إن الواحد والهوية إذا كانا شيئاً واحداً وكان لهما طباع واحدة فاتباع كل واحد منهما لصاحبه كاتباع الأول والعلة تتبع بعضها بعضاً وليس لأن حداً واحداً يدل على كليهما فلا فصل بينهما وإن ظننا مثل هذا الظن ,لأن قول القائل إنسان واحد أو إنسان هو أو إنسان هذا يدل على شيء واحد ولا يدل على أشياء مختلفة إذا كررها فمعلوم بأن الكلمة التي تقول إنسان واحد أو إنسان هو أو إنسان هذا لاتدل على أشياء مختلفة , إذ لافرق بين قول القائل إنسان هو أو إنسان لا في الكون ولا في الفساد , وكذلك القول في الواحد أيضاً فمعلوم أن الزيادة في هذه تدل على شيء واحد ولا يدل الواحد على شيء آخر غير الهوية . وأيضاً نقول أن جوهر كل واحد من الأشياء واحد لا بنوع العرض ولذلك نقول أن جوهر كل شيءهوية . فمعلوم أن صور الواحد على عدد صور الهوية ولعلم واحد النظر المطلق في هذه الصور معرفة ما هي . أعني أن لعلم واحد النظر في المتفق والشبيه وسائر الأشياء التي تشبه هذه وغيرها وفي الجملة تنسب جميع الأضداد إلى هذا العلم الأول .
ماوراء الطبيعة ( ارسطو)