الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-04-2010, 12:28 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نجية يوسف
أقلامي
 
الصورة الرمزية نجية يوسف
 

 

 
إحصائية العضو







نجية يوسف غير متصل


افتراضي رحلة مع شاعر [ مكي النزال ]




رحلة مع شاعر


شاعر كتب الرحلة بيده هو ، رسم مسارها بشعره هو ولم يكن لي فيها سوى متابعة الخطو ،

شاعر ألخصه في ثلاث كلمات:

• فارس القصيد وهو القائل :


إن قيل: من للشعر؟ قلت: أنا لهُ

أضفي عليهِ بما أُفيضُ جمالهُ

والحبرُ منّي خُضرةٌ لجنانهِ

من بعدِ أن أبتِ الغمامُ وصالهُ

لمّا خططتُ الحرف في ديوانه

عبّأتُ بالعبق الجميل دِلالهُ

أنا سيّدُ الشعراء في زمنٍ بدا

ساداته من يحملون قلالهُ

أُشربتُهُ مُذ كنت غضًا يافعًا

فاقندتُ في بيد الكلام جِمالهُ

وإن ارتضيتُ قعودَ من قعدوا لها

أفضى إليّ لكي يحطّ رحالهُ


شاعر الغربة والوطن وهو القائل :


بوركتِ يا بغدادُ لـي أُمـاً فيها الفـؤادُ بحزنـه سُـرّا

فتجشّـم الأهـوال مرتاحـاً والعسر صار بحبّه يسـرا

مزّقتُ كلّ خرائـط الدنيـا وبقيتِ أنت خريطتي الكبرى



وهو القائل :

ألا يا قيسُ أتعبنا الرحيلُ

وصار مباعدًا عنا الوصولُ

مشينا والخطى نارٌ تلظّى

ودربُ النأي منكفئٌ، خجولُ

رأينا النار تأكلنا حفاةً

ومن كلّ المُدى دمنا يسيلُ

تجهّمنا القريب فصار فضًا

وبان من الورى خلقٌ هزيلُ

يظنونا هوينا من عليٍّ

فبتنا في فلاتهمُ نميلُ

تشفّى شامتٌ في بعض همٍّ

وطاول جذعنا قزمٌ ضئيلُ

تناوشنا الردى من كلّ صوبٍ

ودارت كالرحى فينا الفصولُ

شربنا همّنا سمًا زعافًا

تغذّيناهُ إذ عزّ البديلُ

وحُمّلنا الأذى حتى كأنّا

جِمال ٌ لا تفارقها الحمولُ

يمرُّ العيدُ فالدنيا احتفالٌ

ونحن نئنُّ فالماضي ثقيلُ

وآتٍ لا يكادُ يبين حتى..،

يغيب بظلمةٍ فمها ذهولُ

فيا من غرّبتك صروف دهرٍ

دع الأيام تفعل ما تقولُ

ونحن نقول قولتنا لشمسٍ

تعلم أن يرافقها الأفولُ

نصارعُ بالصلاة ضلال قومٍ

تناءت عن رؤوسهمُ العقولُ

فلاوينا الضلال بفيض عزم ٍ

وكنّا كالصواعقِ إذ نصولُ

نروم الحقّ في قولٍ وفعلٍ

طلاب الحقّ ديدننا الأصيلُ

فطوبى للغريبِ بحشد حمقٍ

بأنّ الرشد من دمه هَطولُ

ـــــــــــــــــــــــ

شاعر الحب وهو القائل :

صغيرةٌ عبر البحار

أهدت لي الحياة روضة ً من جلنار

تغيّرت جداولي

تفككت مسائلي

وصار كلّ همّي أن أراك باسمة

حالمة

فراشة ً تطير في الفضاء

وردة ً تعطـّر الأجواء

تمتمت:

هاتي يديك

خذي دمي حنـّاء

خذي مشاعري

خواطري

دفاتري

يا من دخلت عالمي

رداؤك الحياء

أقسمت
إن صرت ِ لي حليلة ً صارت لي السماء

صرت ُ المفوّهَ الوحيد

والكلّ أدعياء


، نعم إنه مكي النزال







مكي النزال ، ابن الفلوجة شاعر الحب والوطن ، تتضوع العاطفة من ثنايا شعره ، يغزلها قلائد من حرير ، يطرزها بعنفوان الفارس وكبرياء الأنا التي لا تغيب حتى في أكثر المواضع رقة وعاطفة .
لن أضع في قراءتي هذه دراسة لسيرته التي أنا على ثقة بأن معظمكم هنا يعرفها خيرا مني ، ولست بصدد فعل شيء من ذلك ، لكنها مقدمة أراها تكتب ذاتها للتعريف بموضوعي .

مقدمة :

موضوعي التالي ، ما هو إلا قراءة قارئة بسيطة ، تعلن أنها ليست ذات تخصص ، لكنها قراءة ربما أقرب ما يكون الوصف لها عندي أنها ذاتية تأثرية ،.
خلال متابعتي لشعره وفي قصيدته [ أحرجت شيبتي ] لفت انتباهي شاعرنا بكلمةٍ ربما لم يقصدها ، خرجت من فوهة بركانه جعلتني ألتقط ما جاء بعدها وأقرؤه قراءتي تلك حينما قال في بداية صفحة هذه القصيدة خذوها قبل أن أشطبها
لا أدري لمَ حركتني هذه الكلمة ؛ كيف يستطيع شطبها ؟ولمَ ؟ وما الحالة التي دعته لقول ذلك؟
تابعت قصيدته تلك التي ما لبث أن سمّى ما تلاها هذيانا ، ولفتتني غزارة ما جاء بعدها من شعر يحمل نفس توقيع الروح ، والمسار في الشعور بل والحكاية أيضا.

نعم لقد جاءت نصوصه بما فيها قصصه القصيرة [ من فوهة البركان ] تحمل ذات الروح وذات القصة .
لذا ، وجدتني أحس رغبة في ملاحقة ذلك المد الشعري ، الذي جاء على مدى ست قصائد حسب تواريخها هي :
ثمل : / 20 / 1
أحرجت شيبتي والهذيان : / 21 / 1
وقد امتدت هذه القصيدة على فترة إنشاء قصيدتين أخريين هما : صبأت ، ولمي شظاياه ، كمقاطع تكاد تكون شبه يومية .
صبأت : / 30 / 1
لمي شظاياه : /4 / 2
طيري بعيدا : /13 / 2
أشكوك للمطر : /16 / 2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


هذا ولقد احترت في متابعة هذه الروح الشعرية ومسيرتها ، وأخذتني في متابعتها عدة أفكار ، غير أني رسوت الآن على جعل قراءتي متتبعة للحدث والشعور حسب الزمن منطلقة من بداية الحدث في قصيدته ، ثمل ، ومن ثم أحرجت شيبتي ومقاربة مقاطعها من حيث الفكرة ومسار الشعور مع باقي القصائد التي شاركتها الفترة الزمنية وهي لمي شظاياه ، وصبأت ، ثم جاءت قصيدتا طيري ، وأشكوك للمطر كخاتمة لحالة اعترت شاعرنا وكان فيهما مستقر الشعور .


العرض :

سيكون حديثي حول ثلاثة محاور ،

حديث العقل متمثلا في قضية العمر التي وقف أمامها طويلا وولدت لديه هذا الصراع الذي عبر عنه بالذهول .
استجابته لنداء العاطفة بعد حيرة ، واستسلام لهذا الطارق الجديد .

بعض برود وصحو يلفه كبرياء الشاعر الذي ينهي الموقف بدعوتها للبعد عنه في قصيدة [ طيري ] ليتحول الوضع في قصيدته [ أشكوكَ للمطر ] من ندائه لها بالبقاء إلى جانبه كما رأينا في قصيدة لمي شظاياه إلى ندائها هي ، لبقائه وعتابها له على الرحيل ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المحور الأول

في لحظة ما طارق يأتيه بليل :
يحركه يوقظه يجعله مرتبكا أمام عقل يعي معنى الرشد في هذا العمر وعاطفة تتقد ترنو إلى الحياة فبدا حائرا بين رشد عقل وشباب قلب .
حيرة وذهول عبر عنهما في قصيدة كاملة هي [ ثمل ]20 / 1 / 2010


كـلّ الدلائـل توحـي أنـنـي ثـمـلُ

ترنّحـي، وضيـاع العقـل، والـذهـلُ


وما فتئ أن انهمر في قصيدة تلتها مباشرة 22 /1 / 2010 ، [ أحرجت شيبتي ] وما تلاها مما سماه بالهذيان كالبوح أو بوح كالهذيان .


جعلتني أدور حول حيرتي

أمثـْل ُ موسم الخريف ثم الصيف يُقبل الشتاء..،


وعاد مرة أخرى ليسيطر عليه شعوره هذا ويلح عليه في قصيدة ثالثة تزامنت مع فترة إنشاء هذيانه في قصيدة [ صبأت ] 30 / 2010 ،

أما في قصيدة صبأت فإنه يعبر عن هذا الذهول بعدة استفهامات إنكارية واصفا ما هو فيه بالحلم .


يا حلُمْ

كيف استحلت واقعاً يُعاش؟

كيف انتقلتُ فيك من أطلال غربتي لروضة الفـَراش؟

وقلبيَ الشقيّ في خموله

وكان الصراع شديدا في عمق الشاعر وهو يتقلب بين رفض وقبول ، بين مد عاطفي وجزر حين عقل فنرى الحديث عن العمر في قصائد [الهذيان ] استنفذت منه تسعة مواضع يتضح من خلالها إلحاح فكرة ذاك الجدل بينه وبين ذاته ، روح تقبل على الحياة وعقل يردع مستخدما عبارة شيبتي ثلاث مرات ومصرحا بعمره مرة ، واصفا إياه بالخريف والضياع . فيقول :

أحرجت شيبتي أخجلتني / دعيني مكبلاً بما عتا من مارق السنين / بعد كومة ٍ من سنين عدت ُ طفلاً/ يا من أحرجت ِ شيبتي / وعدتُ لخمسين عامًا طُحِنتُ/عمر ٌ مضى وربما نكون قد بلغنا منتهاه ضيّعناه / يكرهني صبية ٌ يلعبون فهم يكرهون الخريف/ طرّيْت ِ شيبتي / أعدتني عمرًا إلى الوراء .
في حين يلّمح لمرور العمر في قصيدة ثمل بقوله :


موتٌ يخالـج روحـي والحيـاة بـدت

كأنهـا بعـيـون الـمـوت تغتـسـلُ

وفي قصيدته صبأت يطالعنا العنوان بداية بشيء من رفضه وعدم قبوله لما هو فيه وهو من لا يعرف الخطأ ،

إذا ، هو يراه خطأ لكنه خطأ عذب .

أخطأت

وكنت من لا يعرف الخطأ

وقعت

لم أنتبه لخطوتي إذ استدرت ْ

وكنت مغمض العينين إذ مشيت

المحور الثاني

يتراخى هذا الشعور بالحرج شيئا فشيئا إلى أن يغدو استعذابا للحالة التي يعيش ، وينتقل من بعد إلى دعوة للحياة وتجد ذلك واضحا حين تقارن بين استخدامه في بداية قصيدته عبارة [ أحرجت شيبتي ]، لتصبح بعد مرور وقت : [طريت شيبتي ]
ذلك الاستسلام الذي وهبنا أرقّ الشعر وأعذبه ، وتلك القدرة التي جعلتنا نشعر نبضه في عروق شعره .


والليل استسلم للفجر

فتعالي

يا آخر رحلة عمري

هاتي عينيك الخضراوين

هاتي غيمة عطرٍ أخرى

تتبنى دوحة صبري

ــــــــــــــــــــــــــــــ

نجدة ٌ أنت ِ جاءت،

ولو بعد حين

بعد كومة ٍ من سنين

عدت ُ طفلاً

فهل تفهمين؟

ــــــــــــــــــــــــــ
أما في قصيدته [ صبأت ] التي بدأها باعترافه بالخطأ حتى عده صبأ نجده يستعذب هذا الحب ويستسلم لسحره بل ويختم قصيدته بدعوته إليه :

مُدّي يدًا لشاعر ٍ أودى به الشتاء

علـّميه ما يقول

لقـّنيه النبض كيف يعزف الألحان

هدهديه حين يفقدُ الأمان

لا تتركيه للرياح الظالمة


ومما يلفت الانتباه ذاك الكبرياء والرشد الذي لأجله يطلب منها ألا تذيع سر احتراقه وما وصفه في بداية النص بأنه خطأ ليعترف في آخر كلمة من القصيدة مؤكدا أنه حب :


يا طفلتي التي في عينها غرقتُ
لا تخبري دفاتري

والوردْ

أرجوك، لا تبوحي باحتراقي بين الأصدقاء

وأنني لم أنتبه لخطوتي إذ استدرت

وأنني

أحببت!
**

بل ما يلفت انتباهي لمحة أعزوها إلى شيء من كبرياء لا ينفك يلازمه حين يستدرجها إلى القبول به والتصميم على المضي في الرحلة معه :

والآن؟

وبعد أن غرقت ِ في عواقبي الوخيمة..،

وفي دقائقي السقيمة..،

هل تشعرين بالأمان؟

هل وهل وهل

أنا امتحان


ـــــــــــــــــــــــــ
أنا امتحان

فلتهربي إن شئت قبل أن يخونك الأوان

أو فلتظلـّي في دمي القديم أقحوان

يا من أحرجت ِ شيبتي

فعدتُ طفلاً باحثـًا عن الإثارة

وأنت عنده المفتاح للإثارة


ـــــــــــــــــــــ
ويبقى الكبرياء زعيم الموقف حين يتوجس بُعدها أو تلوح في الأفق لحظة صمت منها فيقول :


وقلبك أقلع عن نبضة العاشقين

وصار يردّد وقع المطر

فنامي

وكوني كما أنت طفلة

بقلب ٍ مدلّه

لكنه لا يلبث أن تأتيه الإجابة فيعلن على لسانها القبول .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ


تكحّل الورق

بما وهبتِ من محاسن الألق

والصبحُ موشكٌ على الطلوع

بعثت لي مع البريد

رضاك عن صحائفي

وبسمة ً بريئة

ولفظة ً جريئة

ودعوة ً للشعْر أن يُقال دونما خطيئة

فابتسم المساء

والفجرُ في دمائي انفلق

ــــــــــــــــــــــــــــ


تغازلني الشمسُ
دافئة ً

تبعث الروحَ في حدقات الجمود

تتبارى أشعتها في الوريد

تفهمني ما أريد

والقمر..،

يأخذني حيث تسمو المشاعر

فهو ساحر

يقرأ عمق المشاعر

لنرحلْ إذن

على جنح أحلامنا المستحيلة

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

ويستمر الحلم ونعيشه مع الشاعر إلى أن يتزامن ميلاد قصيدته [ لمي شظاياه ] مع ما تبقى من الهذيان الذي فيه نلمح شيئا من جفاء يجعله يقول :

نثرت ُ القوافي جزافـًا

ففي الطرف الآخر من ساحة الوجد ِ لم تستمع لي الفصول

فعدت ُ بقافيتي في ذهول

لا رحيل

ولا شيء يشفي الغليل

فزادي قليل ٌ ...،

قليل
ـــــــــــــــــــــــــــــــ


ويصرح بوجده في اليوم التالي قائلا :

جبال من الوجد تسكن قلبي

تثقل أوردتي

والمساء..،

عاصف ٌ باغتراب الرؤى

وأنت هنا

وهناك
تتمادين في الجهل

لا تسعفين الجراح

تتمطين ساهمة ً في قصيدة

وروحي وحيدة

كم رأيتك عني بعيدة

بعيدة


ويعطي لهذا الوجد قصيدة كاملة يخاطب فيها طفلته قائلا :


لا توقفي النبض يا من كنت ِ نجواه

دعيه منتفضًا في ريح شكواهُ*


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*
لا تعذليه ِ إذا ما الشوق ُ غالبهُ

فجاءَ يكشفُ –حُبًا- عن خباياهُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كوني الملاذ َ لهُ إن عافه ُ أملٌ

أو استبدّ به ِ شكّ ٌ ولاواهُ
*

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المحور الثالث

برود وصحو وكبرياء

ما إن يمر وقت وصمت شبه نسبي حتى نجده في قصيدتين تصوران ما وقفت عنده حدود هذه التجربة هما [ طيري ، وأشكوك للمطر ] وفيهما نلحظ تغيّرا في مسار تفكير الشاعر وإدارته لعواطفه ،وهذا التغيير يأتي على شقين الشق الأول :
حين يطلق سراح طفلته بعد شيء من فتور ويطلب منها الرحيل عنه ، مبررا ذلك بخوفه عليها من غربته وضياعه وما وصفه بالنكد وقلة العون والمدد .يطلب منها الرحيل ليبقى هو في حبه مسهدا غائب الرغد .


يا من خشيت ِ نداء القلب والكبَدِ

واخترت ِ أن ترحلي عن شاعر ٍ نكد ِ
*
نامي هنيئـًا ولا تصغي لقافية ٍ

تنوح ثكلى، تذيبُ الشدو بالكمدِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هنا لي وقفة ولمحة تشي بما ذكرنا من ألم وهم لا يفارق الشاعر وانصهار روحه بهم الوطن .


انا المضيّع أهلاً والقصير يدًا

ما عاد غير ضياعي ماكثـًا بيدي
*
الشق الثاني

حين يأتي الحديث على لسانها ترجوه عدم الرحيل ، مصورا في لوحات متتالية رقة عاطفة وقوة فخر ،مفعمة بشعور الشاعر بذاته وامتلائه إيمانا بها .
قصيدة من مقاطع عدة حاولت أن أختار منها لكنني وجدتها كلها تُختار ، كلها حزمة شعورية متقدة لونتها الأنا الجميلة والتي تتقبلها النفس بل تغبطه عليها والإحساس العذب الرقيق .


ماذا أقول يا شهيدَ غربتك؟

أحبك

أحبّ أن تعود

ولن تعود

يا غريب

عرفت ُ أن هذا ليس عالمك

وأنّ حكمتك..،

قضت عليك

في كلّ لحظة ٍ تدبّرَتْ

عسى لهذا السخف أن يُحـَلّ

يا من عبدت َ ربًّا واحدًا..،

وكلّهم هُبَل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


في هذا النص تكثر الاستشهادات على عمق شعوره وإحساسه بدوره وأهميته في محيطه وأثره في قضيته .

في هذا النص بالذات تحتشد العبارات والصور ولا أريد أن أطيل ولا أحب أن أشرّح جمال ما رأيت ، لكنني أرصد هنا عدد العبارات التي نسب فيها على لسانها سيادته فهو :
سيّد النهار
سيّد المطر
سيّد الإصرار
سيّد الفصول
سيّدَ المُحال
سيّد َ الخيال
سيد الحضارة


وبعد وفي ختام رحلتي مع شاعر قرأت له وقرأته ، أعتذر إن قصرت قراءتي ، أعتذر إن جاء جهدي لا يفي ، فقد كانت تجربة جميلة ساحرة أن أعيش الحرف شعرا ، ينثره من روحه العبقة بالجمال ولمسة يد تعرف كيف تغزل الحرف . ولا أعرف على غزارة جماله متابعة هذا الجمال لكثافته ، ولأنني اخترت منذ البداية أن تكون قراءتي عامة متتبعة لحدث وشعور ، وليست دراسة نقدية شاملة .


عذرا يا فارس القصيد إن قصّرت ،

لك التحية ملونة بجمال شعرك .


النوار






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:36 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط