الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 4.00. انواع عرض الموضوع
قديم 18-03-2012, 10:04 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي مصادر الثورة المضادة (4) : التيار الإسلامى وموقفه من الثورة

مصادر الثورة المضادة

المصدر الرابع : التيار الإسلامى وموقفه من الثورة ..


من أهم الأخطاء التى يقع فيها المتعاملون مع الشأن السياسي هى التعميم ,
وبالذات فى معالجة مواقف التيار الإسلامى الذى يتنوع موقفه صعودا وهبوطا من القضايا العامة بتنوع الإتجاهات داخله ,
بل إن التيارات الرئيسية فيه وهى الأزهر والإخوان والسلفيين تتفرع فى داخلها إلى تيارات فرعية كثيرة ,
ولهذا كان من الخطأ التعميم فى الحكم على موقف التيار الإسلامى من الثورة , وعندما نريد معالجته يجب التعرض للتيارات الثلاث منفصلة ثم التعرض للاتجاهات الفرعية الموجودة بداخلها , وبيان أيها كان مع الثورة وأيهم كان مع الثورة المضادة لدرجة تحوله إلى مصدر رئيسي من مصادرها ..
وهى كالتالى ..

أولا : تيار الأزهر الشريف ..
منذ ما يقرب من ستين عاما وعقب صدور ما سُمى بقانون إصلاح الأزهر عن طريق تدخل السلطة الحاكمة فى نظام يوليو 52 فى شئون الأزهر , والأزهر فقد استقلاله الطبيعى الذى تميز به طيلة عمره , وفقد دوره التاريخى فى قيادة التحولات الكبري فى الأمة وفى التصدى لجحافل الغزو المتنوعة التى مرت بمصر عبر تاريخها , حيث كان الأزهر الشريف هو المؤسسة الدائمة للشعب الحائزة على ثقته الكاملة وكان شيوخه هم قادة وعى المجتمع وكان طلابه هم طليعة الأمة وشبابها المتوثب للدفاع عنها ..
ومنذ تسييس قيادة الجامع الأزهر انقسمت جبهته التاريخية إلى جبهتين منفصلتين ,
أحدهما القيادة الرسمية ممثلة فى دار الإفتاء والمشيخة , وتلك كانت فى الأغلب الأعم على خطى الدولة وتناوب على مناصبها عديد من الشيوخ الذين رضت عنهم الدولة وجعلتهم أحد أبواقها الإعلامية
والثانية وهو التيار الغالب على الأزهر ألا وهو تيار جبهة علماء الأزهر , وهى الجبهة التى عانت من التهميش الإعلامى والإهمال المتعمد من الدولة لكى لا يتم تواصلها مع الجماهير , ومع ذلك فقد وقفت لجبهة مواقف مشرفة انحازت فيها إلى الحق وحده دون النظر إلى مواقف القيادة الرسمية لشيخ الأزهر أو المفتى ,
وفى ثورة الخامس والعشرين من يناير انضمت جبهة علماء الأزهر وكافة علمائه وشبابه إلى تيار الثورة منذ اللحظة الأولى ولم ينفصل عنهم إلا شيخ الأزهر الحالى أحمد الطيب والمفتى على جمعة اللذان اختارا جانب النظام , وشارك فى الثورة بكافة مراحلها قرابة خمسمائة عالم أزهرى كان من رموزهم المتحدث الرسمى باسم المشيخة الشيخ رفاعة الطهطاوى والشهيد الشيخ عماد عفت رحمه الله وكان أمين لجنة الفتوى ..
وعندما استمرت الثورة المصرية متجددة فى مراحل الفترة الإنتقالية كان شيوخ الأزهر المستقلين حاضرين بقوة فى الأحداث , واستشهد عماد عفت رحمه الله فى أحداث مجلس الوزراء جنبا إلى جنب مع فصائل الشباب .. ولم يتغير موقف القيادة الرسمية للأزهر ودار الإفتاء كذلك واتسموا بنفس سماتهم فى العهد القديم ألا وهو الإنحياز لمركب السلطة ..
وعليه فموقف الأزهر وعلمائه وتلامذته لا يحتاج كثير توقف لوضوحه
ولمحدودية تأثير فتاوى على جمعة وأحمد الطيب المثبطة للثورة حيث أن تأثيرهما كان معدوما على الجماهير باعتبار انفصالهم عن الواقع الشعبي وتكريسهم لظاهرة علماء السلطان التى منعت عنهم أى تأثير سلبي يخشي منه على الثورة أو تتدعم به الثورة المضادة

ثانيا : تيار الإخوان المسلمين ..

وهم أكثر الجماعات تسييسا فى فصائل التيار الإسلامى وقد انقسموا إلى جبهتين منذ اللحظة الأولى للثورة حيث حرصت القيادة الرسمية للإخوان على إعلانها عدم المشاركة فى الثورة فى بداياتها يوم 25 يناير 2011 م , ولكنها لم تمنع أعضائها من النزول تحت مسئوليتهم الشخصية دون أن يكون هذا الحضور ممثلا للجماعة ..
وعندما نجحت الموجهة الأولى للثورة نجاحا ساحقا , لم تجد قيادات الإخوان بدا من اللحاق بشبابها لعل وعسي ..
وقد كان ..
صدر القرار التنظيمى بالنزول رسميا فى جمعة الغضب وهو موقف لقيادات الإخوان لم يكن انتصارا للثورة بقدر ما كان انتهازا لفرصة الثورة ولتهدئة حماسة شبابهم الذى كاد أن يشب عن الطوق وتمردت منه فصائل كثيرة وانطلقت تشارك بالثورة بقوة وهى ترفع صوتها بانتقاد القيادات على غير المألوف فى الهيكل التنظيمى للجماعة ..
واستمر موقف قيادات الإخوان يتباين عن موقف شبابهم حتى انفصل تماما فى الموجات التالية لاستمرار الثورة حيث وقف الإخوان فى ظهر المجلس العسكري داعمين ومنتظرين خطة استلام السلطة التى عززتها انتخابات مجلس الشعب فى نفس الوقت الذى صمد فيه شباب الإخوان على موقفهم الداعم لموقف الثورة المستمرة على المجلس العسكري عندما تخلى عن دوره فى الحفاظ على مكاسب الثورة والعمل على تحقيق مطالبها ..
وهكذا كان دور الإخوان متوقعا لا جديد فيه إلا فى استقلال بعض شباب الإخوان عن قياداتهم وتمردهم على تعليمات الجماعة وانحيازهم للثوار ..
ودور الإخوان فى الثورة المضادة اقتصر تأثيره على أتباعهم دون عموم الشعب ودون حتى شباب الجماعة أنفسهم ولم يمثل تأثيرهم خطورة لوضوح الصفقة التى أبرمها الإخوان كالعادة مع تيار السلطة ..

وسيظل الإخوان طيلة عمرهم على نفس السياسة العقيمة ( سياسة الصفقات ) التى كانت وراء أزماتهم عبر التاريخ منذ استشهاد حسن البنا وحتى اليوم ,
ورغم صعودهم للسلطة وامتلاكهم الشرعية إلا أنهم سلموا راية المقاومة مبكرا جدا مكتفين من النصر بجولته الأولى فحسب وبعدها مباشرة انصرفوا إلى جمع المكاسب ,
وكان حالهم كحال الرماة فى غزوة أحد عندما تخلوا عن أمر النبي عليه الصلاة والسلام الذى شدد عليهم بعدم ترك مكانهم مطلقا فى تغطية ظهر الجيش الإسلامى وعدم النزول للميدان مهما كانت نتيجة المعركة لتأمين ظهر المسلمين ضد أى التفاف يقوم به جيش المشركين ..
لكن الرماة خالفوا أمر النبي عليه الصلاة والسلام بعدما رأوا بوادر النصر فى الجولة الأولى وهبطوا مسرعين لمشاركة الجنود فى الميدان جمع الأسلاب فما كان من جيش قريش إلا أن قام بحركة التفاف واسع وانقض على المسلمين من الجبل وأمعن فيهم القتل والضرب ..
فلو صبر الرماة والتزموا المنهج النبوى الصحيح لما خسروا تلك الجولة لتنتهى المعركة بالتعادل بعد أن كانت نصرا كاملا

فالإخوان نزحوا عن الميدان سريعا جدا وانضموا للمجلس العسكري وقوى الثورة المضادة وكان موقفهم المتخاذل سببه شبقهم إلى غنم المكاسب وخوفهم الشديد بل رعبهم المقيم أن يلتف المجلس العسكري حول الإنتخابات الشرعية ويعلنها حكما عسكريا خالصا وينقلب على نتائج الإنتخابات على نفس ما جرى فى الجزائر
مع أن الإخوان لو استمروا فى المقاومة وظلوا كما هم على فصيل الثورة كتفا بكتف لقدمهم الشعب فعليا لقيادة الثورة وارتضي بهم قيادة تاريخية فى تلك المرحلة الحساسة ولأصبح الشعب هو الظهير الإستراتيجى للإخوان فى مواجهة المجلس العسكري وكان النصر هو خاتم هذا التخطيط دون شك , لأن العالم اليوم لن يقبل بموضة الإنقلابات العسكرية التى ذهب زمانها بذهاب القيادة القطبية للعالم بين السوفيات والأمريكيين
لكن الإخوان اختاروا الحل المضمون فى نظرهم بنفس الداء المستأصل فيهم من مغازلة السلطة الحاكمة ومهادنتها وجعلوا المجلس العسكري هو ظهيرهم فى مواجهة قوى الثورة مما كان أبلغ الأثر فى الوضع المتردى الذى انتهت إليه المرحلة الإنتقالية ..
هذا هو دور الإخوان ببساطة ..
أما التيار الذى يحتاج دوره إلى تفصيل فهو التيار السلفي لأن التيارين السابقين لم يبثا الإشاعات والشبهات ضد أعمال الثوار بالقدر الذى صدر من التيار السلفي الداعم للثورة المضادة باعتبار شعبيته بين جموع متبعيه حيث أن تأثيره السلبي مثّل موجة هائلة من الثورة المضادة تسربت بين جماهيره على نحو ما سنرى






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 18-03-2012, 10:42 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي رد: مصادر الثورة المضادة (4) : التيار الإسلامى وموقفه من الثورة

ثالثا : التيار السلفي ..

يخطئ من يتعامل مع التيار السلفي بعمومه كتيار واحد متصل , إذ أنه تيارات متباينة ومختلفة بل وتظهر الخلافات الجوهرية بين رموزه فى الجماعة الواحدة ..
وبعيدا عن التقسيمات الأيدلوجية فيمكننا تقسيم التيار السلفي إلى فرعين رئيسيين التيار السلفي الجهادى وتيار السلفية العلمية ,
وتيار السلفية الجهادية هو التيار المعروف الذى لجأ إلى استخدام السلاح فى مواجهة السلطة , وله ما له وعليه ما عليه ..
أما التيار الأكثر بروزا وتأثيرا فى الحياة العامة هو تيار السلفية العلمية باتجاهاته المختلفة ,
وقد اختار تيار السلفية الجهادية موقفه الإيجابي من الثورة وكان هذا متوقعا , بعد أن عانى رموزه عبر المدى الطويل من معتقلات وبطش النظام ,
أما تيار السلفية العلمية فقد تعددت توجهاته بتعدد رموزه على الفضائيات وغيرها ..
وإن كان الأغلبية منهم قد اختاروا جانب النظام فى أمر متوقع منهم حيث دأبت هذه الأغلبية على التعامل مع السلطات تعامل الحليف طمعا فى عدم استعداء السلطة عليهم كى لا توقف نشاطهم ,
وهو الأمر الذى لم يرق لبعض أتباعهم من الشباب فتمردوا على تلك الوجهة , لا سيما بعد أن شجعهم الإتجاه السلفي المناصر للثورة والذى تمثل مثلا فى د. وجدى غنيم والشيخ حازم أبو إسماعيل ود. راغب السرجانى ود. صفوت حجازى والشيخ أحمد السيسي وغيرهم
فهؤلاء وغيرهم كانوا من أشد المنادين بالثورة وليسوا من مناصريها وحسب , ولم يكتفوا فقط بأن ناصروا الشباب وأصلوا التأصيل الشرعى لوجوب خروجهم فى المظاهرات ـــ وليس السماح به فحسب ـــ وإنما حملوا حملة عظيمة كذلك على المشككين فى شرعية المظاهرات من أصحاب السلفية الفضائية ــ إن صح التعبير ـــ وكان من أبرز الذين ردوا على تلك الآراء المثبطة للهمة د . وجدى غنيم الذى يعتبر بحق النموذج السلفي الذي يُرضي الشباب المسلم الغيور على وطنه وعقيدته وأمته .. هؤلاء الشباب الذين وقفوا حائرين أمام بعض شيوخهم وهم يتلقون أوامر النهى عن المظاهرات والتسبيح بحمد النظام الحاكم قبل وبعد الثورة ..
وكان وجدى غنيم نموذجا للعالم السلفي الحقيقي الذى ما غيّر ولا بدّل , وكان همه فى خطبه الهتاف بالإصلاح السياسي والتصدى لظلم النظام الحاكم والدفاع عن الشريعة التى ينتهكها النظام ولم يسلك كغيره مسلك خطب العبادات وحسب وكفي الله المؤمنين القتال , بل تصدى للنظام ودفع الثمن تشريدا واعتقالا حتى اضطر إلى الهرب بدينه حتى اليوم بعد أن لفق له النظام محاكمة عسكرية حكمت عليه بالسجن ظلما فى قضية ملفقة
وبعد الثورة كان يستطيع العودة لو أنه نافق ــ كغيره ــ المجلس العسكري الحاكم فى مصر إلا أنه استمر على نهجه ومنواله لأن نظام مبارك لم يتغير وانتقد المجلس العسكري فى كافة سياساته ورفض العودة مقابل المنافقة

وما يهمنا فى موضوع اليوم ــ موضوع الثورة المضادة ــ هو التعرض للشبهات وللأقاويل التى أثارها بعض الدعاة حول مشروعية المظاهرات واستمروا على نفس الوتيرة بعد الثورة فى مناصرة المجلس العسكري وأصبحوا أداة فى يد المجلس للتشكيك فى الثوار وتخوينهم واتهامهم واتهام الثورة بشتى ألوان التهم الأخلاقية المنافية للحقيقة , حيث مثّلوا ــ وبحق ــ فصيلا كبيرا من فصائل الثورة المضادة ..
ومما يحمد لعلماء الثورة أنهم ما سكتوا عن هذا كما لم يسكتوا عن فساد النظام السابق , فبينوا وأبانوا الحق لمتبعيه ..

وهذه المجموعة من الدعاة التى جعلت نفسها أداة من أدوات الثورة المضادة هم أنفسهم الذين كانوا فى العهد السابق أداة للأنظمة الحاكمة جميعها ــ وليس النظام المصري فحسب ـــ وانتهجوا فى سبيل ذلك طريق علماء الدين فى المؤسسات الرسمية وكانوا هم جبهة علماء السلطان , والذين كانت تركن إليهم سلطات الأمن فى تجنب ثورة الشباب تجاه أى جريمة من جرائم النظام ..
وقد تضاربت مواقفهم وآراؤهم وفتاواهم تضاربا شديدا فيما قبل وبعد الثورة وكان هذا التضارب سببا فى ثورة العديدين من الشباب السلفي الذين شارك بعضهم بكثرة فى كافة فعاليات الثورة سواء ضد النظام السابق أو ضد المجلس العسكري بعد أن اكتشفوا أن شيوخهم يتلاعبون بهم فى الواقع !
ومن هذه المواقف المخزية موقف التيار السلفي فى الإسكندرية من حادثة مقتل الشاب السلفي سيد بلال والتى أعادت للأذهان عملية قتل الشاب السكندرى خالد سعيد وكلاهما كان من إرهاصات الثورة , حيث رفضت القيادة السلفية هناك أن يخرج الشباب السلفي فى مظاهرات منددة ضد جرائم أمن الدولة , وبدا هذا الموقف بالغ الغرابة لا سيما إن وضعنا إلى جواره موقف بقية التيارات السياسية التقليدية التى هبت فى مظاهرات حاشدة تدافع عن سيد بلال وتتضامن مع أسرته بينما رفض التيار السلفي التجاوب مع تلك المظاهرات بإرهاصات من أمن الدولة !
ويبدو هذا الموقف متضاربا فى شدة مع المظاهرات الحاشدة التى سيّرها التيار السلفي فى قضية كاميليا شحاته مثلا ! , تلك القضية التى أعاد السلفيون إثارتها بعد أن هدأت عقب الثورة وتسببت فى فتنة ذهب ضحيتها قرابة 12 مواطنا هى وفتنة جديدة لبطلة جديدة تُسمى عبير !
ولا أحد يدرى لماذا كانت المظاهرات فى قضية عبير وكامليا مشروعة , بينما فى سبيل سيد بلال وخالد سعيد مُجرّمة وكبيرة من الكبائر ؟!
وذهبت كل تلك المظاهرات هباء عندما خرجت كامليا شحاته بشخصها فى أشد القنوات المسيحية تحريضا على الإسلام وهى قناة الحياة , لتعلن أنها ستظل على دينها باقية عليه !

ومن هذا المدخل نتعرف على كنه هذا الإتجاه المؤثر داخل التيار السلفي ألا وهو تيار المهادنة مع الدولة مهما بلغت جرائم النظام , ليس هذا فقط بل والدفاع عن النظام بشراسة ضد دعاة الإصلاح فى سبيل الحفاظ على العلاقة الوثيقة بينهم وبين أجهزة الأمن ..
وفى نفس الوقت الذى كانت فيه ممارسات أمن الدولة ــ ضد الإسلاميين بالذات ـــ كانت أهم أوجه قيام الثورة كان رموز المهادنة من التيار السلفي يمتدحون الشرطة ويلتمسون لها الأعذار بل وأشاد بعضهم بمبارك ونظامه فى كل مواقفه فى خطب علنية وكأنه صار خليفة من خلفاء المسلمين ..
وفى وقت الثورة استخدمهم النظام استخداما تاما حيث حفلت خطب هؤلاء الدعاة بتحريم الخروج للمظاهرات وأفتى أكثرهم بأنها تعتبر خروجا على الحاكم وهو الجريمة الكبري فى الشريعة الإسلامية وانصرف بعضهم إلى تحميل المظاهرات مسئولية افتقاد الأمن والأمان وأن المتظاهرين هم أسباب فتنة ينبغي استئصالها ..
وبعد هذا الموقف وبعد أن نجحت الثورة بفضل الله وقعوا فى التناقض الأكبر ..
إذ قام السلفيون الذين هاجموا الثورة بشراسة وأفتوا بعدم مشروعيتها باستغلال ثمار الثورة والحرية التى جلبتها وقاموا بتنظيم أنفسهم سياسيا وحزبيا وتقدموا إلى الإنتخابات النيابية وصاروا الحزب الثانى على مستوى أعداد المقاعد فى مجلس الشعب ..
كل هذا ..
دون أن يخرج منهم واحد يبرر لنا هذا الموقف المتناقض الرهيب الذى تمثل فى عدة نقاط ..
أولها : ما دامت الثورة كانت خروجا على الحاكم ــ وفق فتاواهم ــ فلماذا استثمروا نجاحها بهذا الشكل ودخلوا فى العملية السياسية .. وكانوا قبل ذلك مجرد كائنات مستأنسة سياسيا ليس لها أى ذكر أو حساب فى الحرب المستعرة بين الشعب والنظام وحكومته ولا حتى فى معارك النظام ضد الإسلام !
ثانيها : ما هو مبرر عزوفهم عن دخول الحياة السياسية فى الماضي أثناء عهد النظام السابق , فإذا كان مبررهم أن هذا النظام نظام ظالم لا يسمح بالحرية فلماذا وقفوا معه فى الثورة إذا واعتبروه شرعيا ؟!
ثالثها : كان للسلفيين فتوى سابقة تصف الإلتحاق بمجلس الشعب على أنه خروج عن التوحيد ــ وفق ما قاله وجدى غنيم ردا عليهم ــ ولهم فى ذلك كتاب شهير عنوانه ( القول السديد فى أن دخول مجلس الشعب ليس من التوحيد ) وهو عنوان يعبر تماما عن المضمون ..
فما الذى تغير بعد الثورة ؟!
هل أصبح مجلس الشعب قبلة التوحيد بمجرد أن نجحت الثورة فى الإطاحة بمبارك ؟!
وإذا كان الأمر كذلك فمعنى هذا أن الثورة هى التى نقلت البلاد من حالة الشرك إلى حالة التوحيد .. وعليه يظل السؤال قائما لماذا تخرجوا فيها أو على الأقل لماذا لم ترحموا الثوار من ألسنتكم ؟!
رابعها : ما دامت أحداث الثورة ومظاهراتها هى السبب الوحيد الذى منحتكم شرعية العمل السياسي بعد الكبت السابق , فكيف يستقيم أن تتسلط القنوات الفضائية على التيار السلفي وتتخصص فى مهاجمة الثورة والثوار باتهامات ليس عليها دليل أو حتى شبهة دليل , فى مقابل استمرار مسلسل النفاق من نظام مبارك إلى نظام المجلس العسكري ..
بل إن الأمر بلغ بقناة الناس أن توزع أوامر كتابية على ضيوفها من الشيوخ بعدم انتقاد المجلس العسكري بأى صورة من الصور وتحت أى ظرف من الظروف وهو الأمر الذى استفز الشيخ محمد عبد المقصود ورفضه بعد أن أعلنه على الهواء فى أحد برامجها ..
وهذا ما يعكس بوضوح وجلاء أن أصاب هذا الإتجاه ليسوا مخلصين للدعوة ولا للحق بل هم مخلصين للنظام , وتكشف تلك الواقعة فى وضوح كيف أن النظام السابق كان يستخدمهم ــ برضاهم أو غصبا ـــ فى مصالحه مقابل منحهم الحق فى ممارسة العمل فى الفضائيات والأنشطة الدينية شريطة مناصرة النظام , ومن النظام السابق ورث المجلس العسكري تلك السيطرة الغريبة على فضائيات السلفيين وضيوفهم , والتى دفعت المجلس للتعامل مع القنوات كأنها قنوات حكومية بل وأكثر !
ومكمن الفضيحة هنا أن المجلس العسكري لا يستطيع ــ مهما فعل ــ أن يُملي على القنوات العلمانية تلك السياسة أو أن يعاملهم كمعاملته للقنوات الإسلامية , بل تعج الفضائيات الحرة بانتقادات للمجلس العسكري وسياساته كيفما شاءت ودون أن يرهبها شيئ
والذى يهمنا هنا أن المجلس العسكري بلغ به التجبر أنه لم يكتف أن القنوات الإسلامية هى بطبيعتها تطبل وتزمر له ليل نهار بل مارس عليها القهر إلى درجة مطالبته لهم رسميا ـــ كما رأينا ـــ بانعدام النقد نهائيا لسياسة المجلس وهو ما خلا منه حتى التليفزيون المصري نفسه ـــ والذى يعتبر علامة فى النفاق والتبعية ــ حيث أن بعض برامجه تجاوزت الخط الأحمر وانتقدت المجلس انتقادات هينة , ولكنها انتقادات على أية حال
وهذا ما يوضح لنا كيف أن السلطة تلاعبت بالنشاط السلفي وأن السلفيون قبلوا ذلك حرصا على مصالحهم الإقتصادية فى تلك القنوات والجمعيات التابعة لهم .. ولهذا وقفوا صفا كالبنيان المرصوص سواء للنظام السابق أو للمجلس العسكري وريث سلطة مبارك .. والفتاوى المنظمة والمصنوعة والمفصلة حسب مقاس أفعال النظام تخرج فى ثوان لتكون فى خدمة أفعاله !

وكما أنه من المستحيل أن تجد لأحد منهم انتقادا واحدا جديا ضد نظام مبارك فالمستحيل الأقوى أن تجده فى مواجهة المجلس العسكري .. بل كان تعاملهم الدائم مع سياسة المجلس العسكري هو التبرير على طول الخط مهما بلغت فداحة الجرائم التى ارتكبها المجلس بسياسته المتخبطة فى إدارة المرحلة الإنتقالية ..
وبدا هذا واضحا فى موقف القنوات الفضائية التابعة للسلفيين من مظاهر القتل والإعتقال والضرب والسحل الذى مارسه المجلس العسكري فى عدة مظاهرات انتهت بكارثة مظاهرات نوفمبر .. والتى رأينا فيها الدعاة يبرزون ويبررون للمجلس العسكري أفعاله حتى وصل الأمر بهم للتحريض العلنى المباشر ضد المعتصمين فى شارع مجلس الوزراء واعتبار قتلهم وسحلهم أمرا شرعيا باعتبارهم يعطلون مصالح الدولة !
وهذا الأسلوب المنافق المستفز هو الذى دفع الداعية وجدى غنيم لاعتبار حزب النور ينتهج سياسة ميكافيللي ودعاه أيضا لانتقادات شديدة اللهجة ضد هؤلاء الدعاة الذين شككوا خصومهم فضلا على أتباعهم فى حقيقة ما يأمر به الإسلام , وهل هو دين الصدع بالحق فى وجه كل ظالم أو دين الخنوع والخضوع والمداهنة !!






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 18-03-2012, 10:52 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي رد: مصادر الثورة المضادة (4) : التيار الإسلامى وموقفه من الثورة

* الرد على القائلين بحرمة المظاهرات ..

نذكر أننا هنا بصدد معالجة موقف معين ـــ وهو موقف التيار المضاد للثورة ـــ من تيار معين داخل الإتجاه السلفي وليس كل الإتجاه السلفي الذى ننتمى إليه جميعا عقائديا باعتبارنا مسلمين ..
ولو لم نصلح دواخلنا بأنفسنا علنا كما أخطأ بعض رموزنا علنا ونكشف الوجه الحقيقي لتجار السلفية فلن يصلحه لنا أحد , وسيكونون علينا حربا لا يزيدونا إلا خبالا ,
وهذا الإتجاه الذى نحارب توجهاته هو الإتجاه الذى قلنا أن الدولة كانت تستخدمه استخداما سياسيا مطلقا وفق مصالحها الخاصة عبر السيطرة على قياداته التى تسيطر بدورها على الشباب السلفي وتحركهم أو تثبطهم وفق اختيارات النظام والحكومة لا وفق أحكام الشريعة الحقيقية الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر ..

وقمة الإثبات على ذلك أن هذا الإتجاه السلفي الحريص على مصالحه كان ـــ للغرابة ـــ خادما لأغراض العلمانية فى فصل الدين عن الدولة ..
كيف هذا ؟!
لقد حصر هذا التيار الدين فى عباءة الدعوة فى إطار محدد وهو إطار العبادات والرقاق واستبعد من نشاطه نهائيا الشأن السياسي والحكم والحكومة والحكام , واعتبروا أن هذه المجالات محظورة عليهم مع أن أول مبادئ الإسلام أن الرعية تصلح بصلاح الحاكم !
واستجابوا فى تبعية منقطعة النظير لأوامر وزارة الداخلية ولم يدخلوا معركة واحدة غير آمنة أو غير مسموح لهم بها من الأمن ..
وهذا التفسير الوحيد الذى يفسر لنا التناقض الغريب والمريب بين موقف السلفيين من مظاهرات الثورة وبين موقفهم من مظاهرات عبير وكامليا وشحاته !! , ويفسر لنا أكثر لماذا كانت مواجهات السلفيين ومظاهراتهم خالية من عنصر المواجهة مع الأمن حيث أنهم لم يصطدموا بالأمن نهائيا فى أى مظاهرة قاموا بها ..
لأن النظام كان يستخدمهم ـــ سواء بعلمهم أو بغيره ــ فى إرهاب النصاري والضغط عليهم وفى تشويه صورة الإسلام السلفي وفق الأجندة التى عمل عليها نظام مبارك منذ نشأته ..
ومرجعنا فى ذلك هو كم الصوت العالى الذى أثارته بعض القيادات السلفية فى قضية عبير وكاميليا شحاته وانعدام هذا الصوت فى أمر الأمة بأكملها عندما خرجت الجموع هادرة ضد ظلم الحاكم !! , بل مرجعنا الأكبر موقفهم من مقتل سيد بلال الشاب السلفي الذى قتله أمن الدولة بالتعذيب فى الإسكندرية بتهمة باطلة فنكص السلفيون على أعقابهم وتركوا قضيته وكأن كامليا شحاته كانت أختا وسيد بلال كان من كفار قريش !
وكذلك كمية الردود وغبار المعارك الذى يثيره أصحاب هذا الإتجاه فى بعض القضايا الفقهية كاللحية والنقاب , فإذا جاء ذكر مظالم الناس سكتت الألسنة واعتبروا الحديث فى هذا الشأن فتنة يجب ألا تثور !
فهم يتعاملون مع المعارك والمواجهات بصيغة المواجهة الآمنة التى لا ترتب صداما مع الأمن ومع الدولة بأى حال من الأحوال , وإلا لو كانت الدعوة مخلصة لإصلاح أمر البلاد لكان السلفيون بحق هم قادة الأمة إلى الخروج فى مظاهرات ضد الحاكم لأن نظام الحكم كان هو مدار الفساد فى جميع جوانبه وأهمه الفساد السياسي والأخلاقي وحربه على الإسلام وتشويهه لصورته ..
وهو نفس مع فعلوا السلفيون فى بلاد أخرى عندما خرجت الفتاوى الرسمية تعتبر المظاهرات ضد حرب غزة والجهاد فى فلسطين رجس من عمل الشيطان وملهى عن ذكر الله بينما هم قبلها بسنوات كانوا هم أنفسهم من اعتبروا الجهاد ضد السوفيات فى أفغانستان جهادا مشروعا ومحببا ودفعوا الشباب دفعا إلى الإلتحاق بكتائب المجاهدين ضد القوات السوفياتية فى أفغانستان بينما عندما قامت القوات الأمريكية بضرب أفغانستان نفسها وضرب العراق واتخاذ أرض العرب تكئة لضرب إخواننا المسلمين وبلادهم خرجت تلك الفتاوى التى لا تحرم الجهاد ضد العدو الأمريكى وحسب بل تحرم مجرد التظاهر السلمى وتعتبره خروجا عن شرع الله
والتفسير طبعا لهذا التناقض يكمن فى أن الجهاد فى أفغانستان ضد السوفيات كان جهادا مشروعا بسبب دعم الحكومات العربية له ورغبتهم فيه بينما الجهاد ضد القوة الأمريكية يتصادم مع مصالح الحكومات العربية ولهذا لابد من تحريمه ..

نفس الأمر بالنسبة لوجود القواعد الأمريكية فى بلاد المسلمين , وجد الحكام العرب من ختم لهم على فتاوى تجيز الدخول وكان الأمر عارا بحق حيث أن الفتاوى بدت وكأنها صيغت فى واشنطن ! , ولكن هذا لم يمنع علماء السلفية الحقيقيين من الصدع بالحق ,
فالذى لا يعرفه خصوم السلفية أن تيار السلفية المهادنة لا علاقة له بالسلفية الأصيلة الحقيقية التى تستند إلى فقه بن حنبل وبن تيمية , ولو حاكمنا هذا التيار ـــ وسنفعل ـــ إلى السلفية الحقة لاتضحت معالم هذا التيار الغريب على الإتجاه السلفي الأصيل الذى يمثله الرموز لكبار ..
ففي البداية تيار مهادنة الحاكم لم يعرفه أهل السنة وإمامهم بن حنبل أبدا بل ولم يعرفه أى عالم من علماء المسلمين الربانيين ولم يكن هناك واحد منهم يهادن فى دين الله ودفعوا الثمن فى مواجهة ظلم الحكام بدء من أصحاب المذاهب الأربعة وسفيان الثورى وبن تيمية وغيرهم ..
ولكل عالم من هؤلاء تجد فى سيرته الذاتيه فصلا ضروريا يتكرر مع كل عالم ألا هو فصل ( المحنة ) , وتجد فيه أن كافة هؤلاء العلماء الذين يمثلون المرجعية الكبري فى السلفية المعاصرة , تجدهم واجهوا الحكام وتدخلوا فى الشأن العام والشأن السياسي ولكل منهم كانت له قصة مع الحكام إنتهت إما بقتله أو باعتقاله وتعذيبه ..
فكيف يدعى أصحاب تيار المهادنة أنهم سلفيون ويستندون فى المرجعية إلى هؤلاء الأبطال ويخالفونهم إلى تلك الدرجة ؟!
وكيف لا نجد فى تيار المهادنة عالما واحدا منهم عانى من السلطة أو أصابه منها حتى أعراض البرد والزكام ! وهل كان حكامنا اليوم أصلح وأوفي من الحكام فى عصر التابعين وما تلاهم ..؟!

ولماذا لم نر منهم موقفا مثل موقف شيخ الإسلام العز بن عبد السلام عندما خرج على الصالح إسماعيل والذى كانت كل جريمته أنه تحالف مع الفرنجة وسمح لهم بشراء السلاح من دمشق ! وهى جريمة تهون إلى جوار التطبيع الكامل من حكامنا ــ خصوصا نظام مبارك ـــ الذى تحالف التحالف الوثيق مع الولايات المتحدة وصار وكيل مصالحها فى المنطقة , ثم تحالف مع الإسرائيليين ضد الفلسطينيين المحاصرين وأعان اليهود بالمال والسلاح والوقود لكى يفرغوا أرض فلسطين من الأحياء فى حرب غزة وما قبلها ؟!

بل إن تيار المهادنة يخالف أول ما يخالف أيضا تيار السلفية الحقة من المعاصرين , ونعنى بالمعاصرين جهابذة العلم فى التيار السلفي أمثال الشيخ حمود بن العقلا الشعيبي والذى يكفي أن نقول فيه أنه أستاذ الأستاذين للسلفية المعاصرة وأن جبال العلم التى تلته كانت كلها تدور فى فلك علمه وتستقي منه أمثال الألبانى وبن باز وبن عثيمين , وللقارئ أن يعود إلى سيرته الذاتية ليتعرف سيرته وأثره رحمه الله
هذا الرجل وقف فى وجه الفتاوى التى تجيز إعانة الكفار على قتال المسلمين واستقدامهم إلى أرض الإسلام ودفع ثمن فتاواه التى أخرجها فى كتاب علنى تحت اسم ( القول المختار فى حكم الإستعانة بالكفار ) "[1]"
كذلك هناك العلامة الألبانى رحمه الله وهو الأب الروحى لمعظم الجيل الموجود اليوم , فالرجل كان له نفس موقف المعارضة للحكام ودفع الثمن اعتقالا وتعذيبا فى قلعة دمشق فى الستينات والسبعينات , واتخذ نفس موقف الشيخ حمود العقلا فى بداية التسعينات من تحريم الإستعانة بالكفار وتحريم دخولهم أرض المسلمين فى فتاوى علنية مشهورة له مستندا إلى قطعية تحريم هذه المسألة بحديث النبي عليه الصلاة والسلام ( لن أستعين بمشرك )
بل إن له فتوى شهيرة أيضا ومسجلة على موقع يوتيوب تبيح الخروج الفعلى على الحكام الظلمة ــ وليس مجرد المظاهرات ــ شريطة أن يكون الخارجون قادرون على تغيير الأمر الواقع والإطاحة بتلك الأنظمة ..
فهذه هى السلفية كما عرفناها ونعرفها وهذا هو موقف السلف الصالح القائم على مبدأ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ..

فمن أين أتى السلفيون الجدد من تيار المهادنة بهذه الكمية من مساندة الحكام والعمل على تبرير ظلمهم ناسين أو متناسين عواقب ذلك فى الدنيا والآخرة وأن علماء السلطان وخطباء الفتنة هم الذين يبررون لكل حاكم ظلمه تقرض شفاههم يوم القيامة بمقارض من النار كما أخبر النبي المختار عليه الصلاة والسلام


وفى موقفهم من الثورة ..
كان موقفا مخزيا فى الحقيقة حيث اختاروا جانب النظام واعتمدوا فى ذلك على أحاديث وجوب الطاعة لولاة الأمر , وأن ما يحدث من مظاهرات هو أمر تخريبي لا يرضي عنه الشرع فضلا على أنه سيكون خروجا فى فتنة !
وبغض النظر عن أن موقفهم هذا تغير وانقلب بعد نجاح الثورة واعتبروا المظاهرات أتت بخير وأن رياح التغيير هبت , إلا أنهم لم يتركوا عادتهم القديمة فى الترصد للثورة وللثوار ..
وللرد على هذا القول .. نفصل الأمر فى عدة نقاط ..
أولا : أمر الثورة لم يكن أمر فتنة , الفتنة وفق التعريف الشرعي هى الحادث أو الحدث الذى لا يعرف فيه المرء المسلم الحق من الباطل فهنا تُشرع له العزلة فلا يشارك مع أى جانب ,
تماما كما حدث فى فتنة استشهاد أمير المؤمنين عثمان بن عفان وكان الأمر واضحا لبعض الصحابة , ومستغلقا على البعض الآخر فمنهم من شارك ومن من اعتزل , وكان خزيمة بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه يمشي مع صف علىّ ولا يقاتل حتى إذا قُتل عمار بن ياسر رضي الله عنهما .. قاتل ..
لأن خزيمة هنا عرف جانب الحق بلا خلاف بعد مقتل عمار لأنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول لعمار ( تقتلك الفئة الباغية )
فالشرع يبيح العزلة فقط إذا كان المسلم لا يعرف فى أمر الحوادث أي الجانبين على الحق وأيهما على الباطل ..
فهل ينطبق هذا على الثورة ؟!
سبحان الله ..
بل إنه حتى باعتراف السلفيين أنفسهم لم يكن نظام مبارك على الحق فى أى مرحلة من مراحله , ولم يكن مجرد حاكم ظالم حتى يمكن اعتبار النداء بسقوطه فتنة , بل كان حاكما عبر حاجز الكفر البواح كما سنفصل بعد ذلك ويكفيه عارا أنه كان حربا على الإسلام وبنى وطنه سلما على الغرب وإسرائيل حتى اعتبرته السياسة الإسرائيلية كنزا استراتيجيا لا ينبغي التفريط فيه وفق مقولة بن إليعازر !
فلم يكن الخروج ضد مبارك بالمظاهرات فتنة بل هو صدع بالحق وأمر بالمعروف فى وجه نظام أمر بالمنكر ونهى عن المعروف , ولست أدرى من أى جانب شرعي استقي هؤلاء الدعاة مقولتهم بأن المظاهرات كانت فتنة رغم أن القتل والترويع كان من جانب واحد فقط هو جانب النظام , والنداء السلمى كان من جانب الضحية فكيف أساوى بين الجانى والضحية وأعتبر الأمر أمر فتنة لا يظهر لى ــ كمسلم ــ أيهما على الحق وأيهما على الباطل
بالإضافة إلى توسعهم فى مسألة المفاسد والمصالح وهتافهم بأن المصالح والمفاسد تقتضي عدم الخروج عن الحاكم مهما فعل , إلى الدرجة التى وصلت بالحكام إلى ارتكاب كل الموبقات التى تهون الأرواح والجهاد لدرئها وإلا كانت الحياة عبارة عن غابة لا يحكمها إلا قانون القوة , لأن الحكام مهما فجروا , سيجدون من يتصدى لهم ولظلمهم مهما كان الثمن وسيجدون أيضا من يعينهم من علماء السلطة تحت مبرر حفظ النفس بينما النفوس أصلا والأعراض منتهكة بأفعال السلاطين فمتى نتحرك للدفاع إذا ؟!
والأمر أشبه بمن يطالب رجلا ألا يدافع عن أهل بيته فى مواجهة القهر والإغتصاب والقتل للحفاظ على نفسه من قوة خصومه !
فإذا كانت الكرامة والشرف والعرض والنفس فى مهب الريح فمتى يكون الجهاد فرضا إذا إن لم يكن فى تلك الحالة ؟!
ومن أراد التفصيل فى تلك المسألة فعليه بمقال الدكتور راغب السرجانى الذى رد على القائلين بأنها فتنة ردا واسعا مستفيضا ..




الهوامش :
[1] ــ القول المختار فى حكم الإستعانة بالكفار ـ حمود العقلا الشعيبي ــ طبعة إليكترونية






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 18-03-2012, 11:05 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي رد: مصادر الثورة المضادة (4) : التيار الإسلامى وموقفه من الثورة

ثانيا : اعتبرت تلك الفتاوى أن الخروج فى المظاهرات هو من قبيل الخروج على الحاكم المنهى عنه فى الشريعة ,
وهذا لعمرى قمة التلبيس , حيث أن أصغر مبتدئ فى الفقه يعلم تمام العلم أن الخروج على الحاكم ــ الخروج المحرم الذى لا يحل إلا بشروط ـــ هو الخروج المسلح , والخروج بالسلاح أى اختيار طريق المقاومة المسلحة وهو لا يجوز فى الإسلام إلا بشروط مشددة أن يري المسلمون من الحاكم كفرا بواحا أو يمنعوا إقامة الصلاة أو يعطلوا شريعة الله عن الحكم ..
أما المظاهرات فهى تطبيق مباشر لقوله تعالى ..
[كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ المُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ] {آل عمران:110}
فلنا أن نتخيل كيف أن فتنة الحكم جعلت من فقهاء السلطان ودعاته يقلبون الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والذى هو فرض طاعة , إلى معصية المعاصي ..
وكأنهم غائبون عن الأيات والأحاديث المتواترة التى تحرض المسلمين على عدم السكوت عن الظلم والجهر بكلمة الحق فى وجه السلطان الجائر ..
فربما كان الشرع الإسلامى حرم الخروج على الحاكم الظالم إلا بشروط معينة لكن هذا لا يعنى ـــ وفق فهم السلفيين ــ الإستسلام والخنوع الرهيب للسلطة الحاكمة على هذا النحو الذى رأيناه , فهم لا يرددون فى خطبهم إلا أحاديث وجوب طاعة الحاكم على أية حال ويتحاشون تماما أن الشريعة الإسلامية حرّمت الخروج وحده وألزمت ـــ لم تبح فقط ـــ بل ألزمت الأمة أن تعصي الحاكم فيما عصي الله فيه وأنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق , كما جعل الإسلام من الهتاف بالحق فى وجوه الظلمة أمرا موجبا ينذر متجنبه بعذاب شديد ,
وقد كان هذا هو نهج الصحابة أنفسهم رضي الله عنهم فى مواجهة أعدل الخلفاء الراشدين ومنهم عمر بن الخطاب عندما عارضه أحد الصحابة علنا لشكه فى أن عمر رضي الله عنه استأثر لنفسه بثوب زائد من الفيئ , ولم يجعل هذا الأمر سرا بينه وبين عمر كنصيحة ـــ كما يحاول تيار المهادنة أن يوحى ـــ حيث أن مواجهة لحاكم فى أمر الظلم إنما تكون علانية كما كان ظلمه على رقاب الناس فى علانية ..
ودلت على ذلك الأحاديث المستفيضة ومنها ..
قوله عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة .. ورجل قام إلى حاكم ظالم فأمره ونهاه فقتله )
وهناك قوله عليه الصلاة والسلام أيضا :
(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ ، وَلَيَأْطِرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا ، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ ، وَلَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ )
فهذا ليس من قبيل الإباحة فحسب بل جعل النبي عليه الصلاة والسلام من الأخذ على يد الحاكم الظالم أمرا وجوبيا يكون عقابه فى الدنيا أيسر من عقابه فى الآخرة وهو اللعن الصريح ..
فهل بعد هذا القول من حديث ؟!

أيضا فى حديث آخر له أهميته وقدسيته يقول النبي عليه الصلاة والسلام :
( سيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَكْذِبُونَ وَيَظْلِمُونَ فَمَنْ صَدَّقَهُمْ عَلَى كَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَنْ يَرِدَ عَلَيَّ الْحَوْضَ )
فهل يوجد هناك من يجادل فى ظلم مبارك هو وأمثاله من بقية الحكام العرب , وهل توجد إعانة لهم على الظلم أكثر من تبرير الظلم والتحريض على من يهتف بالحق فى وجه السلطان الجائر ..
وهل هناك استخدام من النظام الحاكم لمبارك أو لغيره مع التيار السلفي المهادن أكثر من أن السلفيين بفتاواهم برروا كل أفعال النظام وجرموا وحرموا وصدوا الناس عن مجرد الجهر بهذا الظلم فى ذلك العصر الذى نعيشه والذى أصبح فيه المسلمون بفضل سياسات حكامهم فى ذيل الأمم وطواعية أيدى الغرب يتلاعب بهم كيف يشاء بينما دعاتنا مشغولون بالتبرير أو مشغولون بتوافه القضايا بعيدا عن إصلاح أمر الأمة ..

وفى حديث آخر ما معناه ما من ظلم يكون فى قوم وهم يقدرون على أن يغيروه فلم يفعلوا إلا عمهم الله بعذاب من عنده , فكيف يمكن لعالم فيه ذرة من ضمير أن يُخذّل أناسا صعدوا ذرى الحق وهتفوا فى وجه الظالم وغيروا النظام الظالم وأخذوا على يديه بالحق ؟!
والسؤال المريع أين كانت هذه الأحاديث وغيرها عن ألسنة خطباء التخذيل عن الثورة ؟!
وهل وقفوا مع الظالم أم المظلوم , وهل كانوا يعرفون جزاء هذا الموقف الذى وقفوه أم لا ؟!
وأين هى كلمة الحق التى انتظرتها الشعوب منهم ـــ وهم دعاة الأمة ـــ حتى يأخذوا على يد الظالم , وهل فعلها منهم أحد ؟!
وعندما يئست الشعوب من دعاتها وعلمائها وخرجت مضحية بنفسها فى سبيل قضية الحرية ورفع المظالم التى فاقت كل حصر وتعدت كل عصر , هل وقفوا قيادة لها أو حتى أعانوها بالكلمة الطيبة أم وقفوا ضدها والتمسوا المكاسب السريعة عقب انقشاع غبار المعارك وجاءوا على دماء الضحايا نوابا وحكاما جدد متحالفين مع بقية نظام الطاغوت ؟!

ثالثا :
الأدلة المستفيضة بالفعل والقول عن العلماء الممثلين للسلف الصالح فى الخروج بالمظاهرات مستفيضة , ومنها
ومن فعل العلماء، جميع علماء السلفية في الكويت،
خرجوا جميعا في مقدمة صفوف المظاهرات التي احتجت على المفسدين في الجامعة وغيروا القرار بمظاهرتهم، ثم تظاهروا عدة مرات، ويتكرر هذا منهم ولا يجرؤ أحد على نقض ذلك،
وتظاهر علماء الجزائر ودعاتهم مرات عديدة يتقدمهم محمد السعيد وعلي بلحاج، وعباسي مدني وبقية من العلماء المسنين الذين كانوا أعضاء جمعية العلماء، ومن قبل هذا مواقف علماء المسلمين في أغلب بلاد المسلمين إن لم يكن كلها. قديما وحديثا،
وقد خرج علماء الشام في مظاهرات يقودهم الشيخ القصاب ضد موقف الملك فيصل الشريف عندما تراخى عن الحرب للفرنسيين، وأيدهم رشيد رضا ولم يكن وقت المظاهرات في دمشق،
وفي الجزيرة العربية خرج الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله، –والد رئيس مجلس الشورى- بأهل القصيم في مظاهرة بشأن مشكلة في مدارس البنات،
وخرج الشيخ سلمان العودة منذ سبع سنوات مع العلماء والعامة احتجاجا على منعه من الكلام، وخرج معه جمع كبير من العلماء والدعاة، ولم ينتقدوا المظاهرة لذاتها بل الذين انتقدوا إنما كان نقدهم على التوقيت أو احتمال الفوضى،
ثم خرج أخيرا الشيخ المبارك بأهل المنطقة الشرقية، وقاد الشيخ القرضاوي عددا من المظاهرات، وهو يقود المظاهرات في الدوحة في كل حدث ملم،
وفي السودان يخرج علماؤهم للمظاهرات، منها مظاهرات في أعقاب ضرب بلادهم قبل بضع سنوات، وفي بلدان العالم الإسلامي من العلماء المؤيدين ما لا يحصى عددا، فهل نستبعد علماء كعلماء الباكستان "المودودي " ، واليمن "الزنداني" وكثيرون من الشام ومصر وغيرها، ولسنا بصدد تحقيق الحق والباطل في خطاب المتظاهرين،

ولكن النقاش في شرعية العمل، فقد دلت الأدلة الشرعية على صحتها وفعلها منذ عهد النبوة، ومارسها العلماء الموتى والأحياء من شتى المدارس ومن المدرسة السلفية تحديدا، ومن أشدهم تمسكا. ولم يزل علماء العصر يخرجون في كل مكان ينبذون الظلم والفساد وينكرون على الطغاة، وعلى المفسدين في الأرض، فإن منع علماء الخروج على الحكام، فلم لا يجوز حتى الصراخ في وجوه اليهود المحتلين العنصريين القتلة!.
أما المفاسد التي تحتمل من هذا العمل فصحيح أنها قد تقع، ولكنها مفاسد محتملة، والمصلحة متيقنة، فلا يسقط اليقيني بالمحتمل، واظهار الحق وشعائر الدين ومناصرة الحق واجب لا يسقطه احتمال أذى،
ثم إن خروج العلماء والزعماء في هذه المظاهرات مما يعطيها وزنا وأهمية، ويرشدها ويبعدها عن الفساد، ويؤكد السلطة والإحترام لقادة المظاهرات ورعاة مصالح الأمة، "[1]"

رابعا : الأمر المثير والمدهش أن التيار المهادن من السلفيين لم يدركوا أنه حتى الخروج المسلح على هؤلاء الحكام أصبح واجبا شرعيا وليس فقط مباحا بعد أن استبيحت أرض المسلمين لغير المسلمين وصارت كلمة المسلمين هى الدنيا بسبب العمالة الصريحة التى وقفها هؤلاء الحكام للغرب فى كافة القضايا الإقليمية منذ عام 1948 م وحتى اليوم
ونسأل عدة أسئلة بسيطة لهؤلاء الدعاة نتمنى أن يجيبوا عنها بما تمليه قواعد القرآن والسنة .. وقواعد السلفية التى نود أن نحاكمهم إليها وهى من صلب المنهج ..
هل الحاكم غير المطبق لشرع الله المنكر لشريعته الذى يتحاكم طوعا إلى حكم الطاغوت .. حاكم مسلم أم هو حاكم كافر بإجماع أهل العلم ؟!
والله عز وجل يقول :
[أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا] {النساء:60}
فدل ذلك على أن من يتحاكم إلى الطاغوت طوعا فإنما إيمانه الذى يدعيه هو عبارة عن إدعاء كاذب لا أصل له فى القلب إذ أنه لو كان صادقا مؤمنا لما تحاكم طوعا إلى الطاغوت وشرائع الطاغوت معرضا عن شرع الله تعالى ..
فإذا كان هذا حال من يتحاكم طوعا فقط فما بال من لا يكتفي بالتحاكم الطوعى لغير شرع الله بل يمتد فعله إلى إنكار تطبيق الشريعة واعتبارها غير موافقة للعصر ومن بذور التخلف كما كان يطنطن إعلام مبارك طيلة ثلاثين عاما ..
يقول الشنقيطى فى أضواء البيان تعليقا على الآية السابقة :
( من أصرح الأدلة فى هذا أن الله عز وجل فى سورة النساء بيّن أن من يريدون أن يتحاكموا لغير شرع الله يتعجب من زعمهم أنهم مؤمنون لأن دعواهم فى الإيمان مع تحاكمهم الطوعى إلى غير شريعة الله بالغة فى الكذب الذى يحصل منه العجب ) "[2]"
وللشيخ الشنقيطى كلام نفيس فى هذا المجال لا سيما فى قوله تعالى ( وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ) وهذا قمة الدلالة على قطعية الكفر فيمن يفعل ذلك , ويعلق الشيخ عبد المنعم حليمة على قول الشنقيطى بقوله :
( وبهذه النصوص السماوية التى ذكرنا يظهر غاية فى الظهور أن الذين يتبعون القوانين الوضعية اللتى شرعها الشيطان لأوليائه مخالفة لشرع الله جل وعلا , على ألسنة رسله عليهم السلام أنه لا يشك فى كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته وأعماه عن نور الوحى
ويقول بن كثير رحمه الله فى تفسير تلك الآية :
( هذا إنكار من الله ، عز وجل ، على من يدعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله وعلى الأنبياء الأقدمين ، وهو مع ذلك يريد التحاكم في فصل الخصومات إلى غير كتاب الله وسنة رسوله ) "[3]"
ويقول الطبري فى تفسيره :
(قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : ألم تر يا محمد بقلبك فتعلم إلى الذين يزعمون أنهم صدقوا بما أنزل إليك من الكتاب ، وإلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل من قلبك من الكتب يريدون أن يتحاكموا في خصومتهم إلى الطاغوت يعني إلى : من يعظمونه ، ويصدرون عن قوله ، ويرضون بحكمه من دون حكم الله ، وقد أمروا أن يكفروا به ، يقول : وقد أمرهم الله أن يكذبوا بما جاءهم به الطاغوت الذي يتحاكون إليه ، فتركوا أمر الله واتبعوا أمر الشيطان . ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ، يعني : أن الشيطان يريد أن يصد هؤلاء المتحاكمين إلى الطاغوت عن سبيل الحق والهدى فيضلهم عنها ضلالا بعيدا يعني : فيجور بهم عنها جورا شديدا .) "[4]"

هذا بالإضافة إلى قوله تعالى .. "[5]"
[وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالمُؤْمِنِينَ(47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ(48) ]. {النور}.
( فدل على أن إظهار الإعراض على التحاكم إلى الرسول عليه السلام قرينة دالة على فساد الباطن وانتفاء الإيمان من القلب ومن كان هذا حاله لا ينفعه لو ادعى بلسانه ألف مرة أنه مؤمن فعلامة كذبه وإعراضه عن حكم الله وحكم رسوله عليه السلام ولو كان مؤمنا صادق الإيمان ــ كما يدعى ــ لقال سمعا وطاعة لله ورسوله عليه السلام فمن فعل ذلك كان من الكافرين المعاندين بدلالة قوله تعالى :
[قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الكَافِرِينَ] {آل عمران:32}

فهل كان نظام مبارك مطبقا لشرع الله أم أنه لم يكتف فقط بعدم التطبيق بل تعداه إلى الحرب الضروس على الإسلام والقيم الإسلامية ومحاربة حتى التعليم الدينى والشرعى وتقليص دور الدعاة والأزهر ومطاردة المتدينين فى كل واد وأرض واستجلاب القوانين الوضعية قسرا وفرضها على الشعب فرضا ؟!
ووصلت درجة كراهيته للشريعة أن وضع نفسه فى خدمة وجهة النظر الغربية فى الترويج لاتهام الإسلام والأصولية بالإرهاب والترويج للعنف حتى مسخ دور الأزهر وقلص التعليم الدينى فى المدارس إلى أدنى حد وفرض على التعليم الأساسي مادة جديدة سماها مادة ( الأخلاق ) لتحل فيما بعد محل التربية الدينية تحت زعم مكافحة ثقافة رفض الآخر
فماذا كان موقف تيار المهادنة ودعاته من كل تلك الكوارث والمصائب ؟! وهل تلفظوا بما رضي الله ورسوله ضد هذا النظام أم كانوا له خير عون ومعونة ضد كل من خرج رافضا لظلمه وفسقه ؟!
وماذا كان موقفهم من نظام مبارك وهو على هذه الشاكلة وكيف لم يتفوه منكم داعية بكلمة واحدة يدافع بها عن شرع الله المستباح على أرض الإسلام وأرض الكنانة .. ؟!
وما الذى سيكون عليه موقف بن تيمية أو بن حنبل إذا كان حكام عصرهم على تلك الشاكلة ؟!
مع ملاحظة أن هذا النظام الفاجر تخطى حدود رفض شرع الله إلى محاربته بشتى الصور ؟!!




الهوامش :
[1]ــ هذه الفقرة من بحث قيم للشيخ أحمد سعد الدين مستشار شبكة العز الثقافية
[2] ــ تفسير أضواء البيان ــ الشيخ محمد الأمين الشنقيطى ــ الجزء الرابع
[3] ــ تفسير بن كثير ــ تفسير سورة النساء ــ طبعة إليكترونية
[4] ــ تفسير الطبري ــ تفسير سورة النساء ــ طبعة إليكترونية
[5] ــ قواعد فى التكفير ــ عبد المنعم تليمة ــ ص 100 وما بعدها






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 18-03-2012, 11:07 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي رد: مصادر الثورة المضادة (4) : التيار الإسلامى وموقفه من الثورة

وكان من الممكن التماس العذر والمخرج لنظام مبارك لو أنه ورث القوانين الوضعية عن غيره من الحكام وسعي جهده حثيثا إلى تغييرها بالتدرج وفق حاجات المجتمع ,
لكنه بالعكس من ذلك سعى عامدا إلى زيادة تغييب الشريعة وتفعيل القوانين الوضعية المماثلة لأحكام الشريعة فى الموضوع التطبيقي فضلا على اعتماده القوانين المصادمة بشكل صريح لما شرع الله ورسوله , حتى أنه تتبع القوانين والمجالات النادرة التى تم اعتماد الشريعة الإسلامية حكما فيها وسعي حثيثا إلى نزع يد الشريعة عنها وإحلال القانون الوضعى مكانها مع التسفيه المستمر لأحكام الشريعة والترويج لأنها أحكام فقه البداوة كما كان يطنطن إعلامه المغرق فى العلمانية !
كما لا يشفع له بأى حال من الأحوال أنه بعض أحكام الشريعة الإسلامية مطبقة فى مصر فى بعض القوانين مثل الأحوال الشخصية لأنه أولا لم يتركها فى حالها بل تدخل عمليا لإفراغها من مضمونها ولولا خشيته ردة عل الشعب لأتى عليها جميعا بالتغيير الكامل كما فعل نظام بن على فى تونس حتى غيّر أحكام المواريث وأحكام المرأة والزواج والطلاق والعياذ بالله ..
كما أن تطبيق الشريعة الإسلامية لا يجوز فيه الإنتقاء بل لو أنكر المسلم حكما واحدا من أحكامها القطعية فحاله كمن أنكر سائر الأحكام , يقول الله تعالى مخاطبا نبيه الكريم عليه السلام ومحذرا إياه :
[وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ] {المائدة:49}
وتأملوا نص الآية الذى يحذر من الفتنة ولو فى بعض ما أنزله الله تعالى وليس كله ..
وقد وصف الله عز وجل من يأخذ أحكام القرآن بعضها دون بعض بأنه اتخذ القرآن عضين أى آمن ببعض الكتاب وكفر بالبعض الآخر وذلك فى قوله تعالى ..
[الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآَنَ عِضِينَ] {الحجر:91}
وقال تعالى :
[ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ] {البقرة:85}
وللعلم فنظام مبارك نحى الشريعة ليس فقط فى أحكام الجنايات والحدود كما يظن البعض بل فعلها فى كافة القوانين كالأحوال الشخصية بقانون محكمة الأسرة فضلا على أحكام المرافعات والإقتصاد وغيرها

والآيات السابقة كلها هى موطن الدلالة والإستدلال على كفر مانع تطبيق الشريعة عمدا واعتبار كفره كفرا بواحا , ولا يشترط ذلك الإستحلال ولا يحتج أيضا فيها ــ كما يحتج البعض ــ بقول بن عباس رضي الله عنه وهو القول المشهور عنه فى تفسير آية ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )
حيث قال بن عباس فيها أنه كفر دون كفر وفسق دون فسق ..
حيث أن بن عباس هنا لم يعن معطل الشريعة بالكلية وإنما عنى الحاكم المسلم المطبق لأحكام الشريعة كلية , والذى غير حكم الشريعة فى أمر ما أو حكم ما فحكم به بهواه بما يخالف حكم الله فهذا لا يكفر بذلك إلا إذا استحله "[1]"
ويقول الشيخ المحدّث العلامة أحمد شاكر عن هذه النقطة ..
( إن كلام بن عباس وبن ملجز حق لا مراء فيه ولكنه لا ينطبق على واقعنا , وهما لم يريدا أبدا من رد الأمر إلى شريعة غير شريعة الله عند التنازع ) "[2]"
نقول ذلك ونوضحه جليا لأن البعض تحت تأثير الهوى يستخدم هذا القول الذى يعالج مسألة خاصة فى تعميم الحكم على اعتبار أن آية ( ومن لم يحكم بما أنزل الله .... الآية ) هى موطن الإستدلال الوحيد على كفر من نحى شريعة الله , وهو تلبيس متعمد أو عن جهل لأن مواطن الدلالة لهذه القضية إنما تشمل الآيات السابق عرضها بينما الآية المعنية بقول بن عباس نزلت فى حكم خاص وحادثة خاصة روتها كتب السنة وكانت تخص أحكام اليهود وفق الواقعة المشهورة التى رواها الإمام مسلم , وهى تنطبق على المسلمين بحكمها الخاص والذى لا يتعلق بقضيتنا وهى قضية تنحية كافة أحكام الشريعة وإنما تتعلق بمن نحى حكم الله بقضية واحدة مع إقراره وتنفيذه لأحكام الشريعة فى كافة أحكامه وقوانينه , وهو الأمر البعيد تماما عن نظام مبارك وأشباهه
ويراجع أيضا كلام الشيخ أحمد شاكر فى كتابه ( كلمة الحق ) وكتابه ( حكم الجاهلية ) حول تطبيق الشريعة وتحكيم الطاغوت , وقد كان رحمه الله صوتا من أصوات السلف فى زمانه فضلا على أنه محدث عصره
ويقول الشيخ محمد رشيد رضا فى هذا الشأن ردا على من يحتجون بشرط الإستحلال للحكم بكفر من يعطل الشريعة :
( إنه لمن المتعذر عقلا أن يتصور مسلما يفرض عليه كتاب الله حكما ثم هو يغيره ويستبدله بغيره مختارا ويعتد مع ذلك بإيمانه وإسلامه , والظاهر الواجب أنه فى هذه الحالة على المسلمين أن يلزموا هذا الحاكم بتغيير ما حكم به مخالفا لشرع الله تعالى ولا يكتفوا بعدم مساندته ومشايعته فيه , فإن لم يقدروا فإن تلك الدار لا تصبح دار إسلام فيما يظهر ) "[3]"
وكلام الشيخ واضح أن الواجب على المسلمين ــ ودعاتهم من باب أولى ــ ألا يكتفوا فقط بعدم مساندة ومشايعة الحاكم المعطل لشرع الله , بل ألزمتهم الشريعة بإجبار الحاكم على تغيير هذا المنكر طالما قدروا وإن لم يقدروا فالدار لا تعتبر دار إسلام !!
ولعمرى ماذا يكون موقف وحال الدعاة المشايعين لهذه الأنظمة وهؤلاء الحكام المعطلين لشرع الله ما دام الإكتفاء بالإنكار فقط محرم فى الشريعة !!

ويضاف إلى جرائم نظام مبارك تسلطه على المتدينين واضطهادهم فى كل موطن ومحاولته فتنتهم عن دينهم حتى كاد يقارب منع الصلاة فى بعض المساجد , وهو الحكم الذى أعلنه النبي عليه الصلاة والسلام بأن فاعله كفر كفرا بواحا فى قوله ألا ننابذ الحكام ما أقاموا فينا الصلاة ..
وتمتلئ ملفات أجهزة القمع الأمنى بآلاف المعتقلين ممن ليس لهم ذنب عند النظام إلا أنهم من ذوى الإنتظام فى صلاة الفجر , أو من المترددين على المساجد المستقلة الغير تابعة للأوقاف , فضلا على غلقه للمساجد ومنع الدروس والخطب للأئمة الغير المرضي عنهم من وزارة الداخلية ومنعه التجمعات الدينية بشتى أشكالها واعتبار هذا الفعل مبررا للقبض والإستيقاف والإضطهاد فى الرزق ,
هذا بخلاف تبعية أئمة الأوقاف لجهاز أمن الدولة فلم يوجد فى عصر مبارك خطيب واحد من خريجى الأوقاف استطاع أن يتلفظ بخطبة أو يعالج مسألة من الشئون العامة أو السياسية التى تهم الناس إلا بعد الحصول على موافقة أمنية مسبقة لخطبته وإلا كان جزاؤه الإعتقال الفورى ..

وعندما نضع هذا الأمر جنبا إلى جنب مع ترويج النظام للفساد والإنحلال الأخلاقي على اتساع يده ونشره للمنكر ونهيه عن الأمر بالمعروف تحت مسمى الإبداع الفنى والأدبي , وكلنا يتذكر حال وزارة الثقافة المصرية فى عهد مبارك تحت قيادة فاروق حسنى الذى أخرج عشرات الروايات الفاسدة أخلاقيا الداعية للشذوذ والروايات والأعمال الأدبية التى تعتدى على ثوابت القرآن والسنة وتسخر من الأنبياء وتتهم النبي عليه الصلاة والسلام بالكذب والدجل من أمثال كتابات حسن طلب الذى حاول أن يحاكى القرآن فى ديوان شعر بعنوان ( الآية جيم ) , ورواية ( وليمة لأعشاب البحر ) لحيدر حيدر التى أصدرتها وزارة الثقافة بأموال المصريين لتسب القرآن الكريم وتصفه بالفضلات والعياذ بالله , وكان آخر المطاف أنه أفسح مطبوعات وزارة الثقافة للزنديق سيد القمنى الذى اتهم النبي عليه الصلاة والسلام بأنه مؤلف القرآن وأن الإسلام اختراع قرشي من أبي طالب عم النبي عليه السلام لبسط نفوذ بنى هاشم فى الجزيرة العربية ,
وبدلا من محاكمة هذا الكافر كفرا بواحا منحه فاروق حسنى جائزة الدولة التقديرية أعلى الجوائز الثقافية فى الدولة المصرية وطُبعت أعمال على حساب وزارة الثقافة !
فهذه هى أفعال وزارة الثقافة فى دعمها للكفر والإلحاد بنظام مبارك وفى غيها وجبروتها تجاه أى دور للمؤسسات الدينية للحفاظ على ثوابت الأمة !
فنريد أن نعرف من دعاة تيار المهادنة ما حكم هذا كله وتوصيفه فى الشريعة الإسلامية ..
فإذا كان من المتفق عليه أن من رضي بالكفر كافر , فما بالنا بداعم الكفر وراعيه ؟!

وأمر آخر لا يقل أهمية ..
وهو تورط مبارك ونظامه ومن شاكله من الحكام العرب فى إثم موالاة الكافرين وإعانتهم على المسلمين , وهذا حكمه الكفر بلا خلاف ..
ألم يعتبر العز بن عبد السلام رحمه الله أن معاونة الكفار وتوليهم هى كفر صريح وكفر بواح موجب للخروج على الحاكم ؟!
فما الذى كان يفعله مبارك وغيره من الأشكال الضالة التى تولت أمر المسلمين فى هذا العصر غير التولى التام لأعداء الإسلام وإمدادهم بكل المدد ضد ضحايانا من مسلمى أفغانستان والعراق وفلسطين والشيشان والبوسنة وغيرها ؟!
ألا ينطبق عليهم قوله تعالى :
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ] {المائدة:51}
وهل هناك تولى أوجع وأوضح من هذا التولى الذى جعل مبارك وغيره من الحكام العرب هم اللبنة الرئيسية التى وصل بها الغرب بقواته وناقلاته إلى بلاد المسلمين وكانوا لهم خير عون وأقاموا معهم علاقات إقتصادية وسياسية ترقي إلى درجة التطابق فى المواقف والسياسات ..
وهذه موالاة كاملة للكفار على المسلمين تفضي بصاحبها إلى الكفر الأكبر بلا خلاف بين علماء المسلمين ..
يقول الشيخ عبد المنعم حليمة ناقلا هذا الحكم فى كتابه ( قواعد فى التكفير ) ما نصه :
{ الموالاة الكبري :
تفضي بصاحبها إلى الكفر الأكبر وتخرجه من الملة , وصفة هذا النوع من الموالاة يكون بنصرة الكفار والتحالف معهم على المسلمين , أو بمعاونتهم على إنزال العذاب والفتنة بالمسلمين , فينعقد عندهم الولاء والبراء على أساس موالاة معاداتهم فمن والى الكفار والوه وأحبوه ومن عاداهم أبغضوه ( ويلاحظ القارئ الكريم أن هذه الكلمات وصف مطابق تماما لحال نظام مبارك حيث كان حليفا وكنزا إستراتيجيا لإسرائيل والغرب وفى نفس الوقت داعما لهم بالطاقة والجهد والمحالفة على الفلسطينيين فى حرب غزة وما قبلها فضلا على معاونته اللوجستية للقوات الأمريكية بالمرور لضرب العراق عبر الأجواء المصرية وقناة السويس , فضلا على كراهيته الشديدة للإسلام والمسلمين وبغض التيار الإسلامى المعادى للغرب والمتبنى لقضية المقاومة ضده حتى وصل به العداء لكافة أشكال المقاومة فى الأرض المحتلة واعتبارهم أعداء لمصر والسياسة المصرية )
وهذا النوع من الموالاة أشد النواقض للإيمان ودليل ذلك :
قوله تعالى :
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ] {المائدة:51}
وعن محمد بن سيرين قال : قال عبد الله بن عتبة :
ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وتلا هذه الآية ..
وقوله تعالى :
[وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ] {المائدة:81}
قال بن تيمية : فدل ذلك على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء فى القلب ومثله قوله تعالى ( لا تتخذوا اليهود والنصاري أولياء .... الآية ) فإنه أخبر فى تلك الآية أن متوليهم لا يكون مؤمنا وأخبر هنا أن متوليهم إنما هو منهم فالقرآن يصدق بعضه بعضا
وقوله تعالى :
[لَا يَتَّخِذِ المُؤْمِنُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ المَصِيرُ] {آل عمران:28}
وقوله تعالى ( فليس من الله فى شيئ ) أى من ولايته فى شيئ من الأشياء بل هو منسلخ عنه بكل حال ,
ولا تنسلخ ولاية الله مطلقا إلا عن الكافرين كما قال تعالى ( وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياءه إلا المتقون )
وفى صحيح البخارى ...
أن أناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله عليه السلام فيأتى السهم فيرمى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضربه فيقتله فأنزل الله تعالى ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم )
فمقتضي الآيات ــ كما قرر أهل العلم والتفسير ــ أن هؤلاء الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قد ماتوا على الكفر والشرك بسبب مظاهرتهم للمشركين على المسلمين ومما يقوى ذلك واقعة معاملة العباس عم النبي عليه السلام معاملة المشركين لمظاهرته المشركين رغم قوله أنه مسلم } ( انتهى ) "[4]"

وباعتراف الشيخ محمد عبد المقصود فى خطبة علنية له , أوضح الرجل كيف أن التيار الإسلامى كان يستخدم لصالح النظام فى تفريق المجتمع والتحريش بين طوائفه وضرب مثالا على ذلك قضية كامليا شحاته وكيف أن أمن الدولة كان يتحكم فى تلك المظاهرات ليستغلها لتخويف القيادات الكنسية من جانب وتكريس الخوف لدى نظام مبارك والغرب من الإسلاميين وتقديمهم على أنهم بذرة الإرهاب فى المجتمع ..
ويضيف الدكتور عبد المقصود ..
( مبارك كان يقول علنا لآخر لحظة إما نحن أو الإسلام فالرجل كان يعترف بنفسه على نفسه أنه ليس مسلما , وأنه لن يسمح بقيام دولة إسلامية فى الشرق ــ يقصد دولة حماس ــ ولهذا شارك إسرائيل مشاركة فعلية فى التسبب بكارثة إنسانية فى قطاع غزة فى حرب إسرائيل عليها عندما بادر بإغلاق المعابر فى وجه الضحايا , وفى نفس الوقت بادر إلى تصدير الغاز إلى إسرائيل بأبخس الأثمان فى وقت يتقاتل المصريون على ثمن أنبوبة البوتاجاز .. ) "[5] "
هذا كلام الدكتور عبد المقصود ــ وهو من أكبر دعاة السلفية فى مصر ــ وهذا حكمه على مبارك ونظام مبارك ..
ولهذا وجد من دعاة السلفية المهادنة من يهاجمه ويسفه آرائه ويعتبره من شيوخ الضلالة رغم أن عبد المقصود فى الأصل كان من معارضي مبارك وحده وأيد المجلس العسكري ودعمه حتى ضد الثوار !



الهوامش :
[1] ــ أصول التكفير عند أهل السنة والجماعة ــ عبد الله القرنى ـ ص 164
[2] ــ عمدة التفسير ــ للشيخ أحمد شاكر ( تعليق على آية ومن لم يحكم بما أنزل الله )
[3] ــ أصول التكفير عند أهل السنة والجماعة ــ مصدر سابق
[4]ــ قواعد فى التكفير ـــ عبد المنعم مصطفي تليمة ــ ص 30 وما بعدها بتصرف يسير
[5] ـــ كلام الشيخ على هذا الرابط






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 18-03-2012, 11:09 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي رد: مصادر الثورة المضادة (4) : التيار الإسلامى وموقفه من الثورة

ومن المضحكات المبكيات فى هذا العصر أن تيار المهادنة السلفي نسي طوام الحكام وتجاهلها تماما فى هذا الشأن وانشغل بتطبيق قاعدة الولاء والبراء على النصاري فى مصر والدول العربية , فأفرغ فيهم كافة أحكام الولاء والبراء رغم أنهم من أهل الذمة لدى المسلمين وليسوا من الكفار المحاربين وينطبق عليهم قوله تعالى :
[لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ] {الممتحنة:8}
وإذا تأمل القارئ وأحصي كمية الخطب والأصوات الزاعقة الخارجة من هؤلاء الدعاة ضد النصاري يتعجب أشد العجب من حملتهم الشعواء على معاملة المسلم لنصاري بلده
بينما هم غافلون أو متغافلون عن موالاة اليهود والنصاري من الغرب المحارب الذى أخرجنا من ديارنا ومساجدنا وهتك الأعراض واستباح الأرض والديار وعاونه على ذلك الحكام العرب حتى أن الولايات المتحدة وإسرائيل ما كانتا لتتمكنا من أرض المسلمين بهذا الشكل الساحق لولا معاونة الحكام العرب وموالاتهم التى لا تقبل جدلا !
فكم خطبة يا ترى أنشأها هؤلاء الدعاة ضد موالاة وتيسير احتلال دول الإسلام للغرب , وتصدير الطاقة واستثمار أموال الشعوب فى البنوك الغربية حتى مثل المال العربي نسبة 5 % من الإقتصاد الأمريكى وحده ناهيك عن أن الأسواق العربية احتكرت تقريبا الإنتاج الغربي فى كافة الصناعات ومثلت مصرفا مهولا للصناعة الغربية لولاه لانهارت الصناعة الغربية فى بعض المجالات !
فضلا على استباحة حكومات الغرب لثروات المنطقة العربية حتى ما تركوا للشعوب شيئا وكل هذا بأبخس الأثمان لا سيما فى موارد الطاقة من البترول والغاز ولولا البترول والغاز العربي لما قامت الصناعة الغربية من الأساس حيث يمثل النفط العربي اللبنة الرئيسية والإحتياطى الإستراتيجى للغرب من موارد الطاقة ,
وقد رأينا أثر منع الغاز المصري عن إسرائيل وكيف أن 40 % من الطاقة الكهربية لإسرائيل تعتمد إعتمادا كاملا على الغاز لمصري ولولاه لعاشت نصف إسرائيل فى ظلام دامس !
كل هذا وليت أن الحكومات العربية تبيع الطاقة بأسعارها الواجبة إلا أنهم يبيعونها بخسة برخص التراب استجابة للضغط الغربي وبلغ سعر الغاز المصري فى صفقة بيع الغاز المشبوهة ما يقل عن السعر الرسمى العالمى بخمسة أضعاف !
فأين الخطباء المهادنون من هذا ؟!
وأيهما أولى بالإنكار والثورة ..
تلك الموالاة الرهيبة التى جعلت الغرب يضرب المسلمين بثرواتهم واعتمادا على طاقتهم ؟!
أم تعامل المسلمين من الشعوب مع نصاري بلادهم فى أمور البيع والشراء ؟!
ألا يذكرنا هذا الخزى بالطرفة المريرة التى رواها بن قتيبة فى عيون الأخبار عن أحد الزناة أتى شيخا يشكو إليه أن وقع فى الزنى وحملت المرأة منه سفاحا !
فقال له الشيخ مستنكرا : ولماذا لم تعزل منها حتى لا تحمل فتبوء بإثم الزنى وإثم الصبي ؟!
فقال له الرجل المتنطع : يا شيخ والله لقد بلغنى أن العزل مكروه
فهب الشيخ صارخا : قبحك الله .. بلغك أن العزل مكروه ولم يبلغ أن الزنا من أكبر الكبائر !!

ولما وفق الله الشعب المصري والتونسي للخروج بكلمة الحق فى وجه الظلم والكفر , وكان يجب على هؤلاء الدعاة أن يكونوا ــ بدافع شرع الله ــ فى مقدمة الصفوف , رأيناهم يتخذون الجانب العكسي , ولعمرى أين حمرة الخجل وإذا كان الله طمس بصائركم كمعاونين للسلاطين على البغي فعلى الأقل اسكتوا عمن خرج فى جهاد الظلم ولا تكونوا عونا عليه !

وسؤال ثالث :
ما هو موقف الحكام الشرعى الذى يوصفه الشرع فى حالة إذا ديس شبر من أرض المسلمين ..
ألا يوجب الشرع وبالإجماع المطلق على وجوب الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة ؟!
فماذا نسمى ما يحدث فى أراضي المسلمين منذ ما يزيد عن ستين عاما ؟!
وماذا فعلت الجيوش والحكام تجاه أمر بلاد المسلمين المستباحة فى مشرق الأرض ومغربها ؟!
أليس هذا هو حال ترك الجهاد الذى حذر منه رسول الله عليه الصلاة والسلام أشد التحذير , واعتبر العلماء إجماعا أنه من فساد المخبر والطوية تخذيل الناس وتقعيدهم عن الجهاد وكراهية المجاهدين واعتبار الجهاد مهلكة للأنفس ولا لزوم له !
فهذه الصفات لا تنطبق إلا على منافق مرجف كاره للإسلام والمسلمين كما فى قوله تعالى :
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ] {آل عمران:156}
قال بن كثير :
ينهى الله عباده المؤمنين عن مشابهة الكفار فى اعتقادهم الفاسد الدال عليه قولهم عن إخوانهم الذين ماتوا فى الأسفار والحروب لو كانوا تركوا ذلك ما أصابهم ما أصابهم "[1]"
وقال تعالى :
[وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ] {التوبة:56}
فأخبر سبحانه وتعالى أنهم ــ وإن حلفوا ــ إنهم ليسوا من المؤمنين فما هم منهم ولكنهم يفزعون من العدو ..
ولاحظوا أن هذا الحديث والتنفير من الجهاد محرم فى جهاد الطلب فما بالنا بحال اليوم وهو جهاد الضرورة ضد إحتلال البلاد وتشريد العباد
وهذه الأقوال أليست هى نص ما قالته أنظمة مبارك والحكم العربي عن الجهاد فى فلسطين والعراق وأفغانستان واعتبار الجهاد فيهما مهلكة وضد قواعد السلام العالمى ! , بل وزادت الدرجة إلى اعتبار مجرد المظاهرات المؤيدة لقضايا بلادنا المحتلة ملهية عن ذكر الله ! وأن تلك الحروب على بلاد المسلمين إنما هى حروب مشروعة بالقانون الدولى لمحاربة الإرهاب

وليت الأمر اقتصر على هذا ..
إلا أن تيار المهادنة السلفي تخطى كل حدود الحياء حتى بعد الثورة ,
ليس فقط بتلونهم الغريب وتراجعهم عن أقوالهم السابقة واستثمارهم الرخيص لكل مكاسب الثورة السياسية التى قامت على دماء الشهداء , إلا أنهم لم يرحموا حتى هؤلاء الشهداء من ألسنتهم ورأيناهم يتولون وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة على طول الخط كما لو أن وزارة القمع هذى لم تكن هى الأداة الأغلظ للنظام التى استخدمها للترهيب والقتل وسفك الدماء قبل الثورة وبعدها ووجها نحو الإسلاميين واغتال الآلاف منهم فى السجون وخارجها , وكان الأمر المتوقع أن يكون أى تيار إسلامى فى مصر والدول العربية أشد عداء لوزارة القمع من غيره من التيارات السياسية على اعتبار ما قاسوه تحت نير ظلم وفجر قوات النظام
إلا أن تيار المهادنة اتخذ العكس تماما , ولم يكتفوا بمناصرتهم فى البرلمان وترويج الإشاعات على الثوار والمتظاهرين واعتبارهم من متعاطى المخدرات بل أجازوا لوزارة الداخلية استخدام القمع ضد المتظاهرين السلميين فى خلط شديد بين المتظاهرين وبين البلطجية الذين يمارسون البلطجة برعاية الداخلية أصلا
كما أنهم خانوا دماء إخوانهم من شهداء الثورة ــ كما نحسبهم ــ ووجدنا منهم دعاة يخرجون علينا فى محاولة مكشوفة وهزلية لإنقاذ الضباط المتهمين بقتل أربعة آلاف متظاهر وإصابة آلاف آخرين بأبشع أنواع الإصابات أثناء الثورة , وكان قتلهم للمتظاهرين السلميين قائما بكل العمد والرغبة فى القمع فى جريمة إفساد فى الأرض تستحق حد الحرابة ..
فماذا كان رأى تيار المهادنة ؟!!
خرجت فتاواهم تعتبر أن القصاص من هؤلاء الضباط القتلة هو عمل متعذر ! , وأنه يستحسن لضحايا الشهداء وأولياء الدم قبول الدية فى دماء أبنائهم !!
وبالطبع يزول العجب وتزول الدهشة إذا علمنا أن هذا التكييف الشرعي الغريب لعملية القتل المتعمدة إنما خرج من أفواه تيار المهادنة استجابة لضغوط الداخلية التى بذلت الجهود الحثيثة للضغط على أهالى الضحايا للتنازل عن حقوقهم وإنكار أقوالهم أمام النيابة العامة وقبول التعويضات التى تدفعها وزارة الداخلية لضباطها !
أى أنهم استمروا حتى بعد الثورة فى العبودية الغريبة لأجهزة الأمن والوقوف معهم فى نفس الصف ضد الشعب الذى وثق بهم وجعلهم أئمته ودعاته !



الهوامش :
[1]ــ تفسير بن كثير ــ الجزء الأول






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 18-03-2012, 11:11 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي رد: مصادر الثورة المضادة (4) : التيار الإسلامى وموقفه من الثورة

الرد على فتوى قبول الدية فى قتل المتظاهرين

الكارثة ليست فى الفتوى العجيبة بقبول الدية فى جريمة لا تجوز فيها الدية أصلا ,
بل الكارثة المحققة أن القانون المصري لا يوجد فيه بند يسمح بذلك
والحل الوحيد لتطبيق حل التعويضات هو أن ينكر المصابون والشهداء أقوالهم ويغيروا شهادتهم ويشهدوا شهادة زور بأن هؤلاء الضابط لم يتسببوا فى عملية القتل والإصابة !
ووافق تيار المهادنة المنتمى زورا للسلفية وشجع أهالى الضحايا على هذا الفعل الآثم .. والله المستعان !
يناصرون ضباط وزارة الداخلية ويشجعون على عدم القصاص من الجريمة الحقيرة التى هى أشد عند الله من هدم الكعبة وفق الحديث الشريف ( لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من قتل إمرئ مسلم )
ولا يكتفون بذلك بل يكيفون الأمر تكييفا شرعيا ويلوون عنق النصوص ويحرضون أهالى الشهداء على أبشع إثم حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام ألا هو شهادة الزور لكى يغيروا أقوالهم فى صالح الضباط القتلة أمام النيابة العامة نظرا لأن القانون الوضعي لا يعترف بالدية كفعل يُسقط العقوبة ..

هذا فضلا على أن الفتوى ذاتها فتوى فاسدة فقهيا فقد اعتمدت الفتوى على أننا أمام جريمة قتل عمد يجوز فيها الدية وفق حالات معينة والأمر ليس كذلك كما بين علماء الأزهر الشريف مثل الدكتور نصر فريد واصل والشيخ محمود عاشور , فنحن أمام جريمة إفساد فى الأرض مكتملة الأركان تستوجب حد الحرابة بلا خلاف وهو حد لا تجوز فيه الدية بل فيه القصاص بأحد ثلاث عقوبات تضمنها قوله تعالى ..
[إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ] {المائدة:33}
والجريمة ــ جريمة الإفساد فى الأرض ــ كما أسلفنا متكاملة الأركان لأن وزارة الداخلية خانت أمانتها ثلاث مرات :
مرة بأن جعلت نفسها فى خدمة النظام ومارست القتل والترويع وتعمدت إحداث النفلات الأمنى وأطلقت البلطجية على الشعب الآمن ونهبت وسرقت وقتلت بلا أى وازع من ضمير ولا أى مبرر سوى أن تعاقب الشعب على تصديه الباسل لجرائمها وجرائم النظام ..
والمرة الثانية وهى الأهم عندما خانت القسم الذى أقسمته بممارسة وظيفتها فى حفظ الأمن وانسحبت خائنة مخذولة وتركت البلاد وعباد نهبا لعصابات الشوارع فضلا على أنها مارست القتل والإفساد بيدها عبر ضباطها وقناصتها بل وعطلت حتى مرفق الإسعاف ومرفق الإتصالات حتى تضيع على المصابين أى فرصة للنجاة , وهو ما نجحت فيه بالفعل فمات الآلاف متأثرين بجراحهم وكان من الممكن إنقاذهم لو كان مرفق الإسعاف قائما بوظيفته وتمكن من إسعاف المصابين , وكانت هناك فرصة أيضا لإنقاذ بعض الجرحى لو كانت الإتصالات تعمل بصورة طبيعية ليستنجد المصابون بأهلهم وذويهم ..
والمرة الثالثة : فى التسبب المباشر فى إحداث الإنفلات الأمنى وتخليهم عن وظيفتهم بعد الثورة وحتى اليوم رغم قدرتهم الكاملة ومعرفتهم المتكاملة بأسماء وأماكن البلطجية الذين يروعون الناس فى الطرقات العامة وفى أشهر الميادين فى وضح النهار فى ظل تواطؤ وتقاعس شهدته الملايين فى الشوارع حتى اضطر كل فرد للدفاع عن نفسه وشكل الشعب من شبابه الوثاب لجانا شعبية حمت الديار فى ظل انسحاب الشرطة المخزى
هذا بخلاف جريمة عظمى وهى تبديد أموال وزارة الداخلية التى هى أموال الشعب فى مكافأة وترقية قيادات الداخلية المتورطة فى الأحداث وهذا ثابت بالوثائق التى تم تسريبها عن الترقيات التى نالها القياديون والزيادة الملحوظة فى مرتبات الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين فى عهد وزير الداخلية السابق منصور عيسوى تحت بند رفع معنويات هؤلاء الضباط عد الهجمات الإعلامية عليهم !!

هذا بالإضافة لمدى الوقاحة فى اختيار توقيت الفتوى ,
فليت أنهم قدموا دعوتهم تلك بعد صدور أحكام الإعدام الواجبة ضد هؤلاء السفاحين الذين ترصدوا الثوار ببنادق القناصة وقتلوهم بدم بارد مباشرة فى القلب والصدر والرأس , وليت أنهم تقدموا بها بعد أن مثل كل المتهمين وكل القناصة للمحاكمة ,
بل تقدموا بها فى ظل تواطؤ حكومى أشعل غضب الجماهير للذروة عندما ماطلت المحاكم فى تلك المحاكمات ولم تقدم النيابة المصرية حتى اليوم عُشر المتهمين الحقيقيين من وزارة الداخلية , ولم تقدم قناصا واحدا من بين ثلثمائة قناص يتبعون وزارة الداخلية مارسوا عملهم ضد المتظاهرين بشهادة الشهود وبتوثيق ملفات الفيديو المصورة , وليس هذا فقط بل إن كافة القيادات التى تم تقديمها للمحاكمة خضعت لها وهى فى مناصبها الرسمية بجهاز الشرطة ؟!
وفى ظل هذا الجو المحتقن والشعور الكاسح بالظلم لدى أهالى الشهداء يخرج هؤلاء ليقترحوا عليهم الدية !!
ونعود للتأصيل الشرعى لهذه الفتوى بعد أن بينا الدليل الصحيح على أنها جريمة إفساد فى الأرض
فالدية فى هذا الموقف لا تجوز لا بالشرع ولا حتى بالقانون الوضعى ,
ونبدأ بالقانون الوضعى لسهولة القاعدة فيه , حيث أن القوانين الوضعية تأخذ بنظرية العقد الإجتماعى التى ألفها المفكر الفرنسي جان جاك روسو ومنها استقت أوربا نظرية القانون وعملت به , وتقوم هذه النظرية على أن الدولة تتكون من شعب يقطن وطنا معينا وسلطة توافقيه جاءت بإرادة هذا الشعب وتمثل الدولة أمامه ,
ووصف جان جاك روسو طبيعة العلاقة بين الدولة والمواطن الطبيعى أنها علاقة عقد إجتماعى يؤدى فيه المواطن حق الدولة فى الضرائب وفى الإلتزام بالقوانين التى تقرها الحكومة فى مقابل أن تضمن له الدولة حق المعيشة بأمان ,
ومن لوازم هذا العقد فى الجانب الجنائي ـ وهو موضوعنا ـ أن عقاب المجرم على أى جريمة تجاه أى مواطن فى الدولة هو حق أصيل للدولة وليس للفرد ,
بمعنى أن الفرد هنا لا يملك العفو عن مرتكب الجريمة حتى لو كان هذا الفرد هو المجنى عليه وحتى لو أبدى استعدادا للتنازل عن حقه ,
وقد رتب القانون الوضعى الحق فى الجريمة الجنائية إلى شقين ,
حق للفرد يتمثل فى إمكانية حصوله على التعويض المدنى نتيجة الجريمة , وفى حالة القتل يكون حق التعويض ثابتا لورثته , وذلك فى إثر حكم قضائي نهائي بات فى الشق الجنائي
وحق للدولة يتمثل فى احتفاظها وحدها بمعاقبة القاتل بحكم قضائي لا يتأثر بتنازل أهل المجنى عليه عن حقهم المدنى ,
والتطبيق المباشر لهذا الكلام معناه أن القانون الوضعى لا يقر مبدأ الدية من الأساس فى أى جريمة من الجرائم , لأنه يحتفظ للدولة بحق محاكمة وإدانة المجرم أو القاتل وتطبيق هذا الحكم بغض النظر عن موقف المجنى عليه .. ويقر فقط حالات التنازل عن القضية فى الجنح وليس فى الجنايات ,

أما فى الشريعة الإسلامية ,
فقد أقرت مبدأ الدية فى ظروف معينة كحكم على سبيل الإستثناء يشمل جريمة القتل بالخطأ أو الجريمة شبه العمدية والعمدية بشرط أن يكون تكييفها الشرعي جريمة قتل , وهذه هى النقطة الفارقة ..
وفى غير ذلك فالقصاص واجب لا شك فى ذلك يقوم به القاضي ــ ممثل الدولة ـ إلا أن يعفو ولى الدم أو يقبل بأخذ الدية , لأن الشريعة الإسلامية جعلت لولى الدم حقا أصيلا فى تطبيق القصاص وذلك فى قوله تعالى :
[وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي القَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا] {الإسراء:33}
هذا كما سبق القول فى خصوص جريمة القتل ..
ولكن السؤال هنا ..
هل ما حدث من قتل للمتظاهرين السلميين على يد سفاحى وزارة الداخلية عمدا ومع سبق الإصرار يمكن أن يتم تكييفه فى إطار جريمة قتل ؟!
كلا بالطبع ..
فجريمة القتل كما عرفها الشرع وعرفتها أيضا القوانين الوضعية هى جريمة شخصية .. نكرر جريمة شخصية سواء كانت جريمة عمدية أو شبه عمدية أو على سبيل الخطأ ..
ومعنى أنها جريمة شخصية أنها تتمتع بنوع ما من التوصيف بين القاتل والمقتول , ويمثل هذا التوصيف دافعا للقتل أو الشروع فيه حسب التكييف القانونى للجريمة ,
أما قتل المتظاهرين من قناصة الداخلية بالعشرات , وبلا أدنى مبرر أو سبب أو سابق معرفة أو وجود أدنى عذر ـ قد لا يكون سببا للبراءة ـ لكنه يصلح كدافع للقتل , فهذه ليست جريمة قتل بل هى فى عرف الشريعة الإسلامية ( إفساد فى الأرض ) وهو تطبيق مباشر يستحق حد ( الحرابة ) لا حد القتل قصاصا
ويسميه القانون الحديث ( البلطجة والإرهاب )
والفارق الدقيق بين جريمة القتل العادية ـ التى توجب حد القتل ـ وبين الإفساد فى الأرض ـ الذى يوجب حد الحرابة ـ هو توافر الدافع للقتل من عدمه
فإن توافر دافع للقتل عند القاتل أيا كانت ملابسات هذا الدافع , فهى جريمة قتل تجوز فيها الدية بشروطها ..
أما عدم توافر الدافع فهو يخرج بالجريمة من جريمة قتل عادية إلى إفساد فى الأرض يستوجب إحدى العقوبات الثلاث التى حددتها الشريعة ويصبح القصاص فيه واجبا على الإمام أو من يقوم مقامه وهنا لا يمكن تطبيق نظرية الدية بأى حال من الأحوال وتحت أى مبرر ..
هذا فضلا على أن الدية فى شأن قضية قتل المتظاهرين بالذات , غير مسموح بها لأسباب واقعية تعود إلى طبيعة الجريمة فضلا على موانعها الشرعية
فالدية تستوجب قبول ولى الدم وهو ما يتعذر فعله أصلا لكثرة الضحايا وعدم اتفاقهم , وحتى لو حدث المستحيل وتم تجميع كافة أولياء الدم وقبوا الدية فى القتلي ,فهناك القتلى مجهولى الهوية , وهناك القتلى الذين ليس لهم ولى للدم وبالتالى تعود الولاية لولى الأمر فى الدولة وهنا لا يكون من حق الحاكم ( ولى الأمر ) قبول الدية لأنه ليس وليا أصيلا وبالتالى يستوجب القصاص بلا بديل
وهذا هو ما فعله النبي عليه الصلاة والسلام مع الدهماء الذين قتلوا الراعى ونهبوا ماله فأمر بهم فسُملت أعينهم وقطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف ثم نبذوا أى تركوا فى الشمس حتى ماتوا .. تطبيقا لحد الحرابة
ولما سبق يكون الحديث عن الدية فى معرض هذه الجريمة حديث خرافة يمكن القول به نظريا مع استحالة تطبيقه عمليا ..

ولهذا عندما جاء أئمة الإسلام لتفسير آية الإفساد فى الأرض .. وهى قوله تعالى ..
[مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ] {المائدة:32}
وهذه الآية توضح الفارق بين جريمة القتل كفعل فردى وبين القتل إفسادا وإلحادا وإستحلالا للدم بلا مبرر
وهى قرينة الآية الكريمة ..
[إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ] {المائدة:33}
فى تفسير تلك الآيات لم يذكر المفسرون حرفا واحدا عن الدية , ولا تناولها الفقهاء فى معرض أحكام الإفساد فى الأرض إطلاقا وهى الجريمة الثابتة فى شأن قتل المتظاهرين حيث أنه قتل عمد لسفح الدماء بلا مبرر وبلا أدنى وازع واقترن هذا بنهب الأموال وترويع الآمنين لتصبح الجريمة مكتملة الأركان فى هذا الشأن
ولنعرض لما قاله بن كثير مثلا فى تفسيره ولنركز على المثال الذى ساقه هذا المفسر العظيم فى شرح تلك الآيات ..
يقول فيها بن كثير فى تفسيره ..
( والصحيح أن هذه الآية عامة في المشركين وغيرهم ممن ارتكب هذه الصفات ، كما رواه البخاريومسلم من حديث أبي قلابة - واسمهعبد الله بن زيد الجرمي البصري- عن أنس بن مالك : أن نفرا من عكل ثمانية ، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الإسلام ، فاستوخموا الأرض وسقمت أجسامهم ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبوا من أبوالها وألبانها؟ " فقالوا : بلى . فخرجوا ، فشربوا من أبوالها وألبانها ، فصحوا فقتلوا الراعي وطردوا الإبل . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث في آثارهم ، فأدركوا ، فجيء بهم ، فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم ، وسُملت أعينهم ، ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا .)

والمتأمل فى المثال السابق يجد أن النبي عليه الصلاة والسلام طبق حد الإفساد فى الأرض ولم يطبق حد القتل لأن الجريمة كانت بلا مبرر حيث أن هؤلاء الدهماء قتلوا الراعى بلا أى مبرر ثم سلبوا ماله وطردوا إبله وأفسدوا فى الأرض لمجرد الرغبة فى ذلك دون أدنى دافع
وجريمة قتل المتظاهرين هنا تشبه تماما حادثة مقتل عبد الله بن خباب رضي الله عنهما على يد الخوارج فى زمان على بن أبي طالب رضي الله عنه , فلما قتل الخوارج بن خباب أشعلها علىّ رضي الله عنه حربا ضروسا عليهم حتى استأصل شأفتهم وانتقم لما فعلوه بالرعية , ولم يطرح أحد فى زمانه قولا فى دية أو حتى اقتراحا بها , إنما كان حكم علىّ على الخوارج أن يسلموا إليه قتلة عبد الله بن خباب فيقتص منهم أو هى الحرب وكانت الحرب الشهيرة فى موقعة النهروان والتى لم يتردد فيها علىّ رغم الظروف التى كانت تمر بها الأمة الإسلامية فى ذلك الوقت
فما بالنا بالله عليكم عندما نقارن هذه الجريمة بجريمة قتل الآلاف لا جريمة لهم إلا أنهم ضجوا من النهب المنظم لمواردهم المسلوبة وهتفوا لنيل حقوقهم بلا أدنى سلاح فكان جزاؤهم على أيدى عصابة نظام مبارك أن قتلهم بدم بارد وبأسلحة فتاكة قاصدا إلى ترويعهم وإلى مد شريان الحياة لنظامه الناهب واستمراره فى الحكم بلا أدنى شرعية
ناهيكم عن توافر أركان جريمة ( الإفساد فى الأرض ) على نظام مبارك وزبانية الداخلية أنفسهم قبل حتى أن يقتلوا متظاهرا واحدا من متظاهرى ثورة يناير المجيدة , وذلك يتضح من خلال استرجاع سياستهم الأمنية التى جعلت من الإسلام والتدين هدفا لها ,
فأى إفساد فى الأرض عند الله أعتى من أن يكون صاحب اللحية أو مؤدى الصلاة غير آمن فى سربه ولا على أهله , ويمارس شعائر دينه فى الخفاء كمان لو كان يرتكب الموبقات , وذلك خوفا من بطش الأنظمة التى تترصد المساجد وتترك حانات الخمور وأوكار الدعارة بل وتمنحها تراخيص رسمية أيضا .. وتعتبرهم من فنانى الدولة ووجوهها الإعلامية الرائدة !
وأى إفساد فى الأرض عند الله أكثر من أن تكون إسرائيل حليفة استراتيجية لنظام سياسي يدعى أن دينه الرسمى هو الإسلام , وتشترك سياسات نظام مبارك مع نظام أولمرت ونتياهو فى حصار وتجويع أطفال وعجائز المسلمين فى غزة باعتبارهم إرهابيين ومفسدين فى الأرض؟!
ليس هذا فقط ,
بل تصدر أحكام الإفراج عن الجواسيس الإسرائيليين والذين كانوا يُعاملون فى السجون معاملة الأشقاء , فى نفس الوقت الذى تمتلئ به معتقلات الداخلية بعشرين ألف معتقل لا ذنب لهم إلا أن قالوا ( ربنا الله ) !
ولم يشأ مبارك فى أواخر أيام حكمه أن يترك أدنى فارق بينه وبين إسرائيل ففتح المعتقلات والمحاكم الإستثنائية لرجال المقاومة الإسلامية ( حماس ) واعتبرهم من الإرهابيين المطلوبين ولفق لهم التهم المفتعلة لخدمة السياسة الإسرائيلية ولم يعد باقيا له إلا استبدال النسر فى العلم المصري بنجمة داوود حتى يتم تغيير اسم مصره إلى مصرائيل !

أفبعد هذا كله ..
وبعد ما فعله هامان وفرعون وجنودهما ..
يأتى إلينا شخص يدعى الإسلام ويدعى الإنتساب للسلف الصالح لكى يفتى أو يدعو للعفو عن قتلة الشهداء , ولقبول دية يعلم هو وغيره أنها من أموال الشعب المنهوبة لا من أموال هؤلاء السفاحين ..
وكم صدقت نبوءة نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال :
( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا من الناس , بل يقبضه بقبض العلماء , حتى إذا لم يعد عالم اتخذ الناس رءوسا جهالا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا .. )
والله المستعان






التوقيع

الإيميل الجديد
 
رد مع اقتباس
قديم 30-03-2012, 09:57 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أميرة تاج الدين
أقلامي
 
الصورة الرمزية أميرة تاج الدين
 

 

 
إحصائية العضو







أميرة تاج الدين غير متصل


افتراضي رد: مصادر الثورة المضادة (4) : التيار الإسلامى وموقفه من الثورة

استاذ محمد كطبيعتك دائما ثرى جدا فى مقالاتك ، اسمح لى استاذ محمد ان اشارك مقالك الشامل والجامع هذا على اجزاء ، لكى اشارك مشاركة صحيحة ، سوف اتناول الجزء الاول من المقال الان فقط .

الازهر الشريف : الان استاذ محمد بالجمعية التأسيسية للدستور وتلك الازمة انسحب الازهر بأمر من الدكتور احمد الطيب وذكر السبب ومن السبب هذا نستخلص لما بعد الدكتور الطيب عن الثورة بأول أيامها .

انسحب الازهر من الجمعية حيث قال دكتور الطيب انه شأن سياسى وليس للدين دور فيه ..... هنا لا يخلط الطيب السياسة بالدين فى ذاك الصراع رغم انه قدم وثيقة يحلفون بها الان ويتمسكون أيضا بها لتتواجد بالدستور ، فأُلاحظ ان الازهر المتمثل فى دكتور احمد الطيب له دور مؤثر وفعال حيث يقدم الحلول لكنه لا يدخل فى صراعات او فتاوى سياسية منعا لخلط الدين بالسياسة وايضا لعدم الاساءة لذاك الدين العظيم ولذاك الصرح الكبير ( الازهر الشريف ) ليتى الاخوان والسلف يتعلمون من موقف دكتور الطيب هنا .

انا معك تماما فى المفتى على جمعة حيث انه تدخل اكثر من مرة بإصدار فتاوى ضد الثورة توالى النظام السابق ، حقيقى يحزنى ذاك المفتى واتمنى تغييره بأسرع وقت ممكن رغم علمه الكبير وتحضره ودراساته الواسعة لكن ولاءه للسلطة مستمرة حتى عندما تتغيير .

كعادتك حقا استاذ محمد مستفيضا بمقالاتك حيث تكون جامعة وشاملة ، تسعدنى كثيرا مقالاتك استاذ محمد فهى مقالات ثرية عن حق

الاخوان اتفق مع حضرتك فى كل كلامك عنهم وأعجبنى كثيرا تشبيه حضرتك لموقف الاخوان كموقف بأيام الرسول مفيدا بالتعجل فى القفز على الغنائم حيث اعتقدوا انهم استحوذوا الان على حكم مصر ، هو يبدو كذلك لكنه ظاهريا أو مؤقتا فقط حيث جميع القوى السياسية واغلب الشعب الان ضدهم بل حتى الحليف الاول العسكرى ينقلب الان ضدهم ويلوح بإطاحتهم .

لكن استاذ محمد هنا توجد جزئية هامة علينا ان نسجلها بالنسبة لشباب الاخوان ......... نعم هم كانوا متحالفين مع الثوار حتى انهم اغضبوا كثيرا المرشد وقادة الاخوان لدرجة انهم تخلوا عنهم مرة وقت الثورة وتهديهم بالفصل عن الجماعة ...... لكن الملاحظ هنا الاتى :

ان هؤلاء الشباب بواقعة مجلس الشعب وحمايته من الشعب الى ان يعتدوا بالضرب على الشعب وابو حامد قال انهم صعقوا الشعب بالعصى الكهربائى هذا الفعل يمحى او يغطى على وقوفهم بجانب الثوار ضد القادة ومكتب الارشاد ........ وهذا يوضح تلك النتيجة :

ان شباب او قيادات ، أى اخوانى مهما اختلف مع الجماعة وكان الاختلاف كبيرا لدرجة الفصل او حتى التهديد به ، الكل ولاءه للاخوان حتى فى الاخطاء ، والدليل ذكر واقعة حماية شباب الاخوان بالقوة للبرلمان من الشعب ، مما يؤدى بنا بالتابعية لنتيجة ولاء عبد المنعم ابو الفتوح للاخوان رغم انفصاله عن الجماعة ...... وهذه وجهة نظرى الشخصية ان من ينتخب عبد المنعم هيصدم صدمة عمره ، لانه هيجد انه انتخب الاخوان لتكن السلطة التشريعية والتنفيذية بأيديهم .

ما رأيك استاذ محمد فى ذاك التحليل وتلك وجهة النظر ؟

كن دوما فريدا اخى الكريم بمقالاتك الجامعة الشاملة ........ تحياتى لك استاذ محمد







التوقيع

وجهة نظر شخصية
كل ما كان لله ،،، دام وإتصل .... وكل ما كان لغير الله ،،، إنقطع وإنفصل
 
رد مع اقتباس
قديم 31-03-2012, 10:17 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أميرة تاج الدين
أقلامي
 
الصورة الرمزية أميرة تاج الدين
 

 

 
إحصائية العضو







أميرة تاج الدين غير متصل


افتراضي رد: مصادر الثورة المضادة (4) : التيار الإسلامى وموقفه من الثورة

استاذ حقا والله العظيم ......... افخر بك اخى الكريم واستاذى بالقلم السياسى والتحليل السياسى ... رب يكرمك ويزيدك

اتفق مع حضرتك فى كل كلمة ذكرتها عن السلف بالجزء الثانى من مقالك ،،، الذى تغير من وجهة نظرهم هو حلم الخلافة مع الاخوان ،، حيث بعصر مبارك كان مستحيلا تحقيق هذا الحلم ، لكن بهيمنة الاخوان على مصر الان من الممكن بوجهة نظرهم جعل مصر سعودية رقم 2

ما كتبته استاذى صعب ان اضيف بعده ....... تحياتى الحارة لقلمك الشامل لجميع النقاط فيما يحدث بمصر الان
شكرا جزيلا







التوقيع

وجهة نظر شخصية
كل ما كان لله ،،، دام وإتصل .... وكل ما كان لغير الله ،،، إنقطع وإنفصل
 
رد مع اقتباس
قديم 31-03-2012, 12:57 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
مرام شهاب
أقلامي
 
الصورة الرمزية مرام شهاب
 

 

 
إحصائية العضو







مرام شهاب غير متصل


افتراضي رد: مصادر الثورة المضادة (4) : التيار الإسلامى وموقفه من الثورة

التيار جارف لذلك من الصعب التجديف عكسه
لكن اذا مشينا معه وبنفس قوته وسعيه للتحقيق الاهداف التي هي نقاط تركيز نستطيع ذلك
فقد
عندما نكون من هذه التفرُعات شجرة واحده قويه نستفيد من ثمارها وتكفي الجميع
فكلما كانت الشجرة قويةٌ وشابه تعطي اكثر لكن ما يقلق ونخشى منه اذا كانت هذه الثمار زينه فقد تفرح العين بها
لذلك الشجرة في الاسلام هي الشجرة النافعه المثمره التي تؤتي اوكلها كل حين (بأذن ربها) وعلينا ان نحترم
هذا الإذن ولا اعتقد ان اي تيار يستطيع او له القدرة على ان لا يستّئذن
الذي يسمح بالدين الذي سمح له ان يكون فكان
لن يستطيع اية تيار ان يفكر بالتجاوز ابدا
ان الهدف من الثورة اهداف تخدم فيه امر ربها ولا تخلط هي لا تخدم اسم التيارات بل تخدم الارض التي تنبت فيها هذه الشجرة
الثورة عامه)
وهي الارض التي تأسست من اجل البناء عليها البناء القوي
وكل مؤسسة فوقها تخدم هذا البناء وتشارك وتساهم وتدعم
كذلك هي العناصر التي تعيش منها الشجرة وتتكون في تربتها وهواءها في دفئ اغصانها ونقاء جوها فهي الاكسجين الذي تنقيه تلك الشجرة كي تملئ قلبك وصدرك ودمك بالهواء النظيف الذي لا يمكننا ان نعيش بدونه
كان الازهر وسيبقى وعليه ان يلتزم بذلك
هو بعد الثورة اينع وازهر
وقد كانت اوراقه ذابله ويعتريه التشقق والجفاف في اغصانه
نستطيع ان نتغير ونتجاوز هذه المرحله
ربما لم تكون كلماتي كما يجب لكن اكره ان نجعل اخطاءنا اسلاميه وتيارات
وكل هذه الُسميات ولنا اسم واحد
سماكم المسلمون هذا الاسم هو الهدف
فمن كانت نيته نقيه وصادقه ناله من ما يقدمه خير جزاء ومن كان غير ذلك فسريعا ما تنتهي خضرته وتجف اوراقه
ان هذا الدين يُغذي العروق في الجسد وتدفع القوة الى باقي اعضاءه
كلنا في الاسلام اعضاء نحمل هذه القوة الدافعه المناصره له فعندما نصبح كذلك كل امر بعده يهون
كتبتها بمشاعري ولا اعرف لعلها تنفع

شكرا







 
رد مع اقتباس
قديم 02-04-2012, 09:25 AM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أميرة تاج الدين
أقلامي
 
الصورة الرمزية أميرة تاج الدين
 

 

 
إحصائية العضو







أميرة تاج الدين غير متصل


افتراضي رد: مصادر الثورة المضادة (4) : التيار الإسلامى وموقفه من الثورة

بعد اذن استاذ محمد اريد التواصل مع الاخت مرام بمقالك .

اختى الفاضلة مرام بكلمتك كذا جزئية ، من وجهة نظرى انا معهم و لست مع جزئيات اخرى

الاسلام لا يحتاج لان اقول عنه انه شجرة مثمرة او حتى جنة الارض ، فهو هكذا بالفعل ، لكن أى اسلام ؟
الاسلام الذى له مرشد يقسمون له بالطاعة والولاء لدرجة عبادته ....... لكى ان تعلمى ان الانسان العادى يخطىء ويعصى الله ليتوب ويستغفره وهكذا ، بالاخوان يعبدون المرشد وطاعته اكثر من الله حيث انهم يعصون الله لكن لا يعصون المرشد ولا اومر المرشد .

لا يسمح اى تيار بالتجاوز،،، لا ، سمح الاخوان بهذا التجاوز ، وكانوا غلبة واستبدوا بغلبتهم هذه بل واستقصوا كل قوى الشعب ليطغوا كما طغى مبارك واعوانه

معكى تماما ان الازهر هو وحده الذى يتكلم بأسم الدين ، لكن لا يحكم استنادا لقول الرسول انتم أدرى بشؤون دنياكم ( الزراعة - البحث العلمى - الرى - التموين لاخره ) ، ايضا والاهم : بما انك بشر تتكلم بأسم الدين عليك واجب بعدم الدخول بالسياسة لكى لا تسىء لهذا الدين حيث ان السياسة تخطىء وتكذب وتتغير وتحتمل الفعل غير القول .

معكى اننا جميعا مسلمين ، فاللوم كل اللوم على من يستأثر به عن باقى المسلمين ، او يزكى نفسه عن سائر المسلمين ، او ان يضحك على نفسه قبل ما يضحك على الغير انه لا يخطىء وكيف له ان يخطىء وهو من الجماعة .

ان الهدف من الثورة اهداف تخدم فيه امر ربها ولا تخلط هي لا تخدم اسم التيارات بل تخدم الارض التي تنبت فيها هذه الشجرة ...... لن يرضى الله ان يفترى عليه ، تتحدث بأسمه وتفعل او تبطش او تقصى من له حق بأسمه ،،، هى الان خدمت تيار واحد فقط دون الشعب كله ،،،،،،، لذا لا تخدم مصر تلك الثورة حيث انها تخدم فصيل بعينه .

من يجروء على ان يكون وصيا عليكى فى الدين ..... الفاروق عندما ضرب رجلا لاتباع الصلاة صحيح كان مخطىء حيث أعلمه انه بالفعل قد يؤديها صحيحة لكن خوفا من عصاته بينما الصواب هنا ان تؤدى الصلاة خوفا من الله وليس من بشر مثلك مثله ، لانه لا واصى عليكى فى عبادتك لله .

معكى ان لا يجب ان تكون اخطاءنا اسلامية لذا علينا ان لا نقحم الدين فى السياسة ، نحتكم للدين فى مبادىء الشريعة وفى معاملاتنا اليومية وبيننا وبين الخالق ، بينما دنيانا تحتمل التغيير والدهاء والمكر والتكتيك وتغيير المواقف والاقوال والافعال فهى مطاطة ، متغيرة ليس لها قوانين محددة تبقى معكى من البداية لتبقى الى النهاية ، الدين وحده هكذا معكى من البداية الى النهاية غير متغيير وغير مطاط ........ الاهم ارتضينا بالاخوان والسلف بالحكم ، لكن لم نرتضى بهم بالغلبة والاستحواذ على الدولة .

ارجعوا الى تونس بل ارجعوا للصواب بالسياسة ، الصواب ان تيار او فصيل بعينه يستبد بالحكم ويقصى باقى طوائف المجتمع ...... ام كل طائفة تعيش بالدولة من حقها ان تشارك بالحكم ........ بناء الدولة الصحيح لا اقصاء لاى طائفة بالمجتمع ، لن نقبل باقصاء الاخوان او السلف من التواجد مع جميع باقى اطياف الشعب ، لن نقبل ايضا بالاستحواذ وهذا بديهى حيث قمنا بثورة باسقاط نظام سابق كان يستبد ويقصى ويستأثر بالسلطة له وحده ، فمن البديهى نجاح الثورة قائم على المشاركة وليس المغالبة .

الاسلام قائم على العدل والمساواة وليس الظلم بالاستبداد والاستأثار ...... اتمنى ان كلمتى تكون واضحة بما فيه الكفاية لتبين ما نحن ضده فى الاخوان والسلف وما نحن معه ........ تحياتى للاخت مرام ولصاحب المقال استاذ محمد







التوقيع

وجهة نظر شخصية
كل ما كان لله ،،، دام وإتصل .... وكل ما كان لغير الله ،،، إنقطع وإنفصل
 
رد مع اقتباس
قديم 02-04-2012, 09:41 AM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أميرة تاج الدين
أقلامي
 
الصورة الرمزية أميرة تاج الدين
 

 

 
إحصائية العضو







أميرة تاج الدين غير متصل


افتراضي رد: مصادر الثورة المضادة (4) : التيار الإسلامى وموقفه من الثورة

لا أجد قول استاذ محمد يصلح عن السلف على حسب ما جاء بمقالك ألا انهم آمنوا بتلك الاية : لا تلقوا بأيديكم الى التهلكة

اما كلمتى عن تحالف الاخوان والسلف ضد الشعب كله تلك الاية :

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا


الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا



أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا



ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا

صدق الله العظيم






التوقيع

وجهة نظر شخصية
كل ما كان لله ،،، دام وإتصل .... وكل ما كان لغير الله ،،، إنقطع وإنفصل
 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مصادر الثورة المضادة محمد جاد الزغبي منتدى الحوار الفكري العام 1 27-01-2012 01:09 AM
إننا نقول للمرة الألف لا... بل المليون.... لا... بل المليار نقول لا : لا وحقّ الضوء محمد مصطفى الكردي منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية 0 12-01-2012 04:43 PM
الجزء الاول محمد مصطفى الكردي منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية 0 22-12-2011 08:33 PM

الساعة الآن 09:59 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط