|
|
|
|
منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا.. |
![]() |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||||
|
![]()
نحو إحدى عربات الحلويات اقترب رجل كبير السن يمشي الهوينا لا تكاد قدمه تلمس الأرض، يبدو أنه هارب من خطب ما عظيم. اقترب من صاحب عربة الحلويات سائلاً : عندكم هريسة يابني ؟ رد عليه الحلواني باستعراض تسويقي : عندنا أحلى هريسة يا عمي الحاج .. و بدأ يسرد أنواع الهريسة التي يقدمها و التي لا تتناسب مع عربته المتواضعة : - بفضل الله لدينا تشكيلة من أجود أنواع الهريسة العالمية ( هريسة بالسمنة البلدي - هريسة بالمكسرات - هريسة سادة- هريسة بالبندق ). الرجل المسن : عايز هريسة بالسمن البلدي، بكام الكيلو؟ الحلوانى : سادة و لا بالمكسرات؟ الرجل المسن : بالبندق. حك الحلوانى رأسه ثم قال : الكيلو ١٠٠ جنيه، أوزن لك أد إيه؟ المسن : كيلو. انتفض الحلوانى يجهز الطلب، في حين سأله المسن : معندكش تربيظات، انا هاكل هنا، التفت الحلوانى يمينا و يسارا ثم جلب كرسيا و طاولة بلاستيكية صغيرة و قذرة نوعاً ما ، أجلس المسن ووضع الطاولة أمامه ، و بعد لحظات أحضر المطلوب فأعاز المسن له بأن ضعها و هو منشغل في مكالمة هاتفية، فوضعها الحلوانى و انصرف، بينما هو يكمل مكالمته . المسن لشخص ما في الهاتف : براحتك يا حبيبي، لأ متعطلش نفسك، خلص مصالحك انت، و انا هاخد العلاج و انام، صوت؟ صوت ايه؟ لأ ده صوت التليفزيون، هقفل معاك و اشوف الريموت فين، ماشي يا حبيبي، مع الف سلامة، و انت من أهل الخير. مضت دقائق، عاد الحلوانى ليجد المسن و قد أغشي عليه و رأسه متدل على الطاولة، هرع الحلواني إليه منادياً : يا عم الحج، يا بيه، يا حاج و ما هي إلا لحظات حتى تكأكأت المارة يدفعون من كل حدب و صوب، يسألون : ما له؟ - الحلوانى : شكله زوران، جبت له الهريسة و نسيت أجيب له مياه ! اقترب أحدهم ساحباً شريطا من الستان ملتفاً حول رقبة المسن ثم رفع الرأس ليجد بطاقة تعريف متدلية من الشريط هتف بأعلى صوته : مريض سكر، حد يعدله معايا نشوف حقنة انسولين معاه، ثم انتزع البطاقة من رقبة المسن و صاح : حد يتصل على الرقم ده. تكاثف الجمع حول المسن حتى تعطلت حركة المرور بالشارع، و الكل يصيح، البعض يسأل :فيه إيه، و البعض : هوا يا اخواننا كده الراجل هيتخنق، و آخر يسأل : شوف كده بيتنفس و لا لأ، و آخر يهاتف شخصا يبدو أنه أحد أبناء المسن، و يقول : مستشفى إيه؟ أيوه عارف أول عباس، يمين و لا شمال؟ بينما أصوات آلات التنبية بالسيارات تتعالى، هتف : المستشفى، وسعوا نوديه المستشفى، حد يشيل معايا،، إعترضه أحدهم متحفزاً : مستشفى إيه، الصيدلية على ناصية الشارع هنا. - إبنه معايا ع التليفون و اتحرك للمستشفى، شيل معايا. وقف الحلوانى حائرا، لا يدري ماذا يفعل، و إذ بأحدهم ينكزه : شيل و اعمل لك همة، الراجل بيموت. وضعوه في إحدى السيارات و انطلقوا. مرت ساعة منذ أن أدخلوه إلى المستشفى، شخص ما يشبه الرجل المسن وقف يسأل موظفة الإستقبال فناولته ورقة مطبوعة، سرعان ما هرع إلى هاتفه يتصل بشخص ما : أيوه يا حسن، الحمد لله دلوقتي أحسن، اتحركت و لا لسه؟ الفلوس معايا مش مكملة، معاك كاش؟ عشرين ألف. اقترب الحلوانى منه قائلاً : قول له يخليهم عشرين ألف و ميه. سأله : اشمعنا و مية يعني؟ ثم انت مين؟ الحلوانى : تمن كيلو الهريسة اللي أكلها والد حضرتك بالهنا والشفا. - : شفا؟! شفا يا راجل ياللي ما عندك ضمير؟ الحلوانى : و انا مالي يا بيه زبون و طلب، و الزبون دايما على حق، هو أخد حاجته و انا مش مسئول، و عايز حقي. -: تعالى معايا القسم، و انا هديلك حقك. #عبدالحليم_مدكور القاهرة في مايو 2022
آخر تعديل راحيل الأيسر يوم 23-01-2023 في 10:54 AM.
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||||
|
![]() الفاضل الموقر أخي الأستاذ/ عبد الحليم مدكور
|
|||||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
|
|