الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-2010, 11:58 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فريد البيدق
أقلامي
 
إحصائية العضو







فريد البيدق غير متصل


افتراضي الفراغ المملوء .. ثنائية الوجود و العدم

الفراغ المملوء.. ثنائية الوجود و العدم
قراءة في قصيدة وجدان العلى"غريب الطير".
1- العنوان مرتكز دلالي
( أ ) تذوق الاحتمالات الإعرابية
الشعر تذوق، والتذوق معرفة، والمعرفة وقت وصبر، والوقت يحتوي المكان أو يقارنه، ومكان البدء العنوان.ذلك العنوان الموحي المثير! الذي تنبعث إثارته من تعدد احتمالاته الإعرابية؛ إذ أن الإعراب -كما نعرف- فرع المعنى، فإذا تعددت الأوجه الإعرابية فإنها تثير كثيرا من المعاني الكامنة خلف كل وجه. وهنا نقف وقفة إثرائية مع ذلك.
ذلك العنوان المفرد الذي يصلح لأن يكون ركنا في جملة اسمية أو فضلة، كما يصلح لأن يكون فضلة في جملة فعلية. وهو بهذا يختلف إيحاء ودلالة تبعا لكل موقع إعراب، وما ذاك إلا لأن البلاغة ما هي إلا تحليل الأنماط التركيبية وتعليلها؛ لبيان أسباب عدول الشاعر عن نمط تركيبي إلى آخر، ولتوضيح أسس اختيار هيئة لفظية وترك أخرى.
العنوان هو" غريب الطير"، وهو بهذه الصورة يصلح أن يكون مبتدأ؛ فيصير التقدير" غريب الطير قصيدتى" أو "غريب الطير نزفي" أو " غريب الطير آهتي ونفثتي"، ويكون المبتدأ قد جاء مقدما على الأصل لمواجهة عين ونفس القارئ بتلك الشحنة النفسية والعاطفية المنفردة بنفسها. ويمكن أن يكون خبرا مقدما للاهتمام وإثارة ذات الإيحاءات. وسواء كانت مبتدأ أو خبرا فإن الركنين معرفان بالإضافة، وتعريف الركنين أحد وسائل القصر- غير الرسمية-المفيدة للحصر المؤدي إلى التوكيد. تأكيد ماذا؟ تأكيد إحساس الشاعر بالغربة.
ويمكن أن يكون التقدير" هذه قصيدة غريب الطير"؛ فيكون مسبوقا بأكثر من إشارة تنبيهية إلى أهميته حتى إذا وصلت عين القارئ إليه أَحَسَّت آلام الرحلة وآهاتها، وتكون الإشارة هنا للتفخيم والتنبيه على بعد مكانة ذلك الاغتراب. هذا عن تقديرات الجملة الاسمية، أما تقدير الجملة الفعلية فهو" تأمل أو تذوق أو استمع قصيدة غريب الطير"، وتم حذف المضاف لكونه عين المضاف إليه للإيجاز اللفظي الموحي. والعنوان في هذا التقدير يجعل الأسلوب إنشائيا غرضه التواصل الاجتماعي الفني لتأكيد الانفراد بضده! وهو الرغبة الائتناسية بالآخرين، بينما التقديرات السابقة تجعله أسلوبا خبريا يفيد الحزن الذي هو أحد إحساسات الاغتراب.
هذا هو تقدير الأنماط الغائبة التي يمكن اختيار أحدها، لكن الشاعر للوجازة اللفظية اختار هذا التركيب الإضافي" غريب الطير". والإضافة تأتي على معنى" من" أو "في " أو "اللام".
وهي في كل تقدير لها إيحاءات ودلالات. وهي هنا يمكن أن تكون على تقدير اللام؛ أي " غربة للطير الغريب"، وهي تفيد دلالات منها: "التمليك"؛ أي أن هذه الغربة صارت ملكا للطير. ولنا أن نتخيل بشاعة هذه الملكية الموحشة!! لنا أن نتخيل الغربة شيئا مملوكا ينبغي المحافظة عليه!! لنا أن نتخيل صورة ذلك الطائر المحكوم عليه بالحفاظ على غربته ووحدته ووحشته؛ كيف حاله؟!!
ويمكن أن تكون اللام بمعنى الاستحقاق؛ أي أن هذا الطائر يستحق الغربة لعدم قيامه بواجبات الآخرين الموجبة لبقائه في الجماعة حيث الائتناس؛ فهجرته جماعَتُهُ وتركته هدفا للوحدة والانفراد حيث بقي يجتر آلام الغربة وحده!! ويمكن أن تكون الإضافة هنا بمعنى" من" فتكون بيانية حيث تبين نوع الغريبوتوضح أنه " غريب من الطير". وقد تكون بمعنى" في" وتكون الإضافة أوقع في التأثير والدلالة؛ لأنها تؤكد الغربة النفسية؛ لأن التقدير" غريب في الطير". هو موجود في مكانه حسب الافتراض، لكن ليس موجودا حسب واقعه الخاص!!
(ب) المعادل الموضوعي
المعادل الموضوعي مصطلح يفيد أن الشاعر- الأديب- يعيش تجربته، وعندما يريد التعبير عنها يختار مما حوله شيئا يحمّله تلك التجربة. والشيء المختار هنا هو (الطير)، اختاره الشاعر ليقول من خلاله ما يريد. والتقدير التكميلي على هذا التصور هو " هذا غريب الطير"..وكأنه أمامنا بهيئته الحزينة، ويكون اسم الإشارة للقريب طلبا للإشفاق. ويمكن أن يكون التقدير" ذلك غريب الطير" ويكون اسم الإشارة البعيد طلبا للإشفاق أيضا نظرا لانفراد ذلك الكائن الوديع. وقد وفق الشاعر لاختيار عنوانه السابق باختياره لفظ ( الطير) الدال على التنقل وعدم الثبات ليتواءم مع الغربة التي تجعل صاحبها قلقا غير مستقر على حال.
2 - النغم والشعور
القضية التي تثيرها هذه الأبيات هي علاقة النغم بالشعور، والتي يبلورها هذا السؤال: هل الشعور الحزين يلائم النغم السريع الراقص كنغم "الكامل"؟ أم كان ينبغي إيراده في نغم بطيء مثل نغم البحور المركبة المختلطة كالطويل والبسيط أو غيرهما؟ سؤال أُثِير واختلفت الآراء ما بين رابط للتجربة الشعرية بالنغم المختار، وبين معارض لوجود علاقة تلازمية بينهما. ولن أدلي برأيي في تلك القضية؛ بل سأترك القارئ يترسل في إلقائه ذلك النغم بطريقة حزينة، فإذا وفق حدد موقفه وإذا لم يوفق حدد موقفه.






 
رد مع اقتباس
قديم 13-03-2010, 11:59 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فريد البيدق
أقلامي
 
إحصائية العضو







فريد البيدق غير متصل


افتراضي رد: الفراغ المملوء .. ثنائية الوجود و العدم

(3) التناظر الحزين
حملوا ربيعك أسكنوه لحده ... وأنا سكنت ضراعتي وشكـاتي
مأواك عاصمة الحنين أزورها ... فأغيب وسط ظلامها عن ذاتي
وأطوف روحا حلقت آلامها ... طيرا جريح الشدو والنغمـات
فـأنا غريب الطير ينفخ نايه ... في ظل دوح وارف الآهـات
لوحة فنية يرسمها الشاعر بكلماته، لوحة أبجديتها: الحزن، والبين. إنها تغريدة ألم، تبدأ بذلك الفعل الثقيل: "حملوا"، ويزيد من ثقل الفعل إسناده إلى واو الجماعة الدالة على تكاتف الجميع تكاتفا ضديا يؤكد الانفراد والوحدة الثقيلة. ويزداد النزف النفسي والروحي بمعرفة ماهية المحمول. ما المحمول؟ إنه الربيع!!
الربيع الذي وضع للناس بهجة عين وهناءة نفس صار هنا ثقلاً لا يطيقه واحد؛ إنما يتكاتف الجميع لحمله؛ إلى أين؟ إلى لحده!! ليته كان مقبرة فتفتح لتواري آخرين فيتجدد العهد به!! ليته كان قبرا يضم إليه آخرين لعلهم يؤنسوه بعض أنس!! لا.. إنه لحد. لحد سيضمه وحده، ثم يكون الصمت الدائم المطبق. وتزداد الأنة بإدراك أن هذا اللحد الموحش الكئيب هو السكن!! يا للعجب!! كيف يكون ذلك سكنا؟!! وهل سكينة الربيع في غيابه الدائم المنفرد؟!! يا لها من مأساة نفس!! ويا لها من إيحاءات ألفاظ مختارة بعناية المتذوق الشاعر. لقد تناغمت المتضادات، وصنعت انسجاما متميزا.
ويستمر عطاء الألفاظ الملهم؛ فقد سكن النصف الآخر الضراعة المتذللة؛ لكنه يعلم أنها بلا أمل؛ لأنه أردفها بسكنى الشكاية. الضراعة تذلل، والتذلل يقوم على احتمالية رفع الواقع؛ لذلك بذلت النفس تذللها؛ لكنها لم تحصل أربا ولم تحقق هدفا؛ فلم تجد أمامها إلا الشكاية للسكنى.
حملوا ربيعك أسكنوه لحده ... وأنا سكنت ضراعتي وشكاتي
مساحات جمالية أربع تجاورت فصنعت ذلك النغم الحزين. "حملوا ربيعك"؛ رَبِيع من؟ ربيع الشاعر. وهل يخاطب الشاعر نفسه؟ نعم. يخاطب الشاعر محققًا فن "التجريد" الذي يدل على تشبع الشاعر بِنَزْفِهِ إلى حَدِّ الانشطار والانقسام على الذات انقسامًا يمايز بين القسمين. ولماذا حملوا ربيعك؟ ليسكنوه اللحد المؤذن بالغياب الأبدي، الموحي بالعدم العيني وإن لم ينعدم الأثر. أمسك المعنى بعنان هاتين الجملتين؛ فالأولى سبب للأخرى، إنها مقدمة ونتيجة، إنه تمهيد وفعل. ثم...!! ثم يلتفت الشاعر إلى جزئه الآخر، جزئه المتبقي –فيجد نفسه أسير التذلل العقيم المفضي إلى قوقعة الشكوى الأبدية. إنه التفات جديد حققه الشاعر بين ضميري الذات الناتجين من التجريد وليد قسوة اللحظة الشعورية المعاشة.
أجاد الشاعر اختيار الألفاظ والأساليب؛ فقد ترك العطف في الشطر الأول -ولن نقول: لضرورة الوزن- بين جملتيه ليؤكد لهفة الجميع على إزهاق الجمال. ثم بدأ الشطر الآخر بالعطف بالواو التي وقفت كالحاجز الفاصل الذي يفصل الشاعر عنهم كما ا نفصلوا هم عنه. ثم وظف العطف توظيفا جميلاً حين عطف الشكاة على التضرع؛ ليفيد تعدد وتنوع حالاته النفسية، والذي بدأت بالتذلل الذي يحتوي على الرجاء واليأس معا، ثم خلصت لليأس وحده. وكما عشنا إجادته تلك نعيش إجادة أخرى له في استخدامه للضمائر؛ حيث "واو الجماعة" ضمير الغياب الذي يوحي بالتحقير لهم المتخذ مظهر غيابهم عن عينه وقلبه رغم وجودهم في اللحظة متلبسين بفعل يفعلونه.
ثم استخدم " كـ" الدال على الاستحضار الموحي بالتعظيم النابع من انفراد المحمول وتمايزه، كما أن استخدام ضمير الحضور يلائم الحمل لأن من يحمل لابد أن يستشعر المحمول ويشخص إليه. ثم يعاقب ضمير الغياب ضمير الحضور, وذلك عند دخول اللحد، وهذا يتلاءم مع غياب الكيان المادي؛ فقد صار "هو" بعد أن كان "كـ". ثم استخدم"أنا" الدال على انفصال الذات وتمايزها؛ ليؤكد عدم وجود المؤنس المعين، وليؤكد ضرورة تحديد أماكن الثبات عند المواقف الأليمة. ثم انظر واستجلِ جمال ضمير المتكلم المذيل بالشكاية والضراعة، وتساءل معي: ما حال من يمتلك الضراعة والشكاية؟! وانطلق مع تخيلك وتصورك لأقصى مدى يطيقه تصورك وتخيلك..!
وتأتي الأفعال ماضية لتصنع أساليب خبرية مفيدةً بثَّ الحزن وتأكيد وجود دواعيه، ثم تأتي حروف المد-رغم أن نغم الكامل لا يسمح بمدها- وقفات يمكن أن ينفث من خلالها زفراته ودموعه. وإذا كان نغم " الكامل" لا يعطي المد حقه إلا أنه بث طاقة دلالية لم يكن غيره يستطيعها، وذلك في " أسكنوه"؛ إذ يلجئنا النغم إلى إشباع ضم الهاء فينتج حرف مد يطيل الصوت مما يوحي بالفصل والقطع الملائم للانفصال الحادث بسكنى اللحد. ولم يقف عطاء نغم "الكامل" عند هذا، بل تعداه في اختيار نوع الضرب الذي لا يأتي تاما مما يوحي بتأزم اللحظة التي تجعل الإتيان بالضرب التام رفاهية لا تلائم أنة النفس وآهتها.
وتأتي الصيغ لتساهم في صنع سيمفونية التناغم والجمال، والصيغة الأوضح في ذلك صيغة" أسكنوه" التي توحي زيادتها بالإكراه والانفصال المتناغم مع السياق العام للانفعالات. ونختم جولتنا مع فيض هذا البيت ببيان أن التصوير فيه واضح؛ لأنه وليد الاستعارات المكنية الثلاثة التي يحتويها البيت. وأجدني مرغما على انتزاع نفسي من ذلك الفيض وإلا لن تأتي النهاية سريعًا!







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط