عواقب ادمان المخدرات

[وسام علي]

إدمان المخدرات هو مرض يتكون من الاعتماد على مواد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي ووظائف الدماغ ، وتحدث تغييرات في السلوك والإدراك والحكم والعواطف. تتنوع تأثيرات الأدوية ، اعتمادًا على نوع الدواء ومقدار أو تكرار تناوله. يمكن أن تسبب الهلوسة ، أو تضعف الحواس ، وتثير مشاعر النشوة أو اليأس. قد تؤدي بعض الأدوية إلى الجنون أو الموت
يمكن أن يكون الاعتماد الناتج عن الأدوية من نوعين :
الاعتماد الجسدي: يصبح الجسم في حاجة إلى الأدوية ، لدرجة أنه عند توقف الاستهلاك تحدث اضطرابات فسيولوجية قوية ، والتي تعرف باسم متلازمة الانسحاب
الاعتماد النفسي: هو حالة النشوة التي نشعر بها عند تناول الأدوية ، والتي تؤدي إلى السعي للاستهلاك مرة أخرى لتجنب الانزعاج أو الحصول على المتعة. يشعر الفرد بالحاجة الملحة لاستهلاك الأدوية ، ويعاني من الانهيار العاطفي عندما لا يحصل عليها .
تنتج بعض الأدوية التسامح ، مما يدفع مدمن المخدرات إلى استهلاك كمية أكبر من المخدرات في كل مرة ، حيث يتكيف الجسم مع الاستهلاك ويحتاج إلى كمية أكبر من المادة لتحقيق نفس التأثير .
يمكن أن يصبح الاعتماد ، النفسي أو الجسدي ، الناتج عن المخدرات قويًا جدًا ، مما يؤدي إلى استعباد الإرادة وإزاحة الاحتياجات الأساسية الأخرى ، مثل الأكل أو النوم. الحاجة إلى المخدرات أقوى. يفقد الشخص كل مفهوم الأخلاق ويقوم بأشياء لا يفعلها إذا لم يكن تحت تأثير المخدرات ؛ مثل الكذب والسرقة والدعارة وحتى القتل
يصبح المخدر محور حياة مدمن المخدرات ، ويؤثر عليه من جميع النواحي: في العمل والأسرة والعلاقات الشخصية ، في الدراسات لذلك لضمان خطة عللاج ناجحه يجب التوجه الى مصحة لعلاج الادمان .

ما هي عواقب تعاطي المخدرات؟
من عواقب تعاطي المخدرات يمكن أن نشير إلى :
الاضطرابات الفسيولوجية والنفسية:
من بين الاضطرابات الفسيولوجية ، لدينا متلازمة الانسحاب ، والنوبات ، والتغيرات في إيقاع القلب ، وتدهور الجهاز العصبي المركزي ، وما إلى ذلك
من بين الاضطرابات النفسية التي لدينا: الهلوسة ، والميول بجنون العظمة ، والاكتئاب ، والعصاب ، وما إلى ذلك
تدهور الإرادة وضعفها: يصبح مدمن المخدرات بالمعنى الحرفي للكلمة عبداً للمخدر ، ويكون قادراً على فعل كل ما يتطلبه الأمر للحصول عليه
تدهور العلاقات الشخصية: لم يعد مدمن المخدرات قادرًا على الحفاظ على علاقات مستقرة ، سواء مع العائلة أو الأصدقاء. في كثير من الأحيان يسرق أو يغش للحصول على المخدرات ، مما يزيد من تدهور علاقاته
انخفاض الأداء في العمل أو الدراسة. إنه يصل إلى نقطة التخلي عن الأهداف والخطط ، واللجوء إلى المخدرات هو "الحل" الوحيد
العواقب الاجتماعية: قد يكون مدمن المخدرات متورطًا في العدوان أو الصراع. تحت تأثير المخدرات ، يمكن ارتكاب جرائم مثل السرقة أو القتل
العواقب الاقتصادية: يمكن أن يصبح تعاطي المخدرات مكلفًا للغاية ، مما يدفع مدمن المخدرات إلى تخصيص جميع موارده للحفاظ على الاستهلاك
ليس للمخدرات عواقب سلبية فقط لمن يستخدمها. يتأثر الأشخاص المحيطون بمدمن المخدرات ، خاصة المقربين منه ، مثل العائلة والأصدقاء. ليست حياة مدمن المخدرات فقط على المحك بل جميع المقربين منه .

كيف نمنع إدمان المخدرات؟
لا يقتصر الأمر على حظر الدواء أو التحكم في توزيعه
هناك عدة مراحل لضمان التعافي التام منها مرحلة العلاج بالادوية و المرحلة الاهم هي العلاج السلوكي المعرفي لتهيئة المتعافي لحياة ما بعد الادمان.
على الرغم من أن هذه الأشياء ضرورية ، إلا أن مشكلة الإدمان لها جذورها في المجتمع نفسه. هذا هو السبب في ضرورة التزام المجتمع ككل .
يجب على الآباء والمعلمين ووسائل الإعلام والمؤسسات ، وما إلى ذلك ، الالتزام ببناء مجتمع جديد ، حيث يتم تعزيز القيم الأصيلة ، وخاصة القيم الروحية. وبخلاف ذلك ، ستكون جميع استراتيجيات الوقاية عديمة الفائدة ، لأن المشكلة الأساسية ستستمر في الوجود
بالنسبة للأشخاص الذين وقعوا بالفعل في تعاطي المخدرات ، فإن العلاجات الطبية البسيطة ليست كافية ، لأن هناك مشاكل أخرى للفرد وراء حقيقة إدمانهم للمخدرات .
من الضروري ، جنبًا إلى جنب مع العلاج الطبي لإزالة السموم ,علاج إعادة التأهيل الذي يجعل الشخص يعيد اكتشاف قيمته وهويته العميقة. لن يكون هذا العلاج ممكنًا بدون مشاركة الفرد ، دون استعداده للتغيير. دعم الأسرة والمساعدة الروحية الكافية ضروريان أيضًا لإعادة التأهيل .