رسالة من طفل سوري الى رئيس الحكومة (بالعامية)

[عبد السلام الكردي]

عمو رئيس الحكومة الحباب..

أنا اسمي سلمى

بيضلو البابا والماما يتخانقوا فوق راسي

وبيضلو زعلانين ومكشرين

وعم يتخانقوا على المصاري

وأنا بخاف كتير لما بيعيط البابا

وبزعل وببكي كتير لما بتبكي الماما

ياعمو ليش ما بتزيدولهون المصاري شوي

لحتى يشترولنا بندورة وبيض وتطعمينا الماما جظمظ

أنا بحب الجظمظ كتير

وبحب اللحمة بس ما بيشترولي ياها أهلي إلا قليل

مبارح ياعمو أخي محمد كان مرضان كتير

والبابا اخدو على المستشفى بنص الليل

والماما كانت عم تبكي

ولما رجع كمان تخانق البابا والماما على المصاري

وعيط البابا كتير وقلها من وين بدي جيب حق الدوا بنص الليل

وأخي سخن كتير وأنا سهرت جنبه وحطيت مي باردة على راسو

والبابا كان عم يستنى يصير الصبح ومن بكير دق على باب الجيران

واخد منهون مصاري ليجيب الدوا..

أنا يا عمو زعلانة كتير منك لانو سألت البابا من وين بتجيب المصاري

قلي من الشغل

قلتلوا ووين بتشتغل.. قلي عند الحكومة..

وأنا شفت صورتك مبارح بالتلفزيون معك كتير عالم عم يزقفولك وأنت وعم تقص شريط

وسألت الماما عنك وقالتلي هادا رئيس الحكومة..

يعني أنت رئيس البابا بالشغل

قلت لأبعتلك هالرسالة بلكي بتعطيه للبابا مصاري أكتر

لأنو البابا بيستاهل وبضل يقول للماما انو تعبان من الشغل

وبيشتغل بالليل.. وبشوفوا عم يقرا ويكتب على وراق كبيرة اسمها ددابير (اضابير)

بيجيب ددابير وبياخد ددابير.. وبيتأخر كل يوم على الغدا..

يعني بيشتغل كتير.. ليش ما عم تعطوه مصاري.. حرام يا عمو البابا حرام

أنا بحبو كتير وبس أكبر بدي اشتغل وساعدو وأصرف على أخواتي..

بس ما رح اشتغل عندك بالحكومة..

بدي صير شرطية مرور متل جارنا أبو فيصل

كل يوم بياكلوا لحمة..

أو بدي صير مسؤولة متل أبوها لربى عنا بالمدرسة..

ويصير عندي سيارة وشوفير..

أنا كل يوم يا عمو برجع مشي والبيت بعيد..

وبخاف كتير وأنا عم قطع الشارع كلو سيارات..

مرة وأنا وصغيرة لما سألتو للبابا ليش ما عنا سيارة...

ضحك كتير وبعدين حاشني وبكي وبكيت معو وما فهمت شي..

وبعدين لما كبرت عرفت أنو السيارة بدها مصاري كتير والبابا مامعو..

وأنا هلأ عم جمع مصاري بدون ما قول للبابا بدي اشترليوا سيارة..

صار معي 13 ليرة ورح ضل صمد ليصير معي مصاري كتير..

يعني شي 50 ليرة واشتري لبابا سيارة..

ليوصلنا على المدرسة ويجيب الماما من الشغل الضهر..

لأنو الماما كمان عم تتأخر كتير..

أولت مبارح نطرتها أكتر من ساعتين ادّام الباب بهل البرد..

وكل ما بسألها ليش بتتأخري بتقلي اسألي يلي عمل العطلة يومين..

بس ما يكون أنت يا عمو اللي عملت هيك..

حرام عليك الماما عم ينشغل بالها علينا كتير..

وما عم تلحق تعملنا غدا..

وأنا عم ابرد كتير بالشتي..

مع أنو الماما عم تلبنسي كنزة أخي محمد لما كان صغير تحت الصدرية..

بس ما عندي جاكيت والبابا صار بيوعدني من تلات عياد يشتريلي جاكيت..

وما اشترالي بآخر عيد شي.. وأنا قلت لحالي حرام وما ذكرتو..

يلا بس أكبر بدي اشتري لبس كتير..

واشتري لفحة وطاقية صوف كمان وكندرا زهرية وكولون أبيض جديد..

لصير أميرة وأتجوز أمير

وبدي اشتري تخت زيادة لانو اخواتي عم يحشروني كتير بالتخت يلي عم نام فيه..

وبدي اشتري لعبة فلّة من عند سبيس تون..

وبدي زفّت الحارة..

وركّب حنفية فيها مي للشرب..

وبيت ما بتنقطع الكهربا فيه..

وبدي اشتري بيضة يلي فيها لعبة عرفتها هي يلي بتطلع بالتلفزيون

وبدي اشتري للبابا موبايل وللماما سوارة.. ياالله أنا بحب الماما كتير..

الماما كتير زعلانة.. مبارح بالليل قعدت جنبنا ونحنا نايمين بالتخت تطلع فينا وتبكي..

شفت دموعها من تحت اللحاف..

كنت عاملة حالي نايمة.. غطيت راسي وبكيت..

يمكن سمعتني.. شالتني من التخت حاشتني الماما بتحبني كتير..

والبابا بيحبني كمان أنا أصغر وحدة بين أخواتي..

امبارح اشترالي صندويشة شاورما طعميتوا منها لقمة.. بس قلي لا تقولي لاخواتك..

بس أنا اشتهيتلون ياها كتير..

وهي شغلة كمان بدي اعملها بس اكبر بدي اشتري لاخواتي شاورما من عند عمو البياع



شوف يا عمو مبارح وأنا عم رتب البيت شلت صباط البابا وشفتو مبخوش..

ويمكن صرلو زمان عم يلبسه هيك..

وإذا بدي قلو يشتري واحد جديد بدو يقلي ما معي مصاري..

والبابا موظف بالجامعة..

وعيب يروح على الجامعة هيك..

فبعتلك هل الرسالة ياعمو بلكي بتديني شوية مصاري.. بين ما اكبر..

لاشتري للبابا صباط..

يا عمو أنا بحبك كتير ومبين عليك كتير طيوب..

وما بترضى البابا يروح عل الشغل هيك..

ما تعملي مشاكل أحسن ما اشكيك لعمو الشرطي..

أو رح خليه يشتغل عند حكومة تانية..

هي تبع آه يا نيالي..

وقد ازعر (أعذر) من انذر..



سلمى

منقـــــــــــــــــــــــــــــــــول

[وفاء يونس]

أنا بحبو كتير وبس أكبر بدي اشتغل وساعدو وأصرف على أخواتي..

بس ما رح اشتغل عندك بالحكومة..



من اين ومن أين سأقتبس ...

ما راقني ..وأبكاني


أستاذي

سلمت على ذاك النقل!!!

[محمد صوانه]

أخي عبدالسلام، شكرا على الاختيار
أيتها الطفلة سلمى سلمك الله أنت وأقرانك وجميع الأطفال من كل سوء

أنا حزيـــ - - - ـــــــــــــــــــن
ففي الوطن من أمثال سلمى كثيرات وكثيرون

وإذا صبر الكبار على ضيق ذات اليد
فكيف يكبر الصغار
وكيف ينشؤون
وكيف ننتظر منهم ذات يوم
أن يكونوا كبارا
في فكرهم ونفوسهم وعطائهم؟!

[ربيع عبد الرحمن]

عبد السلام .. أخى العزيز .. ذكرتنى بالجميل " صلاح جاهلين .. و كل الأحباب فى الزمن الجميل .. الذين كتبوا على لسان طفل أو طفلة .. كم شدنى الموضوع .. و كم أفحمنى .. و ربما سحب دمعة من عينى .. هذه البراءة المتقمصة .. الذكية .. الرهيفة .. كانت تقول ما أريد قوله .. فى رسالة عتاب إلى
حكومة ما .. لكنها بالقطع عربية .. لأننا العرب و للأسف الشديد .. لا نراعى هذه الأمور .. متطلبات الأسرة .. و مرتبات العاملين فى هذه الحكومة أو القطاع الخاص السىء السمعة .. و يدعى رأس مال وطنى .. هو رأس مال وطنى .. !!
كم نحن فى حاجة لمثل هذه البراءة التى ترى ما لا يراه الكبار .. كم نحن فى حاجة إلى صوتها .. ربما وصل إلى من يعنيهم الأمر !!!!!
شكرا لك أخى الفاضل على هذا النقل الرائع
تحياتى
ربيع عقب الباب

[عبد السلام الكردي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء يونس

أنا بحبو كتير وبس أكبر بدي اشتغل وساعدو وأصرف على أخواتي..

بس ما رح اشتغل عندك بالحكومة..



من اين ومن أين سأقتبس ...

ما راقني ..وأبكاني


أستاذي

سلمت على ذاك النقل!!!

لو علم ذلك الرجل ما في قلب سلمى من الم
لاختار الموت قبل ان يقدم على ما فعل
لكن ما الفائدة ؟
اسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي
استاذتي حضورك راق جدا
اعتذر على ما سببته لك من الم

[عبد السلام الكردي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد صوانه

أخي عبدالسلام، شكرا على الاختيار
أيتها الطفلة سلمى سلمك الله أنت وأقرانك وجميع الأطفال من كل سوء

أنا حزيـــ - - - ـــــــــــــــــــن
ففي الوطن من أمثال سلمى كثيرات وكثيرون

وإذا صبر الكبار على ضيق ذات اليد
فكيف يكبر الصغار
وكيف ينشؤون
وكيف ننتظر منهم ذات يوم
أن يكونوا كبارا
في فكرهم ونفوسهم وعطائهم؟!

فاقد الشيء لا يعطيه
هذا ما اعتدنا سماعه
لكننا لا نريد سماعه
يقتلون براءة اطفالنا وينتزعون البسمةمن شفاهمم ومازالوا بكل وقاحة يخرجون الينا عبر الشاشات ليعلموننا كيفية انشء جيل واع مثقف محبا للوطن كما يريدون هم
لن اطيل اكثر
صديقي محمد اسعدني تواجدك هنا

[عبد السلام الكردي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع عبد الرحمن

عبد السلام .. أخى العزيز .. ذكرتنى بالجميل " صلاح جاهلين .. و كل الأحباب فى الزمن الجميل .. الذين كتبوا على لسان طفل أو طفلة .. كم شدنى الموضوع .. و كم أفحمنى .. و ربما سحب دمعة من عينى .. هذه البراءة المتقمصة .. الذكية .. الرهيفة .. كانت تقول ما أريد قوله .. فى رسالة عتاب إلى
حكومة ما .. لكنها بالقطع عربية .. لأننا العرب و للأسف الشديد .. لا نراعى هذه الأمور .. متطلبات الأسرة .. و مرتبات العاملين فى هذه الحكومة أو القطاع الخاص السىء السمعة .. و يدعى رأس مال وطنى .. هو رأس مال وطنى .. !!
كم نحن فى حاجة لمثل هذه البراءة التى ترى ما لا يراه الكبار .. كم نحن فى حاجة إلى صوتها .. ربما وصل إلى من يعنيهم الأمر !!!!!
شكرا لك أخى الفاضل على هذا النقل الرائع
تحياتى
ربيع عقب الباب

سلمى يا صديقي
تذكرنا بكل من فينا
هي لا تنسانا ابدا لكننا وللاسف نسينا او تناسينا قلبها الرحيم وبرائتها المقدسة
عيون سلمى يا صديقي لن تقاوم محرزهم فقد فقؤوها منذ نعومة اظفارهم واستباحوا البساطة والطهر
لكن
يكفي, ان يعلم العراة ان الوانهم لا تسترهم
اهلا بك هنا

[عبد السلام الكردي]

ما زالت سلمى تسكن اللب منذ أن كتبت هذه الرسالة ومازالت الدمعة متحجرة في العين وتأبى إلا أن تهطل
اليوم تذكرت سلمى حين مرت الى جانبي في أحد الشوارع طفلة تبكي بشدة لأن سيدها يدفعها الى التسول قسراً
فتحت هذه الصفحة لأطمئن على عيون سلمى وأسأل هذه الصغيرة إن كانت هي من كانت تبكي الى الجانب مني

[محمد صوانه]

أخي عبدالسلام
الموضوع أقرب إلى منتدى الحوار العام
ليطلع عليه الزوار الكرام هناك
لك مودتي
وأهلا بك في الخواطر دائماً

[عبد السلام الكردي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد صوانه

أخي عبدالسلام
الموضوع أقرب إلى منتدى الحوار العام
ليطلع عليه الزوار الكرام هناك
لك مودتي
وأهلا بك في الخواطر دائماً

لك ما ترى أخي محمد , المهم في الأمر هو أن تصل رسالة سلمى إلى من يهمه الأمر
بوركت أناملك أخي الكريم

[ايهاب ابوالعون]

شكرا لك على نقل الموضوع اخي محمد الى منتدى الحوار .
ولعل الموضوع يعمم على جميع الحكومات العربية و للاسف

[سلمى رشيد]

( أنا الموقعة أعلاه سلمى رشيد ،،أعلن اني لست سلمى تلك ،، ناوي تحبسني أخي عبد السلام )

أخي الكريم عبد السلام
هذا هو المضحك المبكي ،، ورسالة مؤلمة عن واقع أشد إيلاما والمواطن العربي المقهور يعمل من الصباح إلى الرباح كما نقول من أجل لقمة العيش له ولأولاده ،، والمصيبة عندما تتفتح عيون الأطفال على مغريات هذه الحياة وتبدأ طلباتهم التي لا تنتهي .
اللهم إنا نعوذ من السؤال وقهر الرجال .
جزيل الشكر أخي عبد السلام وأطيب التحيات