سؤال عالماشي - علي فرزات.. «تعيش وتاكل غيرها»!!.
سلامتك ايها «الدومري»، فأنت محظوظ يا سيد الابتسامة الساخرة، فقد منحك «الدكتور الدكتاتور» شهادة نال مثيلها او أعلى درجة زميلك الفلسطيني ناجي العلي. يا ايها العربي السوري العالمي علي فرزات.
ستعن نواعير حماة لأجل اناملك، وشهداء الحرية من أجل سوريا حرة، يا ابن مدينة «ابي الفداء»، نعلم انك عربي بالفطرة، فالعاصي يا سيدي نهر عربي ينبع من لبنان ويصب في سوريا، والنيل عالمي وكذلك الفرات، أما أنت يا سيد السخرية الجارية في سهول ووديان وعينا وذاكرتنا فانك لو تعلم نهر انساني عذب، تفيض في كل المواسم، تدحرج حصى الألم بأناملك التي افزعت فرقة « الدكتاتور» الرابعة المدرعة.
لا نعرف الشاب الذي قبل اناملك ولا الذي بكى على كتفيك، لكنا نعرف ان الذي خطفك من قلب عاصمة الأمويين ليكسر اناملك كان خائفا من اناملك، فأتاك ملثما لا يستطيع كشف وجهه أمام مؤرخ للحقيقة مثلك، فكسر أناملك بسلاح الارهاب والارعاب، كما اقتلع حنجرة ابراهيم قاووش التي غنت للحرية. فاشكر الله يا علي انهم أغبياء بلا حدود، فهؤلاء يظنون أن كسر الأنامل وانتزاع الحناجر واطفاء الضياء في العيون, وبقر بطون الحوامل، وسفك دماء الشباب الأبرياء على الاسفلت، واخراس أجراس الكنائس، واعدام رؤوس المآذن، قد ينال من روح الحرية! فكلنا سمعنا ورأينا ذلك الآدمي المسلح بالأحقاد والكراهية الطائفية ومزودا بفوهة قاتلة مجرمة، يفتح نيرانها على صدور المتظاهرين الشباب مستهدفا الحرية في قلوبهم، ادمغتهم، شرايينهم، أوردتهم، أعصابهم وعظامهم، رأيناه بأم عيوننا الشاهدة على مجازر عصابات الدكتاتور المجنزرة، رأيناه وسمعناه يعذب الشاب وفوهته نحو رأس ابن البلد الربيعي العمر صارخا: «بدّك حرية ؟؟!!».
خطفوك لكنهم لن يقتلعوا شجرتك الطيبة من أرض سوريا ولا من قلب دمشق عاصمة العروبة، فان بغى، استبد، استكبر وظن الأحمق الجالس على الكرسي ( الخازوق) أنه قادر على اقتلاع خطوطك، رسوماتك من ذاكرة جماهير العواصم الثائرة وتلك التي لم تثُر بعد، فانه يا علي الى هبوط وأنت وناجي العلي وابراهيم قاووش وعلي فودا ومحمود درويش وابو القاسم الشابي وغسان كنفاني وكل الأحرار الذين وهبوا الكلمة والصورة والخطوط روحا، وأحيوها مجردة نقية طاهرة من نزعة التمييز العرقي والديني والجنسي، كلكم ملوك على مملكة فكرنا الانساني، فللحرية مملكة بلا حدود كل انسان فيها مواطن ملك نبيل.
علي فرزات.. لقد اخترت الجلوس على كرسي الحرية الذي نجره الشعب، اما الدكتور الدكتاتور فقد اختار بعد جرعة من خلطة الحماقة والاستكبار والطغيان، كرسيا من مئات الكراسي ( الرسالة ) التي تفننت في ابداع رسمها وخطها ونظمها للطغاة.
علي فرزات.. «تعيش وتاكل غيرها».