الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة > قسم الرواية

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-02-2015, 07:25 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سلطان خويطر
أقلامي
 
إحصائية العضو







سلطان خويطر غير متصل


افتراضي رواية-أزهار القصة ومزهرية الرواية- الجزء الثاني عشر

موعد مع الذئب..!

الذئب كلمة مستنبطة من ضغن شديد وشر مستطير ترجمته التجارب البشرية وصاغته في تعبيرها المكنون دون أدني شعور بالنقص أو إمتهان للكرامة، هكذا وسمته بمخلوق نافذ الإرادة تجاه الضعف والضعفاء أنه لا يحترمهم ولا يلقي بالاً لدموع ضحاياه أين ما حل بهم عقابه وسطوته.


كان غنام ما يزال في الرابعة عشر من عمره حين أنتشر خبر مهاجمة الذئب للقرى المجاورة لقريته لقد أصبح ذئباً مسعوراً أرتفع عدد ضحاياه وبات سبباً لبث الرعب في قلوب أبناء القري الذين بدأوا يتحصنون في مساكنهم ويغلقون أبوابهم بالمتاريس الحديدة وشبابيكهم بالأخشاب المتقاطعة ولم يخطر بباله تلك الليلة التي ذهب بـ عيريه وهي نعجة أمه المفضلة أخذها إمتثالا لرغبة غزلان ضيفتهم التي أرادت إمتلاك ماعز توفر لها بعض الحليب ، أخذ غنام عيريه وقادها بنفسه إلى السيدة غزلان، ثم أنكفي متهربا من أخذ ثمنها كما هي رغبة والدته لكن غزلان أصرت أن تعطيه ثمنها وعندما عاد إلى البيت وجد باب المنزل محطماً ومفتوحاً على مصرعيه ووجد جسد والدته بحالة يرثي لها بعد أن فارقت الحياة!، ما الذي يستطيع فعله شاب بمثل سنه لأمه التي تفاجأ بموتها؟ أكثر من أعلان الحداد بحزن بالق، ذرف الدموع بحرقة على ما تبقي من جثمانها المنهوش حيث تمكن الذئب من إقتلاع قلبها ورئتيها ومزق ساعدها الأيمن بينما ثبطت قبضتها مرتخية بسلام على خنجر حاد النصل، دارت معركة شرسة بينها وبين الذئب قبل أن يحسمها هذا الأخير لصالحه كما هو ظاهر من بطش الإنتقام، وبالرغم من أنها تمكنت من إطفاء النور عن إحدى عينيه إلى أنه ترك عينيها المفجوعتان يستسلمان لضوء القمر العاكس للفاجعة وهي تحدق بإستغراب على آخر ما رأته تلك الليلة الباردة، منظر مهيب يحدق في أعماق من يراه ويسترجع معه ببطء صور الأحداث التي عاشتها الضحية قبل أن تموت، وجل غنام من تلك الصور البطيئة المفزعة وركض على غير وجهة يقصدها، أطلق الحزن ساقيه التي قادته إلى بيت غزلان علها تحتضن وجعه بحنانها، لم يجد غزلان في منزلها أيضاً وقبل أن تهبط معنوياته إلى حد لا يحتمل، شاهد عيريه تلفظ أنفاسها الأخيرة وهي غائرة في دمائها ببطنها المبقورة وعينيها الجامدتين، وكأنه أفاق للتو من غيبوبة سقطت في برهة من الزمن لسنوات، يا اللآهي الذئب!!! صرخ...! غنام مستغيثاً، ففكرة وجوده في مكان كان قطفة للذئب الذي أدي دوره بإتقان مفعم بالتراجيديا على مسرح الحياة الهش كانت مرعبة للصبي، أرتعب وواصل الركض مفجوعاً لمخفر الشرطة، وهناك قص لهم القصة، هب جميع أفراد الشرطة إلى بنادقهم يتقدمهم رئيسهم عمر ومن شدة هول النبأ تركوا باب غرفة السلاح مفتوحاً بعد أن أفرغوه ونسوا المفاتيح في حلق الباب، لم يبقي في قسم الشرطة سوى غنام والسجين سعود قابعاً في زنزانته.


التجارب تصقل خصال صاحبها وكما هو الذئب الذي أصبح أكثر شراً وزادت من شراسته، فعلت الأمر نفسه بغنام، وجد غنام في السجين المتألم خير مواسياً ومعيناً له كونهم معنين بما فقدته بدر تلك الليلة، فقدت البدر والهلال في ليلة واحدة (هيلة وغزلان)!.


إستغل غنام إنشغال العسكر بمطاردة الذئب وقام بتحرير السجين أحضر المفاتيح من باب خزنة السلاح وفتح باب الزنزانة وفك القيود من على سعود الذي أنتهز الفرصة فوراً وعرج إلى خزنة السلاح التي لم يجد بها سوى بندقية صيد قديمة حملها وتوجه إلى المطبخ حيث وجد بعض الخبز و قليل من الأطعمة المعلبة أخذها و لفها في معطف كبير وجده معلق هناك وأعطاه لغنام ....حافظ عليه!، تسللا خارج السجن وتوجهوا مباشرة إلى حيث تقيم زوجته غزلان.


كانت "عيرية" على حالتها التي رأها غنام من قبل، وما تزال الدماء رخوة على جدران الغرفة الصغيرة وحاجيات غزلان مبعثرة في أماكن متفرقة هنا وهناك، ظهرت آثار حوافر النعجة عيريه بجانب أثر أقدام الذئب كمن تصارع وحش هائل أكثر سطوة من ما إعتادت في حياتها أن تواجهه وبدت خطواتها أنها وبنسبة ما إستطاعت أن تتقبل بهذا الفارق الذي تخشاه لقد حققت إنتصاراً معنوياً لذاتها ليس إلا، أخذ سعود يقلب بعض الصناديق ودس في جيبه ورقة صغيرة قبل أن يغمس وجهه في الصندوق ويشم رائحة غزلان الزكية، أخذ ينحب كالأطفال حبيبتي يا زهرة المدائن ونور أحلامها الضائعة، بسمة الفضاءات المجنحة على أوراق الريحان، أُقسم.... ! لن أتركه يهنأ بشربة ماء، سأكون وبالاً عليه لما إقترفت يديه من دنس، أقسم سعود الوحش أمام غنام أن ينتقم لوالدته هيلة وحبيبته غزلان!، وإنطلقا في حينهما عندما سمعا أصوات الشرطيين وهم قادمون بمعية رجال القرية ليشهدوا بأنفسهم على ما حل بصاحبة البيت، قام ضابط مخفر بدر بالإتصال بفرقة الحرس المبعوث من قبل الملك وحتى انتظار مجيئهم قاموا بحراسة مداخل بدر للحفاظ عليها من معاودة هجوم مباغت يشنه الذئب الشرس.


كان مقرراً أن ينفذ حكم الإعدام بحق سعود عبدالله الفوال بعد يوم واحد قبل فراره من السجن حيث قررت السلطات السعودية ترحيله للمدينة المنورة صباح الجمعة ليتم تنفيذ العدالة بحقه وقطع رأسه بضربة حد السيف البتار في ساحة القصاص أمام المسجد النبوي بعد صلاة الجمعة، وهناك يتمكن عدد كبير من الناس على رؤيته، ويتم بذلك تحقيق الرسالة بأن المجتمع في هذه المكان من العالم يرفض وجود أمثال هؤلاء المجرمين بين أبناءه وهو لا يظهر لهم أي نوع من الشفقة أو الإحترام، هل جاء الذئب لنجدة سعود من سجنه وإنقاذه من مصير محتوم؟ أم أنه فقط إستدراج للتحرر من تبعات الماضي لقد ضحت غزلان بحياتها وسعادتها منذ اللحاق به من سجن إلى سجن حتى أنتهي بها الحال تتبع طائر البلبل الشجي، كم تاقت لسماع صوت تغريده حراً طليقاً بلا قيود بلا وجع السنين وألم الحرمان لقد عرفت أن سعود رغم هذه الأوصاف التي أطلقها عليه من في المحكمة قاضياً كان أو مدعياً هي أوصاف أطلاقها عليه مجتمع جاف المشاعر أو مكبوت، ظنت بأن هناك علاقة بين المتوحشون تجعلهم على مقربة من خط تماس متباين من بعضهم البعض، وفي رأيها أن حبيبها سعود خارج هذه المصفوفة.


بحقك من ذئب..!، أمنحك حرية الهرب لكنني سألاحقك وأين ما اختبأت سأجدك ، لا فضل لأحدنا على الآخر، ربما تكون أقصر مني ببضع سنتمترات وهذا ما يجعلك تواقاً لمواجهتي، بوثبة منك ستكون قريباً من عنقي لكنك تعلم أنني بهذه السنتميترات أقترب ايضاً من نقطة ضعفك، لكمة مقوسة على أنفك ستحل مشاكلي وربما مشاكلك، بحقك من ذئب حذر، ولكن ماذا لو قبض على يميني أثناء تسديدتي تلك؟ ماذا سأفعل حينها واسنانه تعمل كالفخ في يدي، وتقلصت تلك السنتيمترات الفارقة بيني وبينه، وبدأت دمائي تقطر في فمه، أي قوة على الأرض ترغمه حينها على إفلاتي؟ سأحاول حينها أن أسدد له قبضة يساريه خاطفة، لكنني أعلم أنها أضعف من سابقتها، وهكذا يجبرني على تطويق عنقه بيدي اليسرى وهذا ما يريده، سأسقط على الأرض، وهو من فوقي، وسيمنعني ألم يدي اليمني التي ما تزال في فمه من التركيز، وربما أصاب بالذعر، وهو يمتلك أربع قوائم تحفظ له التوزان، حينها سيكون يسيراُ عليه إفلات يدي والتصويب على عنقي بأسنانه الأربعين وتثبيتي بمخالبه الأصبعية، ستكون نهايتي بالتأكيد في دقائق معدودة، آه لو أن مديتي الكوبية في يدي اليسرى بدل هذه البندقية العتيقة لشعرت بالدفء حينها من ملمس فروتك الكثيف، بينما أدس يدي في مقدمة بطنك وأشقها قبل أن أمررها الى جوفك وأنتزع قلبك من بين جنبيك، لشعرت حينها بسعادة قامره حتى أنني سأسمح لك بالتمدد إلى جانبي حتى يبزق الصباح، ولتركت يدي تقطر في فمك كرما لشجاعتك حتى تجف، لكن مديتي الكوبية ليست معي الآن، لعلها لو كانت معي لأغوتني، لربما أحبطت خططي التي لم تأتي بعد، لكنها ستأتي أنا متأكد أنها ستظهر حين أحتاجها، يجب أن أبدأ منذ الآن في التخطيط للمواجهة يجب أن لا أقفل عن التحركات البسيطة التي تعمل على وضع موازين القوى تحت سيطرتي، سأسبق ردة فعله ولو بثواني ، بهذه الطريقة سأحافظ على توازني، سأستدرجه إلى المكان الذي أريد، المكان الذي أستطيع من خلاله فرض أسلوبي على واقع المعركة، فقط لو يمنحني فرصة كافية لأطلق عليه النار من بعيد سأكون ممتنناً لشاجعته، أني لأخجل من ذكر الشجاعة حين أتذكر ما فعلته غزلان من أجلي، وأن خيبتي وضعفي لينحسرا في هذا البون الواسع الضيق، لكنه ذئب قذر! أنه ذئب! ما هو المغزى من صياغة كلمة قذر! هل هو بدافع الخوف؟، لا... ليس خوفاً! أنه واقع، لقد رأيت بأم عيني قذارته لقد أللتهم جنين عيريه النعجة التي أشترتها غزلان لمساعدتها كانت حاملاً ربما في شهرها الأخير قبل ولادتها، لقد بقر بطنها واستأصل الجنين من أحشائها، هذا ما أعنيه بالذئب القذر، أو لعه طبيب بارع وحسب!، لم يتوانى عن نيل مكنون مبتغاه، فصل الجنين على الأم المسكينة، أراد وجبة مليئة بالدسامة ولا تسبب له عسر عند الهضم، ونال مراده، يجب أن أحذر!، لكن لدي نقطة ضعف هنا! نظر إلى غنام! سيمسك بك أولاً سيستغل وجودك بقربي للتأثير على خطواتي وإبطائي ومن هنا سأكون مشغولاُ بالدفاع عنك وهذا خطأ ، يجب أن تتوحد خطواتنا يجب أن تتعلم القتال أولاً وأن تتناسق خطواتنا إذا ما أردنا النيل منه، هز غنام رأسه بالموافقة، سيعمد الذئب لمراوغتك أولاً كونك أصغر حجما وأقصر قامة مني لكن ماذا لو عممت رأسك بهذا المعطف هل سيثنيه كبر رأسك عن فكرتة الصائبة ويبدأ بي هذا ما أرجوه، صدقني هذا ما آمله، كما أرجوا أن لا يجدنا قبل أن نجده سنقتص أثره عند ساعات الصباح الأولي تستطيع ان تقص أثره وتلحق بخطواته يا غنام أليس كذلك؟، نعم أستطيع أجاب غنام.


أخذ سعود يعاود هدر الحديث بين الحينة والأخرى وكان ما يقوم به بمثابة تمرين النفس على الثبات وتوقع الأسوأ وفي مجمل كلامه المغتضب بدى يخاطب غنام الشاب قليل التجربة المفجوع على موت والدته فهي لا تستحق هذه النهاية، أستأنس غنام بهذه الثرثرة من صاحبه بل أنه أحب سعود أكثر من قبل فقد بات بحديثه أقرب أليه من قبل، صحيح أن غنام لم يفهم مغزي هذه الثرثرة في ذلك الوقت كان متأخراً، أراد صاحب الصولجان لسبب ما أن يطلع غنام على مكنون أسراره وتجاربه، بحقك من ذئب، أعرف مدى حذرك، تريدني أن اتعب من الركض خلفك وملاحقتك، عندها تهاجمني، عضتين وربما ثلاثة من أنيابك الحادة ستكون كافية لإحداث شقوق عميقة بجسدي، وأن صادف وتمكنت من الصمود تتركني أنزف، وحين تخور قواي ستهجم هجمتك الأخيرة لإنهائي، أعرف!، فقد مررت بهذه الأمور من قبل مع وحوش تفوقك ضراوة ومكر وخديعة، حينها اكتملت في سياق حديثه فكرة تبلورت من تجاربه القديمة تنهد بعدها قائلاً: جلهمُّ كانت لهم نقطة ضعف يصعب تجاوزها!، هل تتشارك معهم بنفس نقطة الضعف تلك؟ بحقك من ذئب هل لديك عائلة واطفال؟ سأكتشف كل هذا وحينها سأريك قوتي الحقيقية ستعرف لأي مدى استطيع ايلامك سأقترب من حدود خشيتك كما اقتربت من حدودي فكلانا يقدر الآخر بل يجوز لي القول اننا على قدر واحد من تقارب الحظ، فكلانا معلق مصيره بمصير الآخر. لن اقول بأنني أفضل حالاً منك لقد وهبتني شيء يستحق أن اشكرك عليه، لقد منحتني هدفاً فبمجرد التفكير في أخطائي السابقة وما اقترفته في حياتي أشعر بالخزي مما فعلت، والآن اشعر أنني ملزم بقتلك، وحده موتك والقضاء عليك سيمنحني الطمأنينة من جديد، سأتمكن من اغماض عيني والشعور بالراحة والهدوء، يا لها من نعمة افتقدتها منذ زمن بعيد، بحقك من ذئب لا أدري كيف سأقتلك ؟ ولكنها الطريقة الوحيدة لشكرك على جميلك الذي قدمته لي، وانا متأكد أن شعورك تجاهي يحمل هذا الغموض الذي يكنه كلانا للآخر أحدنا سيخلص الآخر من الألم، لذلك ابقى متيقظا، فبقدر الغل الذي سيقتلعه احدنا من جذوة الآخر سيغرس حباً في نصابه يعم قلب الآخر، الناجي المحظوظ!، لذلك دعني أسألك مرة أخيرة بحقك من ذئب هل لديك عائلة وأبناء؟، بت أعرفك جيدا لذلك على أن احترمك، هل ستحترمني حين تعرفني؟ هل ستحذرني كما أحذرك؟، أرجوا أن لا تفعل، كل ما ارجوه ان تظل مخلصا لطباعك ومزهوا بقوتك حتى نسوي الأمر بيننا، حينها سأتوق لسماع الموسيقي الاصيلة فلطالما أطربت كبار السن، أنها لا تطربهم وحسب بل تشد أزرهم توقاً للأيام الخوالي، طلب غنام من سعود أن يصغي حيث كان صدى عواء الذئب يرتطم بالآطام تزامنناً مع انطلاق أصوات البنادق من القرية محذرة شظاياها في الأفق القريب الذئب من معاودة الكرة، أستمر سعود في زفراته المكبوتة بحقك من ذئب، لا يوجد لك أصدقاء في هذا المكان!، الحذر وحده هو ما يمنعني عن العواء ردًا على عوائك سألتزم الصمت هيبة منك هذا واقع أعترف به، كل ما أرجوه أن تبقي على شجيتك، حاول تقليدي كما تشتهي ثرثر مثلي، أطلق زفراتك المكبوتة، لكنك لن تنعم بشيء من الحب، أنت عاجز عن الحب، وهذا ما أرجوه أن تبقي على شجيتك.


كان الصبي غنام يستمع لهذه التنهدات التي يطلقها سعود الوحش من وقت لآخر بينما هم يشقون طريقهم الصحراوي في عتمة الليل، أحس بالسعادة لهذا الغضب المشتعل وكأنه شعلة تقودهم في سواد الليل الحالك إلى هدفهم المنشود بل انه اكثر نوراً من شعلة مضيئة، كان غنام على علم بالمنطقة وطرقها الوعرة التي تحتاج الى دليل مثله وبسبب رعيه للأغنام القرية منذ نعومة أضافره أصبح بمقدوره الإفلات من ملاحقة الشرطة وتجنيب سعود الوحش مخاطر الطريق حتى يتمكن من الثأر لأمه، أراد من صميم قلبه أن يشكر صاحب الصولجان ، لكنه يعلم ايضاً ان سعود فقد زوجته الجميلة صاحبة القلب الطيب على يد الذئب نفسه الذي قضي على أمه وإلا لما كان هناك فرصة للإنتقام.


سميت مدينة بدر بهذا الأسم منذ عهد قديم نسبة إلى بئر فيها كانت تنضح الماء كالبدر ليلة إكتماله، ولعلها مقاربة للصدفة أن تنطلق منها أول شرارة بين الخير والشر في موقعة بدر التاريخية التي وقعت في السنة الثانية للهجرة في أواسط شهر رمضان الكريم حيث كانت تعد في ذلك الوقت طريق للتجارة من مكة إلى الشام كانت القوافل المحملة بالبضائع تسير على هذه الطريق وهو ما دفع الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وأصحابه من المهاجرين والأنصار أن يخرجوا من المدينة المنورة للنيل من هذه القافلة بعد أن منعت قريش المهاجرين من استرداد أموالهم التي تركوها في مكة خوفاً على حياتهم بعد أن أسلموا، كان سعود ملماً بهذا التاريخ لقد قرأه خلال وجوده في المكتبة، وحتى لو بدى يحاول أغفال الأمر لأسباب يصعب فهما بالنسبة له كان متمسكاً بخيط طفيف من الأمل لكنه قوى بالإيمان، لكن عدوه اليوم من الداخل ذئب مفترس بلا شفقة يمتلك قدرة هائلة على البطش والتنكيل يشطح هنا وهناك دون رادع يخشاه، أكثر ما كان يخشاه صاحب الصولجان هو أن القوة ليست وحدها سبباً لفوز طرف على الآخر، القوة ليست عدالة، العدالة أشمل وأعم وأكثر قوة، لكن من يرجوا العدالة من ذئب؟ كيف أفكر على هذا النحو الطيب بينما يتوجب على أن أقتل، يجب أن يرافق القوة شعور آخر يفوق مقدرات القوة ويلقي بها جانباً، لست متأكداً قال سعود لصاحب السحنة الوديعة ولكن الحب..! ثم توقف فجأة عن الحديث، أخذ يحل المعطف عن الطعام الذي خبأه فيه، تفضل كل يا غنام أنا متأكد أنك ستعرف يوماً ما هذا الشعور الذي أحس به الآن، ستكون أباً رائعاً ، أنت راعي والرعاة هم أفضل الاباء، رغم أن هناك من يحاول التعتيم على هذه الميزة التي تخصهم ، أسمع هذه القصة المغتضبة، وسأقصها لك بإختصار ، أستطاع الراعي الفوز بقلب سيدة أنيقة وجميلة ومثقفة، وبدورها أنجبت له سبع بنات كن كالزهور، وفي ذات ليلة أصطحب الراعي زوجته لزيارة جده في قرية أخرى، رأي الذئب الراعي وزجته وهم سائرون في طريقهم، فعرف أن البنات السبعة وحدهم في الدار، هل سمعت بهذه القصة من قبل يا غنام؟ قالها بشيء من المرارة، أجاب الصبي بالنفي ، حين عرف الذئب بخلوا المنزل من الراعي ذهب إلى بيت الراعي و طرق الباب، أنتبه لما أقول جيداً فلن أكون قادراً على أعادتها لك مرة أخرى ومـتأكد أنك لن تستسيغ روايتها لأحد من بعدي، عندما طرق الباب، أجابته أحداهن ماذا تريد أيها الذئب الجميل، قال الذئب بلباقة : أنني ذئب مسكين أضعت الطريق وأكاد أموت من الجوع، فقامت الفتاة بفتح الباب للذئب المسكين وهكذا اللتهم الذئب السبعة بنات، هل تصدق مثل هذه القصص أرجوك أجبني يا غنام؟ هل تطرق الذئاب الباب؟ وهل أبنة الراعي ساذجة لهذا الحد؟ ما عرفناه وشاهدناه بأم أعيننا أنا وأنت الذئاب تكسر الأبواب، لكنها قبل أن تهم بهذا العمل لا بد أنها تدرك ما ينتظرها ثواب جسارتها أو عقاب جرأتها، وإلا لكان من اليسير على الذئب الدخول إلى قسم الشرطة كان بابه مفتوح طوال الوقت، أنه يدرك ان سيواجه عواقب تصرفه الحقير وهذا ما يدفع الإعتقاد إلى الجزم بأن الذئب يمتلك من الحذر ما يكفيه للنجاة!.


كان أبي على غرارك يتيماً وكادحاً وفوالاً هل تعرف الفول يا غنام؟ لم ينتظر سعود إجابة غنام هذه المرة! فقد بدي فمه مليئاً عن آخره بالطعام، أنا أعرفه! يأتي على هيئة حبة المنغا من حيث الشكل وهو الشيء الوحيد الذي بإمكانك أن تشبهه بها لكن ثمرته صغيرة جداً مقارنة بحجمها ، للفوالين طقوس مختلفة عن الرعاة، ففي ظني يستطيع الراعي أن يكون عازفاُ بارعاً او راقصاً ماهراً أو مدرساً او ملكاً وربما نبياً لكن الفوالين لا يصلحون سوى لصناعة الفول لضيق الأفق المصاحب لجرة الفول السمينة فعيونهم طوال الوقت تراقب حساسية الجرار على النار، وسمعهم مأخوذ بطربقة الأطباق فوق الموائد الممددة من حولهم يرقمونها بأعداد يسهل حسابها في حالة أقرب الى الهذيان الاقتصادي، يخيل إلي أنهم يعرفون كم تحمل جرارهم من أطباق الفول أكثر من معرفتهم بما تحمله زوجاتهم من أبناء، لكنهم طيبون أن كان هناك من عزاء ، لست بالرجل الطيب! هذا هو جوابي على سؤالك الذي تخفيه عينيك وهذه النظرة الحارقة بهما، لقد ارتكبت جرائم بشعة في حياتي قتلت بدم بارد، وتاجرت بالمخدرات، أنا أبن فوال تعيس يا غنام، قتل زوجته التي هي أمي إنتقاماً لكرامته التي هي في نفس الوقت كرامتي، أعيش بلا أم أو كرامة كما يجدر بي الآن، لن أطلب منك أن تفهمني هذه المرة بل أتوسل إليك أن تفعل، وكما أسلفت هناك طقوس مختلفة تخص الفوالين، أفكر تدريجيا بالذئب رغم التشتت الذي يخامرني هذه اللحظة عن تعلق الذئب بالسيطرة أخاله بعين واحدة سرمدية يتوجع على ضياع الفرص، لكنه لم يضع أي فرصة كما فعل كمال الإنجليز، الذي أضاع فرصته ليصبح طبيباً مختصاً في جراحة القلب كما هي رغبة والده ألذي أرسله إلى جامعة كامبريدج في إنجلترا ليكمل تعليمه الجامعي، ويعلم الله كم بذل من جهد ليحظى أبنه بفرصة ترفع من قدر العائلة، كانت بريطانيا في تلك الفترة على مشارف أزمة سياسية عصفت ببرلمانها وكانت ترأس الحكومة حين ذاك سيدة أرستقراطية مارجريت تاتشر في حال إستثنينا ملامحها المعقدة الشبيهة بمكعب روبيك وملابسها الزيتية الرسمية والبروش الذي يزيد من تأنقها ويضفي على هندمها لمحة شعبية أبعد ما تكون عن الديناميكية بمثابة مسحة خفيفة من مقبس نور خافت أضاء عالمها الفخم المشبع بالبرتوكولات الغير مسموح بخرقها، ولعلها لم تجد حرج بلقب المرأة الحديدة بل لعله راق لها الأمر نظير مواقفها الصلبة والإصلاحات التي سرت في عهدها أبان مرحلة ترهل القبضة، وهو مصطلح لم تستسغه الدبلوماسية العتيقة والضاربة التي تنتهجها عاصمة الضباب ولو إنها على ما يبدوا كانت تسير في طريق مسدود وتقف بهامتها الملكية على شفير حرب بينها وبين الأرجنتين بسبب خلاف حاد على جزيرة متبقية من إرث الإسبان، كانت الجزيرة المعروفة بأسم فوكلاند تقع جنوبالأرجنتين وارتأت هذه الأخيرة أحقيتها في حيازة الجزيرة القريبة من أرضيها، تزامن وصول كمال قبل أن يحوز على لقب الإنقليز! تزامن وصوله مع إنطلاق شرارة المعركة بين البلدين وهو ما أوقعه في مكيدة مدبرة تمت في مطار هيثرو حيث وجدت الشرطة حقيبته الخاصة التي من المفترض أن تحوز على أغراضه وملابسه مليئة بمادة محظورة دولياً وبذلك أنتهي به المقام في سجن بريكستون بدلاً من جامعتها كامبريدج، أرتطم كمال بما يعرف بإلتقاء الحضارات أو برزخ الحضارات أن شئت، وبسبب إكتمال الأدلة التي تدينه بشكل مباشر حكم عليه بالسجن خمس سنوات، أصيب بخيبة أمل موجعة قبل أن يتأقلم مع الوضع ولعلمه بمدى التكاليف التي تكفل بها والده وصعوبة تفهمه للكارثة التي ألمت به وجد أن خير طريقة لمعالجة الأمر هو في كتمان الأمر عن أسرته، وهكذا راح يبعث لهم بالرسائل كما لو كان طالباً في الكلية طوال مدة سجنه وأستمر على ذلك حتى بعد خروجه من السجن كان قد قضي ثلاث سنوات حصل بعدها على عفو شامل نظير إنتصار بريطانيا على الأرجنتين، ثلاث سنوات كانت كافية له أن يشق طريقه في عالم الاجرام، لقد عاش كمال حياة قاسية وإنتهت حياته بنفس القسوة التي تعود عليها في حياته، مضي على موته سنوات وما يزال والده المسكين يعتقد أن الشهادة المزورة التي يعلقها في صدر مجلس الضيوف والتي تصاحبها إبتسامة مشرقة من محياه كلما رمقها بعينيه صباح مساء هي شهادة تخرج من الجامعة لإبنه الدكتور المتخصص في علاج أمراض القلب مع مرتبة الشرف، لقد تأرجحت حياة كمال بين الواقع والخيال، بين الحقيقة والزيف، وبين البينين آمن بما تعلمه في السجن، الدمعة! والفراشة! والثلج!، القاعدة التي تعلمها من عرابه اليهودي كرح سلمنيين الملقب "بتيدي" كان مغامراً متأثر بتيار الإلحاد ونظرية داروين المتعلقة بالوجود وشيء من حسيس البراغماتية المعاصرة وحقيقة الأمر تأثر كمال بتلك الأفكار المتعلقة بالأسلاف وقد ذكرتها سورة المؤمنون في الآية (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين)،أن الإنسان يعود بأصله إلى التراب وهي الطبيعة كما أثبتها داروين في تنظريه الطويل إلا أن لفحة الشذوذ الجنسي التي طقت على تصرفات كرح بقيت هي الأشد تأثيراً، تورط كرح في إدارة مراهنات غير مشروعة بالملايين أثرت على الإقتصاد المحلي حيث كانت الحكومة بالفعل قد رفعت معدل الفائدة وهو ما نتج عنه زيادة في أسعار السلع وبتالي تزايدت الأصوات والمظاهرات المنددة بالمراهنات الغير مشروعة التي أتت بفضيحة مدوية جرت صاحبها الثري إلى السجن ، تولع كرح بالمغامرة منذ الصغر حين كان يتردد على الأسر العريقة في العالم ولديه حيلة قام بابتكارها حين ذاك، كان فناناً تعلم رسم اللوحات الزيتية على غرار عصر النهضة الأوربية، وأستطاع بذكائه أن يزاوج بين الحلم والحقيقة في لوحاته التي رسمها لهذه الأسر، كان يخبرهم بقدرته على رؤية أي فرد من أفراد هذه العائلة أو تلك في أحلامه ممن مضي على موتهم زمن بعيد حتى لو تجاوز موته مئات السنين متى ما توفر له مناخ ملائم لإسترجاع ذكرياتهم القديمة، ثم يقوم برسم وإستنباط صورهم الشخصية في لوحة زيتية معبرة من خياله الصرف، تصلح لتزيين بهو قصر منيف أو قلعة أثرية مقابل أجر مرتفع من المال، لذلك تستطيع القول أنه طاف الكثير من مدن العالم وألتقي بالكثير من الأسر الثرية الباحثة عن تسلسل إيقاع النبل و العراقة ودفع أي ثمن مقابل إستحضارها لحاضرهم المعاش، أحب المغامرة والنساء ولكون النساء يتم حجزهم في سجن منفرد في إنجلترا كان من الممكن أن تنشأ تلك العلاقة المستحدثة بين مؤخرة تشرشل القديم وحدقتي جون كندي المعاصر، ويرمز لها بشوكة ثلاثية تنال نصلاتها دودة اللغز، كم يصعب فهم الرموز لمن هو في مثل سنك يا غنام!.


هل تعلم أن الذئاب حافظت على نسلها لأكثر من ثلاثمئة سنة؟ وهل ستتعجب منها كونها أكثر الثديات التي إنتشرت في أرجاء العالم بعد الإنسان؟ هل تعلم بذلك يا غنام؟ وقبل أن يجيب الصبي، أفكر بعدد الجماجم التي سحقتها لتحافظ على سلالتها الفريدة، ما الذي جاء بهذا الذئب الضخم لهذه المنطقة الآمنة من العالم، أهو هجين بين ذئب عربي وآسيوي وأوربي وأفريقي، أم هو طرح لتجارب قام بها عالم ما وأورثها لهذا الذئب المسعور.


نعم..! تذوقت لحمة الرأس! ولم أحفل بما قاله المؤذن، كل زبائن العم سليم ينظرون إلى زوجاتهم بحرقة هذه الليلة على ما أظن، وتستطيع القول أنني تسببت في موته!، كان يوزع مئتي طبق يومياً من لحمة الرأس على زبائنه المخلصين، يقوم بجلب وسلخ الرؤوس كل صباح وحين ينتهي من طبخها في قدر كبير، يصبح الرأس ليناً ضربة واحدة فولاذية على سطحه الأملس وينحل عن ما يشبه اللبنية البيضاء هذه العصارة يظن من به شكوك حول قدرته الجنسية أنها علاج لتبديد الشكوك المقرضة، هل تصدق ذلك؟ لا ألومك على الإطلاق على هذه النظرة الباثرة، لكنني وبطريقة ما صدقت هذه المعلومة ولعلني ذهبت إلى أبعد من ذلك، أصابني هياج مبرر كما اعتقدت في بادئ الأمر لكن الحقيقة وأقولها لك بصدق، لقد وقعت عيني على مؤخرة جرة العسل الثمينة، وليتني لم أستجب لتلك النظرة الذائبة في صحن لحمة الرأس الرخيص، أسمعني جيداً فقط إحتراماً لسنك الصغير سأخبرك بالأمر على أن تبقيه سراً بيني وبينك، أومأ غنام برأسه دون أن يطرف له جفن، لقد خبزنا العيش الصالح معاً، أول طعام صنعه الإنسان بيديه قبل الآف السنين حين كان ما يزال عارياً ومتوحشاً قمنا بطحن القمح حتى أصبح دقيقاً ناعما ووضعناه في قدر تكفي لنا نحن الأثنين مع الماء الساخن ورحنا نلوكه بعصى حتى أستوى بعدها وضعناه في طبقين مستديرين وخثرناه بقليل من السمن ليسهل إبتلاعه وقبل أن نبدأ بتناوله أشارت إلى سيرين أن أنتظرها لحين تجلب لنا العسل، قالت أن زوجها سليم يحتفظ بجرة العسل قرب السرير، هكذا قالت، عندما شرعت ذاهبة أحسست بأن الغرفة بكامل ما فيها ترقص سائرة خلف اهتزاز مفاتنها الراحلة، لا أدري أبطأت في عودتها أم أن الوقت توقف هو أيضاً يغازل الساعة لم أنتبه لشيء، حتي إلتواء النوتة للمقطع الأخير "لهالو دوللي" للويس أرمسترونغ عادت الساعة والوقت والشمعدانين بجانب السرير وحتى ملابسي وملابس سيرين توقفا عن الرقص عاريين من جسديهما، كل أشياء الغرفة في ذهول توقفت عن الرقص، إرتخت اقدام سيرين وتربعت القرفصاء بجانب جرة العسل المكسورة، ما أسرع إرتداد الوقت القادم من لحظة توقف، يعود بسرعة قطار كهربائي صامت يدهس كل من يقف في طريقه دون سابق إنذار، ما حصل ومنذ زمن ليس بقصير إنني كنت في طريقه، كان بإمكاني أن أكون في المكتبة أو في البيت أو حتى في المدرسة، هذا لا يغير شيء الآن، فقد كنت في طريقه منتشياً من لذة الرقص، إنكسرت جرة العسل خاصتها يا غنام، حينها إنكسرت مرآتي الداخلية، هذه هي القصة، أرجوك يا غنام لا تكترث على هذا النحو، لا تسمح لهذه المسحة المستعارة أن تلطخ وجهك الندى، وأن كان يحق لي الندم لكوني رقصت فوق غيمة لبرهة قبل أن تمطرني عائداً إلى الأرض مع زخات المطر لفعلت راضياً بتأنيب الضمير، سأطلعك على حقيقة الأمر ولا أدري ستحبني لما سأقوله لك أم ستكرهني لكنك لن تستمر معلقاً بإحدى الحالتين إلى الأبد وهذا ما يدفعني لأخصك بالحقيقة ، لقد رقصت بمعية الوقت على سطح غيمة بيضاء كما أسلفت وحين عدت على هيئة مطر مبلل، أحسست بضياع فرصتي للتحليق إلى كوكب المريخ، فقط لو إستطعت الصبر لتقاسمت هذه اللحظة من علو أسما من أن تصله الغيوم.


شهق زوجها سليم على أعتاب غرفة النوم كان العسل متلبداً على سرير النوم بل على أرضية الغرفة بأكملها كبقعة هائلة من الزيت الأسود غرقت باخرته في خضم المحيط، وقف متسمراً من هول الصدمة على حافة الباب قبل أن يسقط ميتاً في بقعة الزيت الكبيرة وغرق، لم يعد بإمكاني الإنتظار فقد قبضت ثمن الدرس سدد كل واحد منا دينه للآخر، علمتها القراءة والكتابة، وعلمتني الرقص فوق الغيوم، هل تستطيع على وقع مغاير الآن أن تطلعني عن شعورك تجاهي ، لا تكترث لهذه الحيرة الخافتة على ملامحك فلست مهتماً برأيك إلى هذا الحد ، ستعرف يوما ما مغزي كل ما أقول، تذكر قولي هذا فيما يخص الشطر الأخير من هذه التجربة لن أجادل نعم كنا على خطأ، لكن الذئاب لا تعترف بأخطائها فغالباً ما تكون مشغولة بترتيب أولوياتها، فهي تعيش عادة في مجموعات متقاربة وهذا بدوره يجعلها في حالة عراك دائم لترتيب هذه الأولويات بما في ذلك الجنس والسلطة وتوزيع الغنائم، وهنا يتناغم سلوكها مع ما يدور داخل المجموعة من روابط تبدأً بالذئب المسيطر وتتسلسل بالتدرج حسب الولاءات كل هذه الأمور تحدث بين أفراد المجموعة الواحدة بطريقة إعتيادية في منظورها، ومن يريد أثبات غير ذلك هو بدون شك مفكر عظيم لكن أن حصل وأتي ببراهن فما هو إلى ذئب مستوحد حقير، بحقك من ذئب لا بد أنه يعد العدة لأمر ما، وتلك الصرخة المدوية التي أطلقها للتو ما هي إلا خيبة أمل كبيرة أبت الصمت، هذا أقل ما أتمناه له هذه الليلة أن يفرط في الحذر.


يتبع......
تحياتي






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:57 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط