رسائل قد لا تعرف وجهتها ..

[راحيل الأيسر]

الخريف أسقط كل الخطايا الصفراء عن أغصان الكتاب ..

من وحي كلمات أخي الشاعر المكرم / زياد هواش

وحين نصل إلى خريف العمر
متأبطين كتابا رصدنا فيه - نزقا وجهلا - سهوات الأحبة كأنها الذنوب العظام ..
تتساقط أوراقه الصفراء تماما كشجرة خريفية تنفض عنها حملها القديم ..
ثُمَّتَ تشرق في المدى شمس مغفرة بيضاء بلجاء لا شعاع يؤذي رهافة الغيم حتى ..

[راحيل الأيسر]

الصمت استغراق
وغفوة لذيذة عن ضجيج الحكايات وثرثرة الأفكار السخيفة ..
أجمله ذاك الذي نتلحفه بعد أن نتعرى من الذاكرة
فلا يجد جسد الوعي المتعب ثمة شوارع وأرصفة يجول فيها ..
فيبقى ساكنا في عزلة عن الزمان والمكان ..
ساكنا مستترا ..
حتى نضحة من دمعة سقطت برغم ادعاء اللاشيء ..
تهتك عزلة الصمت
فينتصب الوعي واقفا ..!


رسالتي إليه
هذه حروف كنت كتبتها قبل سنة تقريبا
وأظنها أعجبتك فنسختها وألصقتها بين حروفك
في صفحتك الشخصية ..
لا بأس أنت أعز إلي من هذه الكلمات التي جعلتها بين حروفك ..
لست غاضبة ( هي جات عليك يا أخي )
اصلا حروفي دائما هنا وهناك ..اقرؤها وصرت لا أبالي ..

سعيدة أنها أعجبتك وكنت سأسعد أكثر لو أنك جعلتها بين قوسي اقتباس ..
لا بأس خذها لك عن طيب خاطر
وأنا أعلم أنه لا تنقصك الموهبة ولا الملكة لتأتي بأجمل من هذه الكلمات ( خاصتي )

هذا وكن بخير ورخاء..

[راحيل الأيسر]

الشعر طائر يخفق بجناحي الإحساس العالي والموهبة المتفردة
ذاك الاحساس الذي حين يمتزج بعناصر الكون يخلق عالما مختلفا
إن لم تره قد تتذوقه
قد تشتم عصفه و مسك روائحه
الحرف ملمس
وأحيانا له رائحة
ورتم ونشنشة ،
خلخال كاعب ..
القلوب الزرقاء ذات الامتداد الذي لا يحده أفق
ذات المدارج التي تستوعب شتى مستويات الصور الشعرية
وما قد ينبثق في مدى التلقي من عمق الدلالات وثراء بعضها
هي قلوب لها حس التذوق المختلف للامتزاج الفريد لهذا الاحساس العالي شديد الرهافة ..
التعامل مع النص الشعري يحتاج تنشيطا للمخيلة ..
أما الجمود في نمط معين يليق بالمخيلة الخاملة
الشعر أرق من بتلة ورد قد تخدشها حتى أرجل النحل إن جاءت تمتذخ رحيقها دون اعتبار لرهافتها ..
بذور تجاربنا حين نزرعها في أصص على شرفاتنا بعضها ريحان
بعضها الياسمين
بعضها النسرين
إن كانت بذورك الصفراء على شرفتك أبهجت ناظريك
هذا لا يعني أن البنفسج على شرفات غيرك لا معنى للونها ..

[راحيل الأيسر]

الطريق إلى بعضهم طويل جدا
تُجهٍد اللهفة خطونا
، فنتكئ على عصا الحرف
حينا من شوق مرهق
على قارعة الحنين ..

[راحيل الأيسر]

افسح لي في رحابك
كي أعيد ابتكاري
كي أغرسني زهرة
يموج في الروض عطرها
تتمايد سكرى على لحن الهفيف



قالتها الكلمات للقصيد ..

[راحيل الأيسر]

لحبات المطر وشوشاتها
حين تنساب كقطرة مشاغبة
على وجنتي ..
ثم تنحدر بخفة ؛ تلامس دفء النبض في خفقتي
بعد همسةٍ لها سحر يُسيِّر دماء الوريد حيث اشتهى ..!

[راحيل الأيسر]

للحزن وهجه
ولا بأس على قلب أذهله الخذلان
حتى وصل مترنحا عند شجرة الحرف العتيقة
بثمار تعتق فيها نبيذ المعاني
واكتنزت بسكرة البيان .
وحده الحزن يمشي لا يعبأ بالظلام
ففي قلبه قنديل مشتعل
ان انطفأت بالدمع عيناه ..
ما كل الدموع قطرات ملح أجاج
بعضها لآلئ
وهناك الدمعة الجوهرة
تلك دمعة قلب عاشق
لا تسيل حين تسيل إلا قصيدة خالدة
ترويها السنون بزفراتها وشهقاتها ..
تشعلنا
تطفئنا
توشوش أرواحنا
تجمعنا
تفرقنا كفراشات
تهافتت حول مصباح
قايض مهجتها بحفنة نوره .. !

[راحيل الأيسر]

قال :

مذ ميلادكٍ في القلب أمنية
وأنا أدخرك جذوة شوق
في ليالي الشتاء
وقصيدة تترنم بها الأغنيات ..

[راحيل الأيسر]

فجر الخميس كان باردا
والشمس كالأم الرؤوم تفتأ ترسل شعاعا دافئا ..
في لوحة الأضداد دائما ما يتجلى الجمال
حتى في لمسات الطبيعة
حين ترخي الشمس جدائلها على كتفيك ثم تمر نسمة هفهافة خلف عنقك وتهديك ريح ناعمة طيوبها ..
تشعر حينها أن قلبك غدا طائرا طروبا وأن يومك هذا كزورق رشيق يموج بكل خفة في نهر الحياة الصافية ..

إنه يوم أشبه بحلم
إنه يوم يشبه حضورك الدافئ الرشيق ..

[راحيل الأيسر]

منذ شفافية دمع
وبياض تأمل
وأنا أقرأ النوايا
حتى إذا ما وصلت عند حافة التأويل ..
ارتجفت وطويت كشحا ..
أنا التي أملأ كؤوس الوقت الفارغة بالغناء
لا تجيد خطواتي إلا أن تتناغم وفق رتم ما ..
أصعد بأنغام الفرح وعلى سلالم موسيقاه ؛ كي أحصد يوما شهيا ..

لا تقرأ - ياصاح - في النوايا
فتكاد تصلب بياضك على خشبة الصليب
وما كان الصليب دينك
ولا التآويل الفاسدة مذهبك
ثمة ما يستشري في الروح
إن تمدد الفهم سليما
ثمة ما يزيح السكينة ..
عندها تعلم يقينا
أن التغافل نعمة
وأن الحليم العزيز ما حذر من الظن إلا لحكمة ..

[راحيل الأيسر]

تذوب التراتيل في خشوع الفجر
و لصباحات الشتاء هدوؤها كما للياليها الخالية إلا من نبض المواقد
إلا من خفقات الحطب ..








اللهم أنزل دفأك على من لا مأوى لهم
لا منازل لا حطب ، تلتصق خواء بطونهم بصقيع الخيبة ..
تشق الرماح صدروهم من قُبُل ، و تجلد ظهرهم العاري سياط الخذلان ..



ألا بئس الأخوة والجيرة
إخوتكم .. فلكم الله ..

هو المستعان وعليه التكلان..

[راحيل الأيسر]

لا ، لم نشتك
بريق أعيننا فعل
لا ، لم نبح
لكن الحروف في نبرتنا كانت تتألم ..
أحيانا يجيب الصمت
على الكثير من الأسئلة
نشتم تحته حرائق الروح تلتهم الأفئدة ..
إلا أن من يستشف بصمت
من صمتنا الألم
قد يعلقنا على مشجب التجاهل ويمضي ..
فنتساقط كدمعة أرق
هاربة من نُهُر الضجيج ..
ونختبئ كصدفة مبللة
احتضنت وجعها كأنه اللؤلؤ الثمين
وغفت عند شاطئ
توشوش بحرا
يربت عليها بلحونه
يرخي عليها أمواجه
ويأخذها إلى عمقه ..



-------------

مفردة نهار تجمع على أنهر ونهر
وليس على نهارات 👆