الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-2020, 01:43 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ستار العتابي
أقلامي
 
الصورة الرمزية ستار العتابي
 

 

 
إحصائية العضو







ستار العتابي غير متصل


افتراضي عشتار والطفل البريء

عشتار الطفل البريء
د. ستار عايد العتابي


عشتار رمز لآلهة الحب والجمال والحرب في الاساطير القديمة ، ولأني كنت اسمي محبوبتي بهذا الاسم ، طاب لي ان يكون عنوان حكايتي به أيضاً .

إهداء
إلى التي عشقها قلبي بشغفٍ ومحبةٍ ...
إلى التي قتلت جنينها في أيامه الأُول ...
إلى دكتورةٍ متكبرةٍ ..
أهدي نتاج محبتك

تعارف
في يوم 7 اذار ، كان لقاءنا الأول في كلية العلوم ، حيث تعمل عشتار أستاذ مساعد ، ذهبت لدفع رسوم مؤتمر علمي سجلت فيه ، وكانت هي المسؤول عن استلام رسوم التسجيل .
دخلت الى قسم التحليلات المرضية وفي مخيلتي عدة تساؤلات حول المرأة التي سأراها :
- من تكون ؟
- وكيف اعرفها ؟
- أ هي كبيرة في السن أم صغيرة ، أمتزوجة أم لا ؟
رأيت فتاة في الممر تحاول فتح احد الغرف في القسم ، ذات قوام متناسق ، وخصر جميل ، بادرتها بالسؤال :
- من فضلك أين أجد الدكتورة عشتار ؟
استدارت لي فأذهلتني ابتسامتها ، وبريق عينيها ، واستدارة شفتيها الورديتين
قالت : نعم ، أنا عشتار ، تفضل
عرفتها بنفسي وسبب مجيئي إليها ، دخلنا غرفتها ، اعطيتها المبلغ المتفق عليه ودار حديث بسيط بيننا ، شعرت بها تستثقل وجودي حينها ، استأذنت منها بعد ان اتفقنا على المراسلة عن أي جديد حول الموضوع .
بعد يومين أرسلت اليها برسالة عبر وات ساب شكرتها فيها على حسن الاستقبال ، فكان جوابها بريق أمل لمحبة ، إذ بدأت بمزحة لطيفة ، ثم تحدثنا عن بقية المشاركات في المؤتمر ، ومن يرغب بالسفر الى محافظة دهوك شمال العراق ، وأبدت رغبتها بالسفر ما دمت انا في تلك السفرة حتى وان عزف الباقين عن الذهاب .
وفي المساء بدأت دردشة أخرى اكثر عمقاً ، حيث سألتني عن عائلتي ، زوجتي وأولادي
- قالت : كيف تقضي وقتك ؟
- اقضي أغلب وقتي في المطالعة وتصفح الانترنيت في مكتبتي ، وأجلس مع العائلة بعض الوقت ، أو اخرج لمناسبة معينة أو زيارة للأهل والأصدقاء .
- قالت : ماذا تقرأ الان ؟
- أقرأ رواية جميلة بطلتها أنت .
- قالت : بلهفة ، صحيح
- نعم صحيح .
- قالت : ما عنوان الرواية ؟
- انا أقرأ رواية ( أنت لي )
- قالت : لا لا ، أنت تمزح معي ، حقاُ توجد رواية بهذا الاسم ؟
- نعم ، رواية ( أنت لي للكاتبة منى المرشود ) سأرسلها لك ، ولك الحكم ، أنت لي أو لا .
طلبت منها ان نلتقي ثانية للتعرف على بقية المشاركات معنا والاتفاق حول السفر ــ كانت رغبتي رؤيتها مرة أخرى عن قرب والتمتع بعيونها ــ أتيت اليها يوم 12 اذار بعد الظهر ، جلسنا وقدمت لي الشاي ، تحدثنا عن سحر العيون وما فيها من غموض ، سألتها عن نفسها كثيراً ، وحدثتها عني وعن المحطات التي مررت بها في عمري ، قطعت حديثنا احدى السيدات المشاركات وكن ثلاث سيدات ، جلست معنا وكانت لطيفة ومتفهمة جداً .
بقي التواصل بيننا من خلال وات ساب مستمراً بل اخذ حيزاً مهما في حياتنا ، فدخلنا في علاقة غرامية صريحة بدون تلميح من بعيد ، فتح كل قلبه لصاحبه ، والتقينا لقاء المحبة يوم الاحد 17 اذار الساعة الثالثة بعد الظهر ، استقبلتني بقبلة انعشت فؤادي وقبضت عليه لتدخله في زنزانة هواها ، تحدثنا عن حياتنا الماضية بتفاصيل محدودة ، مع بعض الغزل فيما بيننا ، طلبت منها ورقة بيضاء كتبت لها عهداً بأنها زوجتي مدى الحياة . وبينما نحن كذلك دخلت السيدة الطيبة الدكتورة ( ثناء ) فشاركتنا الحديث عن موضوعات شتى ، مرتسمة على وجهها ابتسامة تلوح بفهمها لما بيننا ، استأذنت بالذهاب رغم رغبتي بالبقاء لوقت أطول .
وتركت ( عشتار ) مع زميلتها ليدور بينهما حديثاً اكثر شوقاً :
- ثناء : عشتار الدكتور مغرم بك كثيراً احرصي على كسب قلبه .
- عشتار بخجل : كيف عرفت انه يحبني ؟
- ثناء : من أسلوب حديثه معك ، وكيف يلفظ اسمك بعض الأحيان متلعثماً دون لقب .
اخبرتها باني سأسافر الى مصر لحضور مؤتمر هناك مدة أسبوع ، شعرت بحزنها لسفري ، وكأني سأذهب دون عودة او النظر للوراء .
- قالت : اريد ان اراك قبل السفر وأن كان من بعيد ، وكذلك انا ارغب ذلك .
- قلت لها : أين وكيف اراك ؟
- قالت : غداً ستذهب عائلتنا الى اهوار الجبايش استطيع ان اراك هناك .
اخذت اولادي ؛ علي وفاطمة وحسن في سفرة الى الاهوار لأنهم طلبوا مني ذلك ذات يوم ، وكانت هذه فرصة استطيع ان اراها هناك ، وفعلاً رأيتها وتطلعت بي ، وقرأت في عينيها الفرح من بعيد .
أرسلت لها صور السفرة وكذلك هي أرسلت لي صورهم ، وقالت : هل استطيع مراسلتك اثناء سفرك ؟
نعم سروري ان نكون على تواصل في أي مكان اذهب .
سافرت الى مصر وبقينا على تواصل كل لحظة وكأنها تسير معي خطوة بخطوة .

المؤتمر

عدت من سفرة مصر يغمرني الشوق لمحبوبتي عشتار ، احسب الوقت بالدقيقة شوقاً للقائها ، ذهبت إليها كالعادة يوم الاحد ، وكنت جلبت معي لها سواراً من الفضة فرعوني ، ولوحة فنية ، دخلت غرفتها فقابلتني بعناق سريع وقبلة اسرع ، طلبت يدها كي ألبسها طوق محبتي الأبدي ، ونشانها الأول مني .
اتفقنا على سفرة شمال العراق ، وقمت بحجز التذاكر ، وكانت المفاجأة لي أن المشاركات الأربع لم تأتِ منهن الا واحدة الدكتورة ( منار ) .
- سألتها : لماذا اعتذر البقية عن الذهاب معنا ؟
- قالت : لديهن اعذار خاصة ، اما ( منار ) فهي ليست متزوجة ، وترغب برؤية الشمال في حال ذهابي انا .
وفي يوم السفر ذهبت إلى بيتها ـ استقبلني أبوها بالترحاب
- قال لي : عشتار أمانة عندك
- ستكون في عيوني
كنا اتفقنا أن نعيش اياماً معا دون الاهتمام بمن معنا ، بحيث نضع منوم لـ ( منار ) ثم نقضي ليلنا معا ، لكن لم يأتِ الامر مثلما خططنا له ، إذ حصلت عشتار ومنار على غرفة في غير الفندق الذي سكنت فيه ، ومع هذا كنا نختلس اللحظات لعناق أو قبلة سريعة .
كنت أخاف عليها بشكل كبير جداً ، تستند على يدي في بعض مشيتها ، او عندما نذهب لأحد الأسواق هناك .
جلسنا لوحدنا في حديقة جامعة دهوك نتحدث عن مستقبل علاقتنا ، وكيف نتصرف ؟ ، وما الخطوات القادمة ؟ رسمنا خريطة طريق لمحبتنا . كل هذا ولم يخطر في بال ( منار ) شيء أو تلتفت لشيء .
عدنا بعد خمسة أيام من رحلة جميلة زرنا فيها مصايف عدة ، وأسواق جميلة ، سهرنا معاً وضحكنا ، وتسامرنا معاً .
بقينا على تواصل بعد عودتنا من شمال العراق ، ازورها بين فترة وأخرى .


الخطوبة



بدأت ترسم معي الطريق لتسهيل مهمة التعرف على أهلها ، فقالت : عليك أن تلتقي بأخي الأكبر لأنه صاحب السطوة في بيتنا ــ هكذا صورته لي ــ فأعطتني رقم هاتفه لأتصل به ، واتفق معه على موعد نلتقي ، ونتحدث في شأن علاقتنا .
المهم ، اتصلت بأخيها ( جوهر ) ، واتفقنا على اللقاء خارج بيتهم أول الامر تجنباً لأي احراج لي أو له . التقينا وتحدثنا عن أوضاع العراق وما يدور في الساحة ، ثم غيرت مجرى الحديث الى جوهر اللقاء . حدثته عن نفسي وعن عائلتي زوجتي وأولادي ، وشيئاً من حياتي ، وطلبت منه يد أخته عشتار ، وتركته بعد حديثي يطرح ما لديه من تصورات ، ثم غادرنا مودعين بعضنا على وعد معين منه بعد أن يأخذ وقته في السؤال عني ، وسؤال أهله .
ما هي ألا أيام واذا بهاتفي يرن بالإيجاب علمت منها مدى تأثير عشتار في كل الموازين ، حددنا موعداً للخطوبة ، وكان يوم الجمعة قبل شهر رمضان بيومين اثنين . أخذت بعض أبناء عمومتي واصدقائي معي وتمت الخطبة وعقد القران في اليوم نفسه ، وأصبحت عشتار زوجتي .
دامت خطوبتنا عدة أشهر كانت من اجمل ما عشته معها ، استجرنا بيتاً صغيراً ، وبدأت بتأثيثه وترتيبه وكانت معي في كل خطوة ولم يكن لأهلي جميعهم علم بكل شيء عدا زوجتي وأولادي الذين تكتموا على الخبر كذلك .
كنا نذهب انا وعشتار لبيتنا خلسة نجلس نعانق بعضنا ونتبادل اللحظات الجميلة معاً ، وكانت في أحيان كثيرة تحاول اغرائي بطريقة ، وبأخرى لإقامة العلاقة الزوجية اثناء هذه الفترة ، ولكني اصر على تأجيل الدخول بها لحين اعلان زوجنا نهائياً ــ أي عندما آخذها من بيت أهلها ــ وليس قبل ذلك . كانت تلك الفترة رغم حلاوتها من اصعب الفترات التي كبحت فيها جماح نفسي لعلمي انها ستكون زوجتي في الأساس .



رحلة الزواج



حددنا موعداً لإعلان زوجنا ، وأنه سنذهب في سفرة الى القاهرة أو الى تركيا ، نقضي مدة أسبوع هناك ونعود بعدها لبيتنا الصغير الذي استأجرناه ، ورتبنا كل شيء لتلك السفرة ، وعلم جميع صديقاتها وأهلها بالموعد ، لكن طلبت منها تأجيل موعد السفر قبل يومين منه ، لأسباب تتعلق بعملي ، وقد أزعجها ذلك كثيراً ، وبعد فترة اقترحت عليها أن نتزوج في بغداد أو كربلاء ثم نعود ليتنا ، لكنها رفضت بشدة بل أزعجها الامر كثيراً ، بدأ أول خصام بيننا ــ ليتني أخذت منه عبرة ــ عرضت عليها بعد فترة أن نذهب الى ايران لإتمام الزواج قبلت رغم انزعاجها من الامر ، اعددنا عدتنا وغادرنا يوم 9 آب الى ايران ، وكانت محطتنا الأولى مدينة الاهواز ، إذ وصلنا في وقت مبكر عن موعد رحلتنا لمدينة مشهد لأن حجز الطائرة حوالي التاسعة مساءاً ، ونحن وصلنا الاهواز الساعة الحادية عشرة صباحاً ، حجزت غرفة في احد الفنادق الجميلة ، ورتبنا امتعتنا لنرتاح متعانقين ، كان وقتاً غريباً بكل ما فيه من مشاعر .
في المساء اتجهت بنا سيارة الأجرة الى مطار الاهواز لنتجه الى مدينة مشهد المقدسة ، وعند وصولنا وجدنا سيارة تنتظرنا كان احد أصدقائي قد اعدها لنا مع حجز فندق . بيتنا ليلتنا متعبين من عناء السفر الطويل الذي بدت اثاره عليها . لم يكن الفندق بالمستوى المطلوب فانطلقت في الصباح باحثاً عن غيره ، تم تغيير الفندق .
جلسنا بعض الوقت ثم خرجنا لنزهة في المدينة المزدحمة ، وفي اليوم التالي ذهبت لتأكيد موعد حجز العودة الى العراق لكون الوقت كان موسماً سياحياً الحجوزات نادرة ، لكن حصل امر اثار استغرابي من عشتار التي ثارت وثورتها حين علمت أني سجلت رحلة العودة في يوم الأربعاء الذي لم يرق لها ، تحول هدوئها الى غليان ، وعصبية لم اعهدها منها طيلة أيام علاقتي بها .
- قالت : يجب عليك تغيير موعد الحجز الى يوم اخر، يجب ان نمضي وقت أطول هنا .
- قلت : لها أسبوع يكفينا ، فلدي مشاغل كثيرة ، وان ابي سيعود من الحج ويجب ان أكون في العراق فأنا كبير أخوتي .
- قالت : لن اذهب معك ، سأتصل بأهلي ، ويأتي أحد أخوتي اعود معه أو اعود وحدي في وقت لاحق .
- اعقلي حبيبتي ، ماذا يقول الناس عنا ؟
- قالت : ما علاقتي بالناس ، لا اهتم لشيء ، اما ان تغيير الحجز أو ننفصل وكل يذهب في طريقه .
صرت في موقف صعب ، حاولت أن اهدأ قليلاً لاستيعابها ، فليس سهلاً ان اتركها وحدها بعد ان اخذتها من بيت أهلها كزوجة محترمة ، واتركها في بلد غريب لمجرد رعونتها . فكرت في الامر ملياً ثم وعدتها بتغيير موعد الحجز . غيرت الموعد من الأربعاء الى الخميس ، لكن شعرت بفجوة في داخلي من ناحيتها ، لكني اضمرت ذلك في نفسي .
عدنا الى العراق بنفس الطريقة التي جئنا بها ، وصلنا الحدود وقت الظهيرة ، وكانت قد اتصلت بسائق اجرة تربط اسرتها علاقة تواصل معه لينتظرنا في الجانب العراقي حتى يعود بنا لمدينتنا . عبرنا الحدود ولم نجد السائق ، حاولت الاتصال به عدة مرات وبعد ساعة تقريباً تواصلت معه على الهاتف ، ليقول : انا في الطريق عشرة دقائق واصل اليكم ، مرت الدقائق العشر ، وفوقها عشر أخرى ، اتصلت به بغضب ، لأن حرارة الصيف والغبار المتصاعد جعلنا في حال مزرية ، قلت له : لا اريدك ان تأتي ، اذهب لمن اتفق معك ، استأجرت سيارة من موقف السيارات ، فزاد هذا الامر حفيظة عشتار لأني لم احترم رأيها ، وانتظر سائقهم هذا ، بل تعاملت معه بشدة غضبي ، مما جعلني اثور في وجهها ، وطلبت منها عدم الكلام حتى نصل البيت ، وقلت بغضب : انت لا علاقة لك بأي شيء بعد الان ، القرار لي .
وصلنا لبيتنا الصغير ، وجدنا في استقبالنا اختها الأصغر وامها اللاتي لاحظن الانزعاج عليّ ، وجلست معهن بعض الوقت ثم غادرن منزلنا مودعات .


الأيام الأولى


بدأت حياتنا هادئة نوعاً ما في أيام عودتنا من رحلة الزواج ، جلست معها دون خروج من البيت أربعة أيام ثم غادرتها لبيتي الثاني بعد ان طلبت منها الهاب لبيت أهلها تلك الفترة ، فأبي سيعود من رحلة الحج ، وأيضا لأرى عائلتي ــ زوجتي واولادي ــ مرت سبعة أيام بعيداً عن عشتار مع عدم انقطاع اتصالي اليومي بها .
كنت خلال تلك الفترة منشغلاً بمجيء أبي ، وكذلك اهدأ من روع زوجتي الكبيرة التي احزنها زواجي المفاجئ ، رغم قبولها به .
اتصلت بعشتار كي تجهز امورها للعودة الى البيت ، في صبيحة اليوم التالي ذهبت لبيت أهلها ، لنعود معا لعشنا الصغير ، كان الشوق معتمراً عندنا ، تسمرنا طويلاً حتى لم نعرف كم مر علينا من الليل ، فحديث المحبة والشوق طويل وعميق ، مع هذا لم يخلُ من العتب بعض الوقت لأني تركتها في وقت هي احوج لي كما تقول ــ أيام عرسها الأولى ــ ثم اتفقت معها على ان تقسيم الوقت بينها وبين عائلتي ، الامر الذي لم يرق لها لكنها تقبلت ذلك على مضض .


الطفل البريء
سارت حياتنا بشكل طبيعي بين تقصير مني في بعض الأمور ــ لا انكر هذا ــ وبين غيرتها من زوجتي الأولى ، فبدأت تفتح بيننا بعض الفجوات ، تلك الفترة بدأت عليها اعراض الحمل ، واسعد ذلك الجميع ، فأهلها ينتظرون بفرح يغمر القلوب لهذا الجنين القادم ، وعائلتي كذلك متشوقة لطفل جميل يملأ حياتهم . وسعادتي التي لا استطيع وصفها رغم ان لدي ثلاثة أولاد رائعون .
الجميع يحاول تلبية ما تطلب مهما كان ، وفي أي وقت ، إذ حدث ذات ليلة ــ الثانية بعد منتصف الليل ــ كانت ترغب بأكلة عراقية شعبية معروفة ( الباجة ) ، أخذتها بالسيارة لأحد المطاعم المتخصصة بهذه الاكلة ملبياً طلبها برحابة صدر وسرور ، وغيرها من الطلبات . دام الطفل في رحمها اكثر من أربعين يوماً .
ذهبت في رحلة عمل الى العاصمة بغداد دامت عدة أيام ، وصلتني منها رسالة عبر الهاتف تقول : ابقى ليوم الجمعة القادم ، انا في بيت اهلي ــ أي مدة سبعة أيام تقريبا ــ المهم عدت اليها يوم الجمعة ، التقينا بشوق ومحبة ، تسامرنا ، وبينما نمزح سألتها :
- كيف حال ابني الجميل ؟ ، هل هو وقح معك ؟
- عشتار : انت مصدق اعطيك طفل ، من عقلك انجب لك طفلاً . انا تخلصت من طفلك الأيام التي غبت فيها عني .
لم اجد لنفسي جماحاً الجمها به ، غضبي كان شديداً ، وألمي اكبر ، لينتهي مشوار حبنا بخلاف ما زال قائماً حتى الان .
ذهبت لأهلي ن وعشتار لأهلها لتفاجئني بدعوة في المحكمة تطلب فيها نفقة ، وأخرى مؤخر الصداق ، وثالثة أثاث المنزل ، رغم ان الخلاف ليس صعباً لهذه الدرجة ، لم احرك ساكناً تجاه أي قضية في المحاكم بل أرسلت لأهلها أناس اخيار اطلب عودتها والصلح معها ، لكنها مصرة على عدم العودة والاستمرار برفع دعوى ضدي مع عدم طلب الانفصال ، فهي تريد كل شيء ولا تريد العودة ولا الانفصال . مما اثار حفيظتي وعنادي اكثر ، لأقدم طلباً للمحكمة المختصة اطلبها لبيت الطاعة ، ولكني رسمت لها حياة أخرى غير التي بدأتها معها . ولا أدري متى ينتهي هذا النفق الطويل من الخلاف .






 
رد مع اقتباس
قديم 13-04-2020, 05:21 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ميمون حرش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







ميمون حرش متصل الآن


افتراضي رد: عشتار والطفل البريء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ستار العتابي مشاهدة المشاركة
عشتار الطفل البريء
د. ستار عايد العتابي


عشتار رمز لآلهة الحب والجمال والحرب في الاساطير القديمة ، ولأني كنت اسمي محبوبتي بهذا الاسم ، طاب لي ان يكون عنوان حكايتي به أيضاً .

إهداء
إلى التي عشقها قلبي بشغفٍ ومحبةٍ ...
إلى التي قتلت جنينها في أيامه الأُول ...
إلى دكتورةٍ متكبرةٍ ..
أهدي نتاج محبتك

تعارف
في يوم 7 اذار ، كان لقاءنا الأول في كلية العلوم ، حيث تعمل عشتار أستاذ مساعد ، ذهبت لدفع رسوم مؤتمر علمي سجلت فيه ، وكانت هي المسؤول عن استلام رسوم التسجيل .
دخلت الى قسم التحليلات المرضية وفي مخيلتي عدة تساؤلات حول المرأة التي سأراها :
- من تكون ؟
- وكيف اعرفها ؟
- أ هي كبيرة في السن أم صغيرة ، أمتزوجة أم لا ؟
رأيت فتاة في الممر تحاول فتح احد الغرف في القسم ، ذات قوام متناسق ، وخصر جميل ، بادرتها بالسؤال :
- من فضلك أين أجد الدكتورة عشتار ؟
استدارت لي فأذهلتني ابتسامتها ، وبريق عينيها ، واستدارة شفتيها الورديتين
قالت : نعم ، أنا عشتار ، تفضل
عرفتها بنفسي وسبب مجيئي إليها ، دخلنا غرفتها ، اعطيتها المبلغ المتفق عليه ودار حديث بسيط بيننا ، شعرت بها تستثقل وجودي حينها ، استأذنت منها بعد ان اتفقنا على المراسلة عن أي جديد حول الموضوع .
بعد يومين أرسلت اليها برسالة عبر وات ساب شكرتها فيها على حسن الاستقبال ، فكان جوابها بريق أمل لمحبة ، إذ بدأت بمزحة لطيفة ، ثم تحدثنا عن بقية المشاركات في المؤتمر ، ومن يرغب بالسفر الى محافظة دهوك شمال العراق ، وأبدت رغبتها بالسفر ما دمت انا في تلك السفرة حتى وان عزف الباقين عن الذهاب .
وفي المساء بدأت دردشة أخرى اكثر عمقاً ، حيث سألتني عن عائلتي ، زوجتي وأولادي
- قالت : كيف تقضي وقتك ؟
- اقضي أغلب وقتي في المطالعة وتصفح الانترنيت في مكتبتي ، وأجلس مع العائلة بعض الوقت ، أو اخرج لمناسبة معينة أو زيارة للأهل والأصدقاء .
- قالت : ماذا تقرأ الان ؟
- أقرأ رواية جميلة بطلتها أنت .
- قالت : بلهفة ، صحيح
- نعم صحيح .
- قالت : ما عنوان الرواية ؟
- انا أقرأ رواية ( أنت لي )
- قالت : لا لا ، أنت تمزح معي ، حقاُ توجد رواية بهذا الاسم ؟
- نعم ، رواية ( أنت لي للكاتبة منى المرشود ) سأرسلها لك ، ولك الحكم ، أنت لي أو لا .
طلبت منها ان نلتقي ثانية للتعرف على بقية المشاركات معنا والاتفاق حول السفر ــ كانت رغبتي رؤيتها مرة أخرى عن قرب والتمتع بعيونها ــ أتيت اليها يوم 12 اذار بعد الظهر ، جلسنا وقدمت لي الشاي ، تحدثنا عن سحر العيون وما فيها من غموض ، سألتها عن نفسها كثيراً ، وحدثتها عني وعن المحطات التي مررت بها في عمري ، قطعت حديثنا احدى السيدات المشاركات وكن ثلاث سيدات ، جلست معنا وكانت لطيفة ومتفهمة جداً .
بقي التواصل بيننا من خلال وات ساب مستمراً بل اخذ حيزاً مهما في حياتنا ، فدخلنا في علاقة غرامية صريحة بدون تلميح من بعيد ، فتح كل قلبه لصاحبه ، والتقينا لقاء المحبة يوم الاحد 17 اذار الساعة الثالثة بعد الظهر ، استقبلتني بقبلة انعشت فؤادي وقبضت عليه لتدخله في زنزانة هواها ، تحدثنا عن حياتنا الماضية بتفاصيل محدودة ، مع بعض الغزل فيما بيننا ، طلبت منها ورقة بيضاء كتبت لها عهداً بأنها زوجتي مدى الحياة . وبينما نحن كذلك دخلت السيدة الطيبة الدكتورة ( ثناء ) فشاركتنا الحديث عن موضوعات شتى ، مرتسمة على وجهها ابتسامة تلوح بفهمها لما بيننا ، استأذنت بالذهاب رغم رغبتي بالبقاء لوقت أطول .
وتركت ( عشتار ) مع زميلتها ليدور بينهما حديثاً اكثر شوقاً :
- ثناء : عشتار الدكتور مغرم بك كثيراً احرصي على كسب قلبه .
- عشتار بخجل : كيف عرفت انه يحبني ؟
- ثناء : من أسلوب حديثه معك ، وكيف يلفظ اسمك بعض الأحيان متلعثماً دون لقب .
اخبرتها باني سأسافر الى مصر لحضور مؤتمر هناك مدة أسبوع ، شعرت بحزنها لسفري ، وكأني سأذهب دون عودة او النظر للوراء .
- قالت : اريد ان اراك قبل السفر وأن كان من بعيد ، وكذلك انا ارغب ذلك .
- قلت لها : أين وكيف اراك ؟
- قالت : غداً ستذهب عائلتنا الى اهوار الجبايش استطيع ان اراك هناك .
اخذت اولادي ؛ علي وفاطمة وحسن في سفرة الى الاهوار لأنهم طلبوا مني ذلك ذات يوم ، وكانت هذه فرصة استطيع ان اراها هناك ، وفعلاً رأيتها وتطلعت بي ، وقرأت في عينيها الفرح من بعيد .
أرسلت لها صور السفرة وكذلك هي أرسلت لي صورهم ، وقالت : هل استطيع مراسلتك اثناء سفرك ؟
نعم سروري ان نكون على تواصل في أي مكان اذهب .
سافرت الى مصر وبقينا على تواصل كل لحظة وكأنها تسير معي خطوة بخطوة .

المؤتمر

عدت من سفرة مصر يغمرني الشوق لمحبوبتي عشتار ، احسب الوقت بالدقيقة شوقاً للقائها ، ذهبت إليها كالعادة يوم الاحد ، وكنت جلبت معي لها سواراً من الفضة فرعوني ، ولوحة فنية ، دخلت غرفتها فقابلتني بعناق سريع وقبلة اسرع ، طلبت يدها كي ألبسها طوق محبتي الأبدي ، ونشانها الأول مني .
اتفقنا على سفرة شمال العراق ، وقمت بحجز التذاكر ، وكانت المفاجأة لي أن المشاركات الأربع لم تأتِ منهن الا واحدة الدكتورة ( منار ) .
- سألتها : لماذا اعتذر البقية عن الذهاب معنا ؟
- قالت : لديهن اعذار خاصة ، اما ( منار ) فهي ليست متزوجة ، وترغب برؤية الشمال في حال ذهابي انا .
وفي يوم السفر ذهبت إلى بيتها ـ استقبلني أبوها بالترحاب
- قال لي : عشتار أمانة عندك
- ستكون في عيوني
كنا اتفقنا أن نعيش اياماً معا دون الاهتمام بمن معنا ، بحيث نضع منوم لـ ( منار ) ثم نقضي ليلنا معا ، لكن لم يأتِ الامر مثلما خططنا له ، إذ حصلت عشتار ومنار على غرفة في غير الفندق الذي سكنت فيه ، ومع هذا كنا نختلس اللحظات لعناق أو قبلة سريعة .
كنت أخاف عليها بشكل كبير جداً ، تستند على يدي في بعض مشيتها ، او عندما نذهب لأحد الأسواق هناك .
جلسنا لوحدنا في حديقة جامعة دهوك نتحدث عن مستقبل علاقتنا ، وكيف نتصرف ؟ ، وما الخطوات القادمة ؟ رسمنا خريطة طريق لمحبتنا . كل هذا ولم يخطر في بال ( منار ) شيء أو تلتفت لشيء .
عدنا بعد خمسة أيام من رحلة جميلة زرنا فيها مصايف عدة ، وأسواق جميلة ، سهرنا معاً وضحكنا ، وتسامرنا معاً .
بقينا على تواصل بعد عودتنا من شمال العراق ، ازورها بين فترة وأخرى .


الخطوبة



بدأت ترسم معي الطريق لتسهيل مهمة التعرف على أهلها ، فقالت : عليك أن تلتقي بأخي الأكبر لأنه صاحب السطوة في بيتنا ــ هكذا صورته لي ــ فأعطتني رقم هاتفه لأتصل به ، واتفق معه على موعد نلتقي ، ونتحدث في شأن علاقتنا .
المهم ، اتصلت بأخيها ( جوهر ) ، واتفقنا على اللقاء خارج بيتهم أول الامر تجنباً لأي احراج لي أو له . التقينا وتحدثنا عن أوضاع العراق وما يدور في الساحة ، ثم غيرت مجرى الحديث الى جوهر اللقاء . حدثته عن نفسي وعن عائلتي زوجتي وأولادي ، وشيئاً من حياتي ، وطلبت منه يد أخته عشتار ، وتركته بعد حديثي يطرح ما لديه من تصورات ، ثم غادرنا مودعين بعضنا على وعد معين منه بعد أن يأخذ وقته في السؤال عني ، وسؤال أهله .
ما هي ألا أيام واذا بهاتفي يرن بالإيجاب علمت منها مدى تأثير عشتار في كل الموازين ، حددنا موعداً للخطوبة ، وكان يوم الجمعة قبل شهر رمضان بيومين اثنين . أخذت بعض أبناء عمومتي واصدقائي معي وتمت الخطبة وعقد القران في اليوم نفسه ، وأصبحت عشتار زوجتي .
دامت خطوبتنا عدة أشهر كانت من اجمل ما عشته معها ، استجرنا بيتاً صغيراً ، وبدأت بتأثيثه وترتيبه وكانت معي في كل خطوة ولم يكن لأهلي جميعهم علم بكل شيء عدا زوجتي وأولادي الذين تكتموا على الخبر كذلك .
كنا نذهب انا وعشتار لبيتنا خلسة نجلس نعانق بعضنا ونتبادل اللحظات الجميلة معاً ، وكانت في أحيان كثيرة تحاول اغرائي بطريقة ، وبأخرى لإقامة العلاقة الزوجية اثناء هذه الفترة ، ولكني اصر على تأجيل الدخول بها لحين اعلان زوجنا نهائياً ــ أي عندما آخذها من بيت أهلها ــ وليس قبل ذلك . كانت تلك الفترة رغم حلاوتها من اصعب الفترات التي كبحت فيها جماح نفسي لعلمي انها ستكون زوجتي في الأساس .



رحلة الزواج



حددنا موعداً لإعلان زوجنا ، وأنه سنذهب في سفرة الى القاهرة أو الى تركيا ، نقضي مدة أسبوع هناك ونعود بعدها لبيتنا الصغير الذي استأجرناه ، ورتبنا كل شيء لتلك السفرة ، وعلم جميع صديقاتها وأهلها بالموعد ، لكن طلبت منها تأجيل موعد السفر قبل يومين منه ، لأسباب تتعلق بعملي ، وقد أزعجها ذلك كثيراً ، وبعد فترة اقترحت عليها أن نتزوج في بغداد أو كربلاء ثم نعود ليتنا ، لكنها رفضت بشدة بل أزعجها الامر كثيراً ، بدأ أول خصام بيننا ــ ليتني أخذت منه عبرة ــ عرضت عليها بعد فترة أن نذهب الى ايران لإتمام الزواج قبلت رغم انزعاجها من الامر ، اعددنا عدتنا وغادرنا يوم 9 آب الى ايران ، وكانت محطتنا الأولى مدينة الاهواز ، إذ وصلنا في وقت مبكر عن موعد رحلتنا لمدينة مشهد لأن حجز الطائرة حوالي التاسعة مساءاً ، ونحن وصلنا الاهواز الساعة الحادية عشرة صباحاً ، حجزت غرفة في احد الفنادق الجميلة ، ورتبنا امتعتنا لنرتاح متعانقين ، كان وقتاً غريباً بكل ما فيه من مشاعر .
في المساء اتجهت بنا سيارة الأجرة الى مطار الاهواز لنتجه الى مدينة مشهد المقدسة ، وعند وصولنا وجدنا سيارة تنتظرنا كان احد أصدقائي قد اعدها لنا مع حجز فندق . بيتنا ليلتنا متعبين من عناء السفر الطويل الذي بدت اثاره عليها . لم يكن الفندق بالمستوى المطلوب فانطلقت في الصباح باحثاً عن غيره ، تم تغيير الفندق .
جلسنا بعض الوقت ثم خرجنا لنزهة في المدينة المزدحمة ، وفي اليوم التالي ذهبت لتأكيد موعد حجز العودة الى العراق لكون الوقت كان موسماً سياحياً الحجوزات نادرة ، لكن حصل امر اثار استغرابي من عشتار التي ثارت وثورتها حين علمت أني سجلت رحلة العودة في يوم الأربعاء الذي لم يرق لها ، تحول هدوئها الى غليان ، وعصبية لم اعهدها منها طيلة أيام علاقتي بها .
- قالت : يجب عليك تغيير موعد الحجز الى يوم اخر، يجب ان نمضي وقت أطول هنا .
- قلت : لها أسبوع يكفينا ، فلدي مشاغل كثيرة ، وان ابي سيعود من الحج ويجب ان أكون في العراق فأنا كبير أخوتي .
- قالت : لن اذهب معك ، سأتصل بأهلي ، ويأتي أحد أخوتي اعود معه أو اعود وحدي في وقت لاحق .
- اعقلي حبيبتي ، ماذا يقول الناس عنا ؟
- قالت : ما علاقتي بالناس ، لا اهتم لشيء ، اما ان تغيير الحجز أو ننفصل وكل يذهب في طريقه .
صرت في موقف صعب ، حاولت أن اهدأ قليلاً لاستيعابها ، فليس سهلاً ان اتركها وحدها بعد ان اخذتها من بيت أهلها كزوجة محترمة ، واتركها في بلد غريب لمجرد رعونتها . فكرت في الامر ملياً ثم وعدتها بتغيير موعد الحجز . غيرت الموعد من الأربعاء الى الخميس ، لكن شعرت بفجوة في داخلي من ناحيتها ، لكني اضمرت ذلك في نفسي .
عدنا الى العراق بنفس الطريقة التي جئنا بها ، وصلنا الحدود وقت الظهيرة ، وكانت قد اتصلت بسائق اجرة تربط اسرتها علاقة تواصل معه لينتظرنا في الجانب العراقي حتى يعود بنا لمدينتنا . عبرنا الحدود ولم نجد السائق ، حاولت الاتصال به عدة مرات وبعد ساعة تقريباً تواصلت معه على الهاتف ، ليقول : انا في الطريق عشرة دقائق واصل اليكم ، مرت الدقائق العشر ، وفوقها عشر أخرى ، اتصلت به بغضب ، لأن حرارة الصيف والغبار المتصاعد جعلنا في حال مزرية ، قلت له : لا اريدك ان تأتي ، اذهب لمن اتفق معك ، استأجرت سيارة من موقف السيارات ، فزاد هذا الامر حفيظة عشتار لأني لم احترم رأيها ، وانتظر سائقهم هذا ، بل تعاملت معه بشدة غضبي ، مما جعلني اثور في وجهها ، وطلبت منها عدم الكلام حتى نصل البيت ، وقلت بغضب : انت لا علاقة لك بأي شيء بعد الان ، القرار لي .
وصلنا لبيتنا الصغير ، وجدنا في استقبالنا اختها الأصغر وامها اللاتي لاحظن الانزعاج عليّ ، وجلست معهن بعض الوقت ثم غادرن منزلنا مودعات .


الأيام الأولى


بدأت حياتنا هادئة نوعاً ما في أيام عودتنا من رحلة الزواج ، جلست معها دون خروج من البيت أربعة أيام ثم غادرتها لبيتي الثاني بعد ان طلبت منها الهاب لبيت أهلها تلك الفترة ، فأبي سيعود من رحلة الحج ، وأيضا لأرى عائلتي ــ زوجتي واولادي ــ مرت سبعة أيام بعيداً عن عشتار مع عدم انقطاع اتصالي اليومي بها .
كنت خلال تلك الفترة منشغلاً بمجيء أبي ، وكذلك اهدأ من روع زوجتي الكبيرة التي احزنها زواجي المفاجئ ، رغم قبولها به .
اتصلت بعشتار كي تجهز امورها للعودة الى البيت ، في صبيحة اليوم التالي ذهبت لبيت أهلها ، لنعود معا لعشنا الصغير ، كان الشوق معتمراً عندنا ، تسمرنا طويلاً حتى لم نعرف كم مر علينا من الليل ، فحديث المحبة والشوق طويل وعميق ، مع هذا لم يخلُ من العتب بعض الوقت لأني تركتها في وقت هي احوج لي كما تقول ــ أيام عرسها الأولى ــ ثم اتفقت معها على ان تقسيم الوقت بينها وبين عائلتي ، الامر الذي لم يرق لها لكنها تقبلت ذلك على مضض .


الطفل البريء
سارت حياتنا بشكل طبيعي بين تقصير مني في بعض الأمور ــ لا انكر هذا ــ وبين غيرتها من زوجتي الأولى ، فبدأت تفتح بيننا بعض الفجوات ، تلك الفترة بدأت عليها اعراض الحمل ، واسعد ذلك الجميع ، فأهلها ينتظرون بفرح يغمر القلوب لهذا الجنين القادم ، وعائلتي كذلك متشوقة لطفل جميل يملأ حياتهم . وسعادتي التي لا استطيع وصفها رغم ان لدي ثلاثة أولاد رائعون .
الجميع يحاول تلبية ما تطلب مهما كان ، وفي أي وقت ، إذ حدث ذات ليلة ــ الثانية بعد منتصف الليل ــ كانت ترغب بأكلة عراقية شعبية معروفة ( الباجة ) ، أخذتها بالسيارة لأحد المطاعم المتخصصة بهذه الاكلة ملبياً طلبها برحابة صدر وسرور ، وغيرها من الطلبات . دام الطفل في رحمها اكثر من أربعين يوماً .
ذهبت في رحلة عمل الى العاصمة بغداد دامت عدة أيام ، وصلتني منها رسالة عبر الهاتف تقول : ابقى ليوم الجمعة القادم ، انا في بيت اهلي ــ أي مدة سبعة أيام تقريبا ــ المهم عدت اليها يوم الجمعة ، التقينا بشوق ومحبة ، تسامرنا ، وبينما نمزح سألتها :
- كيف حال ابني الجميل ؟ ، هل هو وقح معك ؟
- عشتار : انت مصدق اعطيك طفل ، من عقلك انجب لك طفلاً . انا تخلصت من طفلك الأيام التي غبت فيها عني .
لم اجد لنفسي جماحاً الجمها به ، غضبي كان شديداً ، وألمي اكبر ، لينتهي مشوار حبنا بخلاف ما زال قائماً حتى الان .
ذهبت لأهلي ن وعشتار لأهلها لتفاجئني بدعوة في المحكمة تطلب فيها نفقة ، وأخرى مؤخر الصداق ، وثالثة أثاث المنزل ، رغم ان الخلاف ليس صعباً لهذه الدرجة ، لم احرك ساكناً تجاه أي قضية في المحاكم بل أرسلت لأهلها أناس اخيار اطلب عودتها والصلح معها ، لكنها مصرة على عدم العودة والاستمرار برفع دعوى ضدي مع عدم طلب الانفصال ، فهي تريد كل شيء ولا تريد العودة ولا الانفصال . مما اثار حفيظتي وعنادي اكثر ، لأقدم طلباً للمحكمة المختصة اطلبها لبيت الطاعة ، ولكني رسمت لها حياة أخرى غير التي بدأتها معها . ولا أدري متى ينتهي هذا النفق الطويل من الخلاف .
الدكتور ستار..مساء الشهد
قرأت سيرتك بإعجاب، و ما يميزها هو تلك الحرقة- حرقة الحرف أعني-التي بها كُتبت ، تدعمك لغة أنيقةتنداح مع أحزانك..
شكراً، لأنك أمتعتني..وأملي أن أقرأ لك دوماً.






التوقيع

لم تحولني الريح إلى ورقة في مهب الريح
لقد سقت الريح أمـــامــي..
ناظم حكمــت

 
رد مع اقتباس
قديم 13-04-2020, 11:40 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ستار العتابي
أقلامي
 
الصورة الرمزية ستار العتابي
 

 

 
إحصائية العضو







ستار العتابي غير متصل


افتراضي رد: عشتار والطفل البريء

الأستاذ ميمون المحترم

شكراً لمرورك الكريم ... أسعدني جداً عزفك على وتر أحزاني

القصة لم تنتهِ بعد مازال افقها مفتوحاً


أعتزازي غير المنقطع بك







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط