الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-2006, 06:35 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي حوار مع الناقد والأديب أ. د حلمي القاعود....

صنّف الشعراء المعاصرين إلى "ورد وهالوك"

الناقد حلمي القاعود: لغة الصحافة العربية عبارة عن ..غمغمة

المضمون الإسلامي غائب عن معظم النصوص الأدبية

هناك تيار معين يسيطر على الإعلام ويقدم الرديء بصفته أفضل ما في

العالم الإسلامي

الأدب المقروء حالياً هو الملتصق بقضايا الإنسان وهمومه

حركة الأدب الإسلامي عبارة عن تجديدات في الآداب العربية

قوى التغريب تغيّب جهود الأدب الإسلامي



حوار/ محمود عيسى


يمتلك الناقد الإسلامي المصري حلمي القاعود نظرة واضحة لمختلف قضايا الأدب العربي الذي يعتقد أن أهم مشكلاته الحالية تنحصر في غياب المضمون المرتبط بالإنسان وقضاياه في ثنايا إنتاجاته المختلفة شعراً كان أو نثرا وسرداً، ولأن الناقد القاعود امتزجت عنده الكتابة السياسية بالأدبية بالاجتماعية فإن تناوله لأطروحات الأدباء المعاصرين فيها كثير من العمق والتجربة، ومن خلال عمله في هذه النصوص خلص حلمي القاعود إلى عدد من الرؤى التي يطرحها في الحوار التالي الذي أجرته معه (الإسلام اليوم) في مكتبته في مدينة طنطا .. فإلى مضابط الحوار …

- تميّزت عن معاصريك من النقاد بعدم الفصل بين الأدب وقضايا الأمة الإسلامية والعربية ..فما سرّ هذا التميّز؟ وهل يجد الأديب المنشغل بقضاياه الأدبية وقتاً ومجالاً للانشغال والكتابة في قضايا السياسة .. فضلاً عن عمله الأكاديمي؟

بصفة عامة لا يوجد انفصال بين قضايا الكلمة أياً كانت؛ فغاية الأدب في نهاية المطاف هي غاية الكاتب السياسي، وهي غاية العالم الأكاديمي.. كلهم يبحث عما يفيد الإنسان بطريقته الخاصة، وبأسلوبه المتميز أو منهجه المتفرد، ولاشك أن الأدب يهدف إلى الإمتاع الفني إلى جانب معالجة القضايا الإنسانية الحيوية، ويلعب الفن هنا دوراً رئيساً؛ لأن الفن يختلف عن الكتابة السياسية المباشرة، والدراسة الأكاديمية الجافة.. وقد حاولت قدر جهدي أن أشتغل بالكتابة الأدبية بما يخدم أشواقي الروحية، ويتيح لي أن أعبر عما أريد بفن وإبداع، وفي المجال العام كانت كتاباتي تلبي حاجات وقتية مازالت –كما أرى – مستمرة، وربما تمتد إلى أمد بعيد، فكنت أعالج موضوعاتها بطريقة مباشرة حتى لا أخدع القارئ أو أزيف وعيه؛ كما يفعل بعض الكتاب الذين يميعون المواقف ويزيفون الحقائق من أجل مصالح شخصية رخيصة، لقد كنت أرفع صوتي بما يجب أن يُقال؛ لأن الكلمة أمانة، والناس تنظر إلى الكلمة نظرة فيها كثير من الاحترام الذي يصل أحياناً عند بعضهم إلى درجة التقديس.. وربما كان الجانب الأكاديمي لدي هو الجانب المظلوم الذي لم يعرفه الناس جيداً بسبب وجوده في النطاق الجامعي المحدود، ولكني أتصور أنه الجانب الأهم الذي قدمت من خلاله قضايا مهمة عالجتها بكثير من الموضوعية والمنهجية العلمية.

- مـا رأيك في تقوقع الأدباء.. والتفافهم حول ذاتياتهم.. وقضاياهم الأدبية البحتة؟
الأدب في الأساس تعبير عن الذات، وهذه الذات ينعكس عليها الواقع الخارجي أو الماضي أو المستقبل بطريقة وأخرى، وهذا ما يميز أديباً عن آخر؛ لأن الأدب يحمل خصائص منشئه في كل الأحوال.. بيد أن هناك نفراً من الأدباء وخاصة من المفتونين ببعض المذاهب الأدبية الغربية المحدودة الانتشار، يتبنّوْن التقوقع الذي تتحدث عنه، ويرون أن البعد عن المجتمع والتاريخ والمستقبل، والانكفاء على داخلهم، أو التعبير عنه وفق ما يُعرف إلى حد ما (بالفن للفن)، هو غاية الأدب والكتابة عموماً.. ولكن هؤلاء على مدى القرون الثلاثة الماضية يظلون استثناء من حركة الأدب والتـاريخ، كما يظلون أقلية لا وزن لها في حركة الحضارة الإنسانية.. انظر مثلاً وتأمل: ماذا بقي من السريالية والبرناسية والوجودية بل والبنيوية والتفكيكية.. مع الضجيج الذي صاحب الإعلان عنها وعن روادها؟ لم يبق منها شيء له قيمة كبرى.. في الوقت الذي مازال فيه العالم يقرأ الأدب صاحب الوظيفة النفعية الفنية.. العالم يقرأ أدب الإغريق والرومان والأدب الكلاسيكي والرومانتيكي، ويقرأ ديستويفسكى وجو جول وتولستوي ..كما يقرأ شكسبير وديكنز وتوماس هاردي كما يقرأ المتنبي والمعري وألف ليلة وليلة وسعدي الشيرازي ومحمد عاكف ومحمد إقبال وغيرهم.. لأن في أدبهم قضايا ترتبط بالإنسان ووجوده، ولا يقلل من قيمة هذه الكتابات اختلاف النظرة والتوجه والتصور عند أصحابها.. إن القاسم المشترك عند هؤلاء وأمثالهم هو عرض قضية الإنسان في اشتباكه مع واقعه أو ماضيه أو مستقبله.. أما المتقوقعون على ذواتهم، أو بمعنى آخر الهاربون من الحياة فأدبهم لاقيمة له.. ولو وجد آلة إعلامية جبارة تروج له وتعرف به وتدعو إليه. ولاحظ أن بعض الجهات يهمها الترويج لمثل هذا الأدب الذي يعيش خارج التاريخ والجغرافيا لأسباب لا مجال لطرحها هنا، ولعلك قرأت ما كتبته مؤلفة الحرب الثقافية الباردة عن هؤلاء ومن يمولّهم.

- في كتابك القيّم "الورد والهالوك" صنّفت الشعراء المعاصرين ما بين الورد والهالوك .. على أي أساس بنيت تصنيفك؟

بتبسيط شديد أرجو ألاّ يكون مخلاً، فإنني رمزت بالورد للشعراء الذين يملكون الموهبة الحقيقية، ولديهم التجربة الإنسانية الناضجة، والرؤية النقية الصافية المنتمية إلى هويتنا، فضلاً عن الأدوات الفنية الفاعلة.. أما الهالوك، فهم من اقتحموا ساحة الشعر بمواهب ضحلة أو غير ناضجة مع تجارب هيولية مفتعلة، لا تمتّ إلى واقعنا ولا إلى ماضينا ولا مستقبلنا بصلة، وقد قاموا بدور يشبه التقوقع الذي أشرت إليه في السؤال السابق، فضلاً عن رؤية عدمية معادية للهوية القومية والإسلامية بل الوطنية.. وقد رأيت في هذا الكتاب أن الهالوك - وهو نبات متسلق يعيش عالة على غيره – لن يعيش في الساحة الأدبية طويلاً، ولن يثمر شيئاً ذا قيمة، مع أن مدفعية إعلامية ثقيلة كانت تؤازره وتدعمه وتفرضه على العيون والآذان والقلوب.. وصحّ ما ذهبت إليه، فلم يبق منهم أحد الآن إلاّ بقايا تحاول أن تثبت وجودها ولكن هيهات!! فالناس لا يذكرون لهم شيئاً.. أما الورد فقد نضجوا ونضجت ثمارهم وصنعوا تراثاً شعرياً مهماً ينتمي لهذه الأمة بحق.

- تُعدّ من النقاد الإسلاميين.. ويُؤخَذ على الأدب الإسلامي عدم الوضوح.. أو عدم وجود نظرية ذات ملامح محددة له.. فهلاّ حدثتنا عن ملامح هذه النظرية.. إن كان لها وجود؟!
علينا أن ندرك أن نظرية الأدب الإسلامي تمثل عملية تجديد للأدب العربي خاصة وآداب الشعوب الإسلامية عامة.. فقد مرت الأمة العربية بعملية تغريب بشعة في العصر الحديث منذ قدوم نابليون إلى مصر والشام، وقد حاصرت هذه العملية التصور الإسلامي للأدب والحياة، ولذا تأتي حركة الأدب الإسلامي تجديداً لأدبائنا، وإعادة لها كي تسير في طريقها الطبيعي.. والنظرية الإسلامية للأدب تركز بالدرجة الأولى على المضمون الإسلامي الذي غاب عن معظم النصوص الأدبية في مرحلة التغريب، وقد عالج النظرية الإسلامية في الأدب عدد كبير من الكتاب والنقاد، وطرحته مؤتمرات أدبية عديدة أقامتها رابطة الأدب الإسلامي أو جهات ثقافية أخرى تهتم بالموضوع.. ولكن للأسف فإنه يتم التعتيم الإعلامي على هذه النشاطات من جانب قوى التغريب المهيمنة على الوسائط الإعلامية والثقافية في الظروف الراهنة.. مع أن الأدب الإسلامي يكسب يومياً أنصاراً جدداً وتتسع دائرة الاهتمام به.

- هناك آراء في المقابل تقول: إن الأدب العربي الحديث ليس له نظرية واضحة المعالم.. وينادون بتأسيس نظرية له.. ما رأيك في هذا القول؟
بلا شك هذا الرأي صحيح إلى حد ما. هناك خطوط عامة منذ القدم تحكم عملية الإنشاء الأدبي في الشعر والنثر، ومع التفاعل مع الآداب العالمية، فقد نشأت وتبلورت أجناس أدبية جديدة على امتداد القرن العشرين الميلادي، وفي النصف الثاني من هذا القرن أخذ بعض النقاد ينقلون نظريات نقدية وأدبية نقلاً حرفياً إلى أدبنا العربي دون تمحيص أو تفاعل ينتقي العناصر الملائمة، ويهمل العناصر السلبية، وهو ما جعل كثيراً من النتاج الأدبي العربي يكاد يكون نسخة شائهة من الآداب الأجنبية، دون أن يتمتع بقوتها، أو يتكئ على ظروفها. ومن هنا بدت الحاجة إلى البحث عن نظرية نقدية أدبية أمراً مشروعاً، وقد دعوت إلى ذلك في أكثر من مناسبة، كما حاول غيري تقديم اجتهادات تطبيقية في هذا السياق..
تصوّر أن نقادنا في أوائل القرن العشرين كانوا أكثر نضجاً من نقادنا المعاصرين، حين نظروا إلى ما ينقلونه عن الغرب نظرة موضوعية، واستفادوا من عناصره الإيجابية، دون العناصر السلبية، المعاصرون نقلوا كل شيء الإيجابي والسلبي جميعاً!!

- أين الإبداع الفني الأدبي الأصيل في عالمنا العربي اليوم؟

موجود.. وإن كان قليلاً بحكم اضمحلال الثقافة والتعليم وهبوطهما إلى مستوى التسطيح والقشور، وخاصة في مجال اللغة الأدبية.. فضلاً عن هيمنة تيارات تملك أو تتحكم في الوسائط الإعلامية، فتفرض النماذج الضعيفة أو الرديئة، وتنفخ فيها بالدعاية والترويج على أنها النماذج الأفضل، وهي ليست كذلك بالفعل.

- يُقال إن للأديب الإسلامي ( ناقد – قاص – شاعر - ... ) حرية النقد والتعبير .. ولكن في إطار الشرع .. فما هو مفهوم هذا الإطار .. وكيف نواجه به أصحاب الآراء النقدية الخارجة عنه؟!
السياق الأدبي يختلف عن السياقات العلمية المباشرة.. إنه يعتمد على الفن الذي يجعلك ترى نموذجاً إنسانياً تتأثر به أو ترى فيه رأياً، والكاتب أو الأديب المسلم ينطلق من التصور الإسلامي للكون وللحياة، وللدنيا والآخرة، وهذا التصور يناقض بالطبع كل ما هو غير شرعي، فالأديب المسلم مثلاً لا يمجّد الشر ولا يزيّن الرذيلة، ولا يدعو إلى العنصرية أو الأذى أو القتل أو استحلال الربا.. إنه يدعو إلى الحياة الطيبة التي بشّر بها الإسلام في واقعنا، وفي العالم الآخر، وهذا قد يقتضي أن يقدم النماذج المشرقة في مواجهة النماذج القلقة أو المظلمة، والقرآن الكريم يتحدث عن فرعون وقارون وهامان والسامري وامرأة لوط وأصحاب الجنة والملك الذي يأخذ كل سفينة غصباً، والولد الذي يرهق أبويه طغياناً وكفراً...الخ، وفي الوقت ذاته يتحدث عن الأنبياء وأخلاقهم ودعوتهم، وعن الصالحين والطيبين رجالاً ونساء.
الذين يتبنون تصورات أخرى تتناقض مع التصور الإسلامي، لا ينتمون إلى الأدب الإسلامي ولا ينتسبون إليه، ولهم تصورّهم، ولكن عليهم ألاّ يلزموا غيرهم به، وأيضاً يجب ألاّ يزعموا أن ما يكتبونه من الأدب الإسلامي.

- في الختام.. ليتكم تعرّفون القُرّاء أكثر بشخصكم وتجربتكم في الكتابة الأكاديمية والنقدية والسياسية؟
وصلت الآن إلى سن التفرغ تقريباً (الستين)، وكنت قبل سنوات رئيساً لقسم اللغة العربية بكلية الآداب؛ جامعة طنطا، وقد تدرجت
في سلك الوظائف الجامعية حتى وصلت إلى درجة أستاذ، وهى أعلى درجة علمية، والحمد لله على كل حال. وقد عملت ببعض الدول العربية لبعض السنوات أستاذاً في كليات البنات والمعلمين، وأشرفت على العديد من الرسائل الجامعية (الماجستير والدكتوراه)، وناقشت الكثير منها في الجامعات المصرية والعربية..
أما المجال النقدي فإني أعمل فيه منذ أربعين عاماً أو أكثر، واهتممت بالنقد التطبيقي، وتناولت مئات الأعمال الأدبية بالنقد والتحليل، وقدمت عشرات الأصوات الجديدة في القصة القصيرة والرواية والشعر (وخاصة في الفترة التي ارتبطت فيها بمجلة الشعر في عهد عبده بدوي يرحمه الله)، ومازلت -والحمد الله- أتابع كتاباتي النقدية في الدوريات المختلفة.. وفي مجال التنظير النقدي كنت من أوائل الذين دعوا إلى التصور الإسلامي في الأدب على صفحات جريدة الأهرام في منتصف السبعينيات تقريباً، وبعد ذلك بعشر سنوات تقريباً تحقق الحلم من خلال ظهور رابطة الأدب الإسلامي عام 1984م بفضل الله.. وقد تناولت قضايا أخرى عديدة.
أما الكتابة السياسية فقد فرضت نفسها عليّ حتى اليوم، حين رأيت اللغة السائدة في الصحافة اليومية والمجلات الأسبوعية تميل إلى الغمغمة، والزئبقية، أو التركيز على الهوامش وترك الأساسيات، أو معالجة القضايا بمنطق بعيد عن الرؤية الإسلامية، وقد دفعني هذا إلى معالجة قضايا الأمة وفق منهج واضح وصريح وقاطع، مما جلب عليّ بعض المتاعب أبسطها رفض نشر موضوعاتي في الصحف القومية والمجلات الرسمية ..وهذا أمر تعوّدت عليه ولم يعد يزعجني.. خاصة بعد تطور عملية النشر، وظهور الصحافة الإلكترونية التي يتابعها قطاع عريض من المهتمين بالشأن العام.







التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 20-11-2006, 02:28 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي مشاركة: حوار مع الناقد والأديب أ. د حلمي القاعود....

اقتباس:
الأدب في الأساس تعبير عن الذات، وهذه الذات ينعكس عليها الواقع الخارجي أو الماضي أو المستقبل بطريقة وأخرى، وهذا ما يميز أديباً عن آخر؛ لأن الأدب يحمل خصائص منشئه في كل الأحوال.. بيد أن هناك نفراً من الأدباء وخاصة من المفتونين ببعض المذاهب الأدبية الغربية المحدودة الانتشار، يتبنّوْن التقوقع الذي تتحدث عنه، ويرون أن البعد عن المجتمع والتاريخ والمستقبل، والانكفاء على داخلهم، أو التعبير عنه وفق ما يُعرف إلى حد ما (بالفن للفن)، هو غاية الأدب والكتابة عموماً.. ولكن هؤلاء على مدى القرون الثلاثة الماضية يظلون استثناء من حركة الأدب والتـاريخ، كما يظلون أقلية لا وزن لها في حركة الحضارة الإنسانية.. انظر مثلاً وتأمل: ماذا بقي من السريالية والبرناسية والوجودية بل والبنيوية والتفكيكية.. مع الضجيج الذي صاحب الإعلان عنها وعن روادها؟ لم يبق منها شيء له قيمة كبرى.. في الوقت الذي مازال فيه العالم يقرأ الأدب صاحب الوظيفة النفعية الفنية.. العالم يقرأ أدب الإغريق والرومان والأدب الكلاسيكي والرومانتيكي، ويقرأ ديستويفسكى وجو جول وتولستوي ..كما يقرأ شكسبير وديكنز وتوماس هاردي كما يقرأ المتنبي والمعري وألف ليلة وليلة وسعدي الشيرازي ومحمد عاكف ومحمد إقبال وغيرهم.. لأن في أدبهم قضايا ترتبط بالإنسان ووجوده، ولا يقلل من قيمة هذه الكتابات اختلاف النظرة والتوجه والتصور عند أصحابها.. إن القاسم المشترك عند هؤلاء وأمثالهم هو عرض قضية الإنسان في اشتباكه مع واقعه أو ماضيه أو مستقبله.. أما المتقوقعون على ذواتهم، أو بمعنى آخر الهاربون من الحياة فأدبهم لاقيمة له.. ولو وجد آلة إعلامية جبارة تروج له وتعرف به وتدعو إليه. ولاحظ أن بعض الجهات يهمها الترويج لمثل هذا الأدب الذي يعيش خارج التاريخ والجغرافيا لأسباب لا مجال لطرحها هنا، ولعلك قرأت ما كتبته مؤلفة الحرب الثقافية الباردة عن هؤلاء ومن يمولّهم.


ويبقى الأدب رسالة حتى حين يعالج هما ذاتيا في غاية الخصوصية ... فلا بد أن يحافظ الشاعر على القيم الرفيعة في المجتمع ويعلي شأنها ويمجدها كالوفاء والأمانة والصدق ويبقى الفن رسالة وأرقاها ما اندغم فيه الشأن الخاص بالعام واتسع بالدائرة ليشمل الهم الإنساني في محاربة الأنانية والظلم والقهر والعدوان...
نحتفي في هذا المكان بالأستاذ الدكتور حلمي القاعود كنموذج للأديب الملتزم صاحب الرسالة الذي يحافظ على القيمة الفنية للأدب كي يبقى وردا يزين حياتنا ويعبر عن مخزون وجداننا والهالوك مصيره الهلاك والموت لأن الأدب الطفيلي كالكائنات الطفيلية...






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احمد مطر ( الأعمال شبه الكاملة ) رائد الحاج عثمان منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 6 17-04-2006 06:53 PM
حوار مع الروائي و الناقد فوزي الديماسي صالح سويسي منتدى الحوار الفكري العام 14 31-03-2006 04:50 PM
مسؤولية الناقد حسين علي الهنداوي حسين علي الهنداوي منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 1 27-03-2006 04:07 AM
إعادة الكتابة وتعديل العمل الأدبي بين الناقد والأديب القارئ خالد جوده منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 2 07-03-2006 09:34 AM
الكاتب والأديب السوري د . أسد محمد في حوار مفتوح مع الأقلاميين د . حقي إسماعيل منتدى الحوارات مع المبدعين الأقلاميين 47 16-02-2006 02:40 AM

الساعة الآن 10:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط