الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-2010, 09:47 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
صفاء الشيخ حمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية صفاء الشيخ حمد
 

 

 
إحصائية العضو







صفاء الشيخ حمد غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى صفاء الشيخ حمد

افتراضي الذات العارية في مرايا الترجمة/ مريم علاء امجدي/ ترجمة:صفاء الشيخ حمد

الذات العارية في مرايا الترجمة


الكتابة سعي حثيث نحو العيش في حالة منفى مطلقة. تتشح الكاتبة, على حافة كل عمل جديد, الجلد غير الآمن لمستكشفة حذرة تسبر غور الورقة البكر بالتجديف بالقلم في أعماق اللاوعي التي لا تزال فاعلة داخل ممالك الحقيقة. أن تكتبي يعني أن تدعي أن حدود الصفحة هي المنزل المؤقت للمعنى من خلال استبدال آجر الكلمات بذلك الترتيب الخاص الذي يندر وجوده في التركيب الإنشائي لنص معين.

تعتمد جميع الأنشطة الفنية على نوع ما من المنفى. والمشاركة في إنشاء عمل فني تعني أن تعلني الفصل بين الأقاليم الفكرية والعاطفية التي قد تصبح بعد حين، اثناء عملية الفهم وعن طريق مدركيها, جزءا من الخارطة الإدراكية. يمكن للكاتبة من خلال هذا الفصل أن تخلق لنفسها عالمها الخاص الذي لا يمكن فهمه إلا عند مقارنته مع العوالم الأخرى. يعد هذا الفصل المبدئي، والذي قد يتحول في نهاية المطاف إلى انسجام مع العالم أو العوالم الأخرى المحيطة به، عنصرا حاسما بالنسبة للهوية الاستثنائية للكاتبة, وتعبير عن الفردية المميزة لعملها الفني.

يمثّل كل عمل كتابي إعلان سلطة. أما الجملة فهي المقتطف الوجودي لعالم الكاتبة ،والذي يمتد نحو العالم المعجمي الموجود أصلا حولها ، وبالتالي تدمج نفسها سواء بوعي أو بغير وعي في ذلك العالم ، معلنة حضورا ا ثرّا يتميز بالوجود الكامن لأول وهلة, والوجود الفعلي عندما يقرأ لاحقا. حتى الملاحظة البسيطة التي تضعها زوجة احدهم على باب الثلاجة تنطق بالضرورة والإلزام الذي يدفع إلى إيجاد وجود ذاتي لكاتبتها وحثا مقيدا لقارئها. ويمكن القول أن قارئ الملاحظة مختصر في العالم المعجمي لدعوة الكاتبة, مثلما هو ممتد داخل فهم القارئ في رده على النص.

لذلك، يمكنني القول أن الكتابة تعني أن تكون لك يد حقيقية في فعل المنفى. الكتابة فعل القضاء على جميع كيانات ووحدات المعنى بدلا من دمجها داخل حدود الأرض الورقية. والصفحة هي استثناء كل ما لا يمكن شموله. بعبارة أخرى، بينما تحتمي الكاتبة داخل الأرض الورقية للنص وتحصّن دفاعاتها بصلابة المعنى, فإنها, اثناء عملية بناء إقليمها الدلالي, تندد بغيرها وتطرد كل ما ليس لها من مملكتها [*].

تتأسس الكتابة على الفرضية الأساسية لهذا النوع من الاغتراب. أولى الوخزات المؤلمة للفصل
تحدث عندما يُقطع الحبل السري. هذا العزل الركيك خطوة ضرورية لظهور الهوية. يتزعزع استقرار الحالة الغامضة للجنين ويبدأ الرضيع بالوجود في ما سينضج لاحقا ليصبح ("معرفة الاختلاف الجذري وقيمة الأخر" جوليا كريستيفا ). من خلال هذا التمييز عن الآخر فقط, يتم الإعلان عن المعرفة الفردية.


اللغة الأم هي الدم الدافئ لليقظة الممزوجة في رحم الوعي, ولحم الألفة المكسو على العظام غير المألوفة للجهل, وهي أيضا الجلد الدفاعي الذي تنمو داخله الطفلة في نهاية المطاف عندما ينمو عالم النسبية الغامض عليها. الكتابة باللغة الأم تعني ممارسة طقوس مؤلمة تشمل سفك الدم واللحم والعظم كما إنها لا توفر البعد النفسي والعاطفي الضروري لأي قطعة كتابة منيعة ذاتية الاكتشاف.

هذا لا يعني بالضرورة أن الكاتبات اللائي يكتبن بلغتهنَّ الأم غير قادرات على الخوض بشكل فعال في أعماق النفس ، كما إنه لا ينطوي على أي نوع من عدم الكفاءة في رسم خيط دلالي جوهري عبر متاهات الذات. تأتي الكتابة نتيجة إبعاد الذات عن الذوات الأخرى، مما يؤدي في النهاية إلى ردم الهوة بين الذات والآخر. وعندما يكتمل الفصل عن الآخر يمكن في النهاية الاتحاد معه بطريقة مجدية.

افترض بجرأة أنه بالنسبة لمن تكتب بلغتها الأم ،فان إيجاد هذه المسافة يتطلب ممارسة جهد أكبر، مقارنة بمن تكتب بلغة أخرى غير لغتها الأم , لأن الأولى تمنح نفسها مسبقا العزل العاطفي المطلوب, والذي لا غنى عنه للتعبير عن المشاعر إلى أقصى حد. بهذه الطريقة, فان الكتابة بلغة غير اللغة الأم من شأنها أن تضع الكاتبة في موقف المتفرج من انفعالاتها، مما يجعلها أقل عرضة للخطر.

من ناحية أخرى ، لكي تتفرجي عل احد ما، فان هذا يتضمن الرغبة اللاواعية للمراقبة من وجهة ثلاثية الأبعاد. والمرآة واحدة من بضع محاولات بائسة لرؤية الذات من خلال منظور كلي العلم ، وهي رغبة لا تُشبعْ (أتمنى ذلك) إلا بالموت.


"عاش على مسافة قليلة من جسده ، متابعا أفعاله بزجاج جانبي مثير للشك. كانت لديه عادة غريبة متعلقة بسيرته الذاتية, وهي التي جعلته يؤلف في ذهنه من وقت لآخر جملة مبتدأها في صيغة الغائب وخبرها في الزمن الماضي" ( اقتباس من رواية "السيد دافي في حالة الم" جيمس جويس )


الكتابة بلغة أخرى لا تعني التنديد باللغة الأم، وإنما تعني طلب الهوية والإقليم الفكري و العاطفي ذو العلاقة بها. هي نقل الأحجار الدلالية للتركيب المعجمي ووضعها على مسافة من بعضها. هي وسيلة لترجمة اللغة الأم ، وطرح جلد الأخر الذي لا فائدة ترجى من العيش داخله ، وتنقية اللغة الأم من الرواسب الأبوية وغربلتها بعيدا عن الذات.

تقوم ترجمة الذات بإطلاق طاقات إيحائية من خلالها يمكن للذات أن تتعرف مرة أخرى على الأخر. وترجمة الذات عمل شيطاني لأنك من ناحية ، إن ترجمتي الذات حرفيا (كتابة لشخص ما ) من أو إلى اللغة الأم, فان هذا الأمر يعد خيانة لما كان ذلك الشخص قد كتب (مثل أن تلعب الكاتبة دور يهوذا مع نفسها). مع ذلك ، فإنها من الممكن أيضا أن تعطي الشخص فرحة متهورة للتدخل في ماضي شخص ما, وإعادة كتابة النص بطريقة جديدة. إنها فرصة لإصلاح الأخطاء و معاودة التجربة نفسها بطريقة مختلفة, و إعادة الماضي ضمن أطر وقتنا الحاضر. يحدث هذا فقط عندما تميّز الكاتبة الفصل والنفي عن الآخر (أصل دمها ولحمها وعظمها العاطفي والفكري ) على أنهما المستند الرئيس لكتاباتها. بهذه الطريقة, تتصادف ترجمة الذات مع المنفى الذاتي.

لا تحتاج المرأة أيضا أن تقيم في أرض أجنبية حتى تكون في حالة منفى, فالمعايير السلطوية الأبوية بشكل مفارقي قد سهّلت على المرأة أن تكون في حالة منفى في كل مكان تقريبا من هذا العالم. بحسب جوليا كريستيفا في إحدى مقالاتها عن اللغة والمرأة ،فان اغتراب المرأة من خلال اللغة والثقافة الذكوريتين قد أوجبت على المؤنث أن لا يُعرّف إلا عن طريق علاقته وانحرافه عن قاعدة المذكر.

علاوة على ذلك ، تعتبر اللغة الأم ذلك الكرسي المريح الذي يمكن للذات بسهولة أن تتمطى فيه. وهذه الراحة من شأنها أن تفتك بالكتابة ،وتجعل الكلمات تغط في سبات عميق. الراحة التي توفرها لي لغتي الأم تمنعني بشكل طبيعي من استكشاف أراض مجهولة للمعاني ،مثلما تمنعني من تجريب وتحويل آجر كلمات جديدة بطريقة قديمة أو صف كلمات قديمة باستخدام اسمنت تعابير جديدة.

أحد الأسباب التي تدفعني إلى الكتابة باللغة الانكليزية هي لأنها لغة غير مريحة بالنسبة لي. عندما تكتبين بلغة لا دراية تامة لك بكل ما لديها من إمكانات ، إلى جانب التعطش لأراض مجهولة ، عندها يمكنك المشي أو الجري أو حتى القفز بشكل لا متناه على مساراتها الخطرة مرارا وتكرارا.الكتابة بهكذا لغة, بالنسبة لي ، تحد وعنصر حيوي للكتابة.

الكتابة بلغة أخرى تمكنني من أن أعيش مرة أخرى ما أجرّبه في لغتي الأم, وهي أيضا ما يمنعني من السير على الطرق الثانوية للانطباعات الأولى للكلمات,مثلما تمكنني من أن أنأى بذاتي عن مشاعري وأحاسيسي وأتمكن من عزلها عن الآخر.

أنا أؤمن بان مهمة الشاعرة هي أن تتحاور,عن طريق جمع أبيات القصيدة سوية, مع اتحاد الذات والأخر. وأن تلبس الشاعرة رداء الذات في حماية ذلك الجلد الأخر وأن يتم شقه بعد إخراجه من المتاهة الفوضوية عن طريق التمسك بالخيط الدلالي للكلمات, وبعد القضاء على نصف الرجل ونصف الحيوان (مينوتور المعنى) والسير به كيانا جديدا على نحو كلي.

إذا ما قرأنا ما بين السطور ، نجد أن القصيدة هي الملاذ الذي يمكننا فيه أن نرى الشاعرة وهي تتلقف النظرة الأولى لذاتها المكشوفة وتكتشفها مجردة من كل الغرابة في المرايا العاكسة للألفة. وإذا ما واصلنا القراءة حتى النهاية,يمكننا عندها أن نسمع أكثر الشوارع ظلمة تشتعل صرخات بهجة ل يوريكاها! ذلك أن ارخميدس الذي في داخلها يعرف أن الحقيقة, مهما تكن, تنادي بعري الذات. وجدت روح (الشاعرة) عارية كما ولدت أول مرة.



مريم علاء امجدي


شاعرة إيرانية تكتب باللغة الانكليزية




ترجمة: صفاء الشيخ حمد


كاتب ومترجم


العراق



[*] الكلمة الواردة في النص الأصلي هي queendom وهي من اشتقاقات الكاتبة , وتعني مملكة كلها نساء وتحكمها النساء. مملكة لا وجود للرجل فيها بتاتا.






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط