اقتباس:
إن الحياة جملة من التحديات التي يجب ان نواجهها بترابط قيمي وعملي قائما على مبدأ سورة "العصر" ، وإن تنقية مجتمعنا من سموم العلمانية المستبطنة التي تسري بحركة بطيئة اكيدة المفعول هو جهد متضافر ومتكاتف ، وإن تقديم ذوي الافكار المادية والاعتناقات الفلسفية كحملان وديعة وشخصيات نبيله دون التنبيه لاساليبهم هو جزء من تدعيم حركة العلمنة وتبييض سواد جوهرم الملوث بقيم الانتهاك والافساد ، لأن من يفعل ذلك لن يكون الا شخصية براجماتية مستفيدة وتاجر قيم ذكي وجب تنبيهه وايقاظ ضميره بالله أو ابطال مفعول عمله بابطال أساليب عمله .
إن ذوي الضمائر الرخوة الذين كتبت عنهم كثيرا كرجل وجد ذاته منفيا من اطاره الحركي والقيمي الذي يمثل مجالا حيويا له ذات من قبلهم هم من يقفون وراء كل تفتيت ذكي لقيم الفرد وتمزيق لروحه وهم من يتواطئون مع هتك عرضه خصوصا حين يكون ذو قلم ذكي ملتزم تجداه فكره الاصيل وتجاه قضايا أمته ومجتمعه واقفا ضد كل اشكال التمنيج الفكري والتمييع القيمي وحاثا على فعل الخير وتاكيد اتجاهاته وتعزيزه في واقع الحياة.
إن ذوي الضمائر الرخوة المزدوجة في الفكر والمستبطنة للفكر المادي او التي عاشرت مدة طويلة ذوي هذا الفكر حتى شكلها ببراجماتية غريبة حقا يصنعون فعل النفي والهتك والعدوان والارهاب المشفر ضد القلم الصادق والصلب إنهم يخشون ضمير القلم الملتزم لأنه أصدق فكرا واعمق ادراكا لمكنون عملهم وطبيعة ذواتهم التي شكلها مع المدى التعايش مع الاخرين والذين بدورهم طعموهم بسموم افكارهم حتى خلقوا مع المدى هذه النفسيات ، وهنا تكمن خطورة دعوى التعايش دون الانتباه لمفعول أثره التفكيكي مع المدى.
إن الفرد المسلم مطالب بتعزيز اللجوء الى الله وحده ، فالتمسك بالله وطاعته والعمل بالقيم الاساسية وتجسيد الفكر عمليا دون انفصاله عن العمل يعزز فاعلية البقاء والثبات ، وفاعلية القوة المقاومة بجسارة المؤمن الحي قلبه بذكر ربه "والذين اهتدوا زدناهم هدى" صدق الله العظيم
|
الأخ العزيز رداد حفظه الله ورعاه
سرني ما كتبت .. البراجماتية والواقعية السياسية تجافي المبدئية التي هي أساس العمل الإسلامي الحركي والتي استقيناها من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي كان في صراعه مع الكفار صريحا جريئا لا يقبل القسمة ولا المهادنة .. وحتى حين اشترطت إحدى القبائل أن تنصره مقابل أن يكون لها الأمر من بعده لم يقبل وقال: الأمر لله يضعه حيث يشاء .. لم يداهن ولم يتمترس خلف مواقف يغيرها كما تتغير الرياح السياسية .. بل ظل ثابتا على مواقفه حتى أذن الله له بالنصر على تلك الفئة من أهل المدينة في بيعة العقبة الأولى ثم الثانية ..
الواقعية السياسية من أخطر الأفكار التي يمكن أن تغزو حركة إسلامية لأنها توقعها في أحابيل السياسة ومكائد السياسيين فتنسى المبادئ وتغرق في التأويل .. الضرورات والمنافع والمفاسد ..
حركة الإخوان المسلمين كغالب الحركات الإسلامية فيها قاعدة وقيادة والقواعد يغلب عليها الالتزام والتقوى فيما القيادات تناور وقد تؤدي المناورة إلى انقسامات فتنقسم القيادة إلى معارضة وموالاة وصقور وحمائم ..
لا أريد أن أستفيض في شأن حركة الإخوان المسلمين حتى لا يساء بي الظن .. ولكن أهنئك على مبدئيتك وثباتك .. والتقوى هي صمام الأمان والدرع الحصين ولا يصح إلا الصحيح
فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ..
تحياتي لك