حديث صباح الورد

[سلمى رشيد]

صباح الورد

صباح الورد للغيم يروي الأرض التي تشتهي المطر ،، صباح الورد للنخل يحني هامته من أعاليه في صلاته لله ،، صباح الورد لغرغرة الماء عند عناق النهر للأرض العطشى لطلع الماء.

صباح الورد للأوطان البهية ،، الجميلة ،، الندية.

وطني ،، يا حبيبي
أغرقني شوقا وحنينا ووصايا
واغسلني بنداك من غربة الخطايا
وابسط ضوءك أمنا على قلبي المثقل بوحشة العتمة
وخذ في صباحك هذا ما طرزت من رسائل إليك في الحنايا.



[color=#996699]حيفا الحبيبة
حيفا من مدن ما قبل التاريخ، فقد عثر الباحثون على بقايا هياكل بشرية في أراضيها تعود بتاريخها إلى العصر الحجري،، وكان العرب الكنعانيون هم أول من سكن مناطق حيفا وعمروها وبنوا الكثير من مدنها وقراها .

كلمة حيفا عربية أصلها من حف بمعن شاطئ أو من (الحيفة) بمعنى الناحية وقد أطلق عليها عبر العصور المختلفة أسماء متعددة ولكنها احتفظت باسمها العربي . وحيفا هي مركز القضاء وتعتبر ثالثة المدن الكبرى في فلسطين بعد القدس ويافا وتقع على ساحل البحر المتوسط بالقرب من رأس خليج عكا الجنوبي وساحلها ممتد من الشمال الشرقي إلى الجنوي الغربي على سفح جبل الكرمل . بلغت مساحة مدينة حيفا عام 1945 حوالي (54305) دونمات وقدر عدد سكانها عام 1922 حوالي (24634) نسمة ، وفي عام 1945 حوالي (138300) نسمة وفي عام 1948 انخفض ليصل إلى (88893) نسمة وفي عام 1970 بلغ حوالي (1700) نسمة . وقدساهم موقع حيفا الجغرافي في نموها العمراني والتجاري والسياحي .

ومما زاد من أهمية المدينة وجود خط سكة حديد الحجاز الذي امتد عام 1905 وأيضاً خط سكة حديد حيفا -القاهرة ، ثم ميناؤها الذي انشأه العثمانيون عام 1908 الذي اعتبر في عام 1947 من أكبر موانئ شرقي البحر المتوسط بعد الاسكندرية . وتعد حيفا كذلط النقطة البحرية التي تنتهي إليها خط أنابيب بترول العراق بالإضافة لبناء مصفاة البترول التابعة لشركة التكرير المتحدة في حيفا عام 1933 كل هذه العومل ساعدت على توسيع تجارة حيفا وصناعتها وازدهارها ومن الصناعات العديدة التي قامت في المدينة صناعة الأسمنت والسجائر والمغازل والأنسجة .

وقد كانت حيفا مركزاً نشطا للحركة الثقافية والسياسية وللحركة العمالية التقدمية وعلى أرضها قامت المطابع والجمعيات والنوادي والفرق المسرحية وفي أواخر عهد الانتداب كان في حيفا حوالي 20 مدرسة ما بين إسلامية ومسيحية . وضمت حيف العديد من المواقع والمناطق الأثرية التي تحتوي على آثار من العهود الكنعانية والرومانية والمسيحية والاسلامية مثل : مدرسة الانبياء وكنيسة مارالياس المنحوتة في الصخر ، وقرية رشمية وفيها قلعة بناها الفرنجة وخربة تل السمك وتضم فسيفساء ومنحوتات صخرية رومانية ومقام عباس وفيه معبد للمذهب البهائي وعلى سفح جبل الكرمل تقع كنيسة مريم العذراء

. في الفترة ما بين 21023 ابريل عام 1948 سقطت مدينة حيفا في أيدي المنظمات الصهيونية المسلحة بعد معارك دامية خاضها المجاهدون الثوار دفاعا عن حيفا وقراها وقد ارتكب الصهاينة بعد احتلالهم للمدينة مذابح تقشعر لها الأبدان فقتلوا ونهبوا ما وجدوه في منازل العرب من مال ومتاع وراحوا يلقون بحثث القتلى أمام الأشخاص الذين اختاروا البقاء في منازلهم ليخافوا ويتركوا منازلهم كما حولوا المساجد إلى اصطبلات ووضعوا فيها الدواب وزخر بحر حيفا بمئات السفن الصغيرة والقوارب ، تقل أغلب السكان متوجهين إلى المنفى وهاجر من حيفا عام 1948 حوالي 75ألف عربي .

[نايف ذوابه]

جمعة مباركة وصباح الورد لأقلاميينا وأقلامياتنا صباح مبارك .. ولزميلتنا الأستاذة سلمى عميدة هذه الزاوية الأنيقة المشرقة بكل جمال النفاذة بعبق الورد كل الدعوات بالصحة والعافية والسعادة لها ولأسرتها الكريمة ..
ما خرج من القلب وقع في القلب ..
كلمات صافحت القلب فوددت أن تكون في هذه الزاوية الفريدة العتيدة المتجددة ..

يا ترى في الحياة ما نسبة الذين ينحتون من قلوبهم ويعطون بأريحية وسخاء دون أن ينتظروا شيئا ...؟!

قليلون قليلون .. لكن .. كما قال الشاعر
ولم أرَ كالمعروف أما مذاقه فحلو وأما شكله فجميل ..
مع هذه المقالة للأستاذ رمزي الغزوي من كتاب صحيفة الدستور الأردنية ..

الناحتون من قلوبهم *
رمزي الغزوي



العصافير قصيرة العمر ليس لأنها صغيرة الحجم ، بل لأن قلوبها كبيرة ، وسريعة الدق والضرب ، تنبض بحب التحليق والعلو وعشق السماء والفضاءات ، ولأنها تزقزق مناغية هذا الوجود الرحب بصدق ، فتخرج أنفاسها من شغاف القلب وجوانيته ، فلا غرو إذن أن تموت سريعاً هذه العصافير العامرة بحب الحياة.

والكلمة كذلك ، إن كانت من القلب نابعة ، فإنها للقلب تصل بسرعة الضوء ، أما إن كانت من طرف اللسان ، فلن تتجاوز صيوان الأذن وشحمتها. والشعر لا تكون كهربائيته عالية صاعقة ومغناطيسيته جاذبة ما لم يخرج من سويداء قلب الشاعر.

أبو تمام (حبيب بن أوس الطائي) صاحب القصيدة الأشهر في فتح عمورية ، كان مجدداً وشاعرا حداثيا في عصره ، ينحت من صخر ، تجيش كلماته سحراً ، وتنبض صدقاً ، ولو أن مدح السلاطين وملاينتهم كان يوقعه أحياناً في بعض الرياء ولكن هذا لا يضير في علو شأنه.

أبو تمام مدح ابن الخليفة المعتصم ، الأمير أحمد وكان ولياً للعهد ، مدحه بقصيدة سينية شهيرة تقطر روعة وموسيقى جاء مطلعها (ما في وقوفك ساعةً من باس ـ نقضي زمام الأربع الأدراس). هذه القصيد دبجها وحككها وضبطها ، وألقاها في حضرة الأمير ، وكان فيلسوف العرب الكندي (أبو يوسف يعقوب) حاضراً في ذلك المجلس.

ولما وصل شاعرنا إلى قوله (نور العرارة نوره ونسيمه ـ نشز الخزامى في اخضرار الآس ـ إقدامُ عمرو في سماحة حاتم ـ في حلم أحنف ، في ذكاء إياس) التمعت في نفس الكندي نوازع الغيرة والحسد ، وأراد النيل من أبي تمام ، فقال متهكماً وساخراً: ما صنعت شيئاً ، يا ابن أوس يا حبيب ، فقد شبهت ابن أمير المؤمنين ، وولي عهد المسلمين بصعاليك العرب ، ومن هؤلاء الذين ذكرتهم ، وما قدرهم؟ وكان يعني عمرو وحاتم وإياس والأحنف.

بالطبع ولأن شاعرنا كان موصوفاً بسرعة البديهة وجودة القريحة ، أطرق ساكتاً للحظة يسيرة، ثم قال مرتجلاً: (لا تنكروا ضربي له من دونه ـ مثلاً شروداً في الندى والباس ـ فالله قد ضرب الأصل لنوره ـ مثلاً من المشكاة والنبراس).

وهذا إقناع شديد، وافحام عتيد للكندي الفيلسوف، فقد قال له، بما معناه ، إن الله ضرب لنوره مثلاً أقل تمشياً مع الآية الكريمة [ مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ، المصباح في زجاجة]. والمشكاة هي كوة في الجدار يوضع بها المصباح.

فيلسوف العرب قال عندما خرج أبو تمام من المجلس منتشياً: هذا الفتى قليل العمر ، لأنه ينحت من قلبه ، وسيموت قريباً ، فكان ذلك فقد قضى صغيراً.

يا ترى، كم عدد أؤلئك الكتاب والشعراء في زمننا هذا ، الذين ينحتون من قلوبهم، ولا يخرجون الكلمة إلا معمدة بسويدائها؟

[رولا زهران]

صباح الورد

قال أحد الصالحين:
مساكين أهل الدنيا، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها،

قالوا: وما هو ؟ قال: ( معرفة الله ).
وقال آخر: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف
السعادة في الإحسان إلى النّاس
السعادة
الذي حقق العبودية لربه تبارك وتعالى
محبه لاتنتهي
عزيزتي سلمى ررررائعه دائما

[سلمى رشيد]

صباح الورد للحضور الأجمل
ل
الأستاذ الكريم نايف ذوابة
والغالية على قلبي رولا



صباح الورد والفل والياسمين
موضوع قرأته هذا الصباح ،، لامس شغاف قلبي بجماله

حكايتان
بقلم :باولو كويلو



نحن جميعاً في مرحلة ما نتقدم بالعمر ونكتسب مزايا أخرى، يمكن الاستفادة منها بصورة إيجابية


الجرة المشعورة


تحكي أسطورة هندية عن رجل اعتاد حمل الماء إلى القرية كل يوم، مستخدما جرتين من الفخار مربوطتين بطرفيّ عصاة خشبية كان يسندها على كتفيه.


كانت إحدى الجرتين أقدم من الأخرى وفيها الكثير من الشقوق الصغيرة، لذا كان يفقد نصف ماء تلك الجرة في طريقه إلى بيته.


استمرت رحلات هذا الرجل على حالها مدة عامين. وكانت الجرة الصغرى فخورة بانجاز العمل المطلوب منها على أكمل وجه، في حين كانت الجرة الكبرى خجلة من نفسها ومن قدرتها على حمل نصف ما هو مطلوب منها مع إدراكها أن الشقوق التي تحملها هي نتيجة العمل الشاق لسنوات طويلة.


وفي أحد الأيام بلغ حرج هذه الجرة أشده، فقررت فيما كان الرجل يملأ الجرار بالماء التحدث معه، قائلة:


ـ أود الاعتذار لأن تقدمي في السن لا يساعدك على حمل كامل كمية الماء التي ملأتها إلى البيت، وبذا لا تستطيع أن تروي سوى نصف عطش الذين ينتظرونك في البيت.


فأجاب الرجل مبتسما:


ـ أرجو حينما نعود أن تمعني النظر في الطريق.


نفذت الجرة ما طلبه منها صاحبها، وانتبهت إلى الزهور والنباتات النامية على جانب واحد من الطريق. وقال لها بعد ذلك:


ـ هل ترين جمال الطبيعة على جانبك من الطريق؟ أنا مدرك للشقوق التي تحملينها، وقد قررت الاستفادة منها. فهناك زرعت الخضراوات والزهور، وكنت تروينها لي دائما. وقد جمعت العديد من الزهور لتزيين بيتي، وتمكن أولادي من أكل الخس والملفوف والبصل. وإن لم تكوني على ما أنت عليه، لم أكن لأستطيع تحقيق ذلك. نحن جميعا في مرحلة ما نتقدم بالعمر ونكتسب مزايا أخرى، يمكن الاستفادة منها بصورة إيجابية.


ثمن الجَمال


كان رجل يبيع آنيات زهور في السوق، حينما أتت سيدة ووقفت تتفرج على منتجاته. كانت بعض القطع بلا تصميم فني وخالية من أية نقوش، في حين كانت الأخرى مزخرفة بعناية شديدة.


سألت المرأة عن أسعار الآنيات، ولدهشتها وجدت أن أسعار الجميع متشابهة، فسألته:


ـ كيف يمكن لسعر الآنية المزخرفة أن يعادل سعر البسيطة منها؟ لماذا تضع السعر نفسه على العمل الذي يتطلب منك جهدا أكبر؟


فأجابها البائع:


ـ أنا فنان، لذا فإنني أطلب سعر صناعة الإناء لكنني لا أستطيع أن أضع سعرا للجمال، فهو مجاني.


صباحكم جمال

[سلمى رشيد]

أشرقت الأرض بنور الرحمن سبحانه في علاه ،، وفي المسافة بين ظلمة الليل ونور الصباح اخضوضرت الأيادي المعطاءة ،، ومد الندى مناديله المبللة يمسح عن الورد أحزان إنتظار ما لم يأت ..
أشرقت الأرض على الأوطان التي تتباهى بألوانها وعشاقها وعصافيرها ،، على عيون بلادي ونوافذها وأطفالها ،، على مغازل الأمهات تغزل أثوابا لمن نامت عيونهم وراء القضبان .
صباح الورد

جمعة طيبة مباركة بإذن الله للجميع وعلى الجميع وجعل يومكم هذا يوم خير وبركة وطيب القول والفعل .

[سلمى رشيد]

صباح الورد

يقال أن أكثر ما يبقى في الذاكرة أثرا (( الرائحة )) فتجدنا أحيانا عندما نتذكر شخصا نتذكر رائحته ،، أو عندما نتذكر مكانا ما تتسرب إلى أنوفنا عبق ذلك المكان ....
كثيرا ما أتذكر رائحة البحر عندما أذكر مدينة الشارقة التي زرتها ،، وأتذكر رائحة البخور والشمع والتراب الندي عندما تأتي القدس لتزور ذاكرتي ،، أما نابلس فمزيج متناغم من روائح الفاكهة على العربات ،، والقهوة المحمصة ،، والخبز والحلويات ،، والطرق المعتقة .....
أما عبق زهر الليمون والبرتقال ،، وقطوف الياسمين ،، وهديل اليمام ،، يعني أنك ذهبت إلى طولكرم وقلقيلية وقراها اليانعة الخضرة ،، وأنك قد طرقت بوابات الصمود على الحدود مع ذلك العدو الذي أقام دولته على حدود الوطن فلسطين .



مدينة قلقيلية

[سلمى رشيد]

مباشرة من قلقيلية باستيل القرن الواحد والعشرين

الأستاذ أحمد جبر

أكتب إليك وأنا اطل من نافذة تشرف على جدار الدمار الذي يحيط بمدينتنا، ويضيق الخناق عليها؛ ليشنقها مع سبق الإصرار والترصد، ويبترها من فوق الأرض كحالة من حالات الاستئصال.اكتب وأنا ارصد أرتالا من السيارات الكبيرة، ذات الألوان المختلفة، وكأنها تعبر عن سكان الأرض الجدد، وجرافات تشق الأرض، وتضع البصمات تلو الأخرى، تقابلني الأرض الحمراء بلون الدم، أرض منبسطة، ككف فيه خضاب، لكن الأرض خالية من الفلاحين، لا المح فلاحا هنا، وفلاحا هناك، أرض تزرعها الماكينة، وترويها الماكينة، وتحصد ثمارها الماكينة….. كيف تعيش الأرض بدون الفلاحين؟….. أراها تصرخ في الوجوه، وتحن إلى العتابا، والميجانا، وتلعن الملايين من فوق المنطار، والرجادي، قد كانت تعيش قصة حب مع فلاح، وفلاحة، وأسرة، لكنها اليوم تعيش الغربة، تلعن الميكنة، وثقل الآلة … في بلادنا يا صاحبي، يرقص الشجر للفلاح، وتهتز الأرض فرحا بقدومه، ووقع خطوه عليها، الماكينة ثقيلة على الأرض يا صاحبي، تكره الأرض الماكينات، وتبغضها، وتحن إلى الإنسان الذي يعمرها، ويبث أنفاسه أريجا طيبا في خلاياها، ويرسل حبات عرقه، لؤلؤة تعشش في داخلها. حزينة هي الأرض، لا تسمع غير أصوات الجنازير، فأين الهيهات هيهات يا أبا الزلف، وأين عهد ما فني ولا مات …. رغم حالة القتل المبرمج، والفقر، وضيق الحال، وضيق الدار، لم يعد الناس في بلدي، يتحدثون كثيرا عن الأرض، فهم يختنقون، وأسئلة كثيرة تسأل عن منفس الدار، عن الهواء، أصبح (الدي سي أو) أمرا مهما، فحالة الاختناق متسارعة، والكبت يزرع في النفوس سوداوية تصنف الجميع في خانة الأعداء، والأوغاد، والعلوج الدوليين ؟

ما عادت قلقيلية كما كانت، فلا بيارات، ولا سيارات البرتقال، والجوافا، والليمون، تمخر عباب الصحراء اليعربية لتصل إلى الكويت، وتصل العراق الذي عاد إليه السياب من جديد، يندب حظه، وحظ الفقراء، والجوعى، والمساكين، ويعاني ليل الغربة على الخليج … ما عادت غير أشجار الصفصاف، وفق تعبير محمود الدرويش في رثاء راشد حسين …. الناس هنا يعشقون الأرض، وقد حول البعض منهم سقف منزله إلى مزرعة، وارض داره إلى بيارة، كم يحن القلقيلي إلى البيارات وأحاديث الشجرات ..كان الحجل يصل إلى مشارف البيوت، والغزلان تتقافز فوق التلات، وحبات القمح قلوب تنبض للناس بالحياة، وسنابل بلون الذهب تتمايل كعروس زفتها الطيور، في عرس تحدوه المهور، وتصهل فيه الخيول، حاجلة دون فتور، وزغردات صبايا يبعثن حماسا ينقطع نظيره في نفوس الشباب والشياب، عرس يمتزج كل ما فيه، بكل ما فيه … انه اتحاد من نوع آخر ياصاحبي..إنه العرس الفلسطيني. بلدي لم تعد قفرا، وما عادت، ولن تكون…… كنا نستيقظ قبل أذان الفجر على أصوات تشبه صوت المدفع الآن، لكنها، ليست هو ….انها أصوات محركات الآبار، وقد نفثت هواءها عبر أنبوب حديدي بسرعة، فينقلب الصوت إلى صافرة، فنفرح، ونستيقظ نشاوى، وكأننا البيارات التي تستقبل مياه الحياة، ونسمع صوت المكبرين، والمهللين، وقد حملوا عدتهم على أكتافهم، وانتشروا، كنسيم يبعث الحياة في الأرض التي تستقبلهم مصفقة، ودافئة، وتلوح لهم بشعرها المتدلي من البرتقال المطرز بالأزهار، وزقزقة طيور الصباح، هنا، بلبل، وهذه صفرة، وذاك حسون ينشد للصباح …. صباح الوطن الفلسطيني ...... ما عدنا نشهد مثل ذلك الصباح، سيمفونية حياة كان، ما لحنها انس، ولا جان ، كالسحر كان ، كالعبق كان، كالعبير، كشيء يتسرب للنفس، يبعث فيك إكسير الحياة …… الحياة لا أن نأكل، ونشرب، ونعيش في بيت أيا كان، للحياة طعم خاص في قلقيلية، ولها وقع خاص ….. كأن شعرك ينتصب علامات استفهام، وعلامات تأثر وانفعال، وتنتفض في جسمك ارتعاشة، وترسل عيناك الدمعة، واللوعة، عندما تتهادى إلى مسامعك موجات ترسلها حنجرة الفلاح قبل الغروب في قوله ( هيهات هيهات يا ابو الزلف ..) كان لكل شيء طعم، ونكهة خاصة ….. نشرب من مقر الصخر، ونبحث عن إبليس اللعين، وقد حفر له قمعا من تراب في الأرض، فنبادر بالبصق عليه، حتى يخرج؛ فنقتله.. يجيد إبليس فن الحفر، ودوما يستحق القتل هو.

لا يمكن أن تنسى يوم ركبت في خرج حصان، أو يوم امتطيت ظهره في حضن والدك، وهو يحكي لك الحكايا بعد الغروب، وسط أصوات العصافير الباحثة عن مكان تقضي فيه الليل. لا يوجد في قلقيلية من لا يعشق الأرض، جميعهم يحبون الأرض ولهذا اقتطعوا جل أراضيهم. صادروها.

حتى الحجلة تعرف كيف تحرس فراخها، وتمارس كل الحيل من اجل نجاتها……. ذات يوم يا عزيزي ولأول مرة نصادف فيها رف حجل – ونحن صغار – نسمع أصوات الفراخ والكبار .. فبادرنا نتسابق ونركض وراء الرف حفاة الأقدام عاريي الرؤوس .. فإذا بالحجلة الأم تنبري لنا وتسارع في عرض مسرحي تتخلله مشاهد تتقمص فيها دور المجروحة والمكسورة والعرجاء غير القادرة على الفرار أو القيام حتى تركنا كل شيء ولحقنا بها وما أن وصلنا حتى طارت فرت … عدنا إلى المكان فلم نجد فراخا … انه استبدال الأهداف يا صاحبي … ففي زماننا تطلق الطائرات بالونات حرارية لتضليل الصواريخ .. يجيد الحجل فن الدفاع عن فراخه وعن نفسه … فقد هزئ بنا وضحك منا ولكن الثالثة كانت ثابتة فلا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين … امسكنا رف الحجل وكم كنا سعداء بذلك .. وقد عدنا والعود احمد والعود اسعد ونحن ندق صدر الأرض دقا تتلقفنا السفوح والتلات والوديان وتتهادانا في موكب يحكي قصة فتية مكشوفي الرؤوس طاردوا النحل وقطفوا النرجس وشقائق نعمان لم تتفتح بعد وعادوا ومعهم الحياة ومعهم شحنة ليوم الغد الآتي..

عزيزي: لا تنس سلام سعيدة ومسعدة وأبو السعيد وأم السعيد والمواطن الغلبان تعسان بن عثران ولا تنس عمرو بن كلثوم وعمرو بن معد يكرب وعنترة والقعقاع والمتنبي الذين أصبحوا ينقلون الحدث ويصورونه في علب خمس نجوم ورحم الله نازك والسياب وبعث فينا العزم من جديد لجديد حتى تتحقق حريتنا ونعيش كرامتنا التي ما فقدناها يوما ولا حريتنا التي نرسمها ونلونها بالوان زهور الحنون....نرسم وطنا ونلون بالاخضر زيتونا وبالاصفر حب الليمون وحين نجوع نرسم خارطة فلسطين عسى أن يطرق باب اخوتنا ويخرق أسماعهم صوت المسحراتي في ساعات الظهر وتحت الشمس اللاهبة المحرقة لنغني جميعا أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق.

[فاطمة نسومر]

..................الخير كله في صباحاتنا ...........وما أجمل تلك الوردة التي تطل ن شرفتنا...........وما أعذب رائحة البن الذي ينبعث من مائدتنا............مائدة العروبة والأصالة...........شكرا .

[سلمى رشيد]

وشكرا لمرورك الجميل أختي فاطمة

وصباحك ورد

موضوع قرأته هذا الصباح

يروي ستيفن كوفي صاحب كتاب العادات السبع للقادة الإداريين قصة جرت معه فيقول :

أذكر تبدلا نمطيا محدودا تعرضت له صبيحة يوم أحد في نفق في نيويورك، كان الناس يجلسون بهدوء. . بعضهم يقرأ صحيفة ‘ وبعضهم سارح بأفكاره ‘ والبعض الآخر يستريح مغمض العينين . . كان منظرا هادئا ومسالما




ثم فجأة دخل رجل مع أولاده النفق. وكان الأولاد على درجة من الفوضى والمشاكسة بحيث تغير الجو كله على الفور



جلس الرجل إلى جانبي وأغلق عينيه ‘ متجاهلا كل ما يحدث. كان الأطفال يركضون جيئة وذهابا، ويقذفون بالأشياء ويختطفون حتى الصحف من أيدي الناس ، وكان الأمر في غاية الإزعاج ، ومع ذلك لم يفعل الرجل الجالس إلى جانبي شيئا ،
كان من الصعب ألا يشعر المرء بالتوتر، ولم أستطع أن أصدق أن يكون هذا الشخص عديم الإحساس بحيث يترك أولاده يتصرفون على هواهم بدون أن يفعل شيئا أو يتحمل أية مسؤولية ، وكان من السهل أن ترى التوتر وقد سيطر على كل شخص في النفق .
وفي النهاية التفت إليه وقلت في صبر وكبت غير عادي لمشاعري : سيدي إن أولادك
يزعجون العديد من الناس فعلا ، وأتساءل إن كان بإمكانك ضبطهم قليلا؟

فتح الرجل حدقتيه كأنه يعي الموقف لأول مرة وقال بنعومة : آه أنت على حق ، أعتقد أن علي أن أفعل شيئا ، لقد عدنا لتونا من المشفى حيث توفيت أمهم قبل حوالي ساعة ، ولا أعرف ما أفعل ، وأعتقد أنهم لا يعرفون كيف يتقبلون الأمر أيضا .



هل تستطيع أن تتصور شعوري في تلك اللحظة ؟
تبدل نمطي السلوكي وأصبحت أرى الأمور بشكل مختلف فورا، ولأن رؤيتي اختلفت ، أصبحت أفكر بطريقة مختلفة ‘ وأشعر بطريقة مختلفة وأتصرف بطريقة مختلفة ؟ فقد تلاشى توتري ولم أعد أفكر في السيطرة على موقفي أو تصرفي وامتلأ قلبي بألم الرجل وتدفقت مشاعر التعاطف والإشفاق .



توفيت زوجتك للتو؟ آنا آسف ! هل تستطيع آن تخبرني عما حدث ؟ ماذا أستطيع أن أفعل لمساعدتك ؟ كل شي- تغير في لحظة ..



هل حاولنا في تعاملنا مع الناس أن ننظر إلى تصرفاتهم من منظورهم ومن مسبباتها لديهم لا من خلال منظورنا أو الأسباب التي نعتقدها؟؟ !!

كثيرا ما نسأل لم فعل هذا الشخص امراً ما ؟؟ألم يكن افضل لو فعل كذا ؟؟ للأسف أقول أننا ننظر لِما حولنا بمنظورنا دون مراعاة ظروف من حولنا وهذا ما يجعلنا نقع في كثير من الأخطاء والعثرات . . .

[رولا زهران]

صباح الورد ومساؤكم مسك وعنبر
عزيزتي سلمى .
كثيراً ما نسمع إنسان مثقف , ..
و هل لديك ثقافة ..؟

لكن هل ندري ماهو مفهوم الثقافة ؟؟
وعلى أي أسس تبنى هذه الكلمة ؟؟
!!!!حديث لاينقطع تأملت بصمت
الثقافة...ليست علم يتدرس بالمدارس ..
!!!!!!!!هي التعلم من تجارب الحياة !!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!! هي .............معلومات ..
بشتى المجالات .
للأسف الشديد في مجتمعنا العربي هناك الغالبية لا يفضلون القراءة ..
برغم ان اشتهر العرب ببلاغة الكلام

[سلمى رشيد]

صباح الورد يا رولا
أما العلاقة بين الثقافة والتعليم الأكاديمي ،، فمن المفروض أن تكون علاقة وثيقة تثري وتزيد الزخم في الطرفين ،، ولكن ما يحدث أحيانا أن التعليم لا يكون دافعا لمتابعة الفرد لتثقيف نفسه فيكتفي بما تعلمه ولا يعود للبحث عن آفاق جديدة للمعرفة ،، وعلى العكس من ذلك بعض الذين لم ينالوا حظهم من التعليم قاموا بتثقيف أنفسهم وتوسيع مداركهم وكلنا يعرف على سبيل المثال الكاتب والأديب والمفكر العقاد كيف أثرى فكره بتعليمه الذاتي .
الإرادة يا رولا تصنع النحزات ولا يوجد هناك من حدود أمام الثقافة بأنواعها ،
صباحك أحلى من الورد والشهد

[سلمى رشيد]

سقط الحنين بظلاله على الماء ،، تآلفا ،، وصار لهما ذاكرة واحدة .. داخلها فيروز وملمسها حنين وحرير ،،
قالت له يافا :
أخشى أن اضيع في عتمة المتاحف ، وأن يضيع موجي في التيه فلا يهتدي إلى الطرق التي تؤدي إلى سواحلي ،،
زمني إليك أيها الحنين وامسح عن قلبي أثر ارمل ولترأف بي فشوقي جريء ،، كثيف ،، ممعن في الضلال ،، وشقوق ذاكرتي كافية لتتسرب مفرداتها منه
وأخاف على ذاكرتي أن تضيع!!


يافا
أيتها السيدة الوقور ،، يا جنون الحلم ،، وجذوة الثأر

تعالي
قد حان وقت البكاء على السبايا وجدائل الصبايا ،، وحرية الماء ،، ونوارس السواحل

تعالي
سأبكي معك دسائس النيازك التي أخذت معها قلائد الذهب والأبواب الخشبية .......