حكمة الماء ..

[حسن سلامة]

حكمة الماء ..


ذُكر عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - إنه كان يمسك بطرف لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد··
وقال شاعر:

احفظ لسانك أيها الإنسانُ
لا يلدغنك إنه ثعبانُ
كم في المقابر من قتيل لسانه
كانت تهاب لقاءه الشجعانُ

وقال آخر: عقل الرجل مخبوء تحت لسانه ··

بين حكمة الصديق وقول الشاعر تكمن قضية مهمة لها علاقة مباشرة بالتعامل بين الناس، سواء في الصدقية أو في إيذاء الآخرين·· ويقاس الرجال بصدقيتهم وأدبهم، وإذا فقدوا الصفتين النبيلتين كانوا عبارة عن أرقام وجثث متحركة وحسب!
الرجال النبلاء الصادقون هم الذين يستطيعون امتصاص صدمات الآخرين المتهورين، وهم أيضاً الذين تكون لديهم صفات حميدة أخرى كالصبر والحكمة رغم لدغات الألسنة التي شبهها الشاعر بالثعابين، إلا أن الثعبان تكون أخطاره واضحة ومحددة، وكذلك نتائجها، ويمكن أيضاً تحاشي الثعبان من باب المعرفة المسبقة بخطورته·
الأخطر من الثعبان ولدغاته، ذلك اللسان الذي يودي بصاحبه إلى القبر، وبالتالي يخادع الناس بسلوكيات لا تعكس ما يبطن فيتعامل معه الآخرون بحسن نية وصدق·· الأخطر من ذلك أيضاً أن صاحب اللسان الثعباني يتحين الفرص نتيجة أمر متأصل في نفسه·· في نشأته وتربيته·
لكن أين هي الحكمة في التعامل بين البشر؟!

00

إن الحاذق النقي في تعاملاته يذكرني بقطرة الماء التي أرى فيها شيئاً من حكمة إلهية··
الماء له أهميته القصوى، وكما يعلم الجميع، ليس له لون أو طعم أو رائحة، وهنا تكمن تلك الأهمية التي حددها الخالق سبحانه وتعالى بقوله:
{وجعلنا من الماء كل شيء حي}·
هنا، لا أود الخوض في خواص الماء وفوائده المتعددة بقدر الوصول إلى نقطة محددة كامنة فيه·
نلاحظ قطرات ماء تنساب على صخرة، واحدة تلو أخرى، ومع الاستمرار والوقت تحز في الصخرة بشكل يثير التساؤل والدهشة، عن كل هذا الفعل بين سائل وجلمود·· بين الشفافية والليونة وجسم صلب قد يعجز المرء عن تهشيمه!
هي حكمة الماء التي( تفهم ) طبيعة الأشياء والمعادن، تتصرف بهدوء تام، تفكك كل عنصر وفق تركيبه حتى تخرج في النهاية كل تلك الخطوط·· وذلك التآكل الذي يواجهه الجلمود!
ما هي النتائج إذا كان هناك نهر جارف·· ومستمر؟
حكمة الماء تقول: حين نسمع خريراً فإن الماء ليس له عمق، وإذا كان الماء هادئاً فابحث عن العمق وما يحتويه!
حكمة الماء تعتمد على الوقت والاستمرار، هذه الحكمة التي تغذي الجسد والروح، تمثل دورة الحياة بكل معانيها، حريّ بنا أن نتعلم من الماء حكمته وشفافيته وصبره واستمراريته!
الغرابة في أمر البشر أن كثيرين تغيب عنهم الحكمة، فيغيّبون العقل الذي هو (تحت اللسان)·
اللسان هو الذي يكشف السلوكيات والدواخل وما يمور فيها من أفكار وأحداث وقرارات·· والإنسان السوي هو الذي يحكّم عقله لتخرج النتائج عبر اللسان فإما أن تكون صادقة نقية وإما تجر صاحبها إلى الهلاك··
استهجن تصرفات بعض الذين يريدون كسب مودة الآخرين وصداقتهم وحسن تصرفهم، بينما هم يحملون سماً في ألسنتهم يخرج مع كلماتهم!


حسن سلامة
h_salama_51@yahoo.com

[سارة زياد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن سلامة

حكمة الماء ..



حكمة الماء تقول: حين نسمع خريراً فإن الماء ليس له عمق، وإذا كان الماء هادئاً فابحث عن العمق وما يحتويه!



حكمة الماء تعتمد على الوقت والاستمرار، هذه الحكمة التي تغذي الجسد والروح، تمثل دورة الحياة بكل معانيها، حريّ بنا أن نتعلم من الماء حكمته وشفافيته وصبره واستمراريته!

استهجن تصرفات بعض الذين يريدون كسب مودة الآخرين وصداقتهم وحسن تصرفهم، بينما هم يحملون سماً في ألسنتهم يخرج مع كلماتهم!


حسن سلامة
h_salama_51@yahoo.com

اشكرك استاذي الفاضل حسن سلامه ...
مواضيعك ممتعه ومفيده

ولقد اعجبت بهذه الحكم ..
ومن اوتي الحكمه فقد اوتي خيرا كثيرا ...صدق الله العظيم
تقبل تحياتي

[سلمى رشيد]

الأستاذ الكريم حسن سلامة
تحية طيبة
ذُكر عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - إنه كان يمسك بطرف لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد··
في هذا الزمن وهذا الموضوع يبدو أن نتاج ما نكتب هي التي توردنا هذه الموارد ..
لكن الا ترى معي ان الخلاف هو الذي يجعل الصديق عدوا بالرغم من أننا نجاهر بقول أن الخلاف لا يفسد للود قضية ونسر في القلب نعم ونعم هو يفسد الود ويجعلنا على حافة خوض معركة تبادل الإتهامات....
أستاذي الكريم
الإنسان موقف وكل متكامل ما بين لسانه وقلبه ،، والأيام وتقدم العمر وزخم التجربة تكسبنا حكمة الماء فلا نبخل عليها لمن حولنا ولو كلفنا الكثير من الصبر والأناة ،،
لنعطي للطرف الآخر الكم الكبير من الأعذار فلربما نحن أيضا على غير حق ولربما من كان لنا عدوا يصبح خير الأصدقاء.
أبعد الله عنا لدغات الثعابين والألسن.
كل التحية

[هشام اللاحم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن سلامة

إن الحاذق النقي في تعاملاته يذكرني بقطرة الماء التي أرى فيها شيئاً من حكمة إلهية··
الماء له أهميته القصوى، وكما يعلم الجميع، ليس له لون أو طعم أو رائحة، وهنا تكمن تلك الأهمية التي حددها الخالق سبحانه وتعالى بقوله:
{وجعلنا من الماء كل شيء حي}·
هنا، لا أود الخوض في خواص الماء وفوائده المتعددة بقدر الوصول إلى نقطة محددة كامنة فيه·
نلاحظ قطرات ماء تنساب على صخرة، واحدة تلو أخرى، ومع الاستمرار والوقت تحز في الصخرة بشكل يثير التساؤل والدهشة، عن كل هذا الفعل بين سائل وجلمود·· بين الشفافية والليونة وجسم صلب قد يعجز المرء عن تهشيمه!
هي حكمة الماء التي( تفهم ) طبيعة الأشياء والمعادن، تتصرف بهدوء تام، تفكك كل عنصر وفق تركيبه حتى تخرج في النهاية كل تلك الخطوط·· وذلك التآكل الذي يواجهه الجلمود!
ما هي النتائج إذا كان هناك نهر جارف·· ومستمر؟
حكمة الماء تقول: حين نسمع خريراً فإن الماء ليس له عمق، وإذا كان الماء هادئاً فابحث عن العمق وما يحتويه!

تكمن المشكلة في اكتشاف سم أولئك الثعابين
فلا يتم لنا ذلك الا بعد تفشي السم داخل الجسد
اللبيب من اوتي الحكمة ليميز الثعبان من الصديق
تماماً كحكمة الماء

أخي حسن سلامة
يعجبني دوماً أسلوبك في شد القاريء للقراءة اكثر واكثر
تقبل جل ودي

[معاني عوض]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة ستاذي الفاضل
حسن سلامة
قال الله عز وجل
( ((( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))) )
واعظ اللسان ضائع كلامة وواعظ القلب نافذ سهمة .... فالأول هو العالم عير العامل
... والثاني هو العالم العامل الذي يؤثر كلامة في القلوب وتنتج كلمتة ثمرة الحكمة والعبرة والفكرة

استاذي الفاضل
قال رسول الله صلى الله علية وسلم
(( حفظ اللسان من علامات الإيمان ))
... فالمرء تحت طي لسانه ،، لا تحت طيلسانه .
استاذي العزيز
مشاء الله عليك يعطيك العافية جزاك الله خير اسلوبك رااااائع في طرح المواضيع لا
حرمنى الله منك ومن رسول فكرك المميز بارك الله فيك
بقلم ملؤه المحبة والمودة تقبل مروري وشكري وتقديري لشخصك الكريم
تحياتي لك
معــــ عوض ــــــــاني
~~~~~

[حسن سلامة]

بسم الله الرحمن الرحيم

الفاضلة سارة

الذي يقرأ بقلبه ، ونقائه ، أشعر أنه شريكي في الكلمة ،
أما الذي يقرأ ويتصيد ، أقول له هات ماعند وما قدمت .. ما ذبحنا إلا الذي يدعي الثقافة والأخلاق .. ترينهم يتهافتون على القصعة كالألة التي أذهبت فطنتهم ..

لك التقدير والاحترام ..