أبو الذئاب.........للحوار

[ماهر حمصي الجاسم]

أبو الذئاب

ماهر حمصي الجاسم

لمّا رقأت دمعته ، وأفاق من إغمائه ، وقلب طرْفَه في أهله وصحبه ...ابتدره أحدهم بالملام : أشرت إليك بالنهوض ، مادامت لك قدم تحملك ...فلماذا لم تسرع بالهرب ؟!
ثم تداعت الصور إلى القيام في رجفة جسده ، وحركة شفتيه الباردتين ...فانبرى يتحدث بصوت واجف.
- لا أخبرتكم إلا عن عيان ....إنه المسخ في صورته ، والجني يرتعد فرقاً من طلعته ، وعين القطران تجري من صنان إبطيه ورقبته .......
وكانت الخيالات تطوف به من كل جانب ، فإذا أغمض عينيه سمع صداها في نفسه ، فاسترسل إليها .
- كان اليوم صائفاً والهاجرة تلذع الأجسام ، ولم أتنبه لقدومه وحاشيته ....كان يريد إغلاق النوافذ ، ويبقي على واحدة للحاسوب .....لست بمصغ إليه ، وتركتها مشرعة للريح والشمس.
وفجأة طوّح بي الأجل إلى مهاوي الثرى . وكال لي الشتم والسباب بأقذع الألفاظ .... وقال بجرْسٍ جهوري : أرى المصلحة العامة أن أقذف بك في غيابة السجن ، ليعتبر بك الآخرون !؟

وما غَنَمُ الراعي أُعدّت لأجله = ولكنّما الراعي أُعدَّ ليرعاها

وانصرف شاب خفيف الروح ، ما مرّ على قلبه الهم إلى مقاطعته قائلاً :
- ذاع صيت سرقة الدجاج في البلدة ، وكان جاري يعوّل على كلبه ( أبو الذئاب ) اقتفاء أثر الجناة والنيل منهم ...ولمّا مرّت الأيام دون جدوى ، وحتى لا نخدع بسراب المنى وأعاليل الوعود ...قلت لجاري أمام الملأ : الجميع يعرف أن ( أبو الذئاب ) يكفيه مؤونة النباح على ثلاثة أشخاص من البلدة كلها ، ويميل عنقه تحت نعال البلدة ، ويخشى جمع ( ابن آوى ). والنصح في البحث عن بديل له...
حتى إذا مضى هزيع من الليل ، استغرقت البلدة في النوم . خرجت أبحث عن نسمة عليلة ، فرأيت ( أبو الذئاب ) وقد عاد أدراجه يحمل البيض والدجاج ، واستقبله جمع ( ابن آوى ) يضحكون وتواثب إليه الصغار.... ويقبلونه !!!!

دمشق 26/6/2006

[عيسى عدوي]

أخي ابا سومر الرائع ....الحكايه وما فيها ....أن حاميها حراميها ...وعلى رأي الأخوة المصرين ...من أعطى للقط مفتاح الكرار ..أو المخزن ....فلا يحزن ...بل يبكي دما ...ولينتبه لدموعه ..وليبحث عنها في جراب أبي الذئاب ...أو تحت عباءته أو حتى في جيوب سراويله ....فقد يختلط عليه الأمر إن شاهده بالسراويل ...اتمنى من الله أن ارى اليوم الذي تنقرض فيه مهنة الرعيان ...وتحيا فيه الغنم دون خوف من الذباحين والآكلين ....دمت رائعا مبدعا

[نايف ذوابه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر حمصي الجاسم

أبو الذئاب

ماهر حمصي الجاسم

لمّا رقأت دمعته ، وأفاق من إغمائه ، وقلب طرْفَه في أهله وصحبه ...ابتدره أحدهم بالملام : أشرت إليك بالنهوض ، مادامت لك قدم تحملك ...فلماذا لم تسرع بالهرب ؟!
ثم تداعت الصور إلى القيام في رجفة جسده ، وحركة شفتيه الباردتين ...فانبرى يتحدث بصوت واجف.
- لا أخبرتكم إلا عن عيان ....إنه المسخ في صورته ، والجني يرتعد فرقاً من طلعته ، وعين القطران تجري من صنان إبطيه ورقبته .......
وكانت الخيالات تطوف به من كل جانب ، فإذا أغمض عينيه سمع صداها في نفسه ، فاسترسل إليها .
- كان اليوم صائفاً والهاجرة تلذع الأجسام ، ولم أتنبه لقدومه وحاشيته ....كان يريد إغلاق النوافذ ، ويبقي على واحدة للحاسوب .....لست بمصغ إليه ، وتركتها مشرعة للريح والشمس.
وفجأة طوّح بي الأجل إلى مهاوي الثرى . وكال لي الشتم والسباب بأقذع الألفاظ .... وقال بجرْسٍ جهوري : أرى المصلحة العامة أن أقذف بك في غيابة السجن ، ليعتبر بك الآخرون !؟

وما غَنَمُ الراعي أُعدّت لأجله = ولكنّما الراعي أُعدَّ ليرعاها

وانصرف شاب خفيف الروح ، ما مرّ على قلبه الهم إلى مقاطعته قائلاً :
- ذاع صيت سرقة الدجاج في البلدة ، وكان جاري يعوّل على كلبه ( أبو الذئاب ) اقتفاء أثر الجناة والنيل منهم ...ولمّا مرّت الأيام دون جدوى ، وحتى لا نخدع بسراب المنى وأعاليل الوعود ...قلت لجاري أمام الملأ : الجميع يعرف أن ( أبو الذئاب ) يكفيه مؤونة النباح على ثلاثة أشخاص من البلدة كلها ، ويميل عنقه تحت نعال البلدة ، ويخشى جمع ( ابن آوى ). والنصح في البحث عن بديل له...
حتى إذا مضى هزيع من الليل ، استغرقت البلدة في النوم . خرجت أبحث عن نسمة عليلة ، فرأيت ( أبو الذئاب ) وقد عاد أدراجه يحمل البيض والدجاج ، واستقبله جمع ( ابن آوى ) يضحكون وتواثب إليه الصغار.... ويقبلونه !!!!

دمشق 26/6/2006

أخي العزيز أبو سومر الغالي .... الفكرة قوية والأسلوب نفسه يحتاج إلى البحث فيما وراء السطور والربط بين المسطور وغير المسطور من خوافي الأمور...

أبو الذئاب يمثل الراعي الخائن لرعيته.... المضيع للأمانة التي جُعلت في عنقه... الذي يتواطأ مع من يروع الآمنين ويغتال شخصياتهم...

كل الرعاة في بلادنا صغيرهم وكبيرهم أبو الذئاب يقتدون ببعضهم في الخيانة والسطوة على الناس والممتلكات ...

لا بد أن تتعاضد الأمة من أجل أن يرعاها الراعي الأمين ،ولا سبيبل لأن تنقرض مهمة الرعاة كما تفضل أخي العزيز عيسى ...

وعظ الحسن البصري رحمه الله عمر بن عبد العزيز فقال له:
يا أمير المؤمنين، إنما الإمام كالراعي الرفيق بإبله؛ يجتبي لها أطيب المرعى ،ويجنبها السباع، ويحميها من الحر والقر....
نثبت الموضوع وندعو الإخوة المبدعين إلى التفاعل والحوار معه....

[فاطمة الجزائرية]

...........السلام عليكم ,
حتى إذا مضى هزيع من الليل ، استغرقت البلدة في النوم . خرجت أبحث عن نسمة عليلة ، فرأيت ( أبو الذئاب ) وقد عاد أدراجه يحمل البيض والدجاج ، واستقبله جمع ( ابن آوى ) يضحكون وتواثب إليه الصغار.... ويقبلونه !!!!

لو كان ابن آوى يسكن الجبال والغابات , فإن أبا الذئاب يسكن كل مكان المدينة والريف , وهو حر ولو كان مسجونا , وصديق ولو كان عدوا , وحذار من الحكم عليه فإنه حاكم لا محكوم ............ولكن أي حاكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
...........أخي ماهر لقد رأيت ان لا حكما عادلا في هذا البلد و إن كان موجودا فإنه على الرعية البريئة لا على الظالم ................فاطمة.

[ايهاب ابوالعون]

لا تدري في هذا الزمن , من أين تأتيك البلية , فكن كيسا فطنا , فابو الذئاب في بعض الاحيان يكون أخا لك .

[تحسين الأشرم]

لا أخبرتكم إلا عن عيان ....إنه المسخ في صورته ، والجني يرتعد فرقاً من طلعته ، وعين القطران تجري من صنان إبطيه ورقبته .......
اخي ماهر : انك بهذه الكلمات قدمت لوحة دقيقة لهذا الوجه القبيح ....كنت اتمنى منك ان ترفق صورته ..... واظن انها بين يديك ......

[جمال علوش]

أخي الغالي / أبو سومر..
أنا مع الأخ تحسين الأشرم في ضرورة نشر الصورة .. صورة أبي الذئاب التي ارتأيتها ، وجهدت في بلورتها .. نجحت في الكثير ، وقصَّرْتَ في القليل ... كان لمجاز الصورة أن يكون أكثر شفافية في عملية بلورة الطرح ، وكان بالإمكان الابتعاد أكثر عن المباشرة في حالة الدخول في النقاط الحساسة .
مع ذلك كنتَ رائعاً أيها الجميل ... أتمنى أن أقرأ لك ما هو أروع ..
لك محبتي وحبي أبا سومر
أخوك : جمال علوش

[فاطمة الجزائرية]

.............السلام عليكم , أخي ماهر تركتنا وحدنا مع أبي الذئاب ..........أين أنت ؟........فموضوعك رائع لكنه يحتاج إلى حضورك .........فنحن ننتظرك في ساحة أبي الذئاب لأنك شجاع وقوي وذكي...........وأمثالك قليلون ...........فاطمة.

[ماهر حمصي الجاسم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيسى عدوي

أخي ابا سومر الرائع ....الحكايه وما فيها ....أن حاميها حراميها ...وعلى رأي الأخوة المصرين ...من أعطى للقط مفتاح الكرار ..أو المخزن ....فلا يحزن ...بل يبكي دما ...ولينتبه لدموعه ..وليبحث عنها في جراب أبي الذئاب ...أو تحت عباءته أو حتى في جيوب سراويله ....فقد يختلط عليه الأمر إن شاهده بالسراويل ...اتمنى من الله أن ارى اليوم الذي تنقرض فيه مهنة الرعيان ...وتحيا فيه الغنم دون خوف من الذباحين والآكلين ....دمت رائعا مبدعا

الأخ الحبيب الغالي ( أبو تامر )..............

في البدء أشكرك على مرورك الكريم......وأهمس :
(( ما ذنب صاحبنا الذي لم يزل يعيش خيالات المسخ وغيابة السجن !؟؟)).

مع فائق تقديري واحترامي

[ماهر حمصي الجاسم]

الحبيب المحبوب ( أبو عبد الله ).......

أسرني تحليلك ....و....

قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز
(( أليس الصبح بقريب ))

صدق الله العلي العظيم

[ماهر حمصي الجاسم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الجزائرية

...........السلام عليكم ,
حتى إذا مضى هزيع من الليل ، استغرقت البلدة في النوم . خرجت أبحث عن نسمة عليلة ، فرأيت ( أبو الذئاب ) وقد عاد أدراجه يحمل البيض والدجاج ، واستقبله جمع ( ابن آوى ) يضحكون وتواثب إليه الصغار.... ويقبلونه !!!!

لو كان ابن آوى يسكن الجبال والغابات , فإن أبا الذئاب يسكن كل مكان المدينة والريف , وهو حر ولو كان مسجونا , وصديق ولو كان عدوا , وحذار من الحكم عليه فإنه حاكم لا محكوم ............ولكن أي حاكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
...........أخي ماهر لقد رأيت ان لا حكما عادلا في هذا البلد و إن كان موجودا فإنه على الرعية البريئة لا على الظالم ................فاطمة.

العزيـــــــــزة الغالية فاطمة.......

و....وأخشى أن يغزو ( أبو الذئاب ) سرائرنا ، ويعيث في ضمائرنا....وعندها سيان إن كان في المدينة أو القرية أو الخيمة أو في برج !؟

مع فائق تقديري واحترامي

[ماهر حمصي الجاسم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايهاب ابوالعون

لا تدري في هذا الزمن , من أين تأتيك البلية , فكن كيسا فطنا , فابو الذئاب في بعض الاحيان يكون أخا لك .

صدقت أيها العزيز الغالي ......وعندها قد تكون فجاءة الطامّة في حزّة قلوبنا !

أشكرك جدا...مع فائق تقديري واحترامي