انفتحت أعيننا على رؤية الحقيقة، وأدركنا أن هجرتنا إلى أمريكا ليست نعمة كما كنا نعتقد..
فقد تبين لنا أن الحرية التي يتشدق بها الأمريكيون هي حرية مدمرة، لأنها أقصت من حسابها أي قيمة لمعايير الدين وشريعة السماء، فهي لا تعترف بحلال أو حرام، وعمدتها الوحيدة هي قوانين بشرية، تحدد من خلالها ما هو المسموح والممنوع، ضمن أطر فضفاضة شعارها: أنا حر في أن أفعل ما أشاء، طالما أنني لا أمس حرية الآخرين.
فمن الحرية أن يلبس المرء ما يريد، ويعتبر خروجه إلى الشارع عارياً أو شبه عار أمراً مسموحاً به، لأنه لا يمس حرية الآخرين بسوء..
وله أيضاً أن يصاحب ويخادن من يشاء من النساء، والأرقام المرعبة لولادة أولاد دون أن يعرف أحد من هم آباؤهم تشهد لذلك..
بدأنا أنا وزوجي أمجد نشعر بالخوف من أن تلتهم حضارة الأمريكيين المبادئ التي ربينا عليها أولادنا عمر (15 عاماً) ونوران (14 عاماً) وراما (11 عاماً)..
في كل يوم أجلس مع أولادي وأحدثهم عن الإسلام وأقارنه بحضارة الغرب..
أبين لهم كيف وصلت الحضارة الغربية إلى الأوج في الأمور العلمية، فاخترعت المراكب الفضائية والحواسب الالكترونية والهواتف المحمولة والإنترنيت وغير ذلك، ولكنها بلغت الحضيض حين أهملت العناية بروح الإنسان، وجعلت كل اهتمامها منصباً على جسده..
البارحة كنت أكلمهم عن التفلت الجنسي لدى الغربيين، وهو أمر يراه أولادي بأم أعينهم، ويشهدونه في كل مكان، في الشارع والمدرسة والمحلات والحدائق، واستطردت إلى تبيين نتائج هذا التفلت، واصفة إياه بأنه أخطر من القنابل النووية، ففي حين راح ضحية القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي ما يقارب المئتي ألف قتيل، فإن ضحايا العلاقات الجنسية المحرمة بلغت الملايين..
أخبرتهم عن مرض الإيدز، وهو مرض مميت يلتهم الجهاز المناعي للإنسان، ولم يكتشف له العلم دواء شافياً حتى اليوم، وبينت لهم أن سببه الرئيسي هو الزنا الذي حرمه الإسلام كما حرمته جميع الشرائع السماوية..
سألتني نوران عن عدد هؤلاء المصابين بمرض الإيدز، فأخبرتهم بأنهم 70 مليون مصاب في العالم، توفي منهم ثلاثون مليوناً، بينما يعيش الأربعون مليون تحت وطأة الأمراض ويعانون الآلام والأوجاع، وينتظرون الموت، وهو المصير المحتوم لمرضى الإيدز..
ندت عن نوران صيحة رعب، وقالت بزهو:
الحمد لله على نعمة الإسلام..
رددت راما: الحمد لله..
لكن عمر لم يعلق بكلمة، فنظرت إليه، وكان ساهماً واجماً، وقد خيل إلي لبرهة أن انتقادي لحضارة الغرب لم يعجبه، ولكنني استبعدت هذا الخاطر، وعزوت ذلك إلى أنه يحن إلى بلده وأصدقائه، وأنه يعاني من مصاعب التكيف مع الوضع الجديد.
يبدو أن ابني عمر مغرم بحضارة الغرب حتى الثمالة، هذا ما اكتشفته منذ شهرين..
كان ذلك بالصدفة، حين كنت أقلب هاتفه المحمول لأنقل منه أرقام أقاربنا وأسجلها على هاتفي الجديد، الذي اشتريته بعد أن أضعت هاتفي القديم في الحديقة، فضغطت يدي على إحدى الأزرار بالخطأ، ففتُحت نافذة الصور، وأطلت منها صورة عمر، وهو يعانق فتاة شقراء في نفس عمره..
اعتراني الذهول ولم أصدق ما رأيت، ومن غير شعور مني رحت أقلب باقي الصور..
كان هنالك أكثر من عشرين صورة لعمر هو ونفس الفتاة الشقراء، وقد التُقطت بأوضاع مختلفة، وكان أكثرها إغاظة لي صورته، وهو يضمها إلى صدره ويقبلها..
أحسست بالأرض ترتجف تحت قدمي، فجلست على الأريكة واستسلمت لبكاء مرير..
لم يستطع عقلي المصدوم أن يهضم هذه الحقيقة المرة، فقد كنت أحرص على ان أربيه هو وأختيه على مبادئ الدين ومحبة الله عز وجل..
وعندما كنا في بلدنا كان عمر ولداً مثالياً يحب الله عز وجل، ويمتثل أوامره ويجتنب نواهيه، وكان دائم السؤال عن الحلال ليفعله، وعن الحرام ليجتنبه، ولكنه تغير منذ أن سافرنا إلى أمريكا، فلم يعد كسابق عهده يصلي، أو يقرأ القرآن، وكنت أهدئ نفسي وأعلل ما حل به من تغير، بأنه نزوة مراهقة، ولن تستمر طويلاً..
ولكنني بعد أن رأيت صوره مع تلك الفتاة، أدركت أنه لم يعد عمر الذي أعرفه وأفخر به، وأن هذا التحول لم يكن نزوة بل قرار..
أخبرت زوجي أمجد بالمستجدات، وعكفت وإياه على الجلوس مطولاً مع عمر، ولكنه ظل ثابتاً على موقفه، ولم تفلح معه الجلسات الحوارية التي كنا نعقدها، ولا النقاشات الفكرية التي كنا نجريها، واكتشفنا أنه مغرم بالحرية الجوفاء التي يدعو إليها الغرب، وأنه معجب بما فيها من عري وتفلت وورذيلة..
لم يشعر عمر بأي تحرج وهو يخبرنا عن انبهاره بأضواء الديسكوتيك الذي يجمع بين المراهقين والمراهقات تحت ضربات الجاز المجنونة، وعن مثله الأعلى في الحياة "الفيس برسلي" و" ما يكل جاكسون" و" مادونا" وغيرهم من أرباب الفن الساقط..
أدركت أنا وأمجد أن سفرنا إلى أمريكا كان أكبر خطيئة ارتكبناها في حق أولادنا، ونحن الآن نبحث عن مخرج، وندعو الله تعالى أن يهدي عمر، وأن يحفظ لنا أختيه نوران وراما، ويصرف عنهما السوء.. آمين
اليوم أسوأ يوم في حياتي..
وها أنذا أسجل أبشع معالم الحرية الغربية المزعومة..
فقد انتزعت منا المحكمة اليوم (باسم الحرية والديمقراطية) عمر، وهو ابننا الحبيب، وبضعة منا، ويحمل دماءنا ومورثاتنا، لتودعه في أحضان شخصين أمريكيين لم يعرفاه من قبل: السيد فريدز وزوجته، ليصبح عمر ابناً لهما بالتبني..
بدأت القصة حين قدمنا إلى المنزل ذات مساء، فوجدنا عمر يجلس في الصالون، وإلى جانبه صديقته الشقراء، وكانت تتكئ على صدره العاري، وكان عمر يقبلها ويمسح على شعرها بيد، ويمسك بيده الأخرى كأساً من الخمر..
لم يستطع أمجد أن يتحمل الموقف، فقد هاله أن يرى ابنه لا يقيم وزناً لحرمة المنزل ولا لهيبة الأسرة ولا لقدسية التعاليم الدينية، فارتفعت يده في الهواء تصفع عمر صفعة قوية، أوقعت كأس الخمر من يده..
لم يكن أمجد يبتغي أكثر من إيقاظ عمر، فقد كان يأمل أن ترده تلك الصفعة إلى رشده ودينه، وكان يظن أن الحزم والزجر سوف يعيدان إليه صوابه الذي ابتلعته أمريكا بأجوائها المحمومة..
تلقى عمر الصفعة بسكون وصمت، الأمر الذي جعلنا نظن أنه فهم الرسالة التي تحملها في طياتها، ولكن الحقيقة لم تكن كذلك، فبعد لحظات فقط اتجه عمر إلى الهاتف، واتصل بالشرطة، وأخبرهم بأن والده يعتدي عليه بالضرب، وطلب منهم النجدة..
في بداية الأمر ظننا أنها مزحة ثقيلة من عمر، أراد بها أن يمتص الموقف المحرج أمام صديقته، أو أنه تصرف طفولي ليس إلا..
وعندما سمعنا صوت صافرة سيارة شرطة تقترب من منزلنا، ونظرنا من النافذة فرأيناها تتوقف بجانب المنزل، فيترجل منها شرطيان، ويتوجها نحو منزلنا، أدركنا أنها لم تكن مزحة، وبعد دقائق فقط اقتيد أمجد وعمر، وبعبارة أخرى الجاني والمجني عليه، إلى قسم الشرطة..
لحقت بهما إلى هناك، فرأيت عمر يشتكي للشرطة ضرب أبيه له.. لم أصدق أن هذا هو ابني عمر، فقد كانت ملامحه متبلدة ومشاعره متجمدة، وأحسست به كأن عينيه من نحاس ووجهه من حجر..
كان أمجد يقف أمام الشرطي عاجزاً عن الكلام، فقد سرقت منه المفاجأة الصادمة كل قدرة على التعبير..
لم أجد أمامي بداً من الدفاع عن أمجد، فصحت بالشرطي بلهجة حانقة:
- إنه أبوه.. ألا يحق للأب أن يربي ابنه! لماذا تتدخلون في شؤوننا الأسرية!!
ثم توجهت صوب عمر، وقلت له باستعطاف:
- أخبرهم يا عمر أنه أبوك، وأنه يحبك، وأنه لم يضربك إلا بسبب خوفه عليك من الانجرار فيما لا تحمد عقباه..
أجابني الشرطي بتهكم:
- ألا تعرفين يا مدام أن ضرب الآباء لأبنائهم ممنوع مهما كانت الأسباب، وأنه يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون؟
انتفض أمجد في مكانه، وكأن مقولة الشرطي هذه أيقظته من دهشته وذهوله، فنظر إلى ابننا عمر نظرات حاول أن يشحنها بكل ما يمتلكه من عواطف جياشة، ثم تمتم بصوت متهدج:
- أظن أن ابني عمر سيسقط ادعاءه، ولن يدع أباه يزج في قفص الاتهام، ليحاكم كما يحاكم المجرمون..
هز عمر كتفيه بازدراء، وهو ينظر إلى أبيه بقسوة وحقد، ثم ردد دون تلكؤ أو خجل:
- لا لن أسقط الدعوى، وأنا جاد فيما أقوله، وليكن هذا عبرة لكل أب تسول له نفسه أن يضرب ولده أو يسيء معاملته..
لم أصدق ما سمعته بأذني، فهتفت باستنكار:
- ولكنه أبوك يا عمر.. أبوك..
قاطعني بلؤم:
- كان عليه أن يتذكر ذلك قبل أن يضربني.. أما الآن فلا فائدة من الكلام..
يومها رجعنا أنا وأمجد إلى البيت ونحن نشعر بالغضب واليأس والألم والحنق والأسى، أما عمر فقد تم الاحتفاظ به في مكان بعيد عنا، ريثما تتم المحاكمة ويصدر الحكم، لأنهم حسب قولهم يخشون أن نلحق به الأذى..
لم أستطع النوم في ذلك اليوم المشؤوم.. أفكار عديدة مقيتة استولت على ذهني المصدوم..
تذكرت ما أخبرني به عمر في الأيام الأولى من قدومنا إلى أمريكا:
- تصوري يا ماما.. الأساتذة في المدرسة يلقنوننا أرقام الشرطة، ويخبروننا أن علينا الاتصال بهم إذا تم ضربنا من قبل أمهاتنا أو آبائنا!!
عندها عقبت نوران قائلة:
- ونحن أيضاً يا ماما يعلموننا هذا، ويخبروننا بأن لنا الحرية في أن نفعل ما نشاء، ولو كان هذا على خلاف قناعات أهالينا..
لست أنسى ردة فعل راما الصغيرة آنذاك، إذ رفعت يدها وهزتها أمام وجهي، وهي تتظاهر بالانفعال قائلة:
- ماما.. أنا أحذرك.. إياك أن تضربيني.. وإلا فسأشتكي عليك..
ضحكنا جميعاً لهذه الدعابة، ولم أحملها محمل الجد، ولم أتصور أبداً أن هذا قد يحدث في عائلتي، فقد كنت أعتقد أن أولادي لا يكتالون بكيل هذه التعاليم الفاسدة، لأنني كنت، حسب ظني، أرشدهم وأعلمهم أن الوالدين في شريعتنا الإسلامية لا يعاملون إلا بالتقدير والاحترام والتقديس، وأنهما عندما يقسوان على أولادهما، فإنهما لا يبغيان من






 
رد مع اقتباس
قديم 12-12-2015, 02:36 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..

من
وراء ذلك إلا مصلحة أولادهم وفائدتهم.
بعد هذه الحادثة بعدة أيام، كانت المحاكمة الساخرة..
ذهبنا أنا وأمجد إلى المحكمة، وجلس أمجد في المكان المخصص للمتهمين..
وعندما صدر الحكم الجائر بسلب عمر منا وإيداعه لدى السيد فريدز وزوجته، ليصبح ابناً لهما بالتبني، صحت في قاعة المحكمة بلوعة:
- لا يحق لكم أن تأخذوا مني ابني.. فأنا من حملت به، وأنا من ولدته، وأنا من أرضعته وعلمته وربيته..
أجابني القاضي بحدة:
- ولكن زوجك خالف القوانين التي تحرم ضرب الأولاد، ولا بد أن ينال جزاءه..
عقب محامي الادعاء قائلاً بخبث ودهاء:
- على كل حال فإن السيد فريدز وزجته قد تعهدا بأن يكونا والدين صالحين لابنكما، وأقسما الأيمان المغلظة على ذلك..
أردت وقتها أن أرفع صوتي لأقول:
- ما هذه القوانين الخرقاء.. وما هذه الحرية الجوفاء..
ألا تعلمون أن هذه الحرية هي حرية الفوضى والدمار، لأنها تجعل من الابن سيفاً مسلطاً على رقبة والديه، وتقطع أواصر القربى وروح المحبة..
لكن كلماتي تاهت وصوتي اختفى عندما رأيت ابني الحبيب عمر يتوجه صوب السيد فريدز وزوجته، وهو يبتسم ويناديهما:
- أبي.. أمي.. أهلاً بعائلتي الجديدة..
فتحت المرأة ذراعيها، وقالت وهي تضمه إلى صدرها بحنان مصطنع بارد:
- أهلا بك يا جورج.. أنت ولدي الحبيب..
فأحسست بقدمي ترتجفان، وبجسدي يترنح يمنة ويسرة، ثم تهاويت على الأرض مغمى علي..
البارحة رجعنا إلى ديارنا أنا وزوجي وابنتينا راما ونوران..
لم يكن رجوعنا هذه المرة للزيارة فقط كسابق عهدنا، فقد صممت أنا وأمجد أن نقطع إقامتنا في أمريكا، ونستغني عن الإقامة (الكرين كارت) التي كنا موعودين بالحصول عليها بعد شهرين، وآثرنا أن نعود إلى وطننا الأم قبل أن تختطف منا أمريكا ابنتينا، كما اختطفت عمر..
كان ذلك بعد ثلاثة أشهر من إصدار المحكمة حكمها الجائر بانتزاع عمر من بين أيدينا، وتسليمه إلى عائلة أمريكية..
يمكنني أن أقول: إن اتخاذنا لقرار العودة ولد في ذلك اليوم المشؤوم، ولكننا تأخرنا في تنفيذه لأننا كنا نأمل باستعادة عمر، فقد وكلنا محامياً بارعاً، واستأنفنا القضية، ولكن ذلك كله كان هباء منثوراً، فقد ابتلعته أمريكا كما ابتلعت غيره من شباب المسلمين بوسائل مختلفة..
كان أهلي وأهل أمجد وبعض الأحباب والمعارف في انتظارنا في صالة المطار بشوق بالغ، فقد مضى خمس سنوات على آخر زيارة لنا..
وبعد عناق وقبلات حارة، بدؤوا يسألون عن عمر، ولم يكن أحد منهم يعلم بقصته بعد، فقد آثرنا تأجيل إخبارهم بما جرى لأننا كنا نطمح باستعادته من جهة، ولأننا لم نكن مستعدين نفسياً للخوض في هذا الموضوع من جهة أخرى..
حاولت تغيير مجرى الحديث، وقد رسمت على ثغري ابتسامة مصطنعة، وأنا أتجلد وأغالب نزول الدمع الذي بدأ يترقرق في مقلتي، أما أمجد فقد تظاهر بأنه منشغل في إحضار الحقائب..
لكن نوران أجابتهم ببراءة وعفوية:
- لقد غيّر عمر أباه وأمه.. ولم يعد اسمه عمر بل جورج..
ظنها الجميع نكتة ساخرة، فضحكوا ملء أفواههم، فلم أستطع أن أتمالك نفسي، وأنا أسمع أصوات ضحكاتهم، فأجهشت بالبكاء..
وعندما علموا بالقصة بكوا جميعاً، لأنهم يحبون عمر من جهة، ولأنهم يرثون لحالنا نحن المفجوعين بفلذة كبدنا وريحانة قلوبنا..
أنا الآن أقر بأنني أتعس إنسانة في الوجود، وأعتقد أن أية أم ثكلى هي أفضل حالاً مني، لأنها لن تلبث أن تنسى مصيبتها أو تتناساها، أما أنا فلا يمكن لي أن أنسى ابني الحبيب، وأنا أعلم أنه على قيد الحياة!!
أنا الآن أفتقد عمر، وألتهب شوقاً لاحتضانه وتقبيله..
طيفه الغالي متأصل في أعماقي لدرجة يصعب اقتلاعها، وهو يحرمني لذة الرقاد ونعيم الطعام والشراب..
لا يمكن لأي شيء في الوجود أن يواسيني ويعوضني عن فقده..
كل شيء يذكرني به.. السماء الزرقاء تذكرني بلون عينيه، والغيوم البيضاء تذكرني بالثلوج التي كان يتدحرج فوقها بفرح وغبطة..
كل زاوية من البيت تعيد ذكراه إلى مخيلتي رغماً عني.. فهنا كان عمر ينام، وهنا كان يلعب، وهنا كان يجلس ليشاهد التلفاز..
حتى الطعام الذي لا أتذوق منه إلا لقيمات بسبب حسرتي ومرارتي، فقد بات هو الآخر يذكرني بعمر... فهذا يحبه عمر ويشتهيه، وذاك يكرهه ويأنف منه..
معرفتي أنه على قيد الحياة، وأنني لا أستطيع تمتيع ناظري برؤيته يزيدني بؤساً وحسرة وشقاء..
أنا الآن أتمنى أن أدفع عمري لأراه وأحتضنه ولو لمرة واحدة فقط.. وسوف أبذل قصارى جهدي لتحصيل ذلك..
اليوم تأكدت أن ابني الحبيب عمر مات منذ سبع سنوات..
سبع سنوات من عمري أمضيتها في لهيب الشوق وحسرة الفراق وآلامه..
سبع سنوات كنت أحلم فيها كل يوم تقريباً بابني الحبيب عمر.. حلمت به مرات عديدة يطرق باب المنزل، ويهرع إلي وإلى أبيه يعانقنا ويقبلنا ويعتذر عما سببه لنا من آلام، ولكنني عندما أصحو كنت أكتشف الحقيقة المرة، فهو ما يزال في أمريكا مع أمه وأبيه بالتبني، وما يزال اسمه جورج..
حاولت في هذه السنوات السبع أن أكلمه على الهاتف، بعد أن استطعت الحصول على رقمه عن طريق أبناء الخير من أصدقائي في أمريكا..
أردت ان أمتع أذني بسماع صوته، وكنت أنوي أن أخبره بأننا نحبه مهما حصل، وأننا مستعدان لأن نغفر له كل ما فعل، وأننا اشتقنا إليه كثيراً، وكنت أنوي أن أطلب إليه وأرجوه أن يعود إلينا سريعاً لأننا لا نستطيع العيش دونه..
لكن محاولاتي جميعها باءت بالفشل، فقد كنت في كل مرة أتصل فيها يجيب السيد فريدز أو زوجته أو شخص آخر باللغة الإنكليزية، ويرددون:
الرقم خاطئ.. لا يوجد لدينا أحد اسمه عمر..
وعندما كنت أطلب الحديث مع جورج، كان الطرف الآخر يتلكأ ثم يدعي أن جورج خارج المنزل..
لم يحدث أن أجاب عمر بنفسه على الهاتف أبداً، أو هكذا كنت أظن..
بعد معاناة طويلة قررت أن أسافر إلى أمريكا للقائه، وقد وجدت الفرصة مناسبة لذلك حين وصلتني أنباء سارة عن تخرجه من الجامعة برتبة الأول على صفه..
لم يكن أمجد مقتنعاً بما أفعله، لأن عمر حسب رأيه شق لنفسه طريقاً مختلفاً، ولن يعدّل من قناعاته شيء، وكانت لدى أمجد تخوفات من أن يستقبلني عمر بنفس الجفوة والقسوة التي فارقني عليها، ولكنه لم يشأ أن يقف عائقاً بيني وبين تحقيق حلمي، فهو يعرف جيداً أن قلبي سيظل ينبض بحب عمر والاشتياق إليه حتى آخر رمق من حياتي..
من جهتي أنا فإن شعوراً قوياً كان يراودني بأن عمر نادم على فعلته، وأن معاناته من مرارة الغربة ولهيب الشوق لا تقل عن معاناتي، وأنه عندما يراني سوف يهرع لاحتضاني وتقبيلي..
لكن كل هذا لم يحدث، فعندما وصلت إلى مطار أمريكا لم يكن عمر في انتظاري، ولم يهرع إلي ليضمني ويقبلني ويخبرني عن أشواقه وآلامه كما كنت أتوقع وأحلم..
لم ألحظ صديقتي رغداء بين هذه الجموع المحتشدة لاستقبال أحبابها، فقد كانت عيناي تبحثان عن الحبيب الغائب..
اقتربت رغداء مني وتمتمت وهي تقبلني:
الحمد لله على السلامة يا سمر..
سألتها ودموعي تنهمر على وجنتي البائستين:
أين عمر يا رغداء، ألم تخبريه بأني قادمة لرؤيته؟
أجابتني بصوت متلعثم:
بلى.. لقد أخبرته منذ أسبوع.. وذكرته اليوم صباحاً بموعد قدوم الطائرة..
كان من المفترض بي في هذه اللحظة أن أدرك أن عدم قدومه إلى المطار لاستقبالي دليل قوي على إصراره على موقفه ورفضه للتراجع، ولكني لم أشأ أن أدرك هذا، ورحت أعلل غيابه بأن أمراً طارئاً حدث له أعاقه عن استقبالي..
وعلى ما يبدو فإن حبي لعمر وشوقي للقائه جعلني أنحي لغة العقل جانباً، وأسير بمقتضى لغة العواطف والمشاعر..
رجوت رغداء أن تصطحبني إلى بيته، فترددت وتلكأت، ثم رضخت أمام إصراري..
فتح عمر الباب، وبيده من كأس الخمر، وكان يلبس شورتاً قصيراً وقميصاً بلا أكمام، وقد ظهرت من وراء كتفه فتاته الشقراء، وهي تلبس ما يشبه مايوه السباحة..
لم يكن قلبه يخفق بحبي كما كنت أتأمل، ولم تسعد عيناه برؤيتي كما كنت أتوقع، وكان واضحاً جلياً أنه لم يكن هناك أي عائق يمنعه من الحضور إلى المطار لاستقبالي..
أردت أن أهرع إليه وأضمه وأقبله كما كنت أحلم.. أردت أن أقول له:
- اشتقت إليك يا حبيبي..
لكنني أحسست بلساني عاجزاً عن الكلام، وبجسدي متسمراً ومتوقفاً عن الحراك، فقد كنت أشعر بأن هذا الشخص الواقف أمامي شخص غريب عني، لم تره عيناي من قبل، ولم يعشقه قلبي قط..
كان عمر ما يزال واقفاً على باب المنزل، ينظر إلي نظرات متبلدة، حين صاحت به رغداء:
- ألا ترحب بأمك يا عمر.. وتدعوها للدخول؟
أجابها دونما اكتراث: اسمي جورج وليس عمر..
ثم نظر إلي نظرة متبلدة، وتابع يقول:
أهلا وسهلاً مدام.. تفضلي بالدخول..
ثم دخل إلى المنزل قبلنا، وهو يكمل حديثه التافه مع صديقته التافهة ويضحكان بصوت عال..
دلفت إلى المنزل بالرغم من أنني أدركت الحقيقة المرة منذ أن فتح الباب..
جلست دقيقة.. دقيقتين.. ثلاث.. عشر.. ولكنه لم يكلمني ولم يعرني أي انتباه.. وكان يقرأ مع صديقته مقالاً صحفياً، ويبدو من الصور العارية الملصقة على المجلة أنها مبتذلة..
وعندما حضرت الخادمة قال لها:
- أحضري للمدام كأس عصير.. أظنها لا تشرب الخمر..
ثم أردف وهو ينظر إلي نظرات جامدة كالصخر:
- أليس كذلك يا سيدتي؟
أجبته بحزم: لا داعي يا بني..
ثم وقفت وقد أمسكت بيد رغداء أجذبها، وأنا أقول بصوت تعمدت أن يكون مسموعاً:
- هيا يا رغداء.. يبدو أننا قد أخطأنا العنوان..
صاحت رغداء باستغراب:
- اصبري يا سمر..لا يمكن لك أن تقطعي كل هذه المسافة لتستسلمي في لحظات!!
اغرورقت عيناي بالدموع، وتمتمت بصوت حزين، وأنا أنظر إلى عمر وهو جالس على الأريكة دون أية مشاعر:
- زيارة القبر لا تحتاج لأكثر من بضع دقائق لقراءة الفاتحة..
لقد مات عمر حين ابتلعته امريكا منذ سبع سنوات.. والميت لا يعود مرة أخرى إلى الحياة.. وها أنذا اليوم أزور قبره يا رغداء..
خرجت من المنزل دون أن ألقي على عمر نظرة وداع.. خرجت وأنا اشعر بأني راضية بقضاء الله.. فإذا كان قد سلبني عمر، فإنه سلم لي أختي عمر.. نوران وراما، وهما الآن أحوج ما يكونان إلى عطفي وحبي ورعايتي..
اليوم أسجل في دفتري مأساتي الأليمة، وأنا مقتنعة تماماً أنني . قد سددت آخر دفعة من فاتورة الحساب..







 
رد مع اقتباس
قديم 12-12-2015, 06:45 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
لين أحمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية لين أحمد
 

 

 
إحصائية العضو







لين أحمد غير متصل


افتراضي رد: ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..

كنتُ قبل دقائق قد أجبرتُ نفسي الحزينة على استحضار الأمل وكفكفتُ دموعي قبل أن تحرق وجنتي...
ما الذي ساقني إلى هنا يا راحيل؟
أهو قدري بأن لا أغفو إلا على وسادة مضرجة بدموعي!!

لستُ أدري إن كنت سأجرؤ على الدخول هنا بعدما عانيت من انفطار أدمى قلبي وروحي

سلّم الله شبابنا جميعاً وحماهم ذكوراً وإناث من وباء الحريات الزائفة

محبتي







 
رد مع اقتباس
قديم 12-12-2015, 09:22 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لين أحمد مشاهدة المشاركة
كنتُ قبل دقائق قد أجبرتُ نفسي الحزينة على استحضار الأمل وكفكفتُ دموعي قبل أن تحرق وجنتي...
ما الذي ساقني إلى هنا يا راحيل؟
أهو قدري بأن لا أغفو إلا على وسادة مضرجة بدموعي!!

لستُ أدري إن كنت سأجرؤ على الدخول هنا بعدما عانيت من انفطار أدمى قلبي وروحي

سلّم الله شبابنا جميعاً وحماهم ذكوراً وإناث من وباء الحريات الزائفة

محبتي

صباحك الأمنيات العذاب تدلت من عرائش القدر جنى شهيا ، ميسور القطف بإذن الله .. لم كل هذا لين المرحة الفرحة المستبشرة ؟

بشرك الله بالسعد و أبهج قلبك بحبور ماله حد ..
وأعطاك رضا يشرق معه قلب العبد .. كلما جن ليل أو صبح جد ..

سلم قلب اللين من الحزن والألم ..
استبشري يالين فمدبر الكون رب حكيم ، بعبده خبير رحيم ..


دخلت لأقول صباحك الريحان .. ولي عودة أخرى بإذن الله ..

كل الود والمحبة ❤






 
رد مع اقتباس
قديم 17-02-2024, 11:00 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أحمد فؤاد صوفي
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحمد فؤاد صوفي متصل الآن


افتراضي رد: ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..


هذا جزء صغير من كتابي الذي أرجو بعون الله أن أنشره هذا العام ، وقد وجدت أن هذا القسم مناسب لنشره في مقامنا هنا كاستمرار للقصة المحزنة ، ولاطلاع القارىء الكريم على بعض مساوىء الغرب الذي يتشدق بالتقدم والحرية:
إن النظام الرأسمالي الغربي ومن يحذو حذوه ، هو الذي أدى إلى إخفاقات كثيرة ، وهو الذي لم يؤدِ إلى سعادة الفرد وشعوره بالرضى والأمان ، فلا بد أن ينتج عنه ، بعد وجود هذا الكم الكبير من الإخفاقات ، أضراراً منظورة في المجتمع ، تؤثر بشكل سلبي ومباشر على الفرد الذي هو بالطبع عماد المجتمع ، لذا دعونا نتطرق قليلاً ونبرز بعض "المساوىء" المنظورة في وقتنا الراهن ، التي وصلت إليها المجتمعات والعائلات والأفراد في تلك الدول التي ما زلنا نطلق عليها للأسف "دولاً متقدمة":
*الأشخاص والعائلات في العالم الغربي يعيشون بمستوى معيشي متدنٍ ، خلاف ما يظهر لنا في وسائل الإعلام المختلفة ، كما أن حقيقة الوضع يمكن لمن يرغب الاطلاع عليها عن قرب أن يسافر إلى أية دولة أوروبية والعيش لفترة معقولة بين الأفراد والعائلات ، وسيكتشف هذا الزائر حجم "المعاناة" التي يتعرض لها كل إنسان في ذلك المجتمع ، لذلك فمن الأشياء العادية هناك:
1-لو ذهبت في زيارة لعائلة أو لشخص ما وأحب هذا الشخص أن يتناول طعامه مثلاً ، فإن عدم دعوته لك لمشاركته الطعام (داخل بيته) هو الشيء "العادي" ، وأنت في نفس الوقت لا تريده أن يدعوك لمشاركته طعامه ، وإلا فسيصبح من واجبك أن تدعوه إلى بيتك أو إلى المطعم يوماً ما ، وتقدم له ما يماثل ما قدمه إليك ، لذا فأنت تفضل عدم تناول شيء عنده حتى لا تتحمل مسؤولية الرد بالمثل ، ونلاحظ مثل هذا التصرف يتكرر في كثير من الأفلام السينمائية.
2-فكرة الكرم غير موجودة على الاطلاق وهو شيء لا يفكر فيه الناس في المجتمع "المتقدم" ، وقد انحسر مفهوم الكرم في بلاد الغرب منذ زمن بعيد.
3-عندما يصل عمر الولد أو البنت إلى عمر الـ 18 سنة فالمطلوب منهما مغادرة بيت الأهل أو المشاركة في المصروف ، ويكون مستغرباً لو بقي الولد أو البنت ، في عمر متقدم ، في نفس البيت مع والديهم ، بعد تجاوزهم السن القانوني ، وبدون أن يساهموا في مصروف البيت.
4-الحالة العامة لكبار السن في المدينة هي أن وضعهم مأساوي ولا وقت لهم لدى أولادهم وأقرباؤهم لرعايتهم أو لمشاركتهم هموم حياتهم ، ومن الطبيعي عندهم أن يحملوا مسؤوليتهم للدولة ، لذا فكبار السن يكون نصيبهم الوحدة والهجران في أغلب الأوقات.
5-علاقات الأقرباء ببعضهم هي أمر ليس له أية أهمية منظورة ، فكل إنسان يعيش لنفسه ، وتبنى العلاقة على المصلحة ، ومن المعتاد ألا يعرف الشخص أقربائه ، وهذا شيء لم نعهده سابقاً في أية حضارة أخرى.
6-تتزايد عاماً بعد عام نسبة المواليد بدون زواج (وصلت النسبة في فرنسا إلى 60% في عام 2019) وصار العدد الكبير من الشباب يشككون في مؤسسة الزواج (العائلة) وضرورة وجودها أصلاً ، فمن يريد علاقة فهي متوفرة ، ومن يريد ولداً ، فالمرأة تختار رجلاً تريده ليكون والد طفلها ، وإذا أرادت المرأة ولداً ، بدون حمل ولا ولادة ، فيمكنها استئجار امرأة لتحمل عنها ، أو يمكنها تبني طفل ما وتسجيله باسمها بشكل رسمي ، مما يؤدي إلى ضياع الأنساب ، وهذا مما يزيد في الانحدار الأخلاقي ليصل به إلى مستويات من السوء لم نعرفها خلال التاريخ كله.
وكمثال على الفساد الأخلاقي التي وصل إليها العالم الغربي فهنالك برنامج تلفزيوني أمريكي يسمَّى ( أنت لست الأب ) ، ويُعد هذا البرنامج من أنجح البرامج التلفزيونية التي تُعرض في الولايات المُتَّحدة الأمريكية . ، وهو يعرض منذ سنة 1991 ، وتقوم فكرة البرنامج بأن تقوم إمرأة بدعوة عددٍ من الرجال للبرنامج ممن أقامت معهم علاقة جنسيَّة ، وذلك ليخضعوا لفحص الحمض الوراثي dna لكي تعرف وتتأكد من هو والد طفلها أو طفلتها ؟!!
ومن أغرب الحالات في البرنامج حالة امرأة اسمها (روزاليندا) والتي دعت أكثر من 18 رجلاً للبرنامج، وخضعوا جميعاً للتحليل حتى تتعرَّف على والد طفلها (بيكاروا) ، لكن وياللعجب ، نتيجة التحليل ظهرت سلبيّة ولم يكُن أيٌّ منهم والد طفلها ، حيث تسبَّب ذلك بانهيار الطفل (بيكاروا) ذو ال 11 سنة ودخوله في موجة بُكاء ، وقد قدم البرنامج أيضاً أزواجاً دعوا زوجاتهم للتأكُّد من نَسَبِ أطفالهم إليهم ، وكانت النتيجة سلبيَّةٌ أيضاً !!وبذلك ظهرت خيانة الزوجات أمام الجميع ، ويُظهِر هذا البرنامج بشكل صريح ومباشر مدى الانحلال الأخلاقي وضياع الأنساب الذي يُعاني منه المجتمع الغربي عموماً والأمريكي خصوصاً ، وبمراجعة الإحصاءات العالمية ، نجد أمامنا مصائب ومفاجآت لا يقبلها العقل السليم ، ففي أمريكا مثلاً أفرزت الإحصاءات (2019) ما يلي:
*وصلت نسبة الطلاق إلى 50% من عدد حالات الزواج.
*وصلت نسبة الخيانة الزوجية (الموثقة) إلى 60 % ، وبالطبع فحالات الخيانة غير الموثقة ترفع هذه النسبة إلى نسب مخيفة. *بسؤال المرأة عما لو عاد الزمان إلى الوراء فإن 80% لن يتزوجوا نفس الرجل بل ستختار رجلاً غيره. *من خلال فحص الـ dna (الموثق) على شريحة كبيرة من المتزوجين الراغبين وجد أن 30% من أبنائهم ليسوا من أصلابهم ، وبلغت نسبة الولادات خارج إطار الزواج 40% (أي مليون ونصف مليون طفل غير شرعي في عام واحد) والنسبة تتزايد عاماً بعد عام. وكذلك الحال في استراليا: *فمن خلال فحص الـ dna لشريحة مؤلفة من 3000 شخص تم اختيارهم عشوائياً من فئات مختلفة من الناس ، وجد أن 25% من الزوجات ألصقن أولادهن بغير والدهم الحقيقي. *كما وبلغت نسبة الولادات خارج إطار الزواج 40% من مجموع الولادات السنوية. *وفي بريطانيا أيضاً ، فقد تجاوزت نسبة الولادات غير الشرعية حاجز الـ 50% منذ عدة سنوات بعد أن كانت نسبتها 4% سنة 1938.
*وكذلك في فرنسا تجاوزت هذه النسبة حاجز الـ 60% (أي 451 ألف طفل غير شرعي سنوياً حسب إحصاء 2019) والنسبة تتنامى عاماً بعد عام. *وفي المانيا بلغت النسبة 38% (أي 300 ألف طفل غير شرعي) والنسبة تتزايد عاماً بعد عام. ومتوسط نسبة المواليد خارج إطار الزواج في دول الاتحاد الأوروبي بلغت 43% حسب احصاء سنة 2019 ، أي أن هذه المجتمعات ستنتج أجيالاً كاملة مجهولة الآباء أو مجهولة الآباء والأمهات ، ومن المفروض أن هذه الأجيال المجهولة النسب هي التي ستحكم الدولة في المستقبل كي تسير بها نحو شاطىء الأمان !!
ومن تجميع الإحصاءات من أرض الواقع يقول المتخصصون أن الأبناء من الولادات غير الشرعية ، والأبناء الذين يعيشون في أسر حصل فيها الطلاق ، فإنهم يعانون من الضعف الدراسي ومن الأمراض النفسية الكامنة والدائمة. يتبع الجزء الثاني والأخير







 
رد مع اقتباس
قديم 17-02-2024, 11:02 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أحمد فؤاد صوفي
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحمد فؤاد صوفي متصل الآن


افتراضي رد: ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..


استكمال ما سبق:

7-بإسم حرية الفرد فلا يوجد سلطة للأهل على أولادهم ، ومن حق الولد في عمر مبكر أن يقدم شكوى بحق أبيه أو أمه أو أخيه لدى الشرطة في حالات كثيرة جداً لا مجال لحصرها ، ومثلاً لا يحق للوالد أن يضرب ابنه للتأديب على فعل شائن ارتكبه ، ولا يحق له تعنيفه لو تجاوز حدوده ، أما الغيرة الأخلاقية من الأب أو الأم على ابنتهما أو على ولدهما أو غيرة الأخ على أخته .. إلخ ، فكل ذلك صار من ذكريات الماضي ، وبعد ممارسة هذه القوانين على مدى أكثر من خمسين عاماً فقد أثبتت فشلها في أن تؤدي إلى بناء مجتمع صالح ، وفيما لو عملنا إحصاءً بين الشباب المراهقين (الذكور والإناث) والشباب الذين دخلوا خضم العمل والتحصيل المادي فلن تجد من بينهم من لم يجرب أنواعاً متعددة من العلاقات ، وأنواعاً مختلفة من العقاقير والمشروبات ، وإذا وجدت بينهم من لم يجرب أي نوع ، فينظر إليه زملاؤه نظرة انتقاص ، وكذلك ستجد نسبة كبيرة منهم لا تحبذ ولا تريد الزواج أصلاً ، فالزواج بالنسبة لهم يعتبر مسؤولية لا داعي لتحملها ، وكذلك لا داعي عندهم للأطفال الذين يأتون مبكرين ويربكون حسابات أبويهم ، كما أن الحصول على ولد في عمر متقدم صار شيئاً متاحا باستخدام بنك البويضات ويمكن للسيدة الراغبة اختيار سائل التلقيح الذكري من بنك المنويات بعد التأكد من شكل الواهب وصحته وتاريخه المرضي ، ولو لم ترغب السيدة الراغبة بالانجاب أن تحمل بالجنين بنفسها ، فيمكنها استئجار سيدة أخرى تقوم عنها بذلك (استئجار رحم بتعاقد قانوني)، وتتسلم الطفل عند الولادة ، وهنالك دعاة يدّعون أن الحياة هكذا تكون أسهل ، وأنه بهذه الطرق يمكن للإنسان التمتع بحياة الشباب ، وعندما يرغب في الاستقرار ، فبإمكانه اختيار صديقة دائمة لو أراد ، أو اختيار زوجة ، أو أن يكون له طفل من نفس زوجته أو من إمرأة غيرها ، فكل شيء سهل ومتاح ، والحقيقة أن هذا هو الانحطاط بعينه ، والمجتمعات البشرية لم "تنحط" بهذا الشكل قبل عصرنا هذا ، ولم تصل إلى ما وصل العالم إليه في عصرنا الحالي ، إن ما يتم أمامنا يخالف الطبيعة البشرية ، بل وينحدر تحت الطبيعة الحيوانية التي لو بحثت خلالها فلن تجد مثل ممارسات الإنسان الغربي في الزمن الراهن ، وقد أدى كل ذلك إلى التباعد الأسري العميق الذي لا علاج له ، والذي أدى بالتالي إلى رغبة أو عدم الرفض أو اللامبالاة لمغادرة الأبناء شباناً وفتيات دار أهليهم في سن الثامنة عشرة أو قبل ذلك في كثير من الأحيان.
وبدلاً عن إنشاء عائلات تقليدية لخلق بيئة اجتماعية أخلاقية ونفسية صالحة فقد بدأ هنالك وتحت مظلة القانون "تأسيس" عائلات بطبيعة أخرى مثل: رجل مع رجل ، أو إمرأة مع إمرأة ، أو يتم استئجار رحم ، أو يتم بيع بويضات ، أو يتم شراء حيوانات منوية ، أو تتزوج إمرأة من حيوانها الأليف "كلب أو حمار أو ثعبان .." وغيرها كثير ، وصار هنالك توصيفات مختلفة بالهوية التعريفية للفرد ، توضح لو كان: رجل أو إمرأة أو شاذ أو جنس ثالث أو غير معروف الجنس ، أو غير ذلك.
والحالة العامة في العالم الغربي "المتقدم" هو المصاحبة وهي أن يكون لدى الشخص صاحبة بدون زواج يعيشان سوياً أو لا يعيشان سوياً ينجبان أطفالاً أو أنهما لايرغبان في الأطفال ، وهما غير مسجلين رسمياً "كزوجين" في أي من دوائر الدولة ، كذلك فإن الخيانة بين الأزواج أو بين المصاحبين هي أمر شائع ومستمر ، فلماذا يكبت هؤلاء شهواتهم وكل شيء متوفر أمامهم ، وقد تحصل الخيانة لأسباب تافهة ومتعددة مثل الملل أو الإغراء الجسدي أو الإغراء المالي ، وهذه الحرية الفاسدة تعافها أي نفس فطرتها سليمة بالطبع ، ومن الممكن أن ترغب إمرأة تعيش مع صاحب لها أن تحمل ولكن من شخص آخر "شخص مشهور أو رياضي أو كانا يتشاركان ذكريات معينة في الطفولة مثلاً" ، فلا مانع من ذلك ولا يحق "لصاحبها" في هذه الحالة أن يبدي إنزعاجاً ما ، لأنه غير مسؤول عن المرأة أو عن جنينها ، وكل ذلك تحت ظل القانون ، ولو حصل حمل للمرأة من صاحبها ولا يرغبان بالاحتفاظ به فيتم اجهاضه (في كثير من الدول الغربية فإن الإجهاض مسموح به ويعتير حقاً مكتسباً للمرأة) ، ولو ولد هذا الجنين رغماً عنهما ، فيمكنهما أيضاً التخلي عنه وتسليمه لملاجىء الأطفال بشكل رسمي أو يتم التخلص منه كلقيط غير معروف الأب ولا الأم ، كما أنه في كثير من الأحيان لا يكون بالامكان التعرف على والد طفل ما ، بسبب تعدد علاقات الأم ، وفي كل الحالات يكون الأطفال هم الضحية ، مع معرفة أن هؤلاء الأطفال الضحايا هم الجيل الذي تنتظر منه الأمة أن تتطور وتتقدم في دروب العلم والمعرفة ولكنهم للأسف يتحولون إلى قنابل موقوتة كارهة للمجتمع ومليئة بالأمراض النفسية التي تنخر في شريان مجتمعهم يوماً بعد يوم.
هذه المجتمعات التي صار اسمها مجتمعات اللقطاء "بعد أن صارت نسبة الولادات غير الشرعية أعلى من نسبة الولادات الشرعية" ، فهم "أي هؤلاء الأطفال" الذين يكبرون يوماً بعد يوم ويدركون أنهم لم ينشأوا ضمن عائلة حقيقية ، فهم ينشأون وفي داخلهم مركب نقص للشخصية السوية لا علاج له ، ولا يكون لديهم "بشكل كاف" حس الانتماء إلى المجتمع الذي آذاهم وشارك بأن جعلهم غير شرعيين ، وينعكس ذلك على الديمومة الصحيحة لهذه المجتمعات والكيانات بشكل أكيد.
وبالتالي فقد صارت مجتمعات الغرب منحلة أخلاقيا ، لا يوجد بينها روابط عاطفية أورحمة ، فيها آلاف من الأبناء لا آباء لهم ، وأسرا مفككة من صغيرها لكبيرها ، وتجد هناك من تتبرع لكلبها أو لحيوانها المفضل بكل مالها ، والقانون لا يمنع ذلك ، كذلك تجد فيها أكثر نسب الانتحار والجريمة والاغتصاب.
ولو أردنا القضاء على أمة ما ، فليس علينا إلا القضاء على مؤسسة الأسرة وزيادة صعوبات إنشائها على الأفراد الذين يفضلون العلاقات العابرة عندما يتحسسون أمامهم صعوبة إنشاء العائلة "العادية" فيعافونها مجبرين ، وهذا تماماً ما صنعته المجتمعات الغربية خلال الستين سنة الماضية ، ونحن نعلم ونؤكد بأن مؤسسة الأسرة هي النواة الأساس في أية أمة حتى تتجه بها نحو الثبات والتطور ، والتقدم في جميع المجالات نحو الأفضل.
وقد حصل ذلك كله بسبب انفلات القوانين التي أدت إلى هشاشة العلاقة الزوجية في ظل مجتمع "منفتح" غير محافظ على أية مبادىء أخلاقية موجودة بالفطرة في قلوب البشر ، وبشكل عام فقد كفر الناس والحكومات "في العالم الغربي الذي ندعوه عالماً متقدماً" بالتعاليم الدينية وتعاليم السماء التي تتشابه في جميع الأديان ، واتجهوا إلى تأليه الفرد وادعاء بأنه "حر" ، وهذا هو السبب الأساس لانحراف هذه الحضارات وسيرها بسرعة كبيرة نحو الانحدار ومن ثم الاضمحلال والفناء.







 
رد مع اقتباس
قديم 19-02-2024, 10:19 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عبدالستارالنعيمي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالستارالنعيمي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالستارالنعيمي غير متصل


افتراضي رد: ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي مشاهدة المشاركة

استكمال ما سبق:

7-بإسم حرية الفرد فلا يوجد سلطة للأهل على أولادهم ، ومن حق الولد في عمر مبكر أن يقدم شكوى بحق أبيه أو أمه أو أخيه لدى الشرطة في حالات كثيرة جداً لا مجال لحصرها ، ومثلاً لا يحق للوالد أن يضرب ابنه للتأديب على فعل شائن ارتكبه ، ولا يحق له تعنيفه لو تجاوز حدوده ، أما الغيرة الأخلاقية من الأب أو الأم على ابنتهما أو على ولدهما أو غيرة الأخ على أخته .. إلخ ، فكل ذلك صار من ذكريات الماضي ، وبعد ممارسة هذه القوانين على مدى أكثر من خمسين عاماً فقد أثبتت فشلها في أن تؤدي إلى بناء مجتمع صالح ، وفيما لو عملنا إحصاءً بين الشباب المراهقين (الذكور والإناث) والشباب الذين دخلوا خضم العمل والتحصيل المادي فلن تجد من بينهم من لم يجرب أنواعاً متعددة من العلاقات ، وأنواعاً مختلفة من العقاقير والمشروبات ، وإذا وجدت بينهم من لم يجرب أي نوع ، فينظر إليه زملاؤه نظرة انتقاص ، وكذلك ستجد نسبة كبيرة منهم لا تحبذ ولا تريد الزواج أصلاً ، فالزواج بالنسبة لهم يعتبر مسؤولية لا داعي لتحملها ، وكذلك لا داعي عندهم للأطفال الذين يأتون مبكرين ويربكون حسابات أبويهم ، كما أن الحصول على ولد في عمر متقدم صار شيئاً متاحا باستخدام بنك البويضات ويمكن للسيدة الراغبة اختيار سائل التلقيح الذكري من بنك المنويات بعد التأكد من شكل الواهب وصحته وتاريخه المرضي ، ولو لم ترغب السيدة الراغبة بالانجاب أن تحمل بالجنين بنفسها ، فيمكنها استئجار سيدة أخرى تقوم عنها بذلك (استئجار رحم بتعاقد قانوني)، وتتسلم الطفل عند الولادة ، وهنالك دعاة يدّعون أن الحياة هكذا تكون أسهل ، وأنه بهذه الطرق يمكن للإنسان التمتع بحياة الشباب ، وعندما يرغب في الاستقرار ، فبإمكانه اختيار صديقة دائمة لو أراد ، أو اختيار زوجة ، أو أن يكون له طفل من نفس زوجته أو من إمرأة غيرها ، فكل شيء سهل ومتاح ، والحقيقة أن هذا هو الانحطاط بعينه ، والمجتمعات البشرية لم "تنحط" بهذا الشكل قبل عصرنا هذا ، ولم تصل إلى ما وصل العالم إليه في عصرنا الحالي ، إن ما يتم أمامنا يخالف الطبيعة البشرية ، بل وينحدر تحت الطبيعة الحيوانية التي لو بحثت خلالها فلن تجد مثل ممارسات الإنسان الغربي في الزمن الراهن ، وقد أدى كل ذلك إلى التباعد الأسري العميق الذي لا علاج له ، والذي أدى بالتالي إلى رغبة أو عدم الرفض أو اللامبالاة لمغادرة الأبناء شباناً وفتيات دار أهليهم في سن الثامنة عشرة أو قبل ذلك في كثير من الأحيان.
وبدلاً عن إنشاء عائلات تقليدية لخلق بيئة اجتماعية أخلاقية ونفسية صالحة فقد بدأ هنالك وتحت مظلة القانون "تأسيس" عائلات بطبيعة أخرى مثل: رجل مع رجل ، أو إمرأة مع إمرأة ، أو يتم استئجار رحم ، أو يتم بيع بويضات ، أو يتم شراء حيوانات منوية ، أو تتزوج إمرأة من حيوانها الأليف "كلب أو حمار أو ثعبان .." وغيرها كثير ، وصار هنالك توصيفات مختلفة بالهوية التعريفية للفرد ، توضح لو كان: رجل أو إمرأة أو شاذ أو جنس ثالث أو غير معروف الجنس ، أو غير ذلك.
والحالة العامة في العالم الغربي "المتقدم" هو المصاحبة وهي أن يكون لدى الشخص صاحبة بدون زواج يعيشان سوياً أو لا يعيشان سوياً ينجبان أطفالاً أو أنهما لايرغبان في الأطفال ، وهما غير مسجلين رسمياً "كزوجين" في أي من دوائر الدولة ، كذلك فإن الخيانة بين الأزواج أو بين المصاحبين هي أمر شائع ومستمر ، فلماذا يكبت هؤلاء شهواتهم وكل شيء متوفر أمامهم ، وقد تحصل الخيانة لأسباب تافهة ومتعددة مثل الملل أو الإغراء الجسدي أو الإغراء المالي ، وهذه الحرية الفاسدة تعافها أي نفس فطرتها سليمة بالطبع ، ومن الممكن أن ترغب إمرأة تعيش مع صاحب لها أن تحمل ولكن من شخص آخر "شخص مشهور أو رياضي أو كانا يتشاركان ذكريات معينة في الطفولة مثلاً" ، فلا مانع من ذلك ولا يحق "لصاحبها" في هذه الحالة أن يبدي إنزعاجاً ما ، لأنه غير مسؤول عن المرأة أو عن جنينها ، وكل ذلك تحت ظل القانون ، ولو حصل حمل للمرأة من صاحبها ولا يرغبان بالاحتفاظ به فيتم اجهاضه (في كثير من الدول الغربية فإن الإجهاض مسموح به ويعتير حقاً مكتسباً للمرأة) ، ولو ولد هذا الجنين رغماً عنهما ، فيمكنهما أيضاً التخلي عنه وتسليمه لملاجىء الأطفال بشكل رسمي أو يتم التخلص منه كلقيط غير معروف الأب ولا الأم ، كما أنه في كثير من الأحيان لا يكون بالامكان التعرف على والد طفل ما ، بسبب تعدد علاقات الأم ، وفي كل الحالات يكون الأطفال هم الضحية ، مع معرفة أن هؤلاء الأطفال الضحايا هم الجيل الذي تنتظر منه الأمة أن تتطور وتتقدم في دروب العلم والمعرفة ولكنهم للأسف يتحولون إلى قنابل موقوتة كارهة للمجتمع ومليئة بالأمراض النفسية التي تنخر في شريان مجتمعهم يوماً بعد يوم.
هذه المجتمعات التي صار اسمها مجتمعات اللقطاء "بعد أن صارت نسبة الولادات غير الشرعية أعلى من نسبة الولادات الشرعية" ، فهم "أي هؤلاء الأطفال" الذين يكبرون يوماً بعد يوم ويدركون أنهم لم ينشأوا ضمن عائلة حقيقية ، فهم ينشأون وفي داخلهم مركب نقص للشخصية السوية لا علاج له ، ولا يكون لديهم "بشكل كاف" حس الانتماء إلى المجتمع الذي آذاهم وشارك بأن جعلهم غير شرعيين ، وينعكس ذلك على الديمومة الصحيحة لهذه المجتمعات والكيانات بشكل أكيد.
وبالتالي فقد صارت مجتمعات الغرب منحلة أخلاقيا ، لا يوجد بينها روابط عاطفية أورحمة ، فيها آلاف من الأبناء لا آباء لهم ، وأسرا مفككة من صغيرها لكبيرها ، وتجد هناك من تتبرع لكلبها أو لحيوانها المفضل بكل مالها ، والقانون لا يمنع ذلك ، كذلك تجد فيها أكثر نسب الانتحار والجريمة والاغتصاب.
ولو أردنا القضاء على أمة ما ، فليس علينا إلا القضاء على مؤسسة الأسرة وزيادة صعوبات إنشائها على الأفراد الذين يفضلون العلاقات العابرة عندما يتحسسون أمامهم صعوبة إنشاء العائلة "العادية" فيعافونها مجبرين ، وهذا تماماً ما صنعته المجتمعات الغربية خلال الستين سنة الماضية ، ونحن نعلم ونؤكد بأن مؤسسة الأسرة هي النواة الأساس في أية أمة حتى تتجه بها نحو الثبات والتطور ، والتقدم في جميع المجالات نحو الأفضل.
وقد حصل ذلك كله بسبب انفلات القوانين التي أدت إلى هشاشة العلاقة الزوجية في ظل مجتمع "منفتح" غير محافظ على أية مبادىء أخلاقية موجودة بالفطرة في قلوب البشر ، وبشكل عام فقد كفر الناس والحكومات "في العالم الغربي الذي ندعوه عالماً متقدماً" بالتعاليم الدينية وتعاليم السماء التي تتشابه في جميع الأديان ، واتجهوا إلى تأليه الفرد وادعاء بأنه "حر" ، وهذا هو السبب الأساس لانحراف هذه الحضارات وسيرها بسرعة كبيرة نحو الانحدار ومن ثم الاضمحلال والفناء.

الأستاذ أحمد صوفي --يرعاه الله

نعم أخي المكرم أجدت وأصبت بؤرة مشاكلنا مع الغرب ‘فهم نزعوا عن جلودهم كل صفات الإنسانية وتجاوزوا حتى صفات الحيوان ذلك أنهم غرقوا في مستنقع سجموند فرويد الجنسي والذي كتب لهم بأن الطفل الرضيع لا يرضع ثدي أمه إلا جنسيا فهو يرجع بكل أمور الحياة الى الجنس ؛فانكشف الغرب (حتى الشرق الغير مسلم) عن وجهه البشع اللاإنساني عبر تطبيقه الفعلي لنظريات علماء الماسونية والشيوعية على الإطلاق وقادهم عملهم هذا للإستعداد لنشر الرذيلة بكل صفاتها في مواطن المسلمين والعرب كالشاة الجرباء إن جاورت غيرها عدته بالجرب ؛فلقد نشروا الانترنيت والهاتف النقال والفضائيات الساقطة فكانت نتيجتها بشعة في أوطاننا وفي المحاكم ما يشهد على نسبة الطلاق في بعض المناطق بلغت أرقاما خيالية بالنسبة لأرقام القرن الماضي
ونسأل الله أن يهدي أمة الإسلام والعرب الأخيار لما فيه الهداية والصلاح






 
رد مع اقتباس
قديم 31-03-2024, 04:53 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: ابتلعهم معقل الحرية الزائفة..

الفاضلان المكرمان

أستاذي المكرم المعلم الوالد / عبد الستار النعيمي
والأستاذ الراقي / أحمد فؤاد صوفي


أشكر مروركما الثر الضافي
وما أضفتماه من قيم المشاركات ..


دعواتي لكما بالخير والسعادة في الدارين ..







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط