36 عاما على وفاة العلامة الدكتور قدري طوقان

[داعس ابوكشك]

في السادس والعشرين من شباط عام 1971 فقد الشعب الفلسطيني ومعه الامتين العربية والاسلامية علما من اعلامها الافذاذ الذي كرس حياته لخدمة العلم والمعرفة, ولعل الذاكرة تسعفني عندما شاهدت جنازته الحاشدة في شارع فيصل وكنت انا في ذلك الوقت طالبا في المرحلة الاساسية ولم اقرأ عن هذا العلامة أي شئ حيث كنا ننشغل بالكتب المدرسية ولكن ما لفت انتباهي واهتمامي بالدراسة عنه عندما شاهدت جنازته وفي مقدمتها لفيف من الشخصيات الاعتبارية والفكرية والاكاديمية والمثقفة , والاوسمة التي كان يحملها بعض الاطفال والتي حصل عليها الفقيد , ومن هنا كان الاهتمام بالتوجه الى دراسة مآثر الفقيد وما خلفه من مؤلفات كان لها الاثر الاكبر في الحفاظ على التراث العلمي العربي لا سيما في الرياضيات والفلك
السيرة الذاتية

ولد الدكتور العلامة قدري طوقان في مدينة نابلس " جبل النار " عام 1910 حيث درس في مدارسها الابتدائية والثانوية ثم التحق بالجامعة الامريكية في بيروت وتخرج منها يحمل الشهادة الجامعية الاولى في تخصص الرياضيات ثم عاد الى الوطن والتحق بمدرسة النجاح الوطنية " التي تأسست في نابلس عام 1918 " حيث عمل مدرسا ثم مساعدا لمدير المدرسة فمديرا لها , وعمل على تطوير المدرسة لكي تصبح معهدا للمعلمين في عام 1965 وقد انتخب الدكتور قدري طوقان عضوا في مجلس النواب الاردني عام 1950 ثم اصبح وزيرا للخارجية الاردنية بين عامي 1964-1965 .

وقد عمل الدكتور قدري طوقان على تنقية الاجواء العربية من التوترات والمشاحنات وخاصة بين الاردن ومصر وكان دائم الاتصال بكبار الادباء والمؤلفين العرب وكانت له عشرات المقالات العلمية والادبية التي نشرت في مختلف الصحف والمجلات العربية , كما انه عمل على اطلاع الغرب على حضارتنا العربية من خلال زيارته للدول الاجنبية وبين مآثر العرب العلمي ودورهم في تطور الحضارات كما انتخب عضوا في مجمع اللغة العربية في القاهرة والمجمع العلمي العربي في دمشق والمجمع العلمي لدول البحر الابيض المتوسط ومجلس الاتحاد العلمي في الاردن والمجلس العلمي العربي المشترك لابحاث الذرة واللجنة القومية لليونسكو وكان عضوا في مجلس امناء الجامعة الاردنية , كما اسس اللجنة الاردنية للتعريب والترجمة والنشر.

الاوسمة التي حصل عليها

لقد حصل الدكتور قدري طوقان على عدة اوسمة بفضل انتاجه العلمي ودوره المتميز في الحضارة العربية حيث قامت عدة دول بتكريم الدكتور قدري بتقديم الاوسمة التالية له:

1) وسام الاستقلال من الدرجة الاولى عام 1957 مقدم من جلالة المرحوم الملك حسين بن طلال.
2) وسام الكفاءة الفكرية من الدرجة الممتازة مقدم من ملم المملكة المغربية عام 1961.
3) وسام الكوكب الاردني من الدرجة الاولى عام 1964 .
4) وسام الجمهورية من الدرجة الاولى مقدم من الجمهورية العربية المتحدة عام 1964.

هذا بالاضافة الى كثير من الشهادات والدروع التقديرية والميداليات الذهبية التي قدمت للدكتور قدري طوقان.

مؤلفاته

الف الدكتور قدري طوقان 23 كتابا اهتم فيها على دراسة التراث العلمي العربي وخاصة في الرياضيات والفلك مثل تراث العرب العلمي والثقافة الاسلامية والكون العجيب والاسلوب العلمي عند العرب وبين البقاء والفناء ونشاط العرب العلمي في مائة عام وبين العلم والادب والعلوم عند العرب والعلم مع الحياة ومقام العقل عند العرب , كما كتب عن القضية الفلسطينية في كتاب باسم "بعد النكبة " حيث بينفيه اسباب النكبة ونضال الشعب الفلسطيني , كما الف كتابا تحت عنوان وعي المستقبل حيث يحتوي هذا الكتاب بين دفتيه مجموعة من المحاضرات والمقالات والاحاديث التي تناولت اوضاع الوطن العربي , كما الف كتابا بعنوان مقام العقل في القران الكريم حيث بين فيه اهمية العقل على اعتبار انه نور يهدي به الله الناس ويطالبهم باستعماله والتحاكم اليه .

لقد ترك لنا الدكتور قدري طوقان تراثا فكريا وعلميا ذاخرا مما حيث اتاح المجال للمفكرين العرب ان يقبلوا على دراسة هذا التراث وان يلتهموا من افكاره السامية وقدرته العلمية ودوره البارز في احداث نقلة نوعية في التراث الفكري العربي , ولا اصدق مما يقوله قدري طوقان في حرية الفكر " يجب ان يدرك العرب في هذا العصر ان التقدم لا يصل اليهم الا على جسر من حرية الفكر " .

واذا كانت نابلس تشتهر بجبليها جرزيم وعيبال فان الجبل الثالث لها هو العلامة المرحوم قدري طوقان الذي قدم لنابلس والشعب اللسطيني الشئ الكثير في سبيل نهضته وتقدمه من خلال اقامة كلية مجتمع النجاح الوطنية وحافظ على عروبة نابلس وهويتها الفلسطينية بعد وقوعها تحت الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 وكان دائم التفكير في تحويل كلية النجاح الى جامعة النجاح الوطنية حيث وضع الارهاصات من اجل تحويلها الى جامعة , وقد حدث هذا بعد وفاته حيث قامت هيئة عمدة النجاح في اتخاذ القرار التاريخي القاضي بتطوير كلية النجاح الوطنية الى جامعة النجاح الوطنية وكان ذلك بتاريخ 12/8/1976 وقد بدأت عامها الدراسي الاول صباح يوم 5/11/1977 , ومن هنا وجب علينا كمفكرين وكتاب ان نحافظ على تراث هذا الانسان الخالد في فكرنا وفي تاريخنا لما قدمه من ابداع للحضارة العربية والاسلامية.


داعس ابو كشك

[جميل محمد الكنعاني]

الأخ الفاضل / داعس أبوكشك وفقه الله
بعد التحية والتقدير :-
لقد قرأت مقالك عن المرحوم الدكتور قدري طوقان رحمه الله وقد أعجبت بما قرات عنه بشكل موجز ومجزوء ولكنه مقال زاخر وأشكرك على هذا الجهد والاهتمام بهذا العالم الفذ الجليل والقامة الشامخة والذي قدم لبلده وشعبه وأمته العلم النافع والمجد التليد والمؤلفات المتميزة وطالب بحرية الفكر وكان منارة ليهتدي الناس بها في تطوير انفسهم وعقولهم وربط الماضي بالحاضر وأنا تشرفت شخصيا بمقابلته مرتين أو أكثر وتسلمت من يده الكريمة جائزة التفوق الدراسي في الثانوية العامة عام 1970 م وكم فرحت بها وتركت أثرا كبيرا وقيمة طيبة وسعادة في نفسي كونها أول جائزة حقيقة تسلمتها وللأمانة فقد كنت أحدث بإحدى الجلسات عن هذه المناسبة قبل عدة أيام بفخر واعتزاز وذكرته بالخير وإن إسمه وشخصيته محفوظة بذاكرتي وذاكرة التاريخ بأحرف من نور وكم سعدت بتسمية مدرسة " قدري طوقان " باسمه بدلا من الصلاحية وكنت أتمنى أن يبقى أسم الصلاحية خالدا أيضا بمدينة نابلس الباسلة وأن لا يختفي ولا أدري إن كان هناك مدرسة حملت نفس الاسم وهذا أحزنني جدا فالصلاحية أيضا لها تاريخ عريق وماض تليد ويكفي أنها مشتقة من اسم البطل المسلم / صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وغفر له وجزاه عن القدس وفلسطين وأمتنا العربية والاسلامية خيرا في جنات الخلد .
أجدد شكري لك ولقد أثرت في نفسي رغبة للبحث في تراث العلامة / قدري حافظ طوقان رحمه الله وكنت أتمنى أن تكتب نسبه وسيرته بشكل أوضح ليعرفه من يريد ويهتم .

[داعس ابوكشك]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جميل الكنعاني

الأخ الفاضل / داعس أبوكشك وفقه الله
بعد التحية والتقدير :-
لقد قرأت مقالك عن المرحوم الدكتور قدري طوقان رحمه الله وقد أعجبت بما قرات عنه بشكل موجز ومجزوء ولكنه مقال زاخر وأشكرك على هذا الجهد والاهتمام بهذا العالم الفذ الجليل والقامة الشامخة والذي قدم لبلده وشعبه وأمته العلم النافع والمجد التليد والمؤلفات المتميزة وطالب بحرية الفكر وكان منارة ليهتدي الناس بها في تطوير انفسهم وعقولهم وربط الماضي بالحاضر وأنا تشرفت شخصيا بمقابلته مرتين أو أكثر وتسلمت من يده الكريمة جائزة التفوق الدراسي في الثانوية العامة عام 1970 م وكم فرحت بها وتركت أثرا كبيرا وقيمة طيبة وسعادة في نفسي كونها أول جائزة حقيقة تسلمتها وللأمانة فقد كنت أحدث بإحدى الجلسات عن هذه المناسبة قبل عدة أيام بفخر واعتزاز وذكرته بالخير وإن إسمه وشخصيته محفوظة بذاكرتي وذاكرة التاريخ بأحرف من نور وكم سعدت بتسمية مدرسة " قدري طوقان " باسمه بدلا من الصلاحية وكنت أتمنى أن يبقى أسم الصلاحية خالدا أيضا بمدينة نابلس الباسلة وأن لا يختفي ولا أدري إن كان هناك مدرسة حملت نفس الاسم وهذا أحزنني جدا فالصلاحية أيضا لها تاريخ عريق وماض تليد ويكفي أنها مشتقة من اسم البطل المسلم / صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وغفر له وجزاه عن القدس وفلسطين وأمتنا العربية والاسلامية خيرا في جنات الخلد .
أجدد شكري لك ولقد أثرت في نفسي رغبة للبحث في تراث العلامة / قدري حافظ طوقان رحمه الله وكنت أتمنى أن تكتب نسبه وسيرته بشكل أوضح ليعرفه من يريد ويهتم .

اخي جميل اشكرك على اهتمامك وهذا يدل على مدى تقديرك للعلماء الذين افنوا حياتهم في سبيل عزة الامة وتطورها واريد ان اطمنك بان هناك مدرسة تحمل اسم المرحوم وهي مدرسة قدري طوقان الثانوية وتقع على شارع عمان وعلى الطرف الشمالي لضاحية بلاطة البلد اما بالنسبة الى مدرسة الصلاحية فقد اعيد بناؤها في مكانها واستخدمت حجارتها في البناء وهي مدرسة ثانوية تقع في الجهة الشرقية من نابلس بالقرب من مركز التدريب المهني وتجاورها مدارس العامرية والصلاحية التجارية للبنات وسمير سعد الدين . مع الاحترام والتقدير
اخوكم / داعس ابو كشك "مدير مدرسة الملك طلال الثانوية "

[جميل محمد الكنعاني]

[quote=داعس ابوكشك]اخي جميل اشكرك على اهتمامك وهذا يدل على مدى تقديرك للعلماء الذين افنوا حياتهم في سبيل عزة الامة وتطورها واريد ان اطمنك بان هناك مدرسة تحمل اسم المرحوم وهي مدرسة قدري طوقان الثانوية وتقع على شارع عمان وعلى الطرف الشمالي لضاحية بلاطة البلد اما بالنسبة الى مدرسة الصلاحية فقد اعيد بناؤها في مكانها واستخدمت حجارتها في البناء وهي مدرسة ثانوية تقع في الجهة الشرقية من نابلس بالقرب من مركز التدريب المهني وتجاورها مدارس العامرية والصلاحية التجارية للبنات وسمير سعد الدين . مع الاحترام والتقدير
اخوكم / داعس ابو كشك "مدير مدرسة الملك طلال الثانوية .
أخي الفاضل الأستاذ / داعس ابو كشك المحترم
أشكرك جزيل الشكر على سرعة الاهتمام والرد واسعدني ما قلت وهذا شرف كبير تستحقه مدينة نابلس الباسلة جبل النار ومواطن الثوار الأحرار فلك كل التقدير والاحترام ووفقك الله في عملك مربيا فاضلا ومديرا بمدرسة الملك طلال وإلى اللقاء .
مع تحيات أخوكم الشاعر
جميل الكنعاني