بعد أحداث غزة:هل تعود مصر إلى «القطاع» والأردن للضفة الغربية ؟
التاريخ : 31 / 01 / 2008 الساعة : 17:02
بيت لحم-معا- تساءل الكاتب الاردني المعروف بقربه من القصر الملكي صالح القلاب في مقال له نشرته صحيفة الشرق الاوسط السعودية الصادرة في لندن عما اذا كانت احداث غزة ستؤدي الى عودة مصر الى القطاع والاردن الى الضفة الغربية .
وراى الكاتب انه من الطبيعي والمتوقع أن يبادر بعض الذين يتابعون الوضع الفلسطيني عن كثب، بمجرد سقوط الجدار الحدودي بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية، إلى استحضار ما كان قائماً بين قطاع غزة ومصر وما بين الضفة الغربية والأردن قبل حرب يونيو (حزيران) عام 1967.
واضاف قائلا" فعندما تتردى عملية السلام على هذا النحو، وعندما تصل الحالة الفلسطينية إلى الحضيض، فإنه أمرٌ يجب ألا يكون مستغرباً أن تنتعش مفاهيم وسياسات ما قبل إجماع العرب في قمة الرباط العربية في عام 1974 على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين وإجماعهم على حق تقرير المصير لهذا الشعب وحق إقامة دولته الفلسطينية المستقلة المنشودة".
واعتبر الكاتب" ان اندفاع أهل غزة بعشرات الألوف ليدمروا الحدود مع مصر ويجتاحوها، على نحو ما جرى، بينما بقيت الأجهزة الأمنية المصرية تراقب المشهد عن بعد ولم تتدخل، يشكل مؤشرٌا على سقوط ما استجد على مدى أربعين عاماً، ولتعزيز ما يُقال عن أن عملية السلام التي انطلقت في بدايات تسعينات القرن الماضي وصلت إلى نهاية الشوط، وأن صيغة منظمة التحرير انهارت وأن العودة إلى ما كان قائماً قبل يونيو (حزيران) عام 1967 باتت شراً لا مفر منه إنْ بالنسبة للمصريين أو للأردنيين أو للفلسطينيين".
وتساءل الكاتب"وهل هناك وراء الأكمة ما وراءها، وهل التطورات ستتلاحق فتسقط «حماس» وتسقط «فتح» ومعهما منظمة التحرير والسلطة الوطنية.. ومع كل هذه الأطر الفلسطينية يسقط الاحتلال الإسرائيلي، الذي ظن الإسرائيليون أنه دائم عندما وصلت «بساطير» جنودهم في حرب يونيو (حزيران) 1967 إلى نهر الأردن في الشرق والى قناة السويس في الجنوب، فيعود كل شيء إلى ما كان عليه وتطوى صفحة تاريخية رُسمت خرائطها السياسية بالويلات والدموع والحروب والدماء..؟!".
وراى الكاتب "ان واقع الحال إنْ في غزة أو في الضفة الغربية يغري بالذهاب إلى هذا الاستنتاج على أنه حقيقة قائمة، فالأوضاع في الضفة الغربية في ضوء الاحتقان المستمر في عملية السلام، حتى بعد مؤتمر «أنابوليس» وفي ضوء إحباط إسرائيل كلَّ محاولات السلطة الوطنية لضبط الأوضاع وفرض وجود الأجهزة الأمنية، ليست أفضل كثيراً من أوضاع غزة، وهذا يجعل كثيرين من الفلسطينيين، حتى الذين لم يعيشوا تجربة الوحدة التي استمرت لنحو عشرين عاماً بين الضفة الغربية والضفة الشرقية في إطار المملكة الأردنية الهاشمية، يفكرون بأن لا خلاص من الحالة المزرية التي يعيشونها سوى بالعودة إلى ما كان عليه الوضع قبل احتلال يونيو (حزيران) عام 1967".
واضاف قائلا "صحيح أن الفلسطينيين، إنْ في الضفة الغربية وإن في غزة، دفعوا ثمناً غالياً جداً من أجل أن يتكلل جهادهم وكفاحهم وتضحياتهم باجتراح حق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة على الأراضي التي احتلت في عام 1967 لكن خيبات الأمل التي تلاحقت، وأبشعها ما ترتب على انقلاب «حماس» الدموي الذي كان بمثابة حركة انفصالية، جغرافياً وسياسياً، حيث أصبحت هناك دولتان متناحرتان على جلْد الدُّب قبل اصطياده أدت إلى هذا الإحباط الذي جعل هؤلاء يعتبرون أن الخلاص هو بالعودة للماضي الذي ساد لنحو عقدين من الزمن إن بالنسبة لـ «الضفة» أو بالنسبة لغزة."
وقال الكاتب "ان إسرائيل لم تكن تعتقد، عندما احتلت الضفة الغربية حتى حدود مجرى نهر الأردن في الشرق، واحتلت قطاع غزة حتى الحدود المصرية، أنه سيأتي اليوم الذي يصبح فيه قيام دولة للفلسطينيين على هذين الجزءين من فلسطين التاريخية مطلباً حتى للولايات المتحدة الأميركية".