مسامير وأزاهير 136... رقة إحساس ورهافة مشاعر جمال مبارك !!!.

[سماك برهان الدين العبوشي]

مسامير وأزاهير 136...

رقة إحساس ورهافة مشاعر جمال مبارك !!!.

( جمال مبارك: بكيت بعد هدف جدو ) ... ذاك خبر قد قرأته قبل قليل من على شاشة أخبار موقع دنيا الوطن والمنشور أساساً بتاريخ 1 / 2 / 2010، فاستوقفي طويلاً مفكراً في حيثياته ومستخلصاً منه العبر !!!.
فكرت ملياً بذاك الخبر وما يعنيه ، فأدركت في الحال بأن لجمال مبارك حساً وطنياً دافقاًً ، وبعداً إنسانياً جامحاً ، فلقد كان هدف واحد يتيم سبباً كافياً في ذرفه للدموع ، مما يعنيه ذاك من رقة إحساس ورهافة مشاعر!!.
ولا أجد إزاء ما قرأت واستنتجت من ذاك الخبر إلا أن أخاطب السيد جمال مبارك قائلاً له :
ما أرق مشاعرك يا جمال مبارك !!.
ما أروع أحاسيسك !!.
يا لشاعريتك التي لا يضاهيها شيء آخر!!.
تصوروا معي أيها السادة ... فمجرد هدف وحيد يتيم كان كفيلاً بأن يهز مشاعر نجل السيد رئيس مصر، رئيس اللجنة السياسية في الحزب الوطني المصري الحاكم، مما اضطره لأن يذرف الدمع ، فكيف الحال إذن لو كان قد سجل في المباراة رقم أكبر من الأهداف!!؟.
وما دام موقف واحد قد حرك أحاسيس الرجل وأخرج له دموعه من مقلتيه ، وذاك مما يعني أنه مرهف الإحساس متدفق المشاعر لا يستطيع إخفائها ، ذاك أولاً ، والكل يعلم تماماً بأن دموع الفرح والسعادة لا تختلف عن دموع الحزن والألم ، فكلاهما يخرج من نفس المقلتين ولهما معين واحد كما وتحركها المشاعر والأحاسيس ولو اختلفت في طبيعتها، وإزاء هذا كله ، فإنني أتساءل :
المرهف الإحساس يبكي لفرح كما يهزه منظر البؤس والشقاء ، فكم سيكون والحالة هذه نصيب غزة وبؤسها وشقائها ودمارها من دموع السيد جمال مبارك!!؟.
أما فكر يوماً بأن يذرف دمعة واحدة فقط على مشهد غزة المحترق بنار حصار ظالم جائر ونار اعتداء صهيوني آثم!!؟.
أما خطر بباله يوماً أن يتساءل ما ذنب وجريرة ما يجري بحق أبناء غزة!!؟.
أما استذكر مشهد غزة يوماً واسترجع بذهنه شريط مسلسل ما يعانيه أبناؤها جراء حصار ظالم جائر منع عنهم الدواء والغذاء!!؟.
أما انهمر من عيني جمال مبارك دمع إذا ما زاره يوماً شبح طفل غزاوي وقد غرق وجهه دمعاً ودماً وراح يبكي ويولول بحرقة جراء فقدانه :
1. والديه أو أحد إخوته!!.
2. أحد أذرعه!!.
3. أحد عينيه، أو كلتيهما!!؟.
4. لتشوه أصاب وجهه البريء!!!.
أما ترقرق الدمع من مقلتي مرهف الإحساس والمشاعر جمال مبارك وهو يستذكر مشهد جثث أطفال غزة التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية ( إبان اعتداء جيش الاحتلال الصهيوني لها العام المنصرم ) وقد طمرت تحت حجارة منازلهم المدمرة ومدارسهم المحطمة جراء صواريخ جيش يهود التي دكتها دكاً دونما وازع أو ضمير إنساني!!؟.
أما سالت دموع عينيه مرغمة رغم أنفه فحركت له أحاسيسه ومشاعره لمشهد نكبة ومجزرة أطفال غزة ، رجالها ، نسائها ، شيبها وشبابها وقد قطعت أوصالهم وفقأت أعينهم وحرقت أجسادهم تحت ركام الحطام والدمار!!؟.
أما تحركت أحاسيس جمال مبارك فعصرت له عينيه عصراً لينسكب الدمع من مقلتيه مدراراً تألما وحزناً لأم غزاوية فقدت زوجها أو ابنها أو أخاها!!؟.
قد طلبت والله مستحيلاً وقد تسرعت بتوجيه تساؤلاتي تلك، فمن الطبيعي جداً ألا نرى دمعاً في عيني جمال مبارك أسفاً وألماً لحصار غزة ودمار بناها التحتيه وتجويع أبنائها ، إذا ما تذكرنا بأن لنظام مصر دوراً فاعلاً ومؤثراً في فرض الحصار على غزة وإحكامه وغلق منافذه حتى من تحت باطن الأرض!!!.
لا عجب ولا غرابة !!!.
وعذراً لكم أيها القراء الكرام إن كنت قد أضعت لكم وقتكم بإثارتي أمر انحباس دموع جمال مبارك إزاء ما جرى ويجري لغزة وأهلها ، فلقد تناسيت حقاً أن جمال مبارك هو رئيس اللجنة السياسية للحزب الوطني الحاكم في مصر... وربما رئيسها القادم خلفاً لوالده ... والولد على سر أبيه!!!.

سماك العبوشي
simakali@yahoo.com
2 / 2 / 2010