الأستاذة هيا الشريف
أرجو أن أكون قد أوفيت بوعدي
بعرض بعض الكتب من مكتبتي المتواضعة والتي تضم أكثر من ألف كتاب تقريبا
ومن ذكرياتي أنني وأنا طالب في الثانوي العام كتب لي أستاذ اللغة العربية كلمة في
( أوتجراف الذكرى ) آخر العام :
بني الطالب النجيب أنصحك بالآتي :
( اقرأ لتعرف فإن أول درس نزل به الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم : اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ...) فإن أردت نجاحا في حياتك وترك بصمة بعد رحيلك فالقراءة هي سبيلك لكل خير )
وتعلمت منه فعلا أهمية القراءة. وقد كنت قبل أن يكتب لي تلك الكلمة منذ صغري شغوفا بالقراءة والكتابة ومنها اختارني معظم المعلمين لأكون مشرف فريق الإذاعة المدرسية والصحافة المدرسية
حيث كنت آخذ من أبي مصرفا يوميا قدره ( قرش صاغ أو عشرة مليمات ) وهو ما يعادل اليوم ( 100 ) قرش تقريبا ، فأشتري بنصف المصروف ( خمسة مليمات) الصحيفة اليومية الأخبار أو الأهرام ـ وذلك في بداية الخمسينيات من القرن الماضي ـ وما أدراك ما صفحات تلك الجرائد في ذلك الوقت وما بها من ثقافة وعلم وحوارات ومناظرات أدبية وسياسية ودينية ، فتعلمت منها الكثير ، وكنت أشتري بالخمسة مليمات الباقية غذاء البطن ( ساندوتش من الحجم الكبير ؛ أي رغيف كامل بالطعمية أو الفول )
أو أشتري علبة ( بسكويت كاملة عشر قطع)
هذا أيام كنت بالمرحلة الابتدائية والإعدادية
فياحسرة على هذه الأيام وقد ضاعت قيمة الكتاب ، وزاد ثمنه فحرم الكثيرون من القراءة ، كانت الكتب تنشر مسلسلة كل كتاب بخمسة قروش اقرأ إن شئت سلسلة
كتاب ( اقرأ ) وغيرها من كتب التراث والمعرفة .