الطبع يغلب التَّطبُّع، والحيَّة الرقطاء لا تغيِّر جلدها....
والقوَّة تفرض نفسها، ولكن لا يخضع لها إلاَّ الضّعفاء. فما أضعفنا.
هم لم يتراجعوا عن قيمهم بل يعبّرون خير تعبير عنها. نحن الَّذين تراجعنا كثيرًا عن قيمنا.
لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بخريطة طريقنا، واخترنا خريطة اعدائنا، وحدَّد لنا مواقع الانتصار، فغيَّرنا الاتِّجاهات نحونا، وحدَّد لنا أسباب الغلبة، فارتضينا بأسباب الخسران.
عندنا كل ما عند مناوئينا من سلاح، فلم نضعها إلا في صدورنا. صنعنا بخرابنا ما لم يصنعوه ضدَّنا في جميع الحروب. ونالوا بدعاية السلام، منا مالم ينالوه بالمدفع والبندقيَّة. ولا زلنا في انحدار، وما زالوا يستدرجوننا إلى مداه البعيد. وما دام هناك من ينقاد ويخضع، نبقى بعيدين عن وقت الانتصار الموعود.
هناك من:
يلهث وراءهم، سالخاً جلده على مشجبٍ صديء، يمنِّي نفسه بطوق الذَّهب مترجرجًا على بحر السَّراب.
تحياتي الغالية استاذ عوني القرمة.
وشكرا لك على فتح باب الحوار.
مع خالص الأدعية.