|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-02-2012, 12:10 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
الأبعاد النفسية للشك بالله
الشك حالة نفسية تتمثل بعدم قدرة العقل على التسليم بصحة مفاهيم معينة مع عدم قدرته على رفضها في الوقت نفسه . وذلك لأن العقل يعجز عن تصنيفها كمفاهيم جديرة بالتصديق أو كمفاهيم جديرة بالتكذيب ،كونه يجد فيها ما يخالف منطق تفكيره الشخصي . وفي حالة الشك بوجود الله يكون للعامل النفسي دور أساسي في ترسيخ الشك، والسبب في ذلك أن الميل النفسي ينشأ في النفس في مرحلة الطفولة قبل أن يبدأ العقل بمناقشة المفاهيم العقلية ..فنحن نحدد ميولنا في الطفولة ثم نبدأ وبتوجيه من هذه الميول عملية بناء المفاهيم العقلية التي تتضمن المعتقدات الدينية . وتؤدي الأساليب التربوية الفاشلة دوراً حاسما ً في رفض المفاهيم الدينية عامة وبدون تفصيل وذلك لأن المربي يمثل القدوة بما يقوم به من تحريض على اعتناق المفاهيم التي يمثلها هو أو يدافع عنها هو . فإذا ترافقت في مرحلة الطفولة العمليات الأولى للتعرف على المعتقدات الدينية مع العمليات الأولى للتعرف على حالات الظلم أو الكذب أو الرياء أو غير ذلك من الأخلاق السيئة التي تتمثل بشخصية المربي ، فإن هذه المفاهيم الدينية سترتبط بجملتها ارتباطاً شرطياً مع الأبعاد السيئة والمكروهة في شخصية المربي ، مما يجعلها مرفوضة فيما بعد جملة وتفصيلاً بموقف نفسي لا عقلي كونها مرتبطة أساساً مع مفاهيم مكروهة ، فكلما حدثت إثارة للتفكير بهذه المفاهيم فإنها ستثير بطريقة التداعي ما هو مرتبط معها من مشاعر النفور أيضاً ، وقد يصل النفور من المفاهيم الدينية حداً بعيداً على الرغم من اتصاف الشخص بالأخلاق الحميدة ، وفي مثل هذه الحالة ستجد هذا الشخص ينظر إلى دين المتدينين على أنه ستار يتسترون به أمام الآخرين للتغطية على حقائقهم المقرفة . ومن الأساليب التربوية الفاشلة التي تؤدي لرفض الدين أيضاً ..أن يتم التعامل مع المراهق بشكل قسري لإجباره على أداء الشعائر الدينية . وفي مثل هذه الحالة فإن الطبيعة الثائرة للإنسان في مرحلة المراهقة وهي المرحلة التي تفور فيها الغرائز في الوقت الذي يبدأ فيه العقل بالتعرف على المعتقدات الدينية، هذه الطبيعة الثائرة الانقلابية تستمر إلى وقت أطول مما يجب بسبب عدم قدرة المراهق على تجاوزها كرد فعل سلبي منه تجاه التعرض للقسر والإكراه مما يحـّول الإنسان في مرحلة النضج العقلي إلى شخص غير مستعد نفسيا ً للإنصات للمفاهيم الدينية عبر كلام الآخرين لأنه ببساطة يرى أنه قد تجاوز مرحلة اتباع ما يتبعه عامة الناس البسطاء الساذجين . فهو في حقيقته ثائر عليهم وبما أنه ثائر عليهم فهو أيضاً ثائر على خياراتهم الفكرية الباهتة فهو الإنسان الذي عاهد نفسه على عدم التسليم الأعمى وعلى عدم الخضوع للأفكار غير المؤكدة ..وهم الذين يريحون عقولهم ويتبعون أفكار غيرهم على سبيل التوارث والتقليد . فمن هنا فهو يرى بعد نضجه العقلي أنه من الحكمة عدم الدخول مع هؤلاء في المناقشات والمهاترات ..لماذا ؟ لإنهم يدافعون عن وجهة نظرهم بحماس وسيحاولون إثبات أنهم على حق وأنه مخطئ ..لديهم حجج محفوظة بالقوالب ...يحفظونها لوقت الحاجة ..إنهم ليسوا مؤهلين حقاً للحوار ..وأفضل طريقة للتخلص من إزعاجهم هي عدم الالتفات إليهم و إلى ما يطرحونه من حجج باهتة مقولبة ..وبدلاً من ذلك الالتفاف عليهم بإرضائهم (بأخذهم على قدر عقولهم البسيطة ) للكف عن التدخل في الشؤون العقلية لغيرهم التي لا يمتلكون قدرة فهمها . ومن الأسباب النفسية لرفض الإيمان بالله أن تلك المفاهيم الدينية تبدو غير عادلة أو غير حكيمة أو غير موافقة للرغبة الشخصية من حيث تقييم الأفضل أو الألذ . ومن أهم أسباب الرفض للمفاهيم الدينية في حالة الشك أن الخطاب الديني العام يعتمد أساساً على آليتي التخويف والترغيب لاستقطاب وجذب الاهتمام وهما آليتان عامتان ترفض الشخصية المتضخمة نفسياً الإذعان لهما .على الرغم من أنهما تثيران خوفاً مبهما ً نتيجة التهديد والوعيد .وفي النتيجة يسقط العقل في مأزق يشبه حالة من العقم لا يستطيع فيها أن يأخذ فيتقبل ولا أن يعطي فيثمر .لا يسلم بالحقيقة ولا يستطيع إثبات عكسها . ولأن العقل يتجه بالاتجاه الذي تستهويه النفس فإنه سيسعى لتلبية حاجاتها وإشباع دوافعها ومن أهم هذه الدوافع هو الأمان النفسي ، فيحاول العقل سلوك الاتجاهات التي تمده بالدعم المنطقي والتأييد الفكري ليعتمد على قوته الذاتية في اكتساب الدعم ..فيحصل العقل بمجرد التفكير المنطقي السببي على سلاسل فكرية متعاقبة ومتماسكة تؤكد قوة العقل وقدرته على الاستنباط والاستقراء والاستنتاج ..إلخ . فتستخدم النفس هذ الدعم المتمثل بالقدرة الذاتية للعقل لإشباع دافع الأمان النفسي الذي أثارته التهديدات المتضمنة في الخطاب الديني . لكن ما قام به العقل حقيقة لا يعدو عملية تعويض مؤقتة غير مستقرة حاول فيها إشباع دافع الأمان النفسي بحافز غير مناسب لأنه غير أصلي هو (الإيمان بقدرة العقل ) بدلا ً من الحافز الحقيقي الأصلي الذي يحقق الإشباع فعلا ً وهو ( الإيمان برحمة الله ) فتكون النتيجة أن الإشباع بالحافز غير المناسب يكون إشباعاً غير مستقر وغير دائم فيكون معرضاً للقلق والانتكاس لأدنى تهديد، مما يضعف النفس ويجعلها مرهفة ومتوترة ..فإن استمر العقل بعمليات التعويض المماثلة فقد تعطلت أهم خصائصه وهي القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب أو الحق والضلال. فإن كان الشك مرحلة مؤقتة للعقل واستطاع أن يثير القلق في نفس الإنسان حيال هذا الوضع المضطرب فسوف يدفع بالعقل لمزيد من البحث ومحاولة التحقق من تلك المفاهيم مع الاستعداد الكامل للإذعان للحقيقة مهما كان شكلها وحتى لو كانت تخالف هواه ..فعند ذلك يصبح الشك شرفاً للعقل لأنه سيؤدي به في نهاية المطاف إلى اليقين. والشرف فيه أن العقل توصل إلى اليقين ببحثه المنطقي وليس بالتقليد الأعمى لمن يدافع عن تلك المفاهيم مهما كان نوعها. ثناء حاج صالح
آخر تعديل ثناء حاج صالح يوم 06-01-2021 في 01:26 AM.
|
|||||
21-02-2012, 10:44 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||||
|
رد: الأبعاد النفسية للشك بالله
|
||||||
23-02-2012, 07:09 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
رد: الأبعاد النفسية للشك بالله
سلامات أختي أميمة ..
|
|||||
26-02-2012, 02:07 AM | رقم المشاركة : 4 | |||||||||
|
رد: الأبعاد النفسية للشك بالله
[QUOTE=ثناء حاج صالح;360689]
|
|||||||||
26-02-2012, 05:52 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: الأبعاد النفسية للشك بالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اولا اود ان اعبر عن شكري وتقديري واحترامي لحضرتك ولهذا الموضوع الهام والمؤثر الشك اعتبره مرض صعب ولشديد الاسف انتشر كثيرا في هذا الوقت والانسان الشكاك فاقد القدره على التواصل مع الاخرين دائما في حالات تصادم واختلاف وخلل هو يشعر غالبا بانه مميز عن الاخرين او ربما يعلو عليهم لان نظرته بمعيار واحد وهو الشك دائما تساوره شكوكه وظنونه لامور جمى بعيده كل البعد عن الواقع الذي يعيشه .. اعتذر لاطالتي اشكرك على هذا الموضوع المميز دمتي يارب بكل الخير وافر الاحترام |
|||
27-02-2012, 09:20 AM | رقم المشاركة : 6 | ||||||
|
رد: الأبعاد النفسية للشك بالله
اقتباس:
أهلاً بك أخي أحمد بلال .. أشكرك على مشاركتك ..ولك تقدير واحترام متبادل نعم أصبت بقولك أن الشك مرض صعب ..فهو أشبه بحالة التشنج والكزاز التي تعتري العضلات ... كما أصبت بقولك أن الشكاك ينظر إلى الأمور بمعيار واحد ..وأريد أن أضيف أن هذا التمترس خلف معيار واحد إنما يعود إلى الخوف من التأثر وتغيير الرأي ..في حال النظر للأمور من وجهة نظر الآخر ..وهو ما يخشاه المصاب بالشك ويحاول تجنبه . تحياتي
|
||||||
03-03-2012, 12:20 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رد: الأبعاد النفسية للشك بالله
وتؤدي الأساليب التربوية الفاشلة دوراً حاسما ً في رفض المفاهيم الدينية عامة وبدون تفصيل وذلك لأن المربي يمثل القدوة بما يقوم به من تحريض على اعتناق المفاهيم التي يمثلها هو أو يدافع عنها هو .
|
|||||
05-03-2012, 01:52 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||||
|
رد: الأبعاد النفسية للشك بالله
اقتباس:
بوركت أختي ..وبورك الوفاء في قلبك الكبير .. عَنْ أَبي هُريْرةَ رضيَ اللَّهُ عنهُ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ما مِن مَولودٍ إلاّ يُولَدُ على الفِطرَةِ، فأبَواهُ يُهوِّدانهِ أو يُنَصِّرانِه أو يُمجِّسانه، كما تُنْتَجُ البَهيمةُ بَهيمة جمعاءَ، هل تُحِسُّونَ فيها مِن جَدعاءَ»؟ ثم يقولُ أبو هريرةَ رضيَ اللَّهُ عنه { فِطْرةَ الله التي فَطَرَ الناسَ عليها، لا تَبديلَ لِخَلْقِ الله ، ذلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ }. رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما. أسعدتني مشاركتك
|
||||||
05-03-2012, 02:33 AM | رقم المشاركة : 9 | ||||||
|
رد: الأبعاد النفسية للشك بالله
[quote=أميمة وليد;361118]
|
||||||
06-03-2012, 09:28 PM | رقم المشاركة : 10 | |||||||||||||
|
رد: الأبعاد النفسية للشك بالله
|
|||||||||||||
06-03-2012, 11:27 PM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
رد: الأبعاد النفسية للشك بالله
شكرا لك اختنا ثناء على هذا الطرح الهام
|
|||||
07-03-2012, 05:51 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||||
|
رد: الأبعاد النفسية للشك بالله
اقتباس:
أهلا أستاذ وليد .. شكراً لهذه المشاركة وشكراً لإثراء الموضوع بالتطرق لمشكلة الشك المتمثل بالوسواس .. نعم بعض الوسواس هو شكل من أشكال الشك ...ومثال ذلك الوسوسة على شكل سؤال ( هل قفلت الباب أم لا ..هل أطفأت النار أم لا ..وهكذا ....) ..لكن هل الوسواس القهري هو حالة شك ؟؟ أشك في ذلك .. لماذا لأن الوسواس مرض عصبي نفسي ..يتمثل بالخضوع لسيطرة فكرة معينة ..تنفيذ فعل معين ..فينفذ المريض الفكرة أو يقول الكلام وهو يشعر بالقسر والإكراه ...فليس لدى المريض شك بشيء ما ...هكذا أعتقد .. تقبل تحياتي
|
||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ثقافة العيب وزيارة عيادة الطب النفسي.. النساء هن الأكثر ترددا على عيادة الطب النفسي | نايف ذوابه | منتدى العلوم الإنسانية والصحة | 20 | 29-04-2012 11:05 PM |
حسن الظن بالله من حسن العبادة. أنا عند ظن عبدي بي | نايف ذوابه | المنتدى الإسلامي | 4 | 27-08-2011 09:06 PM |
شعر : أنا ما ذنبي أكلاب أنتم بالله عليكم من أي الخلق أنتم | تحسين أبوعاصي | منتدى الأقلام الأدبية الواعدة | 5 | 05-10-2007 05:42 PM |
القوانين النفسية لتطوّر الأمم عند غوستاف لوبون | نايف ذوابه | منتدى الحوار الفكري العام | 1 | 07-09-2007 06:07 AM |
مؤتمر العلاج بالقرآن / منقول عن ( الخليج / الشارقة ) | حسن سلامة | المنتدى الإسلامي | 4 | 12-04-2007 10:58 PM |