الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-12-2019, 12:40 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي فلسفة الثورة...

فلسفة الثورة...

جمال عبد الناصر

(1)

أو قصة كفاح شعب مصر في العصر الحديث وصولا الى ثورة 23 يوليو وتحقيق حلم الشعب المصري بأن يُحكم بيد أبنائه وبأن تكون له نفسه الكلمة العليا في مصيره...

لقد قام شعب مصر بمحاولة لم تحقق له الأمل الذي تمناه يوم تزعم السيد عمر مكرم حركة تنصيب محمد علي واليا على مصر باسم شعبها ويوم حاول عرابي أن يطالب بالدستور وكانت الثورة الأخيرة عام 1919 بزعامة سعد زغلول محاولة أخرى لم تحقق له الأمل الذي تمناه.

ثورة 23 يوليو لم تقم بسبب نتائج حرب فلسطين والأسلحة الفاسدة أو أزمة انتخابات نادي الضباط 1951 كلها كانت لتقود ضباط الجيش الى "تمرد" يحث على السير في الطريق الى الثورة

لقد كانت خلايا تنظيم الضباط الاحرار تعمل وتجتمع في الخنادق في حرب فلسطين وكان رصاصنا يتجه الى العدو الرابض أمامنا في خنادقه ولكن قلوبنا كانت تحوم حول وطننا البعيد الذي تركناه للذئاب لترعاه...

كانت الفالوجة محاصرة وكثيرا ما كنت أقول لنفسي:
ها نحن هنا في هذه الجحور محاصرين لقد غرر بنا دفعنا الى معركة لم نعد لها لقد لعبت بأقدارنا مطامع ومؤامرات وشهوات وتركنا هنا تحت النيران بغير سلاح.
هذا هو وطننا هناك انه "فالوجة" أخرى على نطاق كبير...

حقيقة الثورة: مشاعر تأخذ شكل الامل المبهم ثم شكل الفكرة المحددة ثم شكل التدبير العملي ثم وضعها موضع التنفيذ الفعلي في منتصف ليل 23 يوليو...

لطالما ألح على خاطري سؤال هو:
هل كان يجب أن نقوم نحن الجيش بالذي قمنا به في 23 يوليو سنة 1952 !
والجواب نعم ولم يكن هناك مهرب أو مفر !
وأنا الآن أستطيع ان أقول اننا نعيش في ثورتين وليس في ثورة واحدة...
ولكل شعب من شعوب الأرض ثورتان:
ثورة سياسية يسترد بها حكم نفسه بنفسه من يد طاغية فرض عليه او من جيش معتد أقام في أرضه دون رضاه
ثورة اجتماعية تتصارع فيها طبقاته ثم يستقر الامر فيها على ما يحقق العدالة لأبناء الوطن الواحد

وهكذا لم يكن الجيش هو الذي حدد دوره في الحوادث وانما العكس أقرب الى الصحة وكانت الحوادث وتطوراتها هي التي حددت للجيش دوره في الصراع الكبير لتحرير الوطن.

وكان لا بد أن نسير في طريق الثورتين معا
ويوم سرنا في طريق الثورة السياسية فخلعنا فاروق عن عرشه سرنا خطوة مماثلة في طريق الثورة الاجتماعية فقررنا تحديد الملكية.

انتهى تقديم مقتطفات من الجزء الأول

في الجزء الأول من كتيّب فلسفة الثورة للرئيس جمال عبد الناصر (الطبعة العاشرة _ المطبعة العالمية بالقاهرة)

يقرّ الرئيس بصعوبة مصطلح "فلسفة" لسببين:
_ أولهما أن هذه الثورة لا يمكن فصلها عن سياقها التاريخي وجذورها العميقة في وعي شعب مصر وكفاحه جيلا بعد جيل فالثورة نتيجة طبيعية لما سبق ومقدمة لما سوف يأتي

يقول الرئيس ان صلاح سالم وزكريا محي الدين اخترقا حصار القوة المصرية في الفالوجة وهناك جلسوا يفكرون معا جميعا بالوطن الذي يجب إنقاذه...

يذكر الرئيس ان ضابطا يهوديا التقى به اثناء مباحثات الهدنة اسمه "يردهان كوهين" نشر مقالات عنه في جريدة "جويشن اوبزرفر" وقال:
"لقد كان الموضوع الذي يطرقه جمال عبد الناصر معي دائما هو كفاح إسرائيل ضد الإنكليز، وكيف نظمنا حركة مقاومتنا السرية لهم في فلسطين وكيف استطعنا ان نجند الرأي العام في العالم وراءنا في كفاحنا ضدهم"
ويخلص الرئيس من وراء ذلك الى أن:
ليس فقط الأصدقاء هم من تحدث معه عن مستقبل مصر في حرب فلسطين بل والاعداء أيضا لعبوا دورهم في تذكيرنا بالوطن ومشاكله.
ثم يخلص الرئيس الى نتيجة واضحة تقول بان بذور الثورة كانت كامنة في جيله كله وانهم ورثوها عن جيل قبلهم واجيال...

_ ثانيها انه كان بنفسه داخل الدوامة العنيفة للثورة لذلك تخفى عنه بعض التفاصيل البعيدة عنها وهو لذلك يعتقد انه لا يستطيع الحديث بالعمق الكافي عن فلسفة الثورة لقد كان منغمسا فيها بكليته كفرد وكجيل وكضباط أحرار
ولذلك يترك الرئيس فلسفة الثورة للتاريخ ليجمعها من تجربته الشخصية ومن تجارب الآخرين ويخرج من هذا كله بـ "الحقيقة الكاملة" فالرئيس من المؤمنين بأنه لا شيء يمكن ان يعيش في فراغ وحتى الحقيقة لا يمكن أن تعيش في فراغ.

يعترف الرئيس بأن الطريق الى الثورة لم يكن شديد الوضوح وأن ما بعد الثورة كان ضبابيا في رؤيتهم الجماعية وأن سؤالا رئيسيا لازمهم بقوة كضباط ينتمون بأصالة الى المؤسسة العسكرية تقوم على شعار الموت دفاعا عن الوطن وعلى حدوده فلماذا وجدوا أنفسهم كجيش مضطرين للعمل في عاصمة الوطن !
ويصل الرئيس الى نتيجة واضحة ومباشرة تقول: اذا لم يقم الجيش بهذه الثورة فمن سيقوم بها !
يعترف الرئيس بأن الشعب كله توحد خلف الطليعة الثورية / الضباط الاحرار ولكن هذه الجموع كانت متنافرة ومتباينة ولقد شعر الجميع بأن مهمتهم الثورية لم تنتهي بإسقاط النظام ولكنها بدأت بعد سقوط النظام لأن كل شيء كان يتجه نحو "الفوضى" وكان لا بد من إقامة نظام جديد...
كانت هناك انقسامات في المجتمع المصري عميقة وكان هناك مقاومة سلبية من الطبقة الوطنية المتضررة وكان هناك الكثير من الانتهازيين وكانت الرغبة العارمة هي في "الانتقام" ...
وكأن الثورة قامت لتكون سلاحا في يد الأحقاد والبغضاء !
يوصّف الرئيس بدقة سيطرة "الأنا" السالبة والعدائية على النخب المصرية الوطنية والثورية بعد الانتصار ...
(كان الجميع يريد ان يقدم نفسه للرئيس ولم يكن هناك من يريد أن يقدم أفكارا لمصر...)
يقول الرئيس ان الظروف هي من اضطرت الجيش للخروج من مكانه الطبيعي واضطرتهم الى التحول من جنود محترفين الى ثوار وأصحاب واجب مقدس ولم يكن دافعهم فرديا ولم تكن الـ "أنا" حاضرة معهم في الطريق الى الثورة ولا يجب على نخب مصر الوطنية أن تتخذهم مثالا في الفردية والأنا بل في الجماعية والعمل المؤسساتي الوطني
بذلك يجيب الرئيس عن السؤال الكبير "لماذا الجيش" لأنه المؤسسة الوطنية المصرية الوحيدة القادرة على تعطيل الانا المصرية الوطنية المسيطرة وقيادتها نحو الفعل الوطني الجماعي البناء ...
إذا الضباط الاحرار أمام تحدي بسيط وسريع هو تغيير النظام الملكي وتحدي معقد وبطيء هو تغيير العقلية وتغيير المجتمع.
يخلص الرئيس الى نتيجة طبيعية تقول إن ما قام به الضباط الأحرار هو ثورتين نادرا ما كانتا متلازمتين في التاريخ بالرغم من تنافرهما وتصادمهما...
_ الثورة السياسية التي تجمع الأمة وتوحدها
_ الثورة الاجتماعية التي تفرق الأمة وتشتتها
بين حجري الرحى هذين ضاعت ثورة 1919 ...
ولذلك وحده الجيش المؤسسة الوطنية البعيدة عن صراعات المجتمع الطبقية والمعبرة عن هوية الشعب والنابعة من صميمه والتي يثق افرادها بعضهم ببعض والتي تمتلك عناصر القوة المادية التي تكفل القيام بالثورة وانتصارها.
30/12/2019

زياد هواش/صافيتا

..







التوقيع

__ لا ترضخ لوطأة الجمهور، مسلما كنت، نصرانيا أو موسويا، أو يقبلوك كما أنت أو يفقدوك. __

 
رد مع اقتباس
قديم 01-01-2020, 03:56 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: فلسفة الثورة...

فلسفة الثورة...

جمال عبد الناصر

(2)

ولكن ما الذي نريد أن نصنعه ؟
وما هو الطريق اليه ؟

ما من شك أننا جميعا نحلم بمصر المتحررة القوية .. ذلك أمر ليس فيه خلاف بين مصري ومصري.
أما الطريق الى التحرر والقوة .. فتلك عقدة العقد في حياتنا.
لقد واجهت تلك العقدة قبل 23 يوليو 1952، وظللت أواجهها بعد ذلك كثيرا حتى اتضحت لي زوايا كثيرة كانت الظلال تسقط عليها فتخفيها...

ولكن أكان الذي حدث يوم 23 يوليو هو كل ما نريد أن نصنعه !؟
المؤكد أن الجواب بالنفي، فان تلك لم تكن الا الخطوة الأولى على الطريق ..
والحق أن فرحة النجاح في 23 يوليو لم تخدعني، ولم تصور لي أن الآمال قد تحققت، وأن الربيع قد جاء .. بل لعل العكس هو الصحيح ..

أما الطريق فهو الحرية السياسية والاقتصادية.
وأما دورنا فيه فدور الحراس فقط، لا يزيد ولا ينقص .. الحراس لمدة معينة بالذات موقوتة بأجل.
ولو خطر لي أننا نستطيع أن نحل كل مشاكل وطننا لكنت واهما، وأنا لا أحب أن أتعلق بالأوهام.
اننا نملك القدرة على ذلك، ولا نملك الخبرة للقيام به.

انما كل عملنا أن نحدد معالم الطريق كما قلت، وأن نجري وراء الشاردين فنردهم الى حيث ينبغي أن يبدأوا السير، أن نلحق بالسائرين وراء السراب فنقنعهم بعبث الوهم الذي يجرون وراءه.
لقد كنت مدركا منذ البداية أنها لن تكون مهمة سهلة، وكنت أعلم مقدما أنها ستكلفنا الكثير من شعبيتنا.
لقد كان يجب أن نتكلم بصراحة، وأن نخاطب عقول الناس، وكان الذين سبقونا قد تعودوا أن يعطوا الوهم، وأن يقولوا للناس ما يريد الناس أن يسمعوه.
وما أسهل الحديث الى غرائز الناس، وما أصعب الحديث الى عقولهم !

انتهى تقديم مقتطفات من الجزء الثاني

في الجزء الثاني من كتيّب فلسفة الثورة للرئيس جمال عبد الناصر (الطبعة العاشرة _ المطبعة العالمية بالقاهرة)

يتحدث الرئيس عن بناء مصر الحرّة القوية وعن تبنيه الواعي والوجداني لطريق "العمل الإيجابي" لتحقيق ذلك.
لقد اعتبر أن "الحماسة" الفردية هي ذلك العمل الإيجابي ثم تطورت رؤيته نحو "الحماسة الجماعية" وفي تلك الأيام قاد المظاهرات التي تطالب بالاستقلال التام ولكن لم يتغير شيء...
اعتبر الرئيس أن "العمل الإيجابي" هو في اجتماع زعماء مصر على كلمة واحدة ولكن تلك "الحماسة الجماعية" التي قادت المظاهرات الى بيوتهم واحدا واحدا أسفرت عن فاجعة أنهم اجتمعوا على معاهدة 1936...

يوصف الرئيس رد فعل جيله على بدء الحرب العالمية الثانية أنه كان باتجاه "العنف" وأنه اعتبر يومها أن العمل الإيجابي لبناء مصر الحرّة القوية يمكن تحقيقه عن طريق "الاغتيالات السياسية" وأن هذا التوجه كان تفكيرا مشتركا سرعان ما انتقل من التفكير الى التدبير...
ثم كان لا بد من أن يذهبوا بتفكيرهم الى ما هو أعمق جذورا وأكثر خطورة وأبعد غورا.
العمل الإيجابي هو الثورة المنبعثة من قلب الشعب والحاملة لأمانيه...
وهو ما تحقق يوم 23 يوليو والتي كانت الخطوة الأولى في طريق العمل الإيجابي المستدام والطويل لبناء مصر الحرّة القوية.
يؤكد الرئيس أنه مع كل انتصار تحققه الثورة كان هناك عبء ثقيلا يلقى على اكتافهم ولم يعد العنف خيارا وصناعة الرعب والخوف لإرغام النفوس المترددة على أن تبتلع شهواتها واحقادها...
لقد اختاروا مواجهة المشاكل بردها الى أصلها ومحاولة تتبع الينبوع الذي بدأت منه.

يعود الرئيس الى قراءة سريعة لتاريخ مصر الذي بدأ فرعونيا ثم تفاعل مع الروح اليونانية والغزو الروماني والفتح الإسلامي وموجات الهجرة العربية التي أعقبته.
لقد أنهكت الحروب الصليبية مصر وكانت بداية لعهود الظلام فيها ثم عانى شعب مصر الذل على يد طغاة المغول والشركس...
ويقول في توصيف دقيق أنهم جاؤوا الى مصر عبيدا ففتكوا بأمرائهم وصاروا امراء وكانوا يسوقون اليها مماليك فلا تمضي فترة حتى يصبحوا ملوكا !
لقد تحولت مصر الى غابة تحكمها وحوش ضارية.

ثم يتحدث الرئيس عن تلك الفترة التي تكون فيها اقطاع طاغ: لم يجعل له من عمل الا مص دماء الحياة من عروقنا وسحب بقايا الإحساس بالقوة والكرامة في هذه العروق...
يستنتج الرئيس أن رواسب ذلك التاريخ ورواسب حكم المماليك تحديدا هو ما يفسر له وقوف الكثيرين من الثورة موقف المتفرج وأنهم لم يهضموا ان البلد بلدهم وانهم سادته وأصحاب الرأي والامر فيه.
يتذكر الرئيس هتافا له في صغره وجيله حين كان يرى طائرات في السماء:
"يا رب يا عزيز ... داهية تاخد الإنكليز"
واكتشف فيما بعد انهم ورثوا العبارة عن اجدادهم في عهد المماليك كانوا يقولون:
"يا رب يا متجلي ... اهلك العثمانلي"

يرى الرئيس في الحملة الفرنسية سقوطا للستار الحديد الذي فرضه المغول على مصر التي تدفقت عليها أفكار جديدة وفتحت افاقا لم يكن لشعب مصر عهد بها...
وبالرغم من ان أسرة محمد علي ورثت كل ظروف المماليك ولكن بملابس القرن التاسع عشر الا أن اتصال مصر بأوروبا قد بدأ وبدأت اليقظة الحديثة !
يرى الرئيس أن مصر قفزت مرة واحدة من القرن الثالث عشر الى القرن التاسع عشر وكان عليهم ان يلحقوا بقافلة البشرية المتقدمة بعد تخلف دام خمسة قرون او يزيد: كان الشوط ماضيا والسباق مروعا مخيفا.
يستنتج الرئيس أن هذا الواقع التاريخي هو المسؤول عن عدم وجود رأي عام قوي متحد في مصر لأن الفارق بين الفرد والفرد كبير والفارق بين الجيل والجيل شاسع.
ويؤكد الرئيس على أن التاريخ يقدم الجواب عن أصل تلك المشكلة التي واجهت الثورة بعيد انتصارها والتي لخصها بعبارة: يبدو أن الناس لا يعرفون ماذا يريدون !
ويصل الى نتيجة واضحة تقول بأن المعجزة الأولى لشعب مصر أنه وبالرغم من تاريخ طويل من عهود الظلم والاستبداد استطاع ان يحافظ على وحدته وأنه لذلك لا بد أن يمر وقت قبل ان يستقر ويواصل تطوره التدريجي بعد انقطاع طويل.

لقد أصبحت مهمة قيادة الثورة بعد انتصار الثورة هي جمع الشاردين والتائهين ليضعوهم على الطريق الصحيح وان يحددوا معالم هذا الطريق ويقومون بحراسته...
يؤكد الرئيس أن تلك المهمة لن تكون سهلة وستكلفهم الكثير من شعبيتهم كان يجب ان يتكلموا مع الناس بصراحة ويخاطبوا عقولهم في حين كان ساسة مصر في الماضي من الذكاء بحيث أنهم خاطبوا غرائز الناس لا عقولهم.

يتحدث الرئيس عن أنهم في ايامهم الأولى أغضبوا الناس ولكنه يرى انهم اغضبوهم لأنهم عملوا لصالح الوطن...
اغضبوا كبار الملاك وأغضبوا الساسة القدماء وعددا كبيرا من الموظفين...
ولكن هذا هو دورهم الذي حدده لهم تاريخ مصر ولا مفر من ان يقوموا بتلك الخطوات لإصلاح آثار الماضي ورواسبه...
ولما جاء الكلام عن المستقبل: قلنا إننا لا نملك هذا لوحدنا.
1/1/2020

زياد هواش/صافيتا

..







التوقيع

__ لا ترضخ لوطأة الجمهور، مسلما كنت، نصرانيا أو موسويا، أو يقبلوك كما أنت أو يفقدوك. __

 
رد مع اقتباس
قديم 02-01-2020, 02:56 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: فلسفة الثورة...

فلسفة الثورة...

جمال عبد الناصر

(3)

نحن الآن لا نستطيع ان نعود الى القرن العاشر، نرتدي ملابسه التي تبدو لعيوننا غريبة مضحكة، ونتوه في أفكاره التي تظهر امامنا اليوم أطباقا من الظلام خلت من كل شعاع.
وكذلك نحن الآن لا نستطيع ان نتصرف على أننا قطعة من الاسكا المتعلقة بأقصى أصقاع الشمال...
الزمان إذا يفرض علينا تطوره
والمكان أيضا يفرض علينا حقيقته

وانا اجلس أحيانا في غرفة في مكتبي وأسرح بخاطري في نفس هذا الموضوع أسائل نفسي:
_ ما هو دورنا الإيجابي في هذا العالم المضطرب، وأين هو المكان الذي يجب أن نقوم فيه بهذا الدور.
ايمكن أن نتجاهل أن هناك دائرة عربية تحيط بنا...
أيمكن أن نتجاهل أن هناك قارة أفريقية شاء القدر لنا أن نكون فيها...
أيمكن أن نتجاهل أن هناك عالما إسلاميا تجمعنا به روابط ...
كل هذه حقائق أصيلة ذات جذور عميقة في حياتنا، لا نستطيع، مهما حاولنا أن ننساها أو نفر منها.

ولسوف أظل دائما أقول أننا أقوياء ولكن الكارثة الكبرى اننا لا ندرك مدى قوتنا !
وحين أحاول أن أحلل عناصر قوتنا لا أجد مفرا من أن اضع ثلاثة مصادر بارزة من مصادرها...
أول هذه المصادر أننا مجموعة من الشعوب المتجاورة، المترابطة بكل رباط مادي ومعنوي يمكن أن يربط مجموعة من الشعوب...
المصدر الثاني فهو ارضنا نفسها ومكانها على خريطة العالم، ذلك الموقع الاستراتيجي الهام...
المصدر الثالث وهو البترول الذي يعتبر عصب الحضارة المادية...
هذا عن الدائرة الأولى التي لا مفر من ان ندور عليها وأن نحاول الحركة فيها بكل طاقاتنا، وهي الدائرة العربية

فاذا اتجهت بعد ذلك الى الدائرة الثانية، وهي دائرة القارة الافريقية، قلت دون استفاضة ودون اسهاب: اننا لن نستطيع بحال من الأحوال ان نقف بمعزل عن الصراع الدامي المخيف الذي يدور اليوم في أعماق أفريقيا بين خمسة ملايين من البيض ومائتي مليون من الافريقيين.
لا نستطيع لسبب هام وبديهي، هو أننا في أفريقيا.
ويبقى بعد ذلك سبب هام، (هو أن النيل شريان الحياة لوطننا يستمد ماءه من قلب أفريقيا).

ثم تبقى الدائرة الثالثة .. الدائرة التي تمتد عبر قارات ومحيطات، دائرة اخوان العقيدة الذين يتجهون معنا أينما كان مكانهم تحت الشمس الى قبلة واحدة، وتهمس شفاههم الخاشعة بنفس الصلوات.
ولقد وقفت أمام الكعبة واحسست بخواطري تطوف بكل ناحية من العالم وصل اليها الإسلام، ثم وجدتني أقول في لنفسي:
_ يجب أن تتغير نظرتنا الى الحج...
يجب ان تكون للحج قوة سياسية ضخمة...
وأذكر أنني قلت بعض خواطري لجلالة الملك سعود، فقال لي الملك:
ان هذه هي فعلا، الحكمة الحقيقية في الحج.

انتهى تقديم مقتطفات من الجزء الثالث

في الجزء الثالث من كتيّب فلسفة الثورة للرئيس جمال عبد الناصر (الطبعة العاشرة _ المطبعة العالمية بالقاهرة)

يتحدث الرئيس عن المكان او موقع مصر في جغرافية العالم والمكان ليس العاصمة وليس الحدود السياسية للبلاد ولقد مضى عهد العزلة في عالم لم يعد فيه للحدود أي تأثير...
وأن لمصر دورا طبيعيا مركزيا ومتفاعلا في المنطقة العربية المحيطة بها وفي افريقيا التي ينبع منها النيل ويمتد السودان الشقيق عميقا الى مركز ثقلها وفي العالم الإسلامي الذي لا تغيب عنه الشمس.
يتحدث الرئيس عن طلائع الوعي العربي التي بدأت تتسلل الى تفكيره طالبا في الثانوي مع كل اضراب يقومون فيه في ذكرى وعد بلفور واغتصاب اليهود لفلسطين.

في الكلية الحربية يتعمق الرئيس في دراسة تاريخ حملات فلسطين بصفة خاصة والمنطقة بصفة عامة وظروفها التي جعلت منها في القرن الأخير فريسة سهلة...
وفي كلية أركان الحرب اتضحت له الحقائق حملة فلسطين ومشاكل البحر المتوسط بالتفصيل.
ولما بدأت أزمة فلسطين كان الرئيس مقتنعا بأن القتال في فلسطين ليس قتالا في ارض غريبة او انسياقا وراء عاطفة وانما هو: (واجب يحتمه الدفاع عن النفس).

عقب صدور قرار التقسيم وفي شهر سبتمبر سنة 1947 عقد الضباط الأحرار اجتماعا قرروا فيه مساعدة المقاومة في فلسطين وذهب الرئيس الى بيت (المفتي الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين) وكان ما يزال يعيش في الزيتون عارضا عليه تطوع الضباط المصريين المحترفين في المقاومة وقيادة معاركها...
وبرغم رفض الحكومة المصرية لم يتوقف الضباط الاحرار عن الاستعداد للقتال في فلسطين وقرروا ان يضعوا سلاح الجو المصري في خدمة المعركة حتى بدون موافقة الحكومة لتأمين غطاء جوي لقوات التحرير العربية بقيادة الضابط السوري فوزي القاوقجي...

يؤكد الرئيس ان الشعوب العربية كلها دخلت بدرجة واحدة من الحماسة حرب فلسطين وخرجت منها بنفس المرارة والخيبة وأنها جميعها كانت محكومة من قوى ساقتها الى الهزيمة...
وعندما انتهى حصار القوات المصرية في الفالوجة وانتهت المعارك في فلسطين عاد الرئيس الى الوطن المحاصر سياسيا في العاصمة وفي ذهنه تصور واحد: (لقد أصبحت المنطقة العربية كلا واحدا).
يرى الرئيس ان أي حادث يقع في القاهرة قد يقع في دمشق او بيروت او عمان او بغداد لأنها منطقة واحدة وتمر بنفس الظروف ونفس العوامل ونفس القوى الاستعمارية المتألبة عليها وحتى إسرائيل (لم تكن الا أثرا من آثار الاستعمار).

يتحدث الرئيس عن كتاب "التجربة والخطأ" أو مذكرات حاييم وايزمن رئيس جمهورية إسرائيل الذي تحدث فيه عن عرض بريطانيا لأوغندا وطننا قوميا لليهود ثم عن ذهاب وفد من علماء اليهود الى مصر لدراسة منطقة سيناء قبل ان يحصلوا من بريطانيا على "الاعتراف بحقوق اليهود التاريخية في فلسطين".
لقد وصل الرئيس الى قناعة تقول بأن وحدة المنطقة العربية ووحدة الكفاح المشترك هي الطريق لمواجهة المشاكل الواحدة والعدو الواحد.
بدأ الرئيس اتصالاته السياسية من اجلل توحيد الكفاح العربي واكتشف أن "الشك" الذي بذره العدو في نفوس الجميع هو العائق الأول وان الطريق الى الكفاح العربي الواحد معقد ويحتاج الى الكثير من المرونة وبعد النظر لإيجاد خط يستطيع ان يقف فيه الجميع بلا تحرج ولا تعنت

يتحدث الرئيس عن أهمية البترول العربي من حيث ان كلفة استخراجه هي الارخص عالميا وان أكبر احتياطي هو في المنطقة وان أغزر الابار هي ابار النفط العربية في العالم...
ويصل الرئيس الى النتيجة النهائية التي تقول:
إن العرب أقوياء ليس فقط بمواردهم بل وأيضا بقوة الرابطة التي تجعل من ارضنا العربية منطقة واحدة لا يمكن عزل جزء منها عن كلها.
2/1/2020

انتهى.

زياد هواش/صافيتا

..







التوقيع

__ لا ترضخ لوطأة الجمهور، مسلما كنت، نصرانيا أو موسويا، أو يقبلوك كما أنت أو يفقدوك. __

 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:54 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط